تحدَّى إيلون ماسك، مؤخراً، مارك زوكربيرغ على خوض نزالٍ جسدي في قفص، لكن المعركة الحقيقية بين المليارديرين ستبدأ غداً الخمس، 6 يوليو/تموز، عندما يطلق زوكربيرغ منصة "ثريدز"، التي ستنافس منصة تويتر.
تعتقد شركة ميتا لمارك زوكربيرغ أن هناك احتياجاً في السوق لشبكةٍ اجتماعية على غرار تويتر للمشاركات القصيرة ولا تخضع لأهواء ماسك، الذي رغم كونه أحد أغنى الرجال في العالم يقضي وقتاً طويلاً في الانخراط في نزاعاتٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
ميتا اتصلت بمشاهير للالتحاق بـ"منصة ثريدز"، وهكذا ردَّ ماسك على الادعاء بأنها ستكون أكثر عقلانية
وكُشِفَ عن منصة ثريدز للعاملين في شركة ميتا الأسبوع الماضي، حين قال كريس كوكس، رئيس الإنتاج في ميتا، إن الشركة كانت تعمل على المنتج الجديد منذ يناير/كانون الثاني، وفقاً لإيجاز داخلي نشره موقع The Verge الأمريكي.
وقال كوكس إن "الشركة قد اتصلت بالفعل بشخصيات بارزة مثل أوبرا وينفري لمعرفة ما إذا كانت ستنتقل إلى الموقع الجديد: "لقد سمعنا من المبدعين والشخصيات العامة المهتمة بأن تكون هناك منصةٌ تعمل بصورةٍ عقلانية أنهم يعتقدون أن بإمكانهم الوثوق فيها والاعتماد عليها".
بدا أن التعليق قد أزعج ماسك، حيث أرجأ مالك شركة تويتر استعداداته للنزال ليعلِّق على ثريدز قائلاً: "حمداً لله إنها تعمل بصورةٍ عقلانية".
إليك سر قوة تويتر وأوجه الشبه والاختلاف بينها وبين المنصة الجديدة
من المتوقع أن تكون منصة ثريدز شبيهةً بتويتر، لكنها توصَف بأنها "تطبيق تابع لإنستغرام مبني على المحادثة"، مع استعراضٍ يشير إلى أن المستخدمين سيكونون قادرين على استخدام تفاصيل تسجيل الدخول الخاصة بهم على إنستغرام، مما يسهِّل عملية التسجيل.
تزعم منصة تويتر أنها تجتذب حوالي 250 مليون مستخدم على مستوى العالم، وهو عدد أقل بكثير من المليارات الذين يستخدمون فيسبوك وإنستغرام، لكنها ظلت لفترة طويلة تكتسب أهميةً أثقل من وزنها الفعلي من حيث التأثير على أجندة الأخبار عالمياً.
المشكلة أن تويتر تعاني من مشكلات منذ استحواذ ماسك عليها
ومع ذلك، فإن المنصة تعاني من الكثير من المشكلات منذ استحواذ ماسك عليها. استغرق الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وقتاً طويلاً من العام 2022 في محاولة للتراجع عن عرضه البالغ 44 مليار دولار لشراء الشبكة الاجتماعية، واستكمل في النهاية شراءه المثقل بالديون للشبكة الاجتماعية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
منذ ذلك الحين، قام بفصل الغالبية العظمى من موظفي تويتر، وخفَّف من سياسات الإلغاء المصممة لإيقاف خطاب الكراهية، وتسبَّب في فرار المعلنين الرئيسيين من النظام الأساسي -وهي مشكلة لشركة لا تزال تستمد معظم أموالها من الإعلانات.
لقد تحول أيضاً إلى نموذج عمل حيث يتعين على المستخدمين الدفع مقابل الحصول على علامة التحقق الزرقاء، مما يعني أن المستخدمين الذين لا يدفعون من المرجح ألا يجدوا جمهوراً لقراءة تغريداتهم -ويعني أيضاً تمكين أولئك الذين يعتزمون الترويج الذاتي لشراء مكانة بارزة في الموقع بغض النظر عن جودة مشاركاتهم.
والآن، تتعرض لما يشبه الانهيار
في مطلع الأسبوع الجاري، بدأت منصة تويتر غير المستقرة بالفعل في الانهيار، حيث أصبحت غير متاحة للكثير من المستخدمين. وقال ماسك إنه اختار الحد من عدد المنشورات التي يمكن للمستخدمين الذين لا يدفعون مشاهدتها إلى 600 في اليوم، في محاولة لمنع وصول طرف ثالث غير مصرح به إلى منصته.
لكن التفسير البديل هو أن تويتر اضطر ببساطة إلى اتخاذ خطوات طارئة؛ حيث تكافح خوادمه للتعامل مع الطلب. مهما كان السبب الحقيقي، فقد جعل ذلك المنصة غير قابلة للاستخدام بالنسبة لمعظم المستخدمين الكبار الذين ينتجون الغالبية العظمى من المحتوى على المنصة الاجتماعية.
محاولات البحث عن تفسير لأي من هذه التحركات السياسية مستحيلة، حيث قام ماسك بفصل جميع موظفي الاتصالات في تويتر. والصحفيون الذين يطلبون من الشركة شرح أفعالها يتلقون الآن رداً تلقائياً يضم رمزاً تعبيرياً للبراز.
وقال مايك برولكس، نائب رئيس شركة أبحاث السوق Forrester، إن الفوضى التي حدثت في مطلع الأسبوع كانت "سيئة بشكل ملحوظ" للمستخدمين والمعلنين. وأضاف في حديثه لوكالة فرانس برس: "المعلنون يعتمدون على مدى الوصول والمشاركة، لكن تويتر يقضي على كليهما".
زوكربيرغ مفتون بتأثير تويتر وأراد شراءها عام 2008، فهل يستطيع هزيمتها الآن؟
لطالما كان زوكربيرج مفتوناً بتأثير تويتر، وناقش شراء المنصة في العام 2008.
وسيتمثل أحد التحديات التي تواجه منصة ثريدز في ما إذا كان الناس على استعداد لدمج ملفاتهم الشخصية على منصة إنستغرام -التي تعرض غالباً تحديثات الحياة الشخصية والصور العائلية- مع المزيد من المنشورات العامة على منصات مثل تويتر.
والمشكلة الأكبر هي ما إذا كان يمكن إقناع المستخدمين الذين أمضوا سنوات في مراكمة عدد كبير من المتابعين على تويتر بالبدء على منصة جديدة.