بين الحين والآخر يختفي أشخاص مشاهير بالصين في ظروف غامضة ثم بعد ذلك يعودون؛ لكن دون تسليط الضوء على ذلك، ما يوحي بأن هناك من يريد سحب الضوء من هؤلاء الأشخاص أو ربما يتعرضون لعقاب ما ثم يعودون ولكن بشكل مغاير عن السابق.
مر مشاهير كثر في الصين بهذه التجربة مثل جاك ما، مؤسس شركة علي بابا التجارية العملاقة، وهو جينتاو الأمين العام للحزب الحاكم سابقاً، وأخيراً وزير الخارجية تشين غانغ، فلماذا اختفى هؤلاء؟ ولماذا عادوا؟
صحيفة The Guardian البريطانية سلطت الضوء على بعض هؤلاء الأشخاص وتطرقت إلى قصة اختفاء بعضهم وطريقة عودتهم للمشهد مرة أخرى.
قبل يومين أعلنت الصين رسمياً عن إقالة تشين غانغ، وزير الخارجية الصيني السابق، وتعيين وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، مكانَه، في تعديل وزاري مفاجئ لم يُرافقه سوى القليل من المعلومات عن أسباب الغياب الغامض لغانغ منذ الشهر الماضي.
يأتي ذلك بعد أن عقدت "اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني" جلسة مفاجئة يوم الثلاثاء 25 يوليو/تموز، ثم أورد بيان الجلسة الموجز قرار المجلس بعزل تشين من منصبه بوزارة الخارجية. ويعني ذلك أن مسيرة الرجل الذي وصف بأنه نجم صاعد في سماء الحزب الشيوعي الصيني، ومستشار مقرب من الزعيم الصيني شي جين بينغ، قد توقفت، ولو إلى حين.
لم يشارك غانغ في أي فعاليات رسمية منذ 25 يونيو/حزيران. ورغم التصريحات السابقة التي زعمت أنه غائب عن الظهور العام لأسباب صحية، فإن قرار الإقالة لم يُرافقه إفصاح رسمي عن أسباب الغياب.
وزاد من البلبلة بشأن مصير غانغ أنه بقي -رغم الإقالة- عضواً في" مجلس الدولة"، أعلى هيئة إدارية في الصين، إذ يدل ذلك على أن السلطات الصينية لم تقرر التخلص منه تماماً. ومع ذلك فإن هذه الأحداث جعلت غانغ ينضم إلى قائمة طويلة من رموز النخبة الصينية الذين اختفوا عن الأنظار دون أي تفسير واضح.
هو جينتاو
"هو جينتاو" أحدث المنضمين إلى قائمة المختفين من رموز النخبة الصينية، وأكثرهم شهرة، فالرجل كان الأمين العام السابق للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس البلاد من عام 2003 إلى عام 2013.
فقد أُخرج جينتاو من قاعة الشعب الكبرى أثناء الحفل الختامي للمؤتمر العشرين للحزب في أكتوبر/تشرين الأول، على مرأى ومسمع من الصحفيين الذين سمح لهم بتصوير الحدث. وكان التفسير الرسمي الذي قدمته السلطات الصينية أن جينتاو أصيب فجأة بنوبة اعتلال صحية وجيزة.
لكنّ كثيراً من المراقبين شككوا في هذا التفسير، وزعموا أن السبب الحقيقي للحادثة سياسي. ومع ذلك، فإن جينتاو ما لبث أن عاد إلى الظهور في ديسمبر/كانون الأول خلال جنازة جيانغ زيمين، الرئيس الصيني السابق، ليتبين بذلك أن السلطات الصينية لم تتخلص منه تخلصاً تاماً.
جاك ما
في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اختفى جاك ما، أحد أكثر رجال الأعمال نجاحاً وشهرة في الصين، وامتد الاختفاء ثلاثة أشهر بعد ذلك. وكان مؤسس شركة "علي بابا" للتجارة الإلكترونية قد ألقى خطاباً قبل أسابيع من اختفائه انتقد فيه هيئات التنظيم المالي في البلاد.
وفي غضون أيام، استدعت السلطات جاك ما، وأُلغي الاكتتاب العام الأولي الذي كان من المقرر أن تعقده مجموعة "آنت" Ant Group، شركة التكنولوجيا المالية التابعة لمجموعة "علي بابا". ثم عاد جاك ما إلى الظهور بعد أشهر -وعقب أن تعرض لإجراءات تأديبية على ما يبدو- لكنه لا يزال بعيداً عن الأنظار منذ ذلك الحين.
قوه قوانغتشانغ
قوه قوانغتشانغ واحد من خمسة مديرين تنفيذيين -على الأقل- اختفوا في عام 2015. يشغل قوانغتشانغ رئاسة شركة "فوسون إنترناشيونال" Fosun International الصينية لإدارة الأصول الاستثمارية، ويمتلك نادي "وولفرهامبتون واندررز" البريطاني لكرة القدم.
وقد اعتقلته الشرطة في ديسمبر/كانون الأول 2015 للاستماع إلى شهادته ضمن تحقيقات فساد مالي، ثم أطلقت سراحه بعد بضعة أيام.
فان بينغبينغ
لا تقتصر حوادث الاختفاء بعد الوقوع في قبضة السلطات الصينية على السياسيين ورجال الأعمال. ففي يوليو/تموز 2018، اختفت الممثلة الصينية الشهيرة فان بينغبينغ فجأةً من على وسائل التواصل الاجتماعي واحتجبت عن الظهور العام، فتداول الناس شائعات تقول إنها فرَّت من الصين، وزعم بعضهم أنها رهن الإقامة الجبرية.
ومع ذلك، فقد عادت للظهور بعد عام تقريباً، لكن أُعلن عن تغريمها نحو 883 مليون يوان (123 مليون دولار أمريكي) بتهمة التهرب الضريبي.
شي جين بينغ
في سبتمبر/أيلول 2012، اختفى شي جين بينغ، نائب الرئيس الصيني آنذاك، عن الأنظار، وأُلغيت لقاءات رسمية كان من المقرر أن يعقدها مع زعماء أجانب.
لكنه عاد للظهور بعد أسبوعين دون أي تفسير رسمي، وإن قال مسؤولون صينيون إنه تعرض للإصابة أثناء ممارسته الرياضة.
ومع ذلك، فإن شي لم يختف عن الأنظار بعد ظهوره -على غرار ما حدث مع غيره من رموز النخبة المختفين- بل ما لبث أن عُين زعيماً للبلاد بعد شهرين.