لماذا يعد “لينكد-إن” الموقع المفضل للجواسيس؟ قصة الفتاة الإيرانية الحسناء التي حطمت المعجبين بواسطته

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2023/08/27 الساعة 17:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/27 الساعة 17:20 بتوقيت غرينتش
لماذا تحول موقع "لينكد-إن" إلى وكر للجواسيس؟ /رويترز، تعبيرية

لم يظهر موقع لينكد-إن يوماً في أحد أفلام جيمس بوند، وربما لن يظهر أبداً، ومع ذلك فهو أكثر فائدة لجاسوس من أي أداة في ترسانة العميل 007. فبضع ضغطات على لوحة المفاتيح تمكّنه من العثور على أهدافه وإيجاد الثغرات التي تمكنه من تجنيدهم.

قبل ظهور الإنترنت، كانت أجهزة الاستخبارات البريطانية تواجه صعوبة بالغة في تحديد الأهداف في النظام السوفييتي. وأي خطأ في تحديد الهدف يكون ثمنه فادحاً.

على أن موقع لينكد-إن أنهى هذه المشكلة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Times البريطانية.

الصين تستطيع التجسس على برنامج بريطانيا السري عبر موقع لينكد-إن

تقول الصحيفة تخيل أنك جاسوس صيني مهتم بالمسؤولين البريطانيين الذين يعملون في اختبار الصواريخ السري جداً في بينبيكولا في جزر هبريدس الخارجية. قبل 20 عاماً فقط، كان مجرد العثور على أسمائهم يتطلب إنفاقاً ضخماً للوقت والموارد. والتسكع في الجزر الموجودة في غرب اسكتلندا وطرح أسئلة فضولية قد يعرِّضك لخطر الاعتقال أو افتضاح أمرك. أما الآن فما عليك سوى البحث عن "RAF Benbecula" على لينكد-إن وسيظهر لك 38 اسماً.

وهذه الخيوط قد تكون عديمة الفائدة، لكنها على الأقل توفر لك مكاناً لتبدأ منه. وحتى أكثر المحترفين خبرة قد يشعرون بالإطراء لو استقبلوا طلب تواصل من فتاة شابة جذابة، وربما طالبة تعمل في مجاله. وحتى لو وقعت أهداف قليلة فقط في هذا الفخ، فيمكنك البدء في مراسلتهم على مواقع أخرى مثل فيسبوك، وجمع معلومات عن العائلات والهوايات والأنشطة الأخرى، واكتساب فكرة أكبر عن شبكات الأصدقاء وجهات الاتصال الأخرى.

لينكد-إن
الصين تسمح لشركات الأجهزة الغربية بالعمل في أراضيها، بينما تمنع شركات التطبيقات/رويترز

وبمجرد أن تكوّن صورة كاملة عن نقاط قوتهم وضعفهم، يمكنك التفكير في تجنيدهم. ومدارس التجسس تعلم ضباط المخابرات استغلال دوافع موافقة الجواسيس على التجنيد MICE: المال Money، والأيديولوجية Ideology، والإكراه Coercion، والإعجاب بالنفس Ego. وأقوى هذه العناصر على الإطلاق هو الأخير: التملق، فهو في التجسس كما في الحياة، سيوصلك إلى أي مكان ترغب فيه. وموقع لينكد إن هو المكان الذي يستعرض فيه الأشخاص قدراتهم، وبالتالي يعرف الشخص المتمِّلق أين يضرب ضربته. 

وموقع لينكد إن قد يساعد أيضاً في توجيه هجوم علم زائف: ابحث عن بلد يحبه هدفك، وتظاهر بأنك من جهاز استخباراته. لن يعرف. أو يمكنك المرور إليه من فرصه المهنية: فأي شخص في الحياة المدنية سيسعد بعقد استشاري مربح.

قصة المصورة الإيرانية الحسناء التي حولت معجبيها لأهداف سهلة

والتواصل مع الأهداف يوفر فرصاً أخرى أيضاً. فقبل بضع سنوات، أنشأت المخابرات الإيرانية صفحة على موقع لينكد-إن باسم "ميا آش"، يُفترض أنها مصورة شابة حسناء. وحين بدأت بالتواصل عبر البريد الإلكتروني مع هدفها، أرسلت له مرفقاً يحتوي على برامج ضارة، فتحها على حاسوبه، وفي النهاية تمكن الإيرانيون من الوصول إلى الأسرار التي كانوا يبحثون عنها.

ودون مغادرة مكتبك في موسكو أو طهران أو بكين، يمكن لعميل من هذه الدول في ظرف ساعات قليلة، وبمفرده، جمع معلومات عن هدف تفوق ما كان سيتمكن فريق من الجواسيس قديماً من جمعه في عام واحد.

لكن الأمر أصعب بكثير على الاستخبارات البريطانية. فلن تجد مسؤولين صينيين أو روساً على لينكد إن، وهذا ببساطة لأن البلدين يحظرانه.

تحميل المزيد