مع اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن قواته خاضت، اليوم الثلاثاء، أشرس معارك لها مع المقاومة الفلسطيني، وإعلان حماس عن هجمات أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال، يبدو أن الفصل الأكثر عنفاً وقسوة من الحرب الفلسطينية قد بدأ مع انطلاق الاجتياح الإسرائيلي لجنوب قطاع غزة.
وقال الجنرال يارون فينكلمان، قائد القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إن القوات الإسرائيلية، مدعومة بطائرات حربية أسقطت مئات القنابل والذخائر الأخرى اليوم الثلاثاء على جنوب قطاع غزة، تخوض أعنف يوم من القتال منذ بدء غزوها لغزة.
وأضاف أن "القوات تقاتل في جباليا شمال مدينة غزة والشجاعية شرق المدينة وتقاتل الآن أيضاً في خان يونس بجنوب القطاع".
لماذا ستكون معارك جنوب قطاع غزة أكثر شراسة؟
لأسباب كثيرة ستكون المعارك في جنوب قطاع غزة أشد ضراوة، فلقد هجر الاحتلال خلال حملته على شمال قطاع غزة أغلب السكان إلى جنوب القطاع.
ويقدر عدد النازحين في غزة بنحو 1.8 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة، مما يعني أن هذه المنطقة يتكدس فيها معظم سكان غزة البالغ عددهم مليونين و200 ألف وسط تقارير عن مغادرة بعض السكان نحو رفح على الحدود المصرية.
تل أبيب تتعرض للقصف بالتزامن مع الاجتياح الإسرائيلي لجنوب قطاع غزة
في المقابل، فإن الاحتلال رغم تفريغه مناطق الشمال من معظم السكان، يبدو أنه لم يحقق أهدافه، وسط تضارب البيانات بين القادة العسكريين حول مدى نجاح حملتهم في الشمال، حيث قال قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي إنهم اقتربوا من إنجاز مهمتهم في شمال غزة، بينما قلل المتحدث باسم جيش الاحتلال من ذلك بالقول إن الاحتلال لم يتمكن من هزيمة المقاومة الفلسطينية بالكامل في الشمال.
وفي الأيام التي أعقبت انتهاء وقف القتال في الأول من ديسمبر/كانون الأول، دخلت عشرات الدبابات الإسرائيلية الجزء الجنوبي من قطاع غزة يوم الإثنين وشوهدت وهي تعمل بالقرب من خان يونس، حيث يقول جيش الاحتلال إن قيادة حماس تختبئ هناك.
والمفارقة أنه بالتزامن مع بدء الاجتياح الإسرائيلي لجنوب قطاع غزة، انطلقت صفارات الإنذار يوم الإثنين بعد الظهر في ضواحي قرب تل أبيب. وكذلك عسقلان قبل ساعة من ذلك، كما انطلقت صفارات الإنذار في بئر السبع والمجتمعات المجاورة لأول مرة منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
الاحتلال يزعم تفكيكه معظم كتائب المقاومة في الشمال
وزار رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي العاملة في شمال غزة يومي الأحد والإثنين 3 و4 ديسمبر/كانون الأول.
وخلال زيارته يوم الأحد، قال إن الجيش الإسرائيلي "فكك" كتيبتين من حماس في شمال غزة. وأضاف: "أمس واليوم قضينا على قادة الألوية وقادة السرايا والعديد من العناصر، وصباح أمس بدأنا نفس العملية في جنوب قطاع غزة، ستكون بقوة ونتائج لا تقل عما حدث في الشمال".
ولكن على أرض الواقع ليس هناك أدلة قوية على نجاح الجيش الإسرائيلي في استهداف أعداد كبيرة من مقاتلي حماس والأنفاق وأماكن تصنيع الأسلحة وتخزينها، وما زالت هجمات المقاومة مستمرة في الشمال، بشكل لا يقل كثيراً عن وتيرة الأيام الأولى للحرب.
ويبلغ عدد مقاتلي كتائب عز الدين القسام، التي تشكل الجناح المسلح لحركة حماس، ما بين 30.000 إلى 40.000 مقاتل.
عشية الهدنة، قدر المسؤولون الإسرائيليون أن 5000 من مقاتلي حماس قد قتلوا حتى الآن، حسبما نقل عنه تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية.
ولكن الأدلة تنفي ذلك
في المقابل أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في 22 نوفمبر/تشرين الثاني قبيل الهدنة بأيام أنه في اليوم الـ46 للحرب، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي إلا من استهداف 10% فقط من البنية التحتية لـ"حماس".
بينما قدر الجنرال كينيث إف ماكنزي جونيور، القائد المتقاعد بالجيش الأمريكي.عدد من استُشهد من مقاتلي حماس بألف مقاتل عشية بدء الهدنة.
بينما تفيد مصادر مقربة من القسام لـ"عربي بوست" بأن حجم خسائر حماس أقل من ذلك بكثير.
في المقابل، تفيد تقارير القسام والمستندة في كثير من الأحيان إلى صور وفيديوهات بأنها استهدفت مئات من الدبابات والمدرعات الإسرائيلية، في الأغلب لا يعني كل استهداف للمدرعات تدميرها، ولكن قد تؤدي لخروجها من الخدمة.
وصل عدد الآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في غزة إلى 383، وذلك بين يومي 3 و8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بحسب صور أقمار صناعية حصلت عليها قناة الجزيرة.
بحساب عدد الآليات التي تم تدميرها حتى يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني فهي "160 آلية" من نسبة إجمالي الآليات المتوغلة قبل هذا التاريخ "383"، سنجد أن كتائب المقاومة تمكنت من تدمير نحو 41% تقريباً من عدد الآليات المتوغلة في القطاع حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
جيش الاحتلال سوف يواجه أقوى ألوية حماس في الجنوب
ويعني ذلك أن الاجتياح الإسرائيلي لجنوب قطاع غزة يجرى في وقت لم يسيطر الجيش الإسرائيلي على الوضع في شمال القطاع.
فالمعارك ما زالت مستمرة في شمال قطاع غزة؛ حيث تشهد منطقة جباليا تحديداً، معارك ضارية، ورغم القصف الوحشي الذي تعرض له منذ بداية الحرب فإن القتال يدور بها بعد ثلاثة أسابيع من المعارك.
كما أنه يواجه في الجنوب ثلاثة ألوية لحركة حماس هي لواء الوسط ولواء خان يونس ولواء رفح (إضافة لقوات الفصائل الفلسطينية الأخرى)، وهي ألوية لم تشارك في القتال حتى الآن، أي لم تصب بأضرار أو حتى الإنهاك عكس بعض قوات الجيش الإسرائيلي.
إليك خطة الجيش الإسرائيلي واستراتيجية حماس المضادة
تقوم خطة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب قطاع غزة على الانتشار في الجنوب والفصل بين ألوية جنوب القطاع الثلاث وعزلها عن بعضها.
ولكن الواقع أن أسلوب قتال حماس منذ بداية الحرب يقوم على أن تقاتل كل مجموعة بشكل منفرد، لأنها لا تمتلك مثل أي جيش طبيعي فرص التحرك على الأرض في ظل وجود الطائرات الإسرائيلية في الأجواء والمدرعات على الأرض.
وإذا قامت إسرائيل بعزل قوات حماس في الجنوب عن بعضها بعض، فإن هذه القوات سوف تواصل تحقيق الحد الأدنى من الحركة اللازمة عبر الأنفاق، ورغم إعلان إسرائيل في الشمال عن تدمير الأنفاق فإنه من الواضح أن ذلك لم يؤثر كثيراً في قدرة قوات حماس على مباغتة القوات الإسرائيلية عبر هجمات تحدث حتى في أقصى شمال القطاع، ولم يؤدّ حتى إلى وصول الاحتلال للأسرى المختبئين بالأنفاق.
التوغل البري يجعل جنود الاحتلال أقرب لفوهات بنادق وقذائف حماس
كما يعني انتشار قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، أنها سوف تعطي فرصة لحماس لتنفيذ هجمات عن قرب ضد القوات الإسرائيلية بواسطة العبوات الناسفة وقذائف ياسين المضادة للدبابات التي تحتاج إلى أن تطلق من مسافات قريبة، كما يحدث في شمال غزة.
ولا يعني دخول الجيش الإسرائيلي إلى منطقة فلسطينية أنه هزم المقاومة، بها، فببساطة قد يعني ذلك أن المقاومة قررت الانتقال لمنطقة أخرى أكثر مواءمة أو أنها تكمن له أو أنها تفضّل إرجاء القتال حتى وقت مناسب.
فما زال الجيش الإسرائيلي يعاني منذ بداية الحرب، حقيقة أنه لا يرى مقاتلي المقاومة الفلسطينية المختبئين تحت الأرض، وهو في محاولته القيام بالتوغل البري فإنه يقترب منهم بطريقة تجعله هدفاً أفضل بالنسبة لهم، وفي نفس الوقت فإن القصف الجوي والمدفعي لا يبدو فعالاً في ظل توسع شبكة الأنفاق وزيادة عمقها.
استراتيجية المقاومة فاجأت جيش الاحتلال
فلقد فاجأت الاستراتيجية العسكرية لكتائب عز الدين القسام إسرائيل، التي كانت تتوقع أن يتجمع مئات من قوات حماس للتصدي لتوغلات الجيش الإسرائيلي، كما حدث في معركة حي الشجاعية عام 2014، ليتم استهدافها عبر قوة الاحتلال النيرانية المتفوقة بواسطة الطائرات والمدفعية والدبابات.
ولكن تقوم استراتيجية حركة حماس على استدراج الاحتلال إلى عشرات المعارك الصغيرة في البيئة المناسبة لها.
إذ يلاحَظ أن المقاومة الفلسطينية لم تخُض حتى سوى عدد قليل من المعارك الكبيرة، التي أثمر بعضها عن تراجع ولو مؤقت للاحتلال مثلما حدث قبل أيام عندما واجه الجيش الإسرائيلي مقاومة غير مسبوقة في الزيتون وجباليا دفعته إلى التراجع ولو مؤقتاً.
ولكن أغلب عمليات حماس عمليات محدودة، تشتبك فيها مجموعات صغيرة مكونة من بضعة أفراد مع المدرعات والدبابات الإسرائيلية، وأحياناً هذه المجموعات تكون عبارة عن ثلاثة أفراد: حامل للقذائف المضادة للدبابات، ومساعد له، ومسلح يحمل بندقية أو رشاشاً.
ورغم الدعاية الإسرائيلية بشأن تدمير الأنفاق، فإنه من الواضح أن شبكة الأنفاق الأكثر أهمية التي تضم الأسرى الإسرائيليين وقادة ومقاتلي المقاومة ومناطق تصنيع الأسلحة وتخزينها ما زال أغلبها بعيداً عن أيدي الإسرائيليين الذين قالوا إنهم يحتاجون إلى عام لتفكيكها فيما بدأوا مؤخراً يفكرون في غمرها بالمياه للقضاء على مقاتلي حماس.
اللواء الذي أذاق جيش إسرائيل المر في 2014 ينتظره مجدداً
مما قد يجعل الاجتياح الإسرائيلي لجنوب قطاع غزة، أكثر صعوبة من الشمال الذي لم تحسم به المعارك بعد، لأن الألوية الثلاثة الموجودة في جنوب غزة تعتبر من أقوى لدى حماس.
ولواء خان يونس تحديداً من أقوى ألوية حماس، وفي عام 2014، أذاق الجيش الإسرائيلي المر وكان أول من استخدم الحشوات اللاصقة بشكل بدائي في ذلك الوقت، حسب اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والاستراتيجي في حديث مع قناة "الجزيرة".
وستلعب الأنفاق (التي نشأت في الأصل في جنوب قطاع غزة بهدف تهريب المواد التموينية من مصر لقطاع غزة المحاصر)، دوراً أكبر في استراتيجية حماس العسكرية في هذه المنطقة؛ نظراً لأنها أقل في الكثافة السكانية من شمال القطاع.
كما أن الأنفاق في الجنوب قد يكون بعضها ممتداً إلى شبه جزيرة سيناء المصرية (رغم إغلاق القاهرة لكثير منها خلال السنوات الماضية)، مما قد يسمح ببعض عمليات الإمداد والتموين.
وتعتمد حماس على شبكة متاهة من الأنفاق تحت قطاع غزة لتخزين الأسلحة والإمدادات وتدريب المقاتلين وإقامتهم في الثكنات بعيداً عن أنظار أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المتقدمة وبعيداً عن متناول قواتها الجوية.
وتستخدم حماس أيضاً منشآت تحت الأرض لتجميع وتخزين أجزاء من ترسانتها الكبيرة من الصواريخ ومنصات الإطلاق.
ويمكن أن تسمح الأنفاق لحماس بنصب الكمائن وتجنب اكتشافها إذا واصلت إسرائيل تنفيذ عمليات برية كبيرة لوقت طويل، حسبما ورد في تقرير لموقع Axios.
تقول تهاني مصطفى، المحللة الفلسطينية في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية دولية: "بالنظر إلى حجم التخطيط الذي ينطوي عليه الهجوم، من الصعب أن نتخيل أن قادة حماس لم يحاولوا وضع استراتيجية لكل السيناريوهات الممكنة".
استراتيجية حماس العسكرية آثارها بعيدة المدى
وتهدف استراتيجية حماس العسكرية هذه إلى الحفاظ على أثمن ما لدى الفصائل الفلسطينية، وهو كتلة عالية التدريب من المقاتلين وذخائرهم وأسلحتهم ومصانع تصنيعها في ظل خوضها حرباً مع عدو يحاصر قطاع غزة بالكامل، مما يجعل تعويض المقاتلين والأسلحة والذخائر مسألة صعبة.
كما أن إطالة أمد الحرب مع احتفاظ المقاومة بقوامها الرئيسي سيكون لها تأثيران.
الأول: أنه كلما طال أمد الحرب، زاد الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي، مع سحب 360 ألف جندي احتياطي عسكري من وظائفهم المدنية للقتال، كذلك ستزداد الضغوط الدولية والمحلية على نتنياهو لوقف حرب تبدو بلا جدوى.
وقال الجنرال ماكنزي: "الوقت ليس في صالح إسرائيل دولياً أو محلياً".
الثاني: أن الاحتفاظ بجزء كبير من قوام المقاومة سوف يمنع إسرائيل وحلفاءها الغربيين من فرض أي سيناريو على غزة دون إرادة شعبها وإرادة المقاومة في حال تنفيذ وقف إطلاق نار، مع دخول قوات أممية أو قوات تابعة للسلطة الفلسطينية.
وقال جيريمي بيني، المتخصص بشؤون الدفاع في الشرق الأوسط لدى شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية في لندن: "قد لا يحتاج الإسرائيليون إلى نهاية اللعبة، لأنها ستُفرض عليهم، وسوف يجعل القادة الإسرائيليون الأمر يبدو كأنهم قاموا بأفضل عملية عسكرية في الوقت المتاح".
محلل عسكري إسرائيلي يتوقع ألا يستطيع الاحتلال القتال في خان يونس طويلاً لهذه الأسباب
ورجح المحلل العسكري الإسرائيلي ناحوم بارنياع أن القتال لن يستمر طويلاً في جنوب قطاع غزة، وقال: "إذا لم نطهر مدينة غزة وضواحيها في 59 يوماً من الحرب، فلن نتمكن من تطهير خان يونس وضواحيها في فترة أقصر بكثير، مع وجود مليوني نازح، (1.8 مليون من شمالي القطاع و200 ألف من خان يونس)، وضغط أمريكي يملي قيوداً على العملية، إضافة إلى خطر النيران الصديقة".
وتوقع ألا تستمر إسرائيل في حربها البرية بمدينة خان يونس أكثر من أسبوعين، وتوقع بعدها إنشاء "منطقة أمنية عازلة" بين القطاع الفلسطيني وجنوبي إسرائيل.
وقال بارنياع إن إسرائيل لن تتمكن من توسيع العملية إلى رفح (على الحدود مع مصر)، فلا يوجد مكان آخر يمكن أن يذهب إليه النازحون.
وفي النهاية، قد يجد الجانبان نفسيهما عائدين إلى الوضع الراهن: هدنة بوساطة دولية، حيث تحكم حماس قطاع غزة المدمر الذي يعتمد على المساعدات، وتضاعف إسرائيل الأمن على طول حدودها، حسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية التي تقول: "وهذا سيبدو بمثابة انتصار بالنسبة لحماس".
المأساة الكبرى تكمن في وضع المدنيين
ولكن الجانب الأكثر مأساوية في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب قطاع غزة، يتعلق بوضع السكان المدنيين في الجنوب والذي كان ملاذاً للفارين من القصف في الشمال.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الأمر الإسرائيلي الذي يقضي بالانتقال من خان يونس إلى مدينة رفح الجنوبية "أثار حالة من الذعر والخوف والقلق".
وقال لين هاستنجز منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية "لا يوجد مكان آمن في غزة ولم يعد هناك مكان يذهب السكان إليه."
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن المناطق الصغيرة القليلة التي صنفتها إسرائيل "آمنة" غير كافية لمئات الآلاف من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المأوى.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، بعد زيارة غزة: "هذه قطع صغيرة من الأراضي القاحلة أو زوايا الشوارع. إنها أرصفة. إنها مبانٍ نصف مكتملة. لا توجد مياه".
قد ينتج عن الاجتياح الإسرائيلي لجنوب قطاع غزة وضعاً أكثر مأساوية مما حدث في مذابح الشمال، ولا سيما يتعلق باحتمالات حدوث مجاعة أو تفشي الأوبئة، كما أنه قد يؤدي الوضع الإنساني إلى انفجار موجة هجرة نحو الحدود المصرية وهو ما يبدو أنه تسعى إليه قوات الاحتلال الإسرائيلي في ضوء فشلها في القضاء على المقاومة.