أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 عن شنه هجوماً من 3 ضربات على إيران استهدف منشآت عسكرية، في الوقت الذي قالت فيه إيران إنها تصدت للهجمات الإسرائيلية بنجاح.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن الموجة الأولى من العملية التي أطلق عليها "أيام الحساب" استهدفت منظومة الدفاع الإيرانية، بينما استهدفت الموجة الثانية والثالثة منشآت تصنيع صواريخ استخدمت لإنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار ومواقع الإنتاج.
ما هي المنشآت العسكرية التي هاجمتها إيران؟
كشفت مصادر إيرانية لـ"عربي بوست" أن الموجة الأولى من الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر السبت 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 استهدفت مقر منظومة الدفاع إس 300 بالقرب من ضريح الخميني جنوب العاصمة طهران.
وأضاف المصدر نفسه، أن النيران اشتعلت بالمنطقة، ولازالت محاولات إخمادها مستمرة، بعد مرور أكثر من 12 ساعة على شن الهجوم الإسرائيلي على إيران، كما أن تل أبيب استخدمت أجهزة التشويش على منظومة إس 300.
وقال المصدر نفسه أن منظومة الدفاع إس 300 المتضررة هي المنظومة التابعة لحماية منشأة فوردو النووية، في الوقت الذي تجنب فيه الحديث عن مواقع هذه المصانع بالتحديد.
وأكد المصدر نفسه ما جاء في بيان جيش الاحتلال بخصوص مهاجمة منشآت لتصنيع الصواريخ قائلاً: إن الطائرات الحربية الإسرائيلية تسببت في انفجارات في مصنع للصواريخ في شمس آباد.
وأشار المصدر نفسه إلى أن الهجوم الإسرائيلي على مصنع شمس آباد استهدف مصنع تصنيع الصواريخ بشكل مبدئي، وليس مصنعاً لتكنولوجيا الصواريخ وهو من الأماكن الأكثر تضرراً من الهجوم الإسرائيلي.
وقال المتحدث لـ"عربي بوست" إن أكبر الخسائر من الهجوم الإسرائيلي على إيران يتمثل في الخسائر التي ألحقته الهجمات لأجهزة الرادارات والدفاع الجوي
بالإضافة إلى ذلك، استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية في إيران مصنعاً للصواريخ في ميناء الإمام الخميني، حسب مصادر تحدثت لـ"عربي بوست".
وحسب مصادر "عربي بوست" فقد تم استهداف كل من مدينة طهران، وشمس آباد، وكرج، وكرمانشاه، وعيلام، والأهواز، وخوزستان، وعبادان، وشيراز، بالإضافة إلى السويداء في سوريا.
ونفى المصدر نفسه قصف أي منشأة عسكرية داخل الحدود العراقية، فجر السبت 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، على عكس ما تم الترويج له إعلامياً.
وحسب المصادر نفسها فقد تم استهداف كل من:
- مركز قادري
- مركز عماد لتصنيع الصواريخ
- مقار فلك العسكري
- المركز اللوجستي للقوات الجوية للحرس الثوري الإيراني
- ثكنة الإمام علي جنوب طهران
- قاعدة عسكرية قرب مرقد الخميني.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت منشآت لتصنيع الصواريخ تستخدم لإنتاج الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل في العام الماضي.
وتجنبت إسرائيل ضرب المنشآت النووية، ومنشآت النفط والغاز الإيرانية، وذلك أخذاً بطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنصيحته.
من جهته قال دانييل هاغاري في تصريح لوسائل الإعلام الإسرائيلية إن إسرائيل اختارت هذه المواقع من "بنك أهداف واسع"، وأنها ستكون قادرة على "اختيار أهداف إضافية منها وضربها إذا لزم الأمر".
وكانت إيران قد شنّت هجوماً استهدف مواقع عسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشمل الهجوم إطلاق حوالي 250 صاروخاً باليستياً في بداية الشهر الجاري ردًّا على اغتيال فؤاد شكر، القائد في حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت، واغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، في طهران.
هل استعدت إيران للهجوم الإسرائيلي؟
من جهة أخرى، كشف مصدر لـ"عربي بوست" أن إيران حصلت على معلومات استخباراتية روسية قبل الهجوم الإسرائيلي، ونقلت عدداً كبيراً من الطائرات بدون طيار والصواريخ لأماكن غير معروفة.
في المقابل قال مصدر أمني إيراني: "نحقق في استخدام الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي الأردني والعراقي لضرب الرادارات العسكرية في السويداء قبل إطلاق الصواريخ باتجاه إيران".
وقال المصدر الأمني لـ"عربي بوست" إن إسرائيل التجأت لـالرادارات في سوريا قبل الدخول المباشر للمجال الجوي الإيراني، والذي كان سينتهي بإسقاط المقاتلات الإسرائيلية.
من جهتها قالت قوات الدفاع الجوي الإيرانية في بيان لها إن قواعدها في محافظات طهران وخوزستان وإيلام تعرضت للهجوم، وتم التصدي للهجمات بنجاح، لكن كانت هناك "أضرار محدودة" في بعض المواقع.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن تل أبيب استخدمت نحو 100 طائرة ومسيرة في الهجوم، وكانت من طراز F35، F16، F15، فيما حلقت عشرات الطائرات المقاتلة وطائرات التزود بالوقود وطائرات المخابرات حوالي 1500 كيلومتر في الهجوم.
ونفت وكالة تسنيم، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، استخدام إيران لـ100 طائرة، وأن المنشآت التي استهدفتها إسرائيل أقل بقليل مما تم إعلانه، والهدف من هذه الأخبار الكاذبة تهويل الهجوم الإسرائيلي.
قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن إسرائيل أبلغت إيران قبل الهجوم الذي نفذته بساعات، وطالبتها بعدم الرد، وفق ما ذكر موقع والا العبري.
وأضافت المصادر أن الرسالة الإسرائيلية كانت تهدف إلى محاولة منع تصعيد أوسع نطاقاً، واحتواء تبادل الضربات المباشرة بين الطرفين.
وأوضحت المصادر أن الرسالة الإسرائيلية سُلِّمت إلى الإيرانيين الجمعة عبر عدة دول قبل عدة ساعات من الهجوم. وأن وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، الذي شغل سابقاً منصب سفير هولندا لدى إسرائيل، شارك في نقل الرسالة الإسرائيلية إلى إيران.