إنه "سوبر أردوغان" أو "سوبر ماريو التركي"، هكذا يتم تقديم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في فيديو يتداوله مؤيدوه وكثير من الأتراك؛ حيث يظهر فيه وهو يكتسح الأهداف الموجودة في لعبة تحاكي لعبة سوبر ماريو الشهيرة، عبر العشرات من الإنجازات التي تتحقق في زمن قياسي، وبالفعل أعلنت أنقرة عن العديد من الإنجازات التقنية والعسكرية والاقتصادية مع اقتراب الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية.
وأغلب هذه الإنجازات، تخطت مرحلة المشروعات والخطط إلى الخروج لأرض الواقع، سواء بالعمل الفعلي أو في مرحلة تجريبية متقدمة، أو تم تدشينها أو تقترب من التدشين بما في ذلك خطط للتصدير.
ويراهن حزب العدالة والتنمية الحاكم على أن إنجازات أردوغان والحزب، خاصة ما أعلن عنها مؤخراً، سوف تكون سبباً لفوز الرئيس وحزبه في الانتخابات القادمة في ظل اكتفاء المعارضة ببرنامج يقوم على مناهضة أردوغان دون تقديم بديل.
وفي ظل معارضة متربصة وأجواء سياسية مفتوحة وإعلام غربي لا يخفي العداء لأردوغان، فإن السمة الرئيسية لهذه المشروعات أنها تتسم بقدر كبير من المصداقية، وخاصة أن بعضها لا سيما العسكري والتقني تلقى اهتماماً كبيراً من المتخصصين والمهتمين على مستوى العالم، ولا سيما الأسلحة وإنجازات تقنية مثل السيارة التركية الكهربائية "توغ" التي قادها أردوغان ومعه زوجته، واستقلها زوار أجانب رفيعو المستوى مثل وزير الخارجية المصري سامح شكري حيث اصطحبه نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في جولة بها خلال زيارته الأخيرة لتركيا، كما بدأ مواطنون أتراك بمن في ذلك غير مؤيدين لأردوغان في حجز هذه السيارة.
الاقتصاد.. نقطة ضعف تحولت لميزة قبل الانتخابات التركية
بينما ينظر دوماً للاقتصاد أنه أبرز مشكلات أردوغان الانتخابية، فهذا ليس صحيحاً إلى حد كبير.
فكثير من نقاد أردوغان يتناسون وضع الاقتصاد التركي شديد السوء قبل تولي حزب الحرية والعدالة الحكم، حيث كانت الليرة التركية أدنى عملة في العالم من حيث القيمة، إذ كان الدولار يعادل نحو مليوناً و350 ألف ليرة، وأقل من ذلك في بعض الأوقات قبل الإصلاح النقدي والاقتصادي الذي قام به الحزب.
كما يتجاهلون أن تركيا مرت خلال السنوات الماضية بسلسلة من الأزمات المتوالية مثل التوتر مع روسيا حول سوريا، ثم محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة والعمليات الإرهابية خاصة تلك التي وقعت بإسطنبول، والتوتر مع أمريكا، وأخيراً جائحة كورونا، والأزمة الأوكرانية، وهي أزمات كثير منها ألقى بثقله على أغلب دول العالم، خاصة أن تركيا دولة سياحية تتأثر بشدة من مثل هذه الأزمات.
ولكن في المقابل كان أداء الاقتصاد التركي الأفضل من بين مجموعة العشرين في معظم فترات الجائحة، حيث حققت أعلى نمو بين دول المجموعة بعد الصين.
وتحقق ذلك عبر إدارة شديدة المرونة للجائحة تمثلت في رعاية صحية قوية، وإغلاقات مرنة ولكن حازمة في ذروة الجائحة تستهدف بالأساس الفئات غير العاملة مثل المسنين والطلاب، مع توفير رعاية كاملة للمسنين وإبقاء الاقتصاد مفتوحاً، خاصة السياحة ثم تنفيذ إغلاقات شبه كاملة فقط في أيام العطلات الطويلة لأغلب المواطنين والمقيمين ولكن ليس للسياح لوقف انتشار المرض مع الإبقاء على السياحة، الأمر الذي أدى إلى معدل إصابات كبير، ولكن معدل وفيات ضئيل، وهذا يشبه نموذج ألمانيا في التعامل مع الجائحة ، ولكن دون إغلاقات كبيرة كالتالي نفذتها برلين.
كما كانت تركيا مصدراً رئيسياً للمنتجات الصحية والطبية أثناء الجائحة لبلدان العالم، بينما عانت أغلب الدول الغربية من نقص الكمامات وغيرها من المستلزمات الطبية التي منعت الصين تصديرها لفترة.
أما أزمة الليرة التي كانت أكبر مشكلات الاقتصاد التركي (والنقطة التي يراهن عليها معارضوه)، فإن أردوغان أصر على نهجه الرافض لرفع سعر الفائدة؛ حتى لا يؤثر على النمو الاقتصادي والعمال والشركات، واختلف معه أغلب اقتصاديي العالم، وكثير من اقتصاديي بلاده.
أردوغان مضى قدماً في تخفيضات تاريخية للفائدة على العملة التركية، مع تقديم ضمانات لمن يحتفظ بالليرة في المصارف بتعويضه إذا تراجعت، وأدى ذلك إلى تخفيض الفائدة من أكثر 20% إلى أقل من 10 %، وهو إنجاز تاريخي للاقتصاد؛ لأن الفائدة العالية بمثابة دوامة يصعب الخروج منها، وهي تبطئ النشاط الاقتصادي وتزيد عبء الديون.
وبعد تراجع الليرة بشكل كبير مطلع العام الماضي وما قبله، استقرت العملة التركية مؤخرا رغم تأثيرات أزمة أوكرانيا الاقتصادية والضربات التي تلقتها الكثير من العملات القوية خلال الفترة الماضية بما فيها اليورو والجنيه الإسترليني والين.
أما تداعيات انخفاض الليرة الكبير على القدرة الشرائية للمواطنين، فلقد عالجها أردوغان عبر زيادة كبيرة للأجور، تمثلت في ثلاث زيادات للحد الأدنى خلال عامين أوصلته لنحو 450 دولاراً، وهو الأعلى في تاريخ تركيا ويفوق العديد من دول أوروبا الشرقية مثل رومانيا والمجر، وإذا وضع في الاعتبار القيمة الشرائية للدولار، فقد تزيد قيمته على الأرجح، لأن تركيا أرخص، وبالفعل فإن نصيب الفرد التركي من الناتج المحلي وفقاً للقوة الشرائية للدولار في البلاد (وهو المقياس الأدق) يفوق اليونان ويقل قليلاً عن دولة أوروبية غربية متقدمة مثل إيطاليا، حسب تقرير لصندوق النقد الدولي لعام 2023 "IMF".
كل ذلك تحقق مع نمو كبير وزيادة لافتة في الصادرات والسياحة بفضل الفوائد المخفضة، والتي تدار لصالح الاقتصاد الإنتاجي، ورغم بعض التوقعات بإمكانية تخفيض محدود لليرة بعد الانتخابات التركية، ولكنه لن يكون كبيراً على الأرجح؛ لأن الاقتصاد تخطى مرحلة القلق من هذه المسألة.
الصناعات الدفاعية.. قصة نجاح تركيا اللافتة التي هزمت الشكوك والروس!
ازدهرت صناعة الدفاع التركية خلال العقد الماضي بشكل كبير، حيث نمت قيمة مبيعات صناعة الأسلحة التركية من مليار دولار في عام 2002 إلى 11 مليار دولار في عام 2020، ما جعل تركيا رابع أكبر مصدّر دفاعي عالمي، وتنتج 70% من سلاحها.
ويتوالى الإعلان عن الأسلحة التركية الجديدة والتي أثبت الكثير منها كفاءته في حروب أوكرانيا وسوريا وليبيا والقوقاز.
وما زالت بعض الأسلحة التي لم تدخل الخدمة تتعرض لانتقادات خاصة من غير المتخصصين، ولكن تجدر الإشارة إلى انتقادات مشابهة واجهت طموح تركيا لصناعة طائرات مسيرة مثل البيرقدار، والآن تركيا استطاعت عبر هذه الطائرات التي قوبلت بالاستهانة في البداية أن تكون إحدى أهم الدول في هذا المجال والوحيدة التي غيرت نتائج المعارك بهذه الطائرات، وباتت طائرتها بيرقدار لاعباً عسكرياً مهماً في سوريا وليبيا وأذربيجان وأوكرانيا في مواجهة السلاح الروسي في معظم هذه الجبهات وضد الجيش الروسي نفسه في حرب أوكرانيا.
حتى إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من أردوغان تزويد موسكو بطائرات بيرقدار تي بي 2 التركية الشهيرة.
تركيا تطلق واحدة من أولى المقاتلات المسيرة في العالم إن لم تكن أولها
تلقى المقاتلة المسيرة التركية الشبحية "بيرقدار قيزيل إلما" اهتماماً كبيراً من خبراء وهواة الطيران في العالم؛ لدرجة أن اختبارها الجوي الأول يوصف بأنه لحظة فارقة بتاريخ الطيران.
فرغم أن طائرات بيرقدار تي بي 2 التركية غيرت مسار الحروب في ليبيا والقوقاز وسوريا، وأخيراً المراحل الأولى في حرب أوكرانيا حيث دمرت طوابير الدبابات الروسية لتنقذ العاصمة الأوكرانية كييف من الاجتياح الروسي، فيما عرف باسم معركة الربيع، حتى إن الأوكرانيين ألفوا لها أغنية وهو ما لم يفعلوه مع سلاح آخر.
ولكن بيرقدار تي بي 2 تظل طائرة قصف فقط وهي بطيئة نسبياً، وغير قادرة على الهروب من الصواريخ المضادة (ولكن غالباً يصعب رصدها)، ولكن المقاتلة الشبحية التركية "بيرقدار قيزيل إلما"، هي واحدة من المشروعات النادرة في العالم لإنتاج مقاتلة شبحية قادرة على مرافقة المقاتلات المأهولة والتعاون معها في تدمير مقاتلات العدو مع سرعة تعادل سرعة الصوت أو أقل أو أعلى قليلاً، ويعتقد أنها المقاتلة المسيرة الشبحية الأولى التي وصلت لهذه المرحلة من الاختبار في ظل الغموض الذي يحيط بالمشروعات الصينية والأمريكي في هذا المجال.
ويعتقد أن قزل ألما لديها قدرات مناورة وقدرات شبحية يفترض أنها تنافس طائرات الجيل الخامس المأهولة مضافاً إليها ميزات الطائرات المسيرة، مثل تنفيذ المناورات التي لا يتحملها الجسد البشري، وعدم القلق من التضحية بها في المعارك دون خوف على الطيارين.
وبعد أن أجرت المقاتلة الشبحية التركية أول اختبار طيران لها في 12 ديسمبر/كانون الأول 2022، بعد فترة قليلة من الإعلان عنها، هبطت "بيرقدار قيزيل ألما" اليوم الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023 في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، استعداداً للمشاركة في مهرجان "تكنوفيست 2023" لتكنولوجيا الطيران والفضاء الذي يعد أكبر مهرجان في العالم في مجال تكنولوجيا الطيران والفضاء، ووسيلة مهمة في تركيا لاكتشاف مواهب الشباب لعرض ابتكاراتهم التكنولوجية مثل الصواريخ والروبوتات والمسيرات.
وبهذا تكون "بيرقدار قيزيل ألما" قد هبطت لأول مرة خارج المدرج الذي خضعت فيه للتجارب والاختبارات، بحسب البيان.
وقبل ذلك، اجتازت المقاتلة التركية المسيرة "قيزل ألما" اختباري الطيران التاسع والعاشر بنجاح ضمن مجموعة من الاختبارات تشمل تحليق الطائرة بسرعات عالية والمناورة.
و"قيزل ألما" وهي واحدة من أوائل المقاتلات المسيرة في العالم (إن لم تكن الأولى في ظل غياب المعلومات عن مشروعات مماثلة لدى الصين وأمريكا) التي ستكون قادرة أيضاً على الإقلاع من حاملات الطائرات قصيرة المدرج والسفن الهجومية البرمائية.
طائرة القصف والتدريب الأسرع من الصوت "حرجت"
أعلن الرئيس التركي عن نجاح أول تحليق للطائرة "حرجت" النفاثة الأسرع من الصوت المحلية الصنع، وذلك يوم الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023 أي في نفس يوم وصول المقاتلة المسيرة قيزل ألما لمطار أتاتورك.
وقال أروغان في تغريدة على تويتر: "الحمد لله. فلتكن (حرجت) هدية لمشروع قرن تركيا"، وأرفق تغريدته بمشاهد لتحليق الطائرة للمرة الأولى.
والعام الماضي، أعطت الحكومة التركية الضوء الأخضر للإعداد للإنتاج الكمي لطائرة التدريب والهجوم الخفيف حرجت – Hurjet"، بل إنها بدأت تعدها للتصدير، حيث قدمتها في مناقصة ماليزية لشراء 18 طائرة خفيفة في مواجهة المقاتلة الهندية الخفيفة هيل تيجاس.
من المفترض أن تبلغ سرعة Hurjet القصوى 1.2 ماخ، مع حمولة قصوى تصل إلى 3 أطنان.
تم تصميم الطائرة "حرجت" بهدف أن تكون طائرة تدريب لطياري مقاتلات الجيل الخامس، إضافة إلى كونها طائرة هجومية خفيفة مزودة بإلكترونيات طيران حديثة، قادرة على القيام بعمليات القصف الأرضي.
ولدى تركيا مشروع آخر مماثل هو الطائرة Hürkuş الأقل من سرعة الصوت والتي دخلت حيز الإنتاج.
وفي عام 2016، حصلت الطائرة Hürkuş على شهادة سلامة من قبل وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، وطلب الجيش التركي شراء 15 وحدة منها.
المقاتلة التركية الشبحية من الجيل الخامس تتحرك على الأسفلت
شكل إكمال المقاتلة التركية الشبحية من الجيل الخامس TF-X الاختبارات الأرضية في 18 مارس/آذار 2023، لحظة جذبت اهتمام خبراء وهواة الطيران في العالم، وسط إشادة من قبل المواقع العسكرية العالمية بما ظهر من تصميم المقاتلة، ووعود من المسؤولين الأتراك بأنها ستحلق في السماء خلال هذا العام.
ويمثل هذا حدثاً تاريخياً لصناعة الطيران في البلاد، حسب وصف موقع Eurasian times الهندي.
الطائرة تحركت بشكل مستقل خلال الاختبار، حسبما ذكر موقع الدفاع التركي SavunmaSanayiST، مما يشير إلى أن المحركات قد تم دمجها في الطائرة بنجاح.
وتركيا لديها خبرة كبيرة في مجال المقاتلات بما فيها الشبحية عبر تجميعها طائرات إف 16 محلياً، بما في ذلك المحرك ومشاركتها الكبيرة في برنامج تصنيع إف 35 الأمريكية (ما زالت تشارك في تصنيعها لصعوبة استبدالها رغم استبعادها من المشروع).
ومشكلة الطائرة التركية الشبحية الرئيسية هي المحركات وحاجة البلاد لوقت لتطوير محركات محلية كما تخطط، خاصة في ظل مخاوف من عدم تزويد أمريكا أنقرة بالمحركات اللازمة بعد أزمة صواريخ إس 400.
ولكن تُظهر صور الاختبار الأرضي أن فوهات العادم في الطائرة تشير إلى أنها تستخدم محركات من سلسلة جنرال إلكتريك F110 الأمريكية، التي يتم تجميعها في تركيا بواسطة شركة TUSAS Engine Industries -TEI، حيث تزود بها طائرات إف 16 التركية التي كانت تجمع محلياً.
وكانت هناك تقارير غير مؤكدة عن عمليات تسليم جديدة من محركات F110 أمريكية لتركيا خصوصاً للمقاتلة الشبحية TF-X العام الماضي. مع تحسن في العلاقات بين أنقرة وواشنطن مؤخراً.
ولكن الهدف النهائي لتركيا هو التحول في النهاية إلى محرك منتج محلياً وهناك مشروع قائم بالفعل لتحقيق ذلك.
وتطور تركيا أيضاً محركات لهذه الطائرة مع شركة Rolls-Royce البريطانية، وسط غموض حول هذا المشروع وهل تؤثر الخلافات حول الملكية الفكرية وضغوط واشنطن على لندن أم أنه يمضي قدماً كما تفيد بعض التصريحات من الجانبين التركي والبريطاني؟
كما أن بين تركيا وأوكرانيا شراكة في مجال محركات الطائرات؛ حيث اشترت شركات تركية دفاعية ربع أسهم الشركة المصنعة للمحركات الأوكرانية Motor Sich، وهي شركة تنتج محركات نفاثة بنظام الحارق اللاحق، لطائرات التدريب، ولكنها تطور محركاً يصلح للمقاتلات.
واللافت أن تصميم المقاتلة التركية الشبحية أقرب إلى المقاتلة الأسطورية "إف 22″ منه لـ"إف 35" وفقاً لما يقوله موقع The War Zone الأمريكي.
بيرقدار تي بي 3 خصم الروس العنيد ينطلق أخيراً من السفن
"أفضل وأكبر وأثقل"، هكذا وصفت مواقع عالمية الطائرة المسيرة بيرقدار تي بي 3 التي ستنطلق من حاملات الطائرات والتي كشفت عنها تركيا مؤخراً، وتعد نسخة بحرية متطورة من الطائرة المسيرة التركية بيرقدار تي بي 2 التي اشتهرت عالمياً، وأصبح لديها قائمة طلبات شراء دولية طويلة ستشغل شركة بايكار لسنوات.
وسيبدأ اختبار الطيران لهذه المسيرة خلال العام الحالي.
ستطير TB3 جنباً إلى جنب مع بيرقدار قيزل ألما "Bayraktar Kizilelma.
حاملة المسيرات والمروحيات محلية الصنع.. قصة العنقاء التي نجت من الحصار الأمريكي
تعد السفينة "تي جي غي أناضول" البرمائية المتعددة الأغراض، المصنعة محلياً، أكبر سفينة حربية لدى تركيا، كما تعد حاملة للمروحيات والطائرات المسيرة (تستطيع حمل المركبات العسكرية أيضاً)، ولقد دخلت الخدمة في 10 أبريل/نيسان الجاري.
مشروع هذه الحاملة كان يبدو أنه قد تعرض لضربة قاصمة، عندما أخرجت الولايات المتحدة أنقرة من مشروع الطائرة الأمريكية إف 35 رداً على شراء تركيا لصواريخ إس 400 الروسية، لأن صفقة تركيا الملغاة مع واشنطن كانت تتضمن شراء مقاتلات إف 35 C، وهي المقاتلة الأسرع من الصوت الوحيدة في العالم القادرة على العمل من حاملات المروحيات مثل الأناضول، مما يعني فقدان الأخيرة لجزء من قوتها الضاربة الرئيسية واكتفائها بالاعتماد على الطائرات المروحية (هيلكوبتر)، ولكن تركيا ردت بتطوير طائرات مسيرة تنطلق من هذه الحاملة.
وتمتلك العديد من الدول حاملات مروحيات مماثلة لهذه السفينة مثل اليابان وإيطاليا ومصر، ولكن الإنجاز التركي ليس في اقتناء السفينة بل في جعلها حاملة مسيرات مع تصنيعها محلياً بالتعاون مع إسبانيا التي لديها سفينة مماثلة، مما يعزز مكانة البلاد العالمية في مجال تصنيع السفن من هذا النوع، مع بدء مشروع لبناء نسخة ثانية بنسب تصنيع محلي أعلى.
الغواصات التركية الصنع.. تعاون مع ألمانيا بهدف الاستقلال الذاتي
أطلقت تركيا منتصف العام الماضي، نسخة ثانية من الغواصة "ريس" محلية الصنع (التي تصنع بالتعاون مع ألمانيا)، لتصبح واحدة من الدول القليلة على مستوى العالم التي تصنع غواصات محلياً، وهي خطوة سيكون لها تأثير كبير على توازن القوى البحرية في منطقة شرق المتوسط الغنية بالطاقة.
وتم إطلاق أول نسخة من الغواصة ريس، في 22 ديسمبر/كانون الأول 2019، وتخطط تركيا لإطلاق ست غواصات على مدى ستة أعوام متتالية.
وأعلن أردوغان خلال إطلاق هذه الغواصة عن عزم بلاده دمج الطوربيد المحلي Akya والصاروخ المضاد للسفن Atmaca لتزود به هذه الغواصات.
كان من أهم تفاصيل الحفل إعلان الرئيس التركي عن عزم بلاده تصنيع غواصة محلية بشكل مستقل، في عام 2025، وهو المشروع المعروف باسم MILDEN.
تركيا تطور صواريخ جو-جو وأخرى باليستية وكروز
في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعلنت رئاسة الصناعات الدفاعية بالرئاسة التركية، نجاح اختبار إطلاق صاروخ "غوك دوغان" جو جو المزود بتقنية البحث الراداري.
وسبق أن غرد الرئيس التركي لفيديو يتضمن إطلاق صواريخ جو-جو تركية من مقاتلة إف 16.
وأحرزت تركيا تقدماً في برامج الصواريخ كروز، وذلك بفضل تقدمها في مجال الصواريخ المضادة للطائرات، والسفن التي تشبه تقنياتها صواريخ كروز.
كما أجرت تركيا اختباراً لصاروخ باليستي، اعتُبر تطوراً لافتاً في برنامج الصواريخ التركية الباليستية، الذي يعد الجانب الأقل شهرة والأقل إثارة للضجة في برامج التسليح والتصنيع العسكري التركي، ولكن هذا البرنامج أثار قلق اليونان جارة أنقرة اللدود رغم قصر عمره النسبي.
وتم إطلاق الصاروخ وحلَّق مسافة 561 كيلومتراً، وذكرت مجلة Forbes الأمريكية أن هذه المسافة هي ضعف مدى الصواريخ الباليستية المعروفة في الترسانة التركية.
هيمارس التركي ينافس نظيره الأمريكي
أفادت تقارير عن استخدام أوكرانيا لنظام مدفعية صاروخية تركي ينافس نظام هيمارس "HIMARS" الأمريكي الشهير الذي يعتقد أنه غيَّر مسار الحرب مع روسيا لصالح كييف، كما يعتقد أن هذا النظام التركي قد تتضاعف قدراته إذا استُخدم مع طائرات Bayraktar TB-2 المسيرة التي تمتلكها أوكرانيا بالفعل، كما أنه أرخص من نظيره الأمريكي.
تركيا تستعد للإنتاج التجاري للمدرعة "عقرب 2" الكهربائية
تستعد تركيا للبدء في الإنتاج التجاري للجيل الجديد من المدرعة الكهربائية عقرب 2- "AKREP II 4×4" التي تنتمي لعائلة مدرعات ومركبات "العقرب" العسكرية وذلك بعد أن أكملت بنجاح مؤخراً جميع اختبارات المتانة والأداء المحددة في المعايير العسكرية.
الدبابة ألطاي واحدة من الأكثر تقدماً عالمياً، وتقترب من حل مشكلتها الرئيسية وقد تصبح كهربائية
يعتقد أن الدبابة التركية ألطاي، ستكون واحدة من أكثر دبابات القتال الرئيسية تقدماً في العالم حسب خبراء دوليين.
ولكن تواجه الشركات التركية تحدياً كبيراً هو العقوبات والتضييقات الأوروبية والأمريكية، وهي التي تؤثر بشكل خاص عليها في مجال المحركات، حيث كان يفترض أن تزود ألطاي بمحرك وصندوق تروس من ألمانيا، وخالفت الأخيرة الاتفاق بين البلدين وامتنعت عن تزويد أنقرة بالمحركات وصناديق التروس.
ولكن قرر المخططون الأتراك البحث عن بديل للمكونات الألمانية والفرنسية بعد حظر الأسلحة الذي فرضته عدد من الدول الأوروبية على تركيا بسبب تدخلها العسكري في مناطق الإدارة الكردية السورية الذاتية التي تقودها أقلية كردية تسيطر على أغلبية عربية لمواجهة حزب العمال الكردستاني.
إذ تطور شركة BMC التركية محركاً جديداً بقوة 1600 حصان بالتعاون مع الشركة الإيطالية Fiat / Iveco لاستخدامه لتشغيل الدبابة ألطاي، إضافة لذلك تقول أنقرة إنها لديها محركات احتياطية لتشغيل الدبابة.
كما تدرس شركة Otokar التركية تطوير محرك كهربائي للدبابة ألطاي، ومما يساعد على جعل هذا المشروع واقعياً أن Otokar قامت بتطوير محرك كهربائي لحافلاتها.
وتجري تركيا مفاوضات في مرحلة متقدمة مع كوريا الجنوبية لنقل تكنولوجيا المحركات وصناديق التروس من الدبابة الكورية النمر الأسود "Black Panther" لاعتمادها في دباباتها المحلية ألطاي، إضافة إلى خيار تطوير محرك مع أوكرانيا التي تعد إحدى الدول القليلة في العالم التي تنتج محركات دبابات.
السيارة توغ.. الحجز بدأ عليها وخطط لتصديرها لأوروبا
في 3 أبريل/نيسان الجاري، تسلم الرئيس أردوغان أول سيارة "توغ" الكهربائية المحلية الصنع، في حفل أقيم بالمجمع الرئاسي التركي في العاصمة أنقرة بعد أن تم في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022، البدء في التصنيع التسلسلي للسيارة وفتح باب الحجز عليها.
وتعد تركيا منتجاً رئيسياً للسيارات على المستوى الدولي، حيث تحتل المركز الثالث عشر من بين الدول المنتجة للسيارات في العالم بعد فرنسا، وفقاً لإحصاءات عام 2021.
وتركيا أكبر مصدر في العالم لأوروبا، وفي العام 2021، أصبحت ألمانيا أكبر سوق تصدير لها.
وتمكن هذه الصناعة المحلية الواسعة للسيارات التي أغلبها يتم عبر شراكات مع شركات عالمية، أنقرة من تطوير السيارة الكهربائية، عبر التركيز على المجالات التي تختلف فيها السيارات العاملة بالوقود عن الكهربائية مثل البطاريات والمحركات، كما اشترت الشركات التركية العاملة في المشروع تقنية الشاسيهات (قاعدة العجلات) من شركة ساب السويدية العريقة التي توقفت عن إنتاج السيارات، علماً بأن الشركات السويدية مشهورة بتقدمها بالشاسيهات القوية والصلبة.
ومما يساعد المشروع أن لدى تركيا خبرة كبيرة في صناعة المركبات الكهربائية خاصة الحافلات، وسبق أن قال أردوغان إن "بلاده تهدف إلى أن تكون أكبر مركز عالمي لصناعة السيارات الكهربائية، ومن أكبر مراكز صناعة البطاريات".
كما توفر الحكومة التركية أشكالاً مختلفة من الدعم للشركات العاملة بالمشروع بما في ذلك إعفاءات ضريبية وشراء حصة من الإنتاج في البداية.
وأعلن الرئيس التركي مؤخراً أن بلاده ستبدأ تصدير السيارة المحلية "توغ" اعتباراً من عام 2025، وذلك خلال وضع حجر أساس شركة "سايرو" لإنتاج البطاريات في ولاية بورصة، معتبراً أن "تركيا باتت صاحبة علامة تجارية من شأنها منافسة أفضل نظيراتها في العالم".
وأشار إلى أن الهدف يتمثل في تسليم 28 ألف سيارة لأصحابها السنة الحالية، ومليون سيارة بحلول عام 2030.
وجع تركيا الذي لا ينسى
يمثل زلزال تركيا وسوريا الذي وقع في فبراير/شباط 2023، مؤخراً واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، ووجعاً لن ينسى بالنسبة للأتراك والسوريين.
ولقد تعهد أردوغان بأن تواصل الحكومة جهودها لمحو آثار الزلزال، حيث أعلن البدء في بناء 113 ألف منزل في منطقة الزلزال، ووضع أساسات لـ47 ألفاً أخرى، موضحاً أنه تم رفع أنقاض 50 ألف مبنى من أصل 57 ألفاً مهدم.
غاز البحر الأسود سيعالج أزمة الليرة
تعاني تركيا من كونها مستورداً كبيراً للطاقة خاصة الغاز والنفط، الأمر الذي يعد سبباً رئيسياً للضغط على ميزان المعاملات التجارية في البلاد والعملة الوطنية.
وشهدت البلاد مؤخراً اكتشافات كبيرة للغاز (لا تصل لتحقيق الاكتفاء الذاتي غالباً)، واللافت في هذه الاستكشافات أنها تمت من قبل الشركات المحلية، مما يمنع خروج قدر كبير من العملة الصعبة التي تحصل عليها الشركات الأجنبية في حال توليها التنقيب، كما يحدث في كثير من الدول لا سيما الناشئة والنامية.
والجهود المبذولة لإيصال الغاز الطبيعي المكتشف في البحر الأسود إلى البر التركي تكللت بالنجاح، الأمر الذي سيسهم بشكل مباشر في تقليل احتياجات تركيا من الطاقة، وتوفير مليارات الليرات لصالح الاقتصاد التركي.
البرنامج النووي التركي يتضمن أكبر موقع بناء في العالم
بدأ العمل في المفاعل النووي التركي الأول في عام 2018، والثاني في عام 2020، ومن المقرر أن تبدأ المفاعلات الثلاثة المتبقية التشغيل بحلول نهاية عام 2026، بمعدل واحد سنوياً؛ لتصل في النهاية إلى قدرة إجمالية مركبة تبلغ 4800 ميغاوات.
وتهدف الحكومة التركية إلى بدء تشغيل المفاعل الأول في محطة أكويو بحلول منتصف عام 2023، ومن المتوقع أن تنتج المحطة، بمجرد اكتمالها، ما يصل إلى 10% من احتياجات الكهرباء التركية.
وتعد محطة الطاقة النووية التركية أكبر موقع بناء في العالم.
وهو أول مشروع نووي في العالم بنظام البناء والتشغيل "BOT"، حيث يبنى باستثمارات وتقنية روسية بدلاً من الاقتراض، مع نقل الخبرات والتقنية للجانب التركي، على أن يحصل الجانب الروسي على العوائد المالية من بيع الطاقة لموزعي الكهرباء الأتراك.
عاصمة عالمية للسياحة الصحية
أصبحت تركيا بمثابة إحدى عواصم السياحة الصحية والعلاجية في العالم، حيث تحتل المرتبة الثالثة في هذا المجال بعد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وقال رئيس الجمعية التركية للسياحة الصحية ثروت ترزيلر إن الجمعية تتوقع عائدات بـ20 مليار دولار من السياحة الصحية في 2023، وهي عوائد غير مسبوقة، مع تعزيز البلاد مكانتها قبلة عالمية في هذا النوع من السياحة، رغم تباطؤ الطلب العالمي على السياحة الصحية في تركيا بالتزامن مع كارثة الزلزال التي ضربت جنوب البلاد في 6 فبراير/شباط الماضي.