بدأت منصة تويتر في إزالة شارة التوثيق الزرقاء القديمة من الحسابات الفردية التي لا تدفع الرسوم الشهرية بقيمة 8 دولارات أمريكية، يوم الخميس 20 أبريل/نيسان؛ ما أدى إلى حدوث ارتباك بشأن أي الحسابات حقيقية.
وأزالت تويتر شارة التوثيق الزرقاء لجميع المستخدمين تقريباً الذين خضعت حساباتهم للتدقيق بموجب النظام السابق. واستخدمت الإدارة السابقة لمنصة التغريدات هذا النظام لتوثيق حسابات الصحفيين والمشاهير والسياسيين الذين أثبتوا هويتهم على تويتر، بيد أنَّ مالك الشركة الحالي، إيلون ماسك، دفع بنفسه تكاليف الاشتراك للعديد من المشاهير البارزين.
شخصيات عالمية حذفت الشارة الزرقاء من حساباتهم
وتقول صحيفة The Guardian البريطانية، إن تويتر قد حذف العلامة الزرقاء من حسابات أشخاص عدة حتى تلك العالمية، من البابا فرانسيس، والملياردير ورائد الأعمال بيل غيتس، والممثل ذا روك، إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكن الحسابات الخاصة ببعض المشاهير، ومنهم المغنية بيونسيه، ولاعب كرة القدم الأمريكية السابق توم برادي، والمغنية تايلور سويفت، ولاعب السلة الأمريكي المحترف ليبرون جيمس، والمؤلف ستيفن كينغ، والمغني آيس تي، لا تزال محتفظة بها.
وعندما قال جيمس وكينغ لاحقاً إنهما لم يدفعا مقابل الاشتراك، كشف ماسك أنه كان يدفع بنفسه قيمة اشتراكات بعض هذه الحسابات، لكنه أوضح لاحقاً أنه لم يدفع إلا لحسابات ليبرون جيمس وستيفن كينغ ونجم أفلام "ستار تريك- Star Trek" ويليام شاتنر، الذي كان قد اشتكى سابقاً من هذه التغييرات الجديدة إلى ماسك. وإليكم ما نعرفه عن التعامل مع نظام التوثيق الجديد:
كيف يمكن اكتشاف حقيقة حسابات المشاهير والصحفيين وغيرهم الآن؟
لم تعُد شارة التوثيق الزرقاء تعني أنَّ الشخصية التي يدّعيها مستخدم الحساب هي في الأصل هويته الحقيقية، لكن ما تعنيه الآن فقط هو أنَّ المستخدم دفع مقابل الاشتراك واستخدم رقم هاتف.
وذكرت شركة تويتر أنها لن تضع شارات التوثيق إلا على الحسابات التي تعرض اسماً وصورة ملف شخصي، والتي كانت نشطة في الأيام الثلاثين الماضية، ويجب أن يكون عمرها أكثر من 30 يوماً. وأضافت الشركة أنها لن تضع الشارات الزرقاء على الحسابات التي غيرت مؤخراً صور الملف الشخصي أو الاسم الظاهر أو أسماء المستخدمين.
إذاً، الطريقة الوحيدة للتأكد من صحة أي حساب هي بالرجوع إلى مواقع الويب الأخرى ومقارنة روابط الحسابات. على سبيل المثال، في صحيفة The Guardian، يمكنك رؤية رابط حساب تويتر الخاص بالمؤلف بجوار عنوانه الثانوي.
ماذا يعني هذا بالنسبة للحسابات الحكومية ووسائل الإعلام؟
تحتوي الحسابات الحكومية، مثل تلك الخاصة بالوكالات الحكومية، أو رؤساء الحكومات مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن، على علامات رمادية تشير إلى ارتباطها بهيئات حكومية.
ومع ذلك، لا يبدو أنَّ العلامة الرمادية تتسع لتشمل جميع حسابات السياسيين؛ إذ مُنِح رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، العلامة الرمادية، بينما لم يحصل زعيم المعارضة، بيتر داتون، إلا على العلامة الزرقاء التي تشير إلى أنه اشترك في الخدمة المتميزة "Twitter Blue- تويتر بلو".
وتُعطَى حسابات وسائل الإعلام، إجمالاً، شارات صفراء. وقد بدأ ماسك الأسبوع الماضي في وضع علامات إخلاء المسؤولية على حسابات وسائل الإعلام المختلفة، التي ضمت عبارات مثل "التابعة للدولة" و"الممولة من الحكومة". وأدت هذه الخطوة إلى مغادرة مؤسسة NPR الإعلامية الأمريكية تويتر بصورة نهائية، بعد أن وصفها بأنها وسيلة إعلامية ممولة من الحكومة.
وإذا لم يبدُ أي حساب خاص بوسائل إعلامية أو جهة حكومية شرعياً على تويتر، فمن المفيد الرجوع إلى صفحاتها الرسمية وموقعها الرئيسي للتأكد.
مهمة البحث والتأكد من المعلومات قد تصبح أصعب
تقول صحيفة الغارديان إن الفوضى عمت منصة تويتر، بعد 24 ساعة من بدء اختفاء علامات الاختيار الزرقاء في حسابات تويتر الموثقة سابقاً، وتفشّت وقائع انتحال الشخصية ونشر المعلومات الكاذبة، بينما لم يشترك سوى القليل من الأشخاص في خدمة "تويتر بلو" الجديدة، بينما دفع الملياردير إيلون ماسك، مالك تويتر، مبلغ الاشتراك لبعض الحسابات البارزة بالمنصة.
احتوت علامات المستخدمين الزرقاء في يوم الجمعة على رسالة منبثقة تقول إن الحساب "موثّق لأنه مشترك في خدمة تويتر بلو وأتمّ عملية التحقق برقم الهاتف". ولا يعني التحقق باستخدام رقم الهاتف سوى أن المستخدم لديه رقم هاتف، وقد أثبت أنه يستطيع الوصول إليه، لكنها خطوة لا تُثبت هوية الشخص، ما أثار المخاوف حيال مدى مصداقية تلك الحسابات، حيث ستصبح الآن مهمة التأكد من صحة الأخبار والتغريدات والمعلومات وغيرها أصعب من قبل.
واستغل العديدون عالم تويتر الجديد الخالي من الحسابات الموثّقة، عن طريق تغيير صورهم الشخصية وأسمائهم لانتحال صفة شخصيات بارزة، بدايةً بمؤسس أمازون جيف بيزوس، ووصولاً إلى سيناتور أريزونا الراحل جون ماكين. بينما نشر آخرون تغريدات مقالب من خلال التنكر في صورة حسابات إخبارية رسمية، وذلك بغرض نشر أخبار كاذبة تسخر من ماسك.
انتحال صفة المؤسسات والشخصيات قد أثار المخاوف حيال فقدان منصة تويتر مكانتها، حيث تُعَدُّ منصةً لتداول المعلومات الدقيقة والمُحدّثة من المصادر الأصلية، خاصةً في حالات الطوارئ.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإنه يُمكن وصف عملية إطلاق خدمة "تويتر بلو" بأنها تمثل إخفاقاً، بداية بردود أفعال المستخدمين ووصولاً إلى التنفيذ. حيث أشار البعض إلى أن علامات الاختيار الزرقاء لم تتم إزالتها من نظام تويتر بالكامل على ما يبدو، وظلّت تظهر وتختفي لعدة أيام قبل إزالتها.
وفي الوقت ذاته، واصلت شركة تويتر دفع برنامجها الجديد بكل قوة، وأخبرت المعلنين بأن عليهم الاشتراك في تويتر بلو من أجل مواصلة عرض الإعلانات، بينما تراجع دخل تويتر النقدي من كبار المعلنين بنسبة 65%.
من جهتهم، أشار الباحثون المستقلون إلى أن البيانات العامة المتوفرة من واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بتويتر- المتاحة للمشتركين فقط حالياً- تُفيد بتسجيل 28 حساباً جديداً فقط في خدمة تويتر بلو، وذلك عقب الحملة الكبيرة التي جرت هذا الأسبوع.
بينما قال تقرير آخر إن الرقم يقارب الـ400 حساب جديد. فيما كشف تحليل مستقل من ترافيس براون، مُطوِّر إحدى برمجيات تتبع الشبكات الاجتماعية، أن نسبة الحسابات الموثّقة قديماً التي دفعت للانضمام إلى تويتر بلو لم تتجاوز الـ5%.