هل تحول أمريكا عدوّتها القديمة فيتنام من حليف للصين إلى شوكة في ظهرها؟ إليك أبرز أدواتها لتحقيق ذلك

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/28 الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/28 الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيرع الفيتنامي فو فان ثونج في القصر الرئاسي في هانوي عاصمة فيتنام، 11 سبتمبر/أيلول 2023- رويترز

كانت فيتنام عقدة أمريكا، الآن تتحول تدريجياً لحليفتها، ففي مفارقة تاريخية كبرى، تتقرب واشنطن من فيتنام لمناوءة الصين، وتبحث تقديم أسلحة لها، وخصها الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة مؤخراً، في مؤشر على إمكانية التحالف بين أمريكا وفيتنام اللذين خاضا قبل نحو 5 عقود حرباً ضروساً أدت لمقتل نحو 3 ملايين فيتنامي، أغلبهم من المدنيين، ونحو 35 ألف أمريكي.

ففي خطوة تاريخية في العلاقات بين أمريكا وفيتنام، رفع الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي ورئيس البلاد نجوين فو ترونج، والرئيس الأمريكي جو بايدن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى أعلى مستوياتها منذ نهاية حرب فيتنام خلال زيارة بايدن التي جرت مطلع شهر سبتمبر/أيلول للدولة الواقعة على الحدود الجنوبية للصين، حيث تم الارتقاء بالعلاقة بين واشنطن وهانوي إلى شراكة استراتيجية شاملة.

غضب صيني من الاتفاق بين أمريكا وفيتنام

وانتتقد الصين الاتفاق بين أمريكا وفيتنام الذي عُقد في 11 سبتمبر/أيلول 2023، ورأته يُعيد "عقلية الحرب الباردة"، في وقت تفكر واشنطن بتزويد فيتنام، عدوّتها السابقة، بالأسلحة بما في ذلك طائرات F-16 الشهيرة.

ونصح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، واشنطن بالتخلي عن "عقلية الهيمنة والحرب الباردة" عندما سئل عن توقيع ترونج وبايدن على شراكة استراتيجية شاملة تعادل علاقات بكين مع فيتنام.

أمريكا وفيتنام
الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الأمريكي جو بايدن/رويترز، أرشيفة

وقال ماو إن واشنطن يجب أن "تلتزم بالمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية" عند التعامل مع الدول الآسيوية.

ورفض المسؤولون الأمريكيون الادعاءات القائلة إن تملقهم لحكام فيتنام ــ الذين خاضت الولايات المتحدة حرباً ضدهم ذات يوم ــ كان بمثابة تحرك لمحاصرة الصين.

أمريكا تحاول بناء حلقة من التحالفات حول الصين، وفيتنام لها أهمية خاصة بها

في ظل خطط أمريكا لخلق شبكة من التحالفات مع جيران الصينيين، تسعى للتعاون مع فيتنام جارة بكين الجنوبية، التي توجد بينهما خلافات حدودية لمواجهة الصين، حتى مع ادعاء بايدن أن هذا ليس هدفه.

وبعد حضوره لقمة مجموعة العشرين بالهند مؤخراً، سافر بايدن إلى فيتنام، حيث كانت المنافسة الأمريكية مع الصين محور مناقشاته. 

وأبرم بايدن العديد من الاتفاقيات في العلوم والتكنولوجيا وأمن سلسلة التوريد المصممة لتعزيز علاقات الولايات المتحدة مع فيتنام، إضافة للهند.

واشنطن تحاول تجنيد الصين الصغيرة ضد الصين الكبيرة

وبينما يبدو مفهوماً الموقف البراغماتي الأمريكي الذي تحول من مناصبة فيتتام العداء إلى الشراكة معها، ثم السعي للتحالف، فإن موقف هانوي يبدو أكثر للاستغراب بالنظر إلى العداء القديم لواشنطن التي دمرت البلاد وقتلت 3 ملايين من أبنائها، واستخدمت أسلحة محرمة دولياً فيها، قبل أن تنسحب مهزومة.

 كما أن الصين كانت إحدى الدول الرئيسية الداعمة لفيتنام في حربها ضد أمريكا، بجانب أن البلدين يحكمهما حزب شيوعي بنهج مشابه، قائم على القومية والاستبداد والانفتاح الرأسمالي مع تقييد الحريات.

ويمكن وصف فيتنام بأنها الصين الصغيرة بحزبها الشيوعي الصارم وتجربتها الاقتصادية القائمة على العمالة الرخيصة وتوجيه للدولة للاقتصاد مع امتيازات كبيرة للاستثمار الأجنبي.

ولكن الواقع أن البلدين الشيوعيين خاضا حرباً في نهاية السبعينيات بعد سنوات من حرب فيتنام مع أمريكا، وانتهت هذه الحرب لنتيجة ملتبسة، يعتبرها الكثيرون انتصاراً لفيتنام ضد العملاق الصيني.

كما أن الصين وفيتنام بينهما خلافات على الحدود لاسيما البحرية، وهي النقطة التي تستغلها واشنطن لحشد كل جيران بكين ضدها، وخاصة تلك التي تشارك الصين في حوض بحر الصين الجنوبي مثل الفلبين وماليزيا وإندونيسيا.

وتكتسب فيتنام أهمية للولايات المتحدة كذلك باعتبارها موطناً بديلاً لصناعة سلاسل التوريد التي تريد نقلها من الصين بفضل نظامها الاقتصادي المشابه في انضباطه لنظام بكين مع أيدٍ عاملة أرخص منها، مما يجعله منافساً قوياً لها خاصة في صناعة الهواتف المحمولة وبطريقة أفضل من المرشحين الآخرين مثل الهند الأقل انضباطاً وكفاءة.

إضافة لذلك، فإن ملاصقة فيتنام بحرياً وبرياً، للصين وجيشها القوي وأيديولوجيتها الاشتراكية القومية الصارمة يجعلها خصماً قوياً لبكين حتى لو كانت أصغر كثيراً، مقارنة بمواقف دولة إندونيسيا المترددة أو ماليزيا أو الفلبين الأكثر فوضوية.

العلاقات بين أمريكا وفيتنام باتت على مستوى مماثل لما يربط بكين وهانوي

وقال البيت الأبيض في بيان بشأن محادثات رئيسي أمريكا وفيتنام: "أن الزعيمين أكد الحاجة إلى مواصلة تعميق العلاقات السياسية والدبلوماسية، وسيعززان التبادلات المنتظمة للوفود والارتباطات على جميع المستويات لتعزيز التفاهم المتبادل وبناء وتعزيز الثقة السياسية". اجتماع 10 سبتمبر/أيلول في هانوي.

وتعكس الترقية الدبلوماسية تصوراً مشتركاً بين واشنطن وهانوي بأن كلاهما سيستفيد من التعاون المعزز مع تزايد ما تصفه المصادر الغربية بـ"عدوانية بكين في المنطقة".

وتضع هذه الترقية واشنطن على قدم المساواة مع بكين في علاقاتها الدبلوماسية مع هانوي، التي أقامت شراكة استراتيجية شاملة مع الصين في عام 2008. كما أن لدى فيتنام، وهي دولة شيوعية، شراكات استراتيجية شاملة مع روسيا والهند وكوريا الجنوبية.

بحر الصين الجنوبي محور التحالف الجديد

وتمثل الخلافات حول بحر الصين الجنوبي واحدة من النقاط التي تستغلها واشنطن لحشد جيران الصين ضدها في ظل قيام الأخيرة بتوسيع مياهها الإقليمية والاقتصادية عبر بناء جزر صناعية وتتحدى واشنطن مزاعم السيادة الصينية على البحر عبر إرسال سفن أسطولها لهناك كما تشجع الدول المجاورة على تحدي مزاعم السيادة الصينية على الأرض مثلما جرى مؤخراً مع الفلبين.

ولم يستشهد بايدن وترونج بالصين بشكل مباشر خلال اجتماعهما، ولم يذكر بيانهما المشترك بكين على الإطلاق.

أمريكا وفيتنام
خريطة للمطالبات المتعارضة في بحر الصين/ويكيبيديا

ومع ذلك، أعرب بيان الزعماء عن "دعم لا يتزعزع للحل السلمي للنزاعات وفقا للقانون الدولي"، في إشارة على ما يبدو إلى سلوك الصين العدواني في بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد.

وقال السفير الأمريكي لدى فيتنام مارك إي نابر: "الأمر يتعلق ببلدينا والقيمة الجوهرية لهذه العلاقة فيما يتعلق برخائنا المشترك وأمننا المشترك ومصالحنا المشتركة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة وبحر الصين الجنوبي الحر والمفتوح".

وقال مارك نابر، سفير الولايات المتحدة لدى فيتنام، لإذاعة صوت أمريكا الفيتنامية.إن الولايات المتحدة تريد ضمان عدم تمكن أي دولة من تغيير الوضع الراهن في بحر الصين الجنوبي من جانب واحد، وعدم تعرض أي دولة للضغط أو التخويف لاتخاذ قرارات غير مرغوب فيها.

F-16 أداة أمريكا لجذب فيتنام

وفي مؤشر على إمكانية تقديم أسلحة أمريكية لفيتنام، قال السفير الأمريكي لدى هانوي"نريد أن نضمن أن لدى خفر السواحل الفيتنامي الوسائل اللازمة للدفاع عن مصالحه في البحر".

وذكرت وكالة Reuters أن مساعدي بايدن أجروا محادثات مع فيتنام بشأن صفقة أسلحة قد تثير غضب الصين يمكن أن تشمل الحزمة طائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-16 وتأتي بشروط تمويل خاصة، يمكن أن تساعد هانوي على الابتعاد عن الاعتماد على الأسلحة الروسية.

وعلى الرغم من أن الاتفاق قد لا يتم التوصل إليه، فإنه كان موضوعاً رئيسياً في المحادثات الرسمية الفيتنامية الأمريكية في هانوي ونيويورك وواشنطن خلال الشهر الماضي.

وتفيد تقارير بأنه فيتنام قد تشتري النسخة الأكثر تطوراً من F-16 وهي  Block 70/72.

إن هذا الاتفاق التاريخي، إذا تم إبرامه بنجاح خلال العام المقبل، سيمثل علامة فارقة في الشراكة المتطورة باستمرار بين واشنطن وهانوي.

سيكون حصول فيتنام على طائرات F-16 بمثابة لحظة تاريخية، حيث قامت القوات الجوية الفيتنامية تقليدياً بتشغيل مقاتلات روسية الصنع مثل Su-30 وSu-27 وSu-22.

وإذا قدمت واشنطن لفيتنام نسخة F-16 Block 70/72 "Viper"، فإنها ستوفر 2 قدرات هائلة لعدوة أمريكا السابقة لها.

وتم بيع نسخ F-16 هذه إلى نحو 6 بلدان فقط بدءاً من منتصف عشرينيات القرن الحالي.

أمريكا وفيتنام
طائرة أمريكية الصنع من طراز إف 16/رويترز، أرشيفية

وفقاً لموقع Alert 5، على الرغم من أن الصفقة لا تزال في مراحلها الأولى، فإن هذه المناقشات ترمز إلى نية الولايات المتحدة تعزيز علاقتها مع فيتنام، سواء من حيث التعاون الأمني ​​أو العلاقات الاقتصادية. 

والتداعيات المحتملة للاتفاق هائلة، ومن المحتمل أن تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

وتُعد هيكلة شروط التمويل الخاصة لشراء هذه الطائرات المقاتلة المتقدمة من طراز F-16 أحد العناصر الرئيسية قيد النظر. وفي الواقع، يمكن لواشنطن تحفيز هانوي على تنويع مصادر معداتها العسكرية من خلال هذا النهج المبتكر في التمويل. يشير اهتمام فيتنام بالمعدات العسكرية الأمريكية الصنع إلى تحول استراتيجي بالنظر إلى أن البلاد تعتمد تقليدياً على أسلحة روسية الصنع أكثر فعالية من حيث التكلفة.

وتجمع نسخ Block 70/72 من F-16 بين عدة ترقيات للقدرات، وأبرزها رادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط المتقدم (AESA) مع بنية إلكترونيات الطيران الجديدة، والترقيات الهيكلية لإطالة العمر الهيكلي للطائرة بأكثر من 50% أكثر من ذلك، من طائرات F-16 المنتجة سابقاً. 

يستفيد برنامج F-16 Block 70/72 من التقنيات التي لم تكن متوفرة عندما تم تطوير وإنتاج طائرات Block F-16 السابقة. يتم تعزيز القدرات التشغيلية من خلال وصلة بيانات متقدمة وكبسولة استهداف وأسلحة؛ نظام ملاحة GPS دقيق ونظام تجنب الاصطدام الأرضي التلقائي (Auto GCAS).

من منظور لوجستي، قد تشكل هذه الخطوة تحديات أمام القادة العسكريين الفيتناميين، لكن وفقاً لـDefense Security Asia، يمكنهم الاستفادة من تجارب ونصائح ماليزيا وإندونيسيا، اللتين واجهتا تحديات مماثلة عند دمج مصدرين مختلفين للطائرات المقاتلة.

يُذكر أنه تم رفع حظر تصدير الأسلحة الأمريكية لفيتنام في عام 2016، وزودت روسيا حوالي 80٪ من ترسانة فيتنام، اقتصرت صادرات الدفاع الأمريكية إلى هانوي على سفن خفر السواحل وطائرات التدريب.

وتشعر واشنطن بالتفاؤل إزاء قدرة البلاد على تحويل حصة من ميزانية الدفاع على المدى الطويل إلى شراء الأسلحة من الولايات المتحدة أو حلفائها وشركائها، وخاصة كوريا الجنوبية والهند.

وعلى الرغم من أن تكلفة الأسلحة الأمريكية تشكل عقبة رئيسية، كما هو الحال بالنسبة للتدريب على المعدات (وهذا من بين الأسباب التي جعلت البلاد تحصل على أقل من 400 مليون دولار من الأسلحة الأمريكية على مدى العقد الماضي)، فإن مسؤولاً أمريكياً قال إن "المسؤولين الفيتناميين يدركون جيداً أنهم بحاجة إلى توزيع الثروة. نحن بحاجة إلى قيادة المهمة لمساعدة فيتنام في الحصول على ما تحتاجه".

وفي هذه الأثناء، أصبح الحصول على الإمدادات وقطع الغيار للأسلحة الروسية الصنع أكثر صعوبة بسبب الحرب في أوكرانيا التي أدت أيضاً إلى تعقيد علاقة هانوي الطويلة الأمد مع موسكو. ومع ذلك، تجري فيتنام أيضاً محادثات نشطة مع موسكو بشأن صفقة جديدة لتوريد الأسلحة قد تؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية، حسبما ذكرت رويترز.

هل تؤدي الشراكة بين أمريكا وفيتنام لإضعاف موقف بكين ببحر الصين الجنوبي؟

ويقول المحللون إن الشراكة الجديدة بين أمريكا وفيتنام من غير المرجح أن تغير سلوك بكين في بحر الصين الجنوبي.

وقال بيل هايتون، الزميل المشارك في برنامج آسيا والمحيط الهادئ في تشاتام هاوس في لندن: "تتمتع الصين بالقوة العسكرية والاقتصادية اللازمة لفعل ما تريد، وهي تعلم أن فيتنام لن تتحالف مع الولايات المتحدة ضدها".

وفي أغسطس/آب، نشرت الصين خريطة وطنية جديدة تؤكد سيادتها على المياه بأكملها تقريباً، الأمر الذي أثار احتجاجات قوية من جيرانها، بما في ذلك فيتنام.

هل يعني ذلك تدهوراً كبيراً في العلاقات بين فيتنام وجارتها الكبرى الصين؟

ويقول المحللون إن الشراكة الجديدة بين أمريكا وفيتنام تمثل تحسناً ملحوظاً في العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام، لكن لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها محاولة من جانب هانوي للنأي بنفسها عن بكين للتحالف مع واشنطن، حسبما ورد في تقرير لموقع إذاعة صوت أمريكا "VOA".

ويقولون إن العلاقات المعززة بين أمريكا وفيتنام لا تعني أن هانوي تبتعد عن بكين، شريكتها التقليدية.

وقالت ميرا راب هوبر، المساعدة الخاصة للرئيس والمدير الأول لشرق آسيا وأوقيانوسيا في المعهد الوطني الأمريكي إن الشراكة مع الولايات المتحدة لن تجعل فيتنام تختار بين واشنطن أو بكين.

وقال السفير الأمريكي لدى فيتنام، مارك إي كنابر، إن العلاقة الجديدة مع فيتنام "لا تتعلق بأي طرف آخر". 

وقال نجوين هونغ هاي، وهو محاضر كبير في السياسة والتغيير الاجتماعي والعلاقات الدولية في جامعة فين في هانوي، إن رفع العلاقات يعني أن هانوي ستنخرط في عملية توازن بين واشنطن وبكين.

وقال هاي في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى إذاعة صوت أمريكا الفيتنامية في 17 سبتمبر/أيلول الجاري: "بغض النظر عن مدى قرب فيتنام من الولايات المتحدة، فإن العلاقات بين فيتنام والصين لن تتغير بشكل جذري ما لم تغيرها الصين بنفسها".

 وأضاف أن هانوي ستبذل قصارى جهدها لتحقيق التوازن في العلاقات مع واشنطن وبكين لتجنب التعرض للأذى بسبب التنافس الاستراتيجي بينهما، مستفيدة من تجربتها المؤلمة في حصر تحالفاتها مع جانب الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة.

 وقال: "إن أفضل طريق لفيتنام للتغلب على هذا التنافس الاستراتيجي هي عدم الاعتماد على أي قوى، سياسياً واقتصادياً".

 ويتفق مع هذا الرأي زاكاري أبوزا، خبير جنوب شرق آسيا والأستاذ في كلية الحرب الوطنية في واشنطن، حيث قال إن رفع العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام لا يعكس تغييراً جوهرياً في العلاقات أو التوجه في سياسات هانوي الخارجية والأمنية.

وأضاف أبوزا "إن البلدين تقاربا بشكل رئيسي على الجبهة الاقتصادية".

من جانبه، صرّح السفير الفيتنامي لدى الولايات المتحدة نجوين كووك دونج لصحيفة توي تري اليومية بأن فيتنام تريد بناء علاقات جيدة مع جميع القوى، بدلاً من الانحياز إلى أحد الجانبين.

ونقلت توي تري عن دونج قوله إن تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة يخدم المصالح الاستراتيجية العليا لفيتنام، المتمثلة في السلام والاستقرار والتنمية.

بينما زعمت واشنطن أن بكين لم تكن عاملاً رئيسياً في تحسين العلاقات مع هانوي، رغم أن المحللين الغربيين أيضاً يؤمنون بأن التحالف المحتمل مع العدو الذي أذل أمريكا القرن الماضي هدفه الرئيسي احتواء ما تعتبره واشنطن خصمها الرئيسي في القرن الحالي.

وحتى لو حاولت هانوي جاهدة الحفاظ على روابطها القوية القائمة حالياً مع الصين، فإن التحالف المستجد بين أمريكا وفيتنام حتى لو سُمي "شراكة"، فسيكون له تأثيره السلبي على العلاقات الفيتنامية الصينية، خاصة في ظل احتمال أن تزداد مواقف هانوي صلابة في القضايا الخلافية حول بحر الصين الجنوبي، مما يوتر العلاقة بين الصين الكبيرة والصين الصغيرة كما تخطط واشنطن بدهاء.

تحميل المزيد