“نتنياهو لا بد أن يرحل فوراً”.. لماذا يرى “توماس فريدمان” هذا المخرج الوحيد لحرب إسرائيل على غزة؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/10 الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/10 الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

لا بد من رحيل بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة فوراً ودون ذلك لن تنتهي حرب إسرائيل على غزة.. هذه النتيجة هي ما خلص إليها الصحفي الأمريكي، توماس فريدمان، بعد زيارته لإسرائيل، فما أسبابه؟

في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز بعنوان "إسرائيل كما لم أرها من قبل"، رصد فريدمان 3 أسباب لما وصفه بالتغيير الجذري الذي حل بدولة الاحتلال في أعقاب عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكانت إسرائيل قد شنّت، بدعم أمريكي وغربي مطلق، حملة من القصف الهمجي على قطاع غزة منذ عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

"طوفان الأقصى" هو الاسم الذي أطلقته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على عمليتها العسكرية الشاملة ضد جيش الاحتلال الذي يفرض حصاراً خانقاً على القطاع منذ 17 عاماً. ففي تمام الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي في فلسطين في ذلك اليوم، شنّت "حماس" اجتياحاً فلسطينياً لمستوطنات الغلاف المحاذية لقطاع غزة المحاصَر؛ حيث اقتحم مقاتلون من كتائب عز الدين القسام البلدات المتاخمة للقطاع، بعد أن اخترقت الجدار الحديدي وسحقت فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال، في ظل غطاء جوي من آلاف الصواريخ التي أُطلقت من غزة باتجاه تل أبيب والقدس ومدن الجنوب.

ووسط حالة الذعر والصدمة التي انتابت الإسرائيليين، وانتشار مقاطع فيديو وصور لدبابات ومدرعات تابعة لجيش الاحتلال، إما محروقة أو تحت سيطرة المقاومين الفلسطينيين، وأسْر العشرات من جنود جيش الاحتلال والمستوطنين، وسيطرة فلسطينية كاملة على مستوطنات، أعلنت دولة الاحتلال أنها "في حالة حرب"، للمرة الأولى منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وهو اعتراف بأن هجوم المقاومة الفلسطينية هو هجوم عسكري.

كيف فقد الإسرائيليون أي إحساس بالأمن؟

زار فريدمان، الصحفي الأمريكي المعروف، إسرائيل بعد شهر تقريباً من عملية طوفان الأقصى، ورصد أسباباً ثلاثة للتغيير الجذري الذي يقول إنه رصده في الدولة العبرية، أو بمعنى أدق 3 مظاهر تعبر عن هذا التغيير.

أول ما رصده فريدمان في مقاله هو انهيار نظرية الإحساس بالأمان بين الإسرائيليين بشكل كامل، وذلك من وجهة نظره بطبيعة الحال، فتوماس فريدمان أحد الصحفيين الغربيين الكبار الذين يتبنون وجهة النظر الإسرائيلية على طول الخط. فهو يقول إن أول نتيجة خلص إليها وهي أن إسرائيل تواجه "خطراً وجودياً" لم تتعرض له إطلاقاً منذ نشأتها على أرض فلسطين قبل 75 عاماً.

"أولاً: تواجه إسرائيل تهديدات من مجموعة من الأعداء يعتنقون آراء ثيوقراطية بشأن العالم تنتمي إلى العصور الوسطى لكنهم مسلحون بأسلحة القرن الحادي والعشرين. لم تعد تلك المجموعات منظمة في شكل تجمعات صغيرة من المسلحين لكنها أصبحت جيوشاً حديثة لها فرق وألوية وقدرات سيبرانية وتمتلك صواريخ بعيدة المدى ومسيرات ودعم تقني. وأنا هنا أتحدث عن حماس وحزب الله والميليشيات الإسلامية في العراق (يقصد الحشد الشعبي) والحوثيين في اليمن، ومعهم أيضاً فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي) الذي يحتضن حماس بشكل علني. هؤلاء الأعداء كانوا دائماً موجودين، لكنهم الآن يبدو وكأنهم طفوا معاً على السطح كالتنانين المجنحة التي تعمل معاً في هذا الصراع، مهددين إسرائيل بحرب شاملة في الوقت نفسه"، بنص كلمات فريدمان.

توماس فريدمان
الكاتب توماس فريدمان/ منصات التواصل

ثم ينطلق الصحفي الأمريكي من هذا التمهيد ليتساءل: "كيف يمكن لديمقراطية حديثة أن تعيش في ظل تهديد كهذا"؟، مستدركاً: "هذا بالضبط السؤال الذي أرادت قوى الشر هذه أن تزرعه في عقل كل إسرائيلي. إنهم (من وصفهم بقوى الشر) لا يسعون إلى تسوية مكانية مع الدولة اليهودية، فهدف (قوى الشر هذه) هو تحطيم ثقة الإسرائيليين في قدرة مخابراتهم وقواتهم المسلحة وأجهزتهم الأمنية على حمايتهم من الهجمات المفاجئة العابرة للحدود، حتى يخلي الإسرائيليون منازلهم القريبة من الحدود أولاً ثم يضطرون في النهاية إلى مغادرة البلاد بالكامل".

هكذا يرى توماس فريدمان الصورة والسبب الرئيسي في فقدان الإسرائيليين الإحساس بالأمان منذ عملية طوفان الأقصى، فما الذي تجاهله الصحفي الأمريكي متعمداً، فالجهل بالحقائق يبدو غير وارد في حالته كصحفي مخضرم ومعني بشؤون المنطقة منذ عقود؟

يتجاهل فريدمان عدة حقائق ثابتة، أبرزها:

–   "طوفان الأقصى" هي عملية خططت لها ونفذتها حماس بشكل منفرد وسري، بشهادة جميع الأطراف، ولم تكن تعلم بها لا إيران ولا حزب الله ولا الحشد الشعبي ولا الحوثيون ولا غيرهم.

–   لو أن إيران وباقي الأطراف التي وصفها فريدمان بأنها "قوى الشر" تعمل معاً للقضاء على إسرائيل كما يزعم، فلماذا لم يشترك الجميع في الحرب منذ اليوم الأول أو حتى في أيامها الأولى، خصوصاً بعد أن شاركت فيها أمريكا فعلياً إلى جانب إسرائيل؟

–   بعد مرور 35 يوماً من العدوان الإسرائيلي الغاشم والهمجي وغير المسبوق على قطاع غزة والاستهداف المتعمد للمدنيين وبخاصة الأطفال والنساء للتغطية على الفشل الذريع في مواجهة المقاومة، لماذا لا يزال الإحساس بفقدان "الأمان" لدى الإسرائيليين هو الشغل الشاغل لفريدمان نفسه؟

على أية حال، يرى فريدمان أن الخوف والذعر وعدم الإحساس بالأمان قد انتشر بشكل غير مسبوق وتغلغل في نفوس الإسرائيليين، بغض النظر عن مكان تواجدهم، أو بمعنى أدق قربهم أو بعدهم عن "الحدود". وذكر الصحفي الأمريكي أمثلة لأصدقاء له يعيشون في تل أبيب أو القدس قرروا أن يمتلكوا أسلحة للدفاع عن أنفسهم.

ماذا يمكن أن تحقق إسرائيل من عدوانها على غزة؟

الملمح الثاني الذي خلص إليه فريدمان هو أن الطريقة الوحيدة الممكنة لكي تتمكن إسرائيل من "امتلاك الشرعية والموارد والوقت والدعم" اللازمين لخوض الحرب الصعبة في مواجهة "كل هؤلاء الأعداء" في نفس الوقت، هو أن تمتلك "حلفاء خارجيين ثابتين في دعمهم المطلق" بقيادة الولايات المتحدة.

وهنا يقول الصحفي الأمريكي إن "(الرئيس جو) بايدن يحاول – بطريقة بطولية – مساعدة إسرائيل في حربها المشروعة لتفكيك حماس"، زاعماً أن وجود حماس لا يمثل فقط خطراً على مستقبل إسرائيل بل على أي مشروع لإقامة دولة فلسطينية في المستقبل.

ويستدرك قائلاً إن "حرب إسرائيل ضد حماس في غزة تعني حرب مدن وشوارع قد يسقط بسببها آلاف من المدنيين – رجال ونساء وأطفال أبرياء – لأن حماس تتعمد الاحتماء بهم كي تجبر إسرائيل على قتل الأبرياء إذا ما أرادت القضاء على قيادات حماس ونسف الأميال من الأنفاق الهجومية".

هذه هي بالطبع الرواية الإسرائيلية بحذافيرها ويرددها توماس فريدمان في مقاله، رغم أن تلك المزاعم تدحضها الحقائق الثابتة التي أجبرت حتى وسائل الإعلام الغربية المنحازة بشكل فج للاحتلال على الاعتراف بأنها مزاعم لا أساس لها من الصحة.

غزة
أم فلسطينية تحتضن ابنها الشهيد في غزة/ shutterstock

يزعم جيش الاحتلال، على سبيل المثال، أنه أصدر تعليمات وأوامر للمدنيين في شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم والتوجه نحو جنوب القطاع بحثاً عن الأمان. ويردد المتحدث باسم جيش الاحتلال هذا الأمر يومياً في إفادته للصحفيين ويعرض نماذج من "أوامر الإخلاء" التي تسقطها الطائرات على المدنيين في شمال القطاع، ويردد الجميع، حتى رئيس إسرائيل نفسه، تلك المزاعم للتدليل على سعي جيش الاحتلال لتجنب استهداف المدنيين.

صدق بعض أهالي شمال قطاع غزة تلك الأوامر وأخلوا منازلهم وتوجهوا نحو الجنوب بحثاً عن الأمان كما وعدهم به جيش الاحتلال، فماذا حدث؟ تعرض هؤلاء النازحون للقصف المباشر على طريق الإخلاء المرسوم لهم وفقد المئات منهم حياتهم، بحسب أي جهة؟ بحسب تحقيق استقصائي قامت به شبكة CNN الأمريكية، وكان يجب على توماس فريدمان أن يطلع على تلك الحقائق على ما يبدو.

على أية حال، بالعودة إلى مقال فريدمان ووجهة نظره، نجده يقول إنه كي يتمكن بايدن من الحفاظ على الدعم المطلق لإسرائيل حتى تتمكن من تحقيق أهدافها في غزة (أي تفكيك حركة حماس)، "على إسرائيل أن تكون مستعدة للانخراط في مبادرة دبلوماسية أثناء الحرب موجهة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية وربما غزة ما بعد حماس أيضاً، تلمح إلى أن إسرائيل سوف تناقش أي شكل من أشكال حل الدولتين إذا ما توحد الفلسطينيون فيما بينهم".

"نتنياهو لابد أن يرحل فوراً"

يصل فريدمان إلى النقطة الثالثة في معرض مقاله، حيث يقول إن "إسرائيل الآن توجد بها أسوأ قيادة في تاريخها، وربما في التاريخ اليهودي بأكمله، وهي قيادة لا تمتلك الرغبة أو القدرة على تقديم هكذا مبادرة".

ويضيف فريدمان: "الأسوأ هنا هو أنني مذهول من المدى الذي يقدم عليه هذا القائد بنيامين نتنياهو في تفضيل مصلحته الخاصة في الاحتفاظ بالسلطة من خلال المحافظة على دعم قاعدته من اليمين المتطرف وتوجيه اللوم في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على قادة الجيش والأجهزة الأمنية، على مصلحة الدولة والحفاظ على الوحدة والتضامن داخلياً أو حتى القيام بأبسط ما يطلبه بايدن كي يتمكن الرئيس الأمريكي من الاستمرار في تقديم لإسرائيل ما تحتاجه من موارد وحلفاء ووقت وشرعية تحتاجها كي تنتصر على حماس".

"لا يمكن لبايدن أن يساعد إسرائيل على بناء تحالف أمريكي أوروبي عربي لهزيمة حماس لو ظلت رسالة نتنياهو للعالم كما هي: ساعدونا لهزيمة حماس في غزة بينما نعمل نحن على توسيع المستوطنات وضم الضفة الغربية وبناء دولة يهودية عنصرية هناك".

ويستطرد فريدمان في شرح ما تمر به إسرائيل اليوم من مخاطر ومعاناة عميقة على جميع المستويات، مثل إخلاء مستوطنات غلاف غزة في الجنوب ومستوطنات الشريط الحدودي مع لبنان في الشمال، أي ما يبلغ مجموعه أكثر من 200 ألف مستوطن، يقيمون حالياً في فنادق ولا فكرة لديهم ولا لدى حكومة نتنياهو عن متى يمكنهم العودة إلى تلك المستوطنات، هذا إن حدث ذلك من الأساس.

طوفان الأقصى - أمريكا
الرئيس الأمريكي جو بايدن – shutterstock

ويرى الصحفي الأمريكي أن ما حدث يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول قد تسبب في "إذلال عميق وإحساس بالذنب ترسخ لدى القيادات الأمنية والعسكرية في إسرائيل"، وهو ما يعني أن جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية لن يتوقفوا عند أي حد أخلاقي أو قانوني للتخلص من عار الهزيمة واستعادة ثقة الإسرائيليين في قدرة الجيش على حمايتهم.

والواضح هنا هو أن فريدمان يرى ذلك سبباً في "قسوة القلب" لدى الإسرائيليين حالياً تجاه ما تشهده غزة من كارثة إنسانية وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها جيش الاحتلال، الذي يتحدى الإدارة الأمريكية ويرفض تماماً فكرة التوقف عن العدوان رغم المجازر التي تحدث كل ساعة في القطاع.

كما يبدو نتنياهو وحكومته مصممين على مواصلة العدوان حتى لو لم تكن لديهم أدنى فكرة عما قد يكون عليه الوضع في قطاع غزة إذا ما تحقق لهم ما يتمنون من هزيمة المقاومة هناك. ويعتقد فريدمان أن "الصراع قد عاد إلى جذوره القديمة، ويبدو أنه زمن العين بالعين والسن بالسن وعلى التفكير السياسي في العواقب أن يتراجع إلى ما بعد انتهاء الحرب".

وهنا يبدي فريدمان قلقه بشأن "القيادة في إسرائيل اليوم"، مضيفاً: "بينما كنت أجوب الضفة الغربية الثلاثاء (7 نوفمبر/تشرين الثاني) سمعت أن نتنياهو أخبر شبكة ABC News أن إسرائيل تخطط لاستعادة السيطرة الأمنية الشاملة في غزة لفترة غير محددة بعد حربها مع حماس. حقاً؟ فكر إذاً في هذه الإحصائيات بنهاية 2021، يعيش نحو 9.5 مليون شخص في إسرائيل بمن فيهم المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، 6.9 مليون منهم يهود و2 مليون عربي والباقي لا من هؤلاء ولا هؤلاء. ويعيش في الضفة أكثر من 4 ملايين فلسطيني وفي غزة أكثر من 2 مليون آخرين".

ويستطرد فريدمان مستنكراً: "نتنياهو إذاً يقول إن أقل من 7 ملايين يهودي سوف يتحكمون بشكل كامل في حياة أكثر من 5 ملايين فلسطيني في الضفة وغزة، ولا يقدمون لهم أي أفق سياسي ولا أي شيء ولا حتى خراطة طريق لدولة ذات يوم تحت أي شروط أو مواصفات".

"دعوني أقلْها صريحة لأن الساعة ساعة يأس وإسرائيل تواجه خطراً حقيقياً. لقد ورط نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون المتطرفون إسرائيل في معارك متعددة خلال العام الماضي، فقسموا البلاد بسبب الإصلاح القضائي المضلل وأفلسوا مستقبل إسرائيل بالإنفاق الضخم على مدارس دينية لا تعلم الطلاب الرياضيات (يقصد العلوم الحديثة بشكل عام) وعلى مستوطنات يهودية في الضفة (المحتلة) لا تعلم ساكنيها مبدأ التعايش السلمي، بينما تقوي حماس التي لا يمكن أن تكون شريكاً في السلام، وتمزق السلطة الفلسطينية، الشريك الوحيد المحتمل للسلام".

بطبيعة الحال، تعتبر السلطة الفلسطينية شريكاً مناسباً للسلام من وجهة النظر الإسرائيلية والأمريكية التي يتبناها فريدمان، لكن السؤال هنا هو ماذا حقق هذا السلام؟ كان يفترض، بحسب اتفاقيات أوسلو للسلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية أمريكا، أن يتم تأسيس دولة فلسطينية في موعد أقصاه مايو/أيار 1999، فهل تحقق ذلك؟

على أية حال، يختتم فريدمان مقاله بالقول إنه "كلما سارعت إسرائيل باستبدال نتنياهو وحلفائه المتطرفين لتحل محلهم حكومة وحدة وطنية، كانت هناك فرصة للتماسك في مواجهة حرب جهنمية وتداعياتها، وكلما أصبح بايدن، الذي يمكن أن يخسر الانتخابات في أمريكا لكنه بالتأكيد سيكسبها إذا ما ترشح في إسرائيل اليوم – في موقف أفضل، حيث إن دعمه المطلق لإسرائيل بقيادة نتنياهو لن تكون له ثمار ملموسة".

الخلاصة هنا هي أن توماس فريدمان يطالب نتنياهو وحكومته المتطرفة بالرحيل فوراً، دون أن يحمل تلك الحكومة، التي وصفها هو نفسه قبل الإعلان عن تشكيلها رسمياً بأنها "الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل"، المسؤولية الكاملة عن عملية طوفان الأقصى العسكرية، التي انطلقت كرد فعل على جرائم تلك الحكومة التي لم تتوقف في القدس الشرقية والضفة المحتلتين وقطاع غزة المحاصر بشكل يومي.

تحميل المزيد