سكان الشرق الأوسط هم الأكثر معاناة.. كيف يدفع تغير المناخ إلى إجهاد الثروة المائية العالمية بشكل خطير؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/23 الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/23 الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش
كيف يدفع تغير المناخ إلى إجهاد الثروة المائية العالمية بشكل خطير؟ / AA

تعاني البلدان التي تشكل ربع سكان العالم وتستهلك 80% من مواردها المائية المتجددة في مجالات؛ مثل الزراعة والري وتربية الحيوانات، من إجهاد مائي، بسبب ضعف وسائل استغلال المياه والنمو السكاني وتغير المناخ، كما يقول خبراء ويؤكد ذلك العديد من الدراسات.

ووفقاً لبيانات تطبيق (Aqueduct)، وهو تطبيق لتقييم مخاطر المياه جرى تطويره من قبل معهد الموارد العالمية، فقد تضاعف الطلب على المياه في جميع أنحاء العالم منذ 1960.

ويقضي نحو 4 مليارات شخص من سكان العالم شهراً واحداً على الأقل من العام تحت ضغط مائي مرتفع، فيما يعاني 83% من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و74% من سكان جنوب آسيا من إجهاد مائي شديد.

مليار شخص سيعانون من إجهاد مائي شديد بحلول عام 2050.

بالتزامن مع زيادة درجات الحرارة العالمية، وتوقعات بارتفاعها 2.4 درجة مئوية بحلول 2100، فمن المتوقع أن يعاني مليار شخص من إجهاد مائي شديد بحلول عام 2050.

وتشير التوقعات إلى ارتفاع الطلب العالمي على المياه بنسبة بين 20 و 25% بحلول 2050، وسيعاني جميع سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الإجهاد المائي.

ووفق بيانات التطبيق، تعتبر الكويت على رأس قائمة الدول التي تعاني من الإجهاد المائي، يتبعها جزيرة قبرص اليونانية، وسلطنة عُمان وقطر والبحرين ولبنان والإمارات، بالإضافة إلى السعودية وفلسطين ومصر، فيما تحتل تركيا المرتبة 39 في القائمة.

دول المنطقة الأوفر حظاً من حيث الموارد المائية

يقول المحاضر في قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة والعمارة في جامعة نجم الدين أربكان التركية، محمد أمين أيدين، إن الموارد المائية في العالم تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين؛ هما المياه الجوفية والسطحية. حيث تغطي المياه نحو 71% من العالم، ومع ذلك لا يمكن استخدامها على نطاق واسع بسبب ملوحتها.

وأشار الأكاديمي التركي إلى أن إجمالي الإمكانات المائية في العالم ثابت، وحوالي 97.5% منها عبارة عن مياه مالحة، والـ 2.5% المتبقية مياه عذبة.

وهناك ما يقرب من 68.7% من المياه العذبة هي على شكل أنهار جليدية، في حين أن 30% منها موجود في جوف الأرض وتعرف بالمياه الجوفية، و25% منها تكون عبارة عن مياه متراكمة في البحيرات والسدود، وتسمى مياه سطحية.

كيف يتم معرفة معدل الإجهاد المائي للدول؟

بحسب أيدين، فإن معدل الإجهاد المائي لبلد ما، يتم حسابه من خلال الأخذ في الاعتبار إمكاناته المائية المتجددة والصالحة للاستخدام، وأن حصول الفرد على كمية مياه أكثر من 1700 متر مكعب سنوياً، يعني أن البلد لا يعاني من إجهاد مائي. وتابع: "أما إذا كان العدد بين 1000 و500، فهذا يسمى ندرة المياه، وإذا كانت كمية المياه للفرد أقل من 500، فهذا يعني وجود شح مطلق في المياه".

ولفت إلى وجود دول مجاورة لتركيا مثل الأردن ومصر تقل فيها كمية المياه للفرد عن 500 متر مكعب، فضلاً عن أن الصحراء تشكل غالبية مساحة تلك البلدان. وقال إن "تركيا هي الأوفر حظاً من حيث الموارد المائية مقارنة بدول الجوار؛ إذ تبلغ الكمية السنوية من المياه المتجددة المتوفرة في تركيا 112 مليار متر مكعب".

حيث تبلغ كمية المياه للفرد في تركيا حالياً حوالي 1300 متر مكعب، وهو ما يعني وجود إجهاد مائي، ومع ذلك يمكن القول إن تركيا هي الأوفر حظاً بين الدول التي تعاني من الإجهاد المائي. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن تركيا قد تتأثر أكثر بالجفاف لأنها تقع في المنطقة المناخية المتوسطية.

وحول تأثير النمو السكاني، يقول الأكاديمي أيدين إن عدد سكان العالم الذي كان 3 مليارات في الستينيات، وصل إلى 8 مليارات بحلول عام 2022، واستخدام المياه يرتبط بشكل مباشر بالنمو السكاني.

وظهر الإجهاد المائي مع زيادة الطلب على المياه، وظاهرة الاحتباس الحراري تعتبر أحد أهم العوامل التي تهدد موارد المياه، بصرف النظر عن الزيادة السكانية. وهذا الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة مع تغير المناخ يزيد من التبخر وهذا يزيد من الإجهاد المائي.

الحروب القادمة ستكون حروباً حول المياه

بدوره، قال مدير معهد العلوم والتكنولوجيا في قسم علوم الأرض البيئية بجامعة دوقوز إيلول التركية، دوغان يشار، إن أزمة المياه الناجمة عن الاستخدام غير الواعي يمكن أن تتحول إلى حروب إقليمية، مشيراً إلى أن الاستهلاك الواعي للمياه مهم لحماية الموارد المائية، خاصة في القطاع الزراعي.

ودعا يشار إلى إيقاف إنتاج الخضار والفواكه خلال فترات الجفاف لأن هذه المحاصيل تتطلب كميات كبيرة من المياه خلال مرحلة الإنتاج.

وأكد الباحث يشار أهمية التخلي عن الوسائل التقليدية في الري، واستخدام الثروة المائية بطرق ووسائل أكثر كفاءة؛ مثل التقطير، وكذلك فصل مياه الأمطار عن مياه الصرف الصحي في المدن، وإعادة الاستفادة من مياه الأمطار بعد تحليتها.

تحميل المزيد