مع تزايد حدة الصراع بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، يظهر أن لكل واحد من الرجلين حلفاء وأدوات قوة، كما يحيط به رجال من عسكريين وسياسيين يلعبون دوراً كبيراً في المعركة العسكرية والإعلامية المحتدمة بين البرهان وحميدتي.
في هذا التقرير نرصد أهم الرجال حول البرهان وحميدتي وشبكة تحالفاتهما الداخلية.
أسباب الخلاف بين البرهان وحميدتي
يقول محللون إن سبب الخلاف الأساسي يرجع إلى شعور قادة الجيش بالغصة والمرارة منذ أن منح الرئيس السابق عمر البشير قوات الدعم السريع (المعروفة سابقاً باسم الجنجويد) وضعاً قانونياً جعل قادتها يحصلون على رتب عسكرية رسمية.
أيضاً، أبدى الجيش السوداني عدة مرات تخوفه من وجود قوة مسلحة على الأرض موازية له، وهي مخاوف تشاركه فيها القوى المدنية التي تدعم توحيد القوى العسكرية تحت مظلة واحدة وهي الجيش الوطني، لكنها حذرت عدة مرات من أن احتمالات الصدام بين الجانبين بسبب هذه النقطة ستقود إلى حرب أهلية ما لم يتم تدارك الأمر من خلال النقاشات السياسية، وقد تحقق ما حذرت منه.
وكان الجيش بقيادة البرهان يطالب بسرعة دمج الدعم السريع داخل الجيش، وحدد لذلك فترة زمنية ما بين 6 أشهر إلى عام ثم عامين. لكن على الجانب الآخر، طالب حميدتي بمد الفترة اللازمة لدمج قواته داخل قوات الجيش إلى عشرين عاماً خفضها إلى 10 سنوات، وهو ما رفضه الجيش.
يقول محللون سودانيون إن أحد أهم أسباب مقاومة حميدتي لدمج قواته بالجيش هو أنه من غير الواضح أو المعروف كيف سيكون موقعه في الخريطة السياسية، إذ يخشى أن ينتهي به الأمر تحت قيادة البرهان أو من يأتي بعده وبالتالي سيكون من السهل إبعاده عن المشهد دون أدنى جهد وهو ما لا يقبله مطلقاً.
تحالفات الجانبين
معظم القوى السودانية السياسية والمسلحة والاجتماعية تعلن حيادها في الصراع، ولكن يعتقد أن القوى المدنية خاصة ائتلاف الحرية والتغيير- المجلس المركزي أقرب لحميدتي وقلق من البرهان.
وفي هذا الإطار، ينقل موقع دويتش فيله الألماني عن الرشيد محمد إبراهيم أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الخرطوم قوله إنه بالنسبة لقوى (إعلان الحرية والتغيير – المجلس المركزي) فإن هناك تفاهمات بينها وبين الفريق حميدتي وبينهما تحالف غير معلن، فالقوى المدنية تنظر لحميدتي وتياره باعتباره حامي العملية الديمقراطية وأنه أكثر حماساً للديمقراطية من البرهان الذي يشترط دمج القوات بسرعة، فيما ترى هي ضرورة تأجيل العملية، وهذا الرأي يتوافق مع رغبة الدعم السريع.
في المقابل، يعتقد أن الحركات المسلحة المتصالحة مع النظام لا سيما الدارفورية باتت أقرب للجيش والبرهان، (رغم حيادها عسكرياً)، وهو ما ظهر في العديد من مواقفها مثل مساهمتها في تشكيل ائتلاف الحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية، والذي يرفض وثيقة تسليم السلطة الأخير في تساوق مع موقف البرهان وبما يعارض مطالب حميدتي وائتلاف الحرية والتغيير- المجلس المركزي.
كما يقول منتقدو البرهان وبعض القوى المدنية إن الإسلاميين متحالفون مع البرهان.
أبرز الرجال حول البرهان
– صلاح الدين قوش.. رجل الاستخبارات الذي انقلب على البشير مرتين ويعيش بمصر
الفريق أول صلاح عبد الله قوش، هو سياسي سوداني، كان يشغل منصب رئيس الأمن القومي السوداني، ومستشار الرئيس السوداني حتى أغسطس/آب 2009. وفي عام 2012، حُكم على قوش بالسجن بعد إدانته بالتخطيط لانقلاب، لكن أُفرج عنه لاحقاً بموجب عفو رئاسي. وفي فبراير/شباط 2018، عينه الرئيس السوداني عمر البشير مديراً للمخابرات مرة أخرى.
اتهمت جماعات حقوقية صلاح قوش بلعب دور في انتهاكات بإقليم دارفور. وفي عهده تعزز التعاون بين المخابرات السودانية ووكالة الاستخبارات الأمريكية فيما يعرف بمكافحة الإرهاب.
يصفه البعض بصندوق السودان الأسود، ويعتقد أن له دوراً كبيراً في إزاحة البشير، حيث ينسب له قيادة سيناريو إزاحة البشير تحت الضغط الشعبي في أبريل/نيسان 2019 الذي تحول لاعتصام في محيط قيادة الجيش، حسبما ورد في تقرير لموقع جريدة السفير اللبنانية.
كانت المعضلة الرئيسية وقتذاك هي "قوات الدعم السريع" التي بناها البشير لسنوات طويلة لمثل هذا اليوم، وحوّلها إلى قوة ضاربة وجعلها شوكة في حلق الجيش الذي لا يثق فيه كثيراً.
وقتها كان قوش قد حيّد القوة العسكرية لجهاز الأمن، كما حيّد وزير الدفاع ونائب البشير، عوض بن عوف، والجيش، فلم يتبقّ إلا القوة الضاربة التي يدين صاحبها (حميدتي) بشكل شخصي بالولاء المطلق للبشير.
لكن ردة فعل حميدتي كانت أن رحب بقرار اللجنة الأمنية بإزاحة البشير بعد أربعة أيام من اعتصام القيادة ليصبح مشاركاً في الثورة باستجابته للتخلي عن البشير وعدم قمع قواته للمتظاهرين.
وقيل إن الشرطة السودانية سبق أن منعت تنفيذ أمر للنيابة باعتقال قوش، وذلك عقب عزل البشير.
ويعتقد أن قوش ورئيس الوزراء السابق محمد طاهر إيلا، حالياً يقيمان في القاهرة منذ سقوط نظام البشير، ورفضت تسليمهما في أكثر من مناسبة.
ويعتقد أن هناك محاولة من القاهرة لتعزيز علاقة واشنطن بالقوى المؤيدة للبرهان، عبر صلاح قوش، ويقال إنه مفتاح المسار المصري. ويعتقد أيضاً أنه مهد الطريق لعملاء المخابرات السودانية لزيارة واشنطن في يناير/كانون الثاني الماضي، حسب موقع Middle East Eye.
وترجع مصادر قوات الدعم السريع موقف القاهرة السلبي منها لتأثيرات الفريق صلاح قوش، وقربه من دوائر القرار الأمني بها.
وسبق أن أفادت قناة الجزيرة بوصول مدير المخابرات السوداني السابق صلاح قوش برفقة مدير المخابرات المصري عباس كامل إلى أبوظبي بعد الإطاحة بالبشير.
– رئيس أركان الجيش السوداني محمد عثمان الحسين.. حائط الصد ضد حميدتي
تولى منصبه بعد الإطاحة بالبشير بنحو شهرين، حيث كلف الجيش السوداني الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين برئاسة الأركان، في أبريل/نيسان 2019، بعد اعتقال رئيس الأركان السابق الفريق أول هاشم عبد المطلب، وقائد سلاح المدرعات اللواء نصر الدين عبد الفتاح، وقائد المنطقة المركزية اللواء بحر، فضلاً عن القياديين علي كرتي والزبير أحمد الحسن بتهمة التخطيط والمشاركة في محاولة انقلاب.
ويعتقد أنه الرجل الثاني في القيادة العسكرية والمجلس العسكري بعد البرهان يليه الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي، بحكم الأقدمية التراتبية في الجيش وفترة الخبرة والخدمة العسكرية.
وقبل اندلاع المعارك، عندما طرح إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين البرهان وحميدتي وهي مسألة خضوع حميدتي لقيادة البرهان، نقل موقع "بلومبرغ الشرق" عن مصادر قولها إنه كان هناك اقتراح بأن يخضع البرهان وحميدتي للرئيس المدني الذي سيُعيّن بمقتضى الاتفاق الإطاري، وهو ما يرفضه الجيش وعلى رأسه رئيس هيئة الأركان الفريق أول محمد عثمان الحسين، وعضوا المكون العسكري في مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين كباشي، والفريق أول ياسر العطا.
وفي 12 أبريل/نيسان 2023، أعلن البرهان عن تشكيل قوة للتدخل السريع تحت إمرة القائد العام للجيش، كما أعلن عن قرب تشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة تحت قيادته، كبديل عن المجلس السيادي، ويليه في التراتبية العسكرية رئيس أركان الجيش الفريق أول محمد عثمان الحسين، ثم الفريق أول شمس كباشي؛ وهو ما يجعل من حميدتي مجرد عضو في مجلس يهمين عليه قيادات الجيش دون امتيازاته السابقة كنائب لرئيس المجلس السيادي.
ويقال رئيس الأركان محمد عثمان، أحد أبرز القادة السودانيين الذين يشكلون خط مواجهة ضد حميدتى وقوات الدعم السريع، حسبما قالت مصادر عسكرية لموقع "التغيير" السوداني.
وقبل اندلاع المعارك الأخيرة، أكد رئيس هيئة الأركان السودانى، أن القوات المسلحة باقية قوية ومتماسكة ولن تسمح بانهيار السودان أو تفكيكه، وربط الحسين بين بقاء السودان والقوات المسلحة بوصفها البوتقة القومية التى تنصهر فيها المكونات السودانية، موضحاً أن القوات المسلحة تعرضت إلى استهداف ممنهج.
ومن المواقف اللافتة لرئيس أركان الجيش السوداني، إعرابه في فبراير/شباط سنة 2021، عن نية الخرطوم مراجعة شروط الاتفاق مع موسكو بشأن القاعدة البحرية الروسية، أو ما يعرف بمركز العمليات اللوجستي الموجود على ساحل البحر الأحمر، الذي وقعت روسيا اتفاقيات بشأنه سنة 2017.
وسبق أن زعمت مواقع أو حسابات منسوبة لقوات الدعم أن رئيس وفاة رئيس هيئة الأركان بنوبة قلبية.
– شمس الدين كباشي إبراهيم شنتو.. الناطق باسم القيادة العسكرية
ولد في 1 يناير/كانون الثاني 1961 وهو عسكري وأكاديمي سوداني وهو العضو الخامس من العسكريين في المجلس السيادي السوداني الذي تم تشكيله عقب الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير عام 2019.
وهو المتحدث باسم المجلس السيادة ومن أبرز أعضائه والثالث في ترتيب الأقدمية والخبرة.
– قائد القوات الجوية.. البرهان عينه قبل أشهر ووعد بتزويده بمسيرات
أطاح البرهان بعدد من قيادات الجيش السوداني في أغسطس/آب 2022، أبرزهم نائب رئيس هيئة الأركان وقائد القوات البرية الفريق الركن عصام محمد حسن كرار، وإحالته للتقاعد بالمعاش، في مؤشر على سعيه لتعزيز قوته.
وشملت القرارات، ترقية اللواء طيار ركن الطاهر محمد العوض الأمين إلى رتبة الفريق وتعيينه قائداً للقوات الجوية.
وأعلن البرهان قبل اندلاع المعارك بأيام عن اتجاه الجيش لتعزيز قدراته من الطيران المسير لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.
رجال حول حميدتي
في السوشيال ميديا والإعلام يتفوق حميدتي على البرهان، ويعزى ذلك إلى النجاح الكبير لمساعديه في هذا المضمار مقابل البيروقراطية العسكرية في مجال الإعلام، إضافة إلى قدرة حميدتي الإعلامية الذاتية عبر مخاطبة المواطن السوداني بطريقة مميزة.
وفي مؤشر على أن قوات الدعم تشن حملة إعلامية منظمة وكبيرة، تم استخدام ما لا يقل عن 900 من حسابات تويتر التي يُحتمل اختطافها لإعادة تغريد المحتوى الذي نشره قائد قوة الدعم السريع في السودان، وفقاً لما نقله موقع Middle East Eye البريطاني عن بحث جديد.
بعض الناشطين على مواقع التواصل حددوا دبي مقراً لأدمن حسابات حميدتي على الفيسبوك وتويتر.
– عبد الرحيم دقلو شقيق حميدتي.. نائب قائد الدعم السريع ومالك شركة الجنيد للذهب
قوات الدعم السريع ليست تنظيماً ذا جذور سياسية، بل منذ بدايتها هي ميليشيات ذات طابع قبلي وإثني، بقيادة عائلية تسيطر عليها عائلة حميدتي بالكامل، حيث إن شقيقه عبد الرحيم دقلو هو نائب رئيس قوات الدعم السريع.
كما يملك عبد الرحيم شركته العائلية "الجنيد" التي تسيطر على تعدين وتجارة الذهب، إضافة إلى اثنين من أبنائه (عبد الرحيم).
وينفي حميدتي علاقته بالشركة، ولكن تم إدراج اسمه كمدير (عضو مجلس إدارة)، وفقاً لوثائق اطلعت عليها منظمة Global Witness غير الحكومية.
– أحمد حمدان.. يتولى الإعلام من دبي
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان والعالم العربي صوراً مأخوذة من صفحة "حميدتي" على موقع فيسبوك، تظهر أن حسابه على الموقع يتم إدارته من ثلاثة أشخاص، أحدهم من دولة الإمارات.
وانتشرت تغريدات كثيرة تستغرب إدارة صفحة محمد حمدان دقلو من دولة الإمارات
وقال موقع Africa Intelligence إن إخوة قائد قوات الدعم السريع محمد دقلو "حميدتي"، يقودون حربه الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبر فريق محترف مقره الخرطوم ودبي.
وتركز دعاية حميدتي على القول إنه يدافع عن الديمقراطية، ويحارب البرهان الإسلامي المتطرف أو المتحالف مع المتطرفين، واللافت أن رجل الأعمال المصري الذي يوصف بالليبرالي نسب له تأكيده على أن البرهان يدافع عن الديمقراطية.
كما تسعى دعاية حميدتي للإيحاء للاتحاد الأوروبي بأن حميدتي سيكون حائط صد في مواجهة الهجرة غير الشرعية، علماً بأن الاتحاد الأوروبي سبق أن مول عمليات مكافحة الهجرة التي نفذتها قوات الدعم السريع، علماً بأن هناك شكوكاً حول فاعليتها، وحدوث انتهاكات حقوقية.
وتحاول هذه الحرب الدعائية مسح مسألة مشاركة حميدتي، مع البرهان في الانقلاب على الحكومة المدنية عام 2021.
وراء ذلك شقيقه أحمد حمدان دقلو، الذي يتولى العلاقات العامة وحسابات أخيه الأكبر من دبي. والشقيق الثاني عبد الرحيم دقلو، المقيم في السودان، وهو المستشار السياسي له.
يساعدهما شخصان آخران مقربان منهما، هما عز الدين الصافي، ويوسف عزت المهري، وكانا منفيين حتى سقوط عمر البشير.
كان الصافي مقيماً في تونس، والمهري في كندا، وحاولا إيجاد مكان في حكومة عبد الله حمدوك الانتقالية، ثم اقتربا من عشيرة دقلو ووضعا نفسيهما تحت خدمة الدعم السريع.
– المتحدث باسم الدعم السريع.. ابن دارفور الذي تخلى عن حمدوك وانضم لحميدتي
عز الدين الصافي عينه رئيس الوزراء الانتقالي المدني عبد الله حمدوك في منصب مفوض الضمان الاجتماعي والتكافل وخفض الفقر، واستمر في منصبه بعد إقالة حمدوك في انقلاب مشترك بين الجيش والدعم السريع، ويبدو أنه تحالف مع حميدتي.
وسبق أن مثل عز الدين الصافي الحكومة السودانية في اتفاق مع شركة علاقات عامة أمريكية لتحسين علاقتها بإدارة الرئيس جو بايدن والكونغرس، حسبما ورد في تقرير لصحيفة "سودان تريبيون".
ومن الواضح الاتفاق الذي أبرم مع شركة "نيلسون مولينز رايلي آند سكاربورو"، أبرم لصالح حميدتي وليس لصالح حكومة البرهان، حيث إن الصافي المنحدر من ولاية شرق دارفور مقرب لـ"حميدتي"، وكلاهما ينحدر من قبيلة الرزيقات.
ويوصف الصافي بأنه المتحدث باسم قوات الدعم السريع عز الدين الصافي وقد نسبت له تصريحات باتهام القوة المصرية التي كانت موجودة في قاعدة مروي السودانية، بأنها تساند الجيش السوداني في حربه على قوات الدعم السريع بالغارات الجوية وأن معظم القوة طيارون وفنيو صيانة الطائرات.
– يوسف عزت المهري.. المثقف الشيوعي السابق الذي أصبح منظراً لزعيم الميليشيات
يوسف عزت المهري من مواليد بادية المهرية بشمال دارفور، حسب ما نسب له شخصياً، تخرج من كلية القانون جامعة النيلين عام 1998، قبل أن يهاجر إلى كندا؛ حيث درس التنمية الدولية بجامعة ونبيك، واستقر هناك مع أسرته.
بدأ عزت إبراهيم المهري حياته يسارياً في تنظيم الجبهة الديمقراطية (الجناح الطلابي للحزب الشيوعي) قبل أن يتخذ مساراً آخر أقرب إلى تبنِّي الأفكار الليبرالية الغربية؛ خصوصاً بعد استقراره في كندا.
ويستغرب بعض المثقفين السودانيين من انضمام شاب يوصف باليساري المثقف إلى قوات توصف بالميليشيات، ليصبح مستشاراً سياسياً لقائد قوات الدعم السريع الذي لم يكمل تعليمه.
ويقال إنه عمل كقناة اتصال بين السياسيين السودانيين وقوات الدعم السريع في الدعاية التي يبثها فريق حميدتي الإعلامي.
يفسر البعض ذلك بسبب صلة الرحم والقرابة بينهما؛ فهما في الواقع من قبيلة واحدة. بينما يسخر آخرون من هذه الفكرة، ويقولون إنها قناعة راسخة لديه بأنه يرى في قائد الدعم السريع نموذجاً مختلفاً عن العسكريين والسياسيين السودانيين التقليديين، وإنه إذا ما أُتيحت له الفرصة يُمكن أن يُحدث الفرق.
ويعتقد مراقبون أن المهري هو مَن تمكَّن من تغيير موقف قوات الدعم السريع وقائدها إلى النقيض تماماً؛ حيث اعتذر (حميدتي) عن انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 ضد حمدوك، وأعلن بشكل صريح وقوفه ومساندته لعملية التحول المدني الديمقراطي ودعم والتوقيع على الاتفاق الإطاري الذي يُمهد لاتفاق سياسي نهائي، يتم تسليم السلطة بموجبه إلى ائتلاف الحرية والتغيير- المجلس المركزي الذي يعتقد أنه يسيطر عليه اليساريون.
ولا يعرف ما إذا كان المهري هو الذي غير حميدتي أم أن الأخير يستغل المثقف اليساري السابق.