المقاتلة الشبحية التركية تخوض أول اختبار لها.. إليك تقييمات الخبراء لتصميمها وقدراتها

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/10 الساعة 16:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/14 الساعة 00:24 بتوقيت غرينتش
المقاتلة التركية الشبحية TAI TF-X خلال أول احتبار أرضي لها/ويكيبيديا

شكل إكمال المقاتلة التركية الشبحية من الجيل الخامس TF-X الاختبارات الأرضية مؤخراً لحظة تاريخية جذبت اهتمام خبراء وهواة الطيران في العالم، وسط إشادة من قبل المواقع العسكرية العالمية بما ظهر من تصميم المقاتلة، ووعود  من المسؤولين الأتراك بأنها ستحلق في السماء خلال هذا العام.

وفي 18 مارس/آذار 2023، أكمل النموذج الأولي للطائرة المقاتلة من الجيل التالي من طراز TF-X التركي بنجاح سلسلة من اختبارات الطيران الأرضية، مما يمثل حدثاً تاريخياً لصناعة الطيران في البلاد، حسب وصف موقع Eurasian times الهندي.

الطائرة تحركت بشكل مستقل خلال الاختبار، حسبما ذكر موقع الدفاع التركي SavunmaSanayiST، مما يشير إلى أن المحركات قد تم دمجها في الطائرة بنجاح.

أول رحلة طيران لها قد تتم هذا العام ويريدون إدخالها الخدمة عام 2030

والطائرة يتم تطويرها من قبل شركة الصناعات الفضائية التركية (TUSAS) لتكون طائرة جيل خامس شبحية، وتأمل تركيا في دخولها إلى الخدمة بحلول عام 2030.

وقال تيميل كوتيل، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الطيران التركية، في يناير/كانون الثاني 2023، إن الطائرة قد تقوم بأول رحلة لها هذا العام.

وأصدرت وكالة صناعة الدفاع التركية التي تديرها الدولة، مجموعة من الصور لنموذج TF-X الكامل على ما يبدو، أو على الأقل شبه كامل، على المدرج في مكان غير محدد. 

ومن المحتمل أن تكون هذه الصور قد التقطت في منشآت شركة صناعات الفضاء التركية في أنقرة، حيث من المعروف أن بناء الطائرة يتم هناك.

وتقود هذه الشركة، المعروفة أيضاً باسمها التركي المختصر TUSAS، تطوير هذه الطائرة في إطار برنامج يُعرف رسمياً باسم (MMU)، أو مشروع الطائرة الوطنية المقاتلة (National Combat Aircraft).

قلنا إننا سنخرج طائرتنا القتالية الوطنية في 18 مارس/آذار، ها هي طائرتنا على المدرج اليوم!" هكذا كتب إسماعيل دمير، رئيس رئاسة مشتريات الدفاع التركية.

وأضاف: "نأمل، تحت قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن نشهد ارتفاعها في السماء". 

مواصفات الطائرة التي تظهر من الصور

الغموض الأولي الذي يحيط بالنماذج الأولية للطائرات أمر شائع، فمؤخراً عرضت القوات الجوية الأمريكية أول قاذفة جيل سادس في العالم (بي 21 رايدر) من حظيرة مغلقة، ومن جوانب محدودة للحفاظ على النواحي السرية في التصميم.

وتظهر الصور الجديدة للنموذج الأولي من المقاتلة التركية الشبحية ما يبدو أنه تكوين مستشعر جديد في الواجهة الأمامية للطائرة. 

يبدو أن هذا يتكون من نظام استشعار للبحث والمسار بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، والذي يمكن أن يكون له وظائف أخرى أيضاً، يتم وضعه أعلى الأنف أمام قمرة القيادة في حاوية ثابتة الأوجه منخفضة الرؤية، ومتعددة الأغراض وهناك نظام الاستهداف الكهروضوئي، أو EOTS، أسفل جسم الطائرة الأمامي. يمكن أن يوفر هذا الترتيب، الفريد من نوعه بين تصميمات الطائرات المقاتلة المتقدمة المعروفة الموجودة حالياً أو قيد التطوير، فوائد كبيرة، حسبما يقول موقع The War Zone الأمريكي.

ما هي المحركات التي سوف تستخدمها هذه الطائرة؟

إن المشاهد المحدودة المتاحة للجزء الخلفي لنموذج TF-X الأولي، جنباً إلى جنب مع الاختبار الأرضي المبلغ عنه، تثير مرة أخرى سؤالاً طويل الأمد: ما هي المحركات التي يتم استخدامها لتشغيلها؟

تُظهر الصور فوهات العادم التي تبدو متماشية إلى حد كبير مع تلك التي تظهر في المتغيرات من سلسلة جنرال إلكتريك F110 الأمريكية، وفقاً لما يقوله موقع The War Zone.

كانت أحدث خطط  شركة TUSAS هي استخدام محرك توربوفان F110 لتشغيل الطائرة  TF-X.

هذا المحرك الأمريكي، تم تجميع وحدات منه بموجب ترخيص في تركيا بواسطة شركة TUSAS Engine Industries -TEI، حيث تزود به طائرات إف 16 التركية التي كانت تجمع محلياً.

وهذا المحرك تبلغ قوته 131 كيلونيوتن، ويفترض أن تزود المقاتلة التركية الشبحية بإثنين منه على غرار الطائرة الأمريكية إف 15، وهو ما سيوفر لها قوة كبيرة، بالنظر إلى أنه من المرجح أن تكون أصغر وأقل وزناً من الإف 15.

ولكن الهدف النهائي لتركيا هو التحول في النهاية إلى محرك منتج محلياً وهناك مشروع قائم بالفعل لتحقيق ذلك.

وأثار الانهيار الواسع في العلاقات الأمريكية التركية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إخراج تركيا من برنامج F-35 Joint Strike Fighter بسبب شرائها أنظمة صواريخ أرض – جو روسية الصنع S-400، تساؤلات حول ما إذا كانت ستتم الموافقة على شراء محركات إضافية أمريكية الصنع لهذا المشروع.

كما أدت تداعيات هذه الأزمات إلى تركيز تركيا على أنظمة الأسلحة المطورة محلياً، بشكل عام، بما في ذلك مشروع TF-X.

المقاتلة التركية الشبحية (MMU) ، المعروفة أيضًا باسم TF-X في اسطنبولبتركيا في 7 يناير/كانون الثاني 2023 (تصوير وكالة صناعة الدفاع التركية/ منشور عبر وكالة) الأناضول

على الرغم من كل هذا، كانت هناك تقارير غير مؤكدة عن عمليات تسليم جديدة من محركات F110 خصيصاً للمقاتلة TF-X العام الماضي. كما حدث تحسن في العلاقات بين أنقرة وواشنطن مؤخراً. كان الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته يضغطون من أجل الموافقة على بيع جديد لطائرات F-16 Viper المقاتلة للقوات الجوية التركية. ومع ذلك، لا يزال هذا يواجه مقاومة من بعض أعضاء الكونغرس، وأشار المسؤولون الأتراك إلى أنهم قد يبحثون عن مصدر بديل غير أمريكي لمقاتلات إضافية للمساعدة في تعزيز قواتهم على المدى القريب.

ظهرت شراكة محرك محتملة بين تركيا وشركة Rolls-Royce في المملكة المتحدة في الماضي، ولكن تعطلت صفقة أولية بسبب قضايا نقل التكنولوجيا وحقوق الملكية الفكرية. وقد أثيرت احتمالية استخدام محرك روسي سابقاً أيضاً. يبدو أن هذا لا يمكن حدوثه الآن عملياً وسياسياً بسبب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، والذي أدى إلى عقوبات شديدة على الصناعات العسكرية والطيران في البلاد، من بين أمور أخرى.

كما بين تركيا وأوكرانيا شراكة في مجال محركات الطائرات؛ حيث تشتري أنقرة محركات لطائراتها المسيرة من كييف، واشترت شركات تركية دفاعية ربع أسهم الشركة المصنعة للمحركات الأوكرانية Motor Sich، وهي شركة تنتج محركات نفاثة بنظام الحارق اللاحق، لطائرات التدريب، ولكنها تطور محركاً يصلح للمقاتلات.

تصميم المقاتلة التركية الشبحية أقرب إلى  المقاتلة الأسطورية "إف 22″ منه لـ"إف 35" 

تظل التفاصيل المحددة حول أداء وقدرات الطائرة، بما في ذلك مدى شبحيتها، محدودة.

كان الهدف المعلن للمشروع هو تطوير مقاتلة متطورة ببصمة رادار منخفضة، بالإضافة إلى إلكترونيات طيران عالية الأداء وأحدث الأنظمة وأنظمة أخرى.

كان يتوقع أن تكون الطائرات متأثرة بشدة بالمقاتلة الأمريكية إف 35 التي تشارك تركيا في تصنيعها، وسبق أن قالت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش) إنها قادرة على إنتاجها لو أنها تمتلك التراخيص اللازمة.

ولكن اللافت أن المقاتلة التركية الشبحية تتمتع بمظهر يشبه المقاتلة الشبحية الأمريكية F-22 Raptor أكثر من F-35.

وهذا ما يمكننا رؤيته حتى الآن، فهي تحتوي على تكوين أساسي وخط عمود فقري مشابه لارابتور. كما أنها تحتوي على ما يبدو أنه قنوات سحب عميقة تحجب وجوه مروحة التوربينات بدلاً من المداخل الأسرع من الصوت الموجودة في الطائرة F-35.

قد تكون هذه ميزة؛ لأن الإف 22 أكثر قدرة على التخفي والمناورة من إف 35، والأخيرة تحديداً هناك انتقادات حادة لقدراتها على المناورة.

كما أنه يعتقد أن أنقرة منذ بداية تصميم المقاتلة TF-X تركز على تطوير قدراتها في القتال الجوي، لمعالجة النقص المتوقع للإف 35 في هذه الميزة، عندما كانت تركيا تنوي شراءها.

خبراء يقولون إن الطائرة التركية تشبه تصميم الطائرة الأمريكية الشهيرة إف 22/رويترز

يعتقد أن المقاتلة التركية الشبحية TF-X أصغر قليلاً من الأمريكية الشهيرة F-22 Raptor، إلا أنها أكبر إلى حد ما من F-35 Joint Strike Fighter، بطول يبلغ 18.2 متر، حسب تقدير سابق لموقع موقع The War Zone.

ويقول موقع The War Zone الأمريكي يبدو أن النموذج الأولي من المقاتلة التركية على الأقل هو طائرة حقيقية للغاية، ويبدو أن شركة TUSAS تحرز تقدماً نحو هدف الرحلة الأولى في وقت لاحق من هذا العام.

لا يزال يتعين معرفة ما إذا كان البرنامج سيكون قادراً على تلبية الجدول الزمني الصارم المحدد له وما إذا كان عدد كبير من المقاتلة TF-X سيبدأ في دخول خدمة القوات الجوية التركية بحلول نهاية العقد، كما تسعى أنقرة.

يسلط اهتمام تركيا بالحصول على المزيد من طائرات F-16 في هذه الأثناء الضوء على الحاجة الموجودة بالفعل لمقاتلات إضافية، لا سيما لاستبدال طائرات F-4E-  القديمة، في ضوء إخراج البلاد من برنامج F-35.

تركيا تطور واحدة من أولى المقاتلات المسيرة في العالم لتكون رفيقة لـ"TF-X"

مؤخراً، تم تقديم المقاتلة المسيرة الشبحية Bayraktar Kizilelma التي تشبه إلى حد كبير المقاتلات الشبحية الحديثة، والتي يمكن أيضاً أن تعمل بمرافقة الطائرة الشبحية المأهولة TF-X وذلك في خطة أكبر لتحديث أساطيل الطيران التكتيكي للقوات الجوية التركية.

وهي أحد المشروعات القليلة في العالم لإنتاج مقاتلة مسيرة، وغالباً تبدو التجربة التي قطعت الشوط الأكبر مقارنة بتجارب يحيط بها الغموض لدى الولايات المتحدة والصين. 

ويعتقد أن تركيا تسعى إلى أن يتم التحكم بالمسيرة Kizilelma التي يعتقد أنها ستطير أسرع من الصوت من خلال الملاح أو الطيار في المقاتلة TF-X، وهي مقاربة لم تدخل الخدمة في قوة عسكرية في العالم بعد، ولكن يقال إن الصين والولايات المتحدة تدرسان أفكاراً مماثلة.

وتقول صحيفة ديلي صباح التركية إن أنقرة هي الآن واحدة من الدول القليلة التي تمتلك البنية التحتية والتقنيات اللازمة لإنشاء طائرات مقاتلة من الجيل الخامس.

المقاتلة الشبحية التركية قزل إلما اجتازت نهاية العام الماضي أول اختبار طيران لها/الأناضول

وتتضمن هذه التقنيات التي ستزود بها المقاتلة التركية الشبحية فتحات أسلحة داخلية، وقدرة عالية على المناورة، وزيادة الوعي بالحالة المحيطة، ودمج أجهزة الاستشعار، وكلها ضرورية للجيل الجديد من الطائرات.

ويفترض أن تكون مزودة بقدرات رادار عالية الأداء والحرب الإلكترونية والبصريات الكهربائية والاتصالات والملاحة وتحديد الهوية.

وحققت تركيا تقدماً في مجال رادارات إيسا المتطورة والتي فشلت روسيا حتى الآن في تطويرها لمقاتلتها.

ويفترض أن يكون لديها التقنيات والميزات الموجودة في الطائرات الحربية من الجيل الخامس. وستوفر الفرصة لمهاجمة أهداف جو – جو وجو – أرض استراتيجياً. وسيكون لديها بنية تحتية محلية بالكامل لتبادل البيانات الآمنة واستخدام الذخائر الذكية، والتعرف التلقائي على الهدف واكتشافه.

ستحل المقاتلة التي طورتها تركيا محل طائرة F-16 في مخزون قيادة القوات الجوية، والتي من المقرر أن يتم التخلص منها تدريجياً ابتداءً من ثلاثينيات القرن الحالي.

إلى ماذا تستند تركيا في مشروع بهذا الطموح؟

تستند تركيا في هذا المشروع لخبرتها في تجميع الإف 16 الأمريكية ومشاركتها في تصنيع الإف 35 التي تعد أكبر مشروع طيران في التاريخ، والذي ظلت أنقرة مشاركة في تصنيعها حتى بعد فرض العقوبات الأمريكية، نظراً لصعوبة استبدالها، وسط إشادة أمريكية بكفاءة وتكلفة الأجزاء المصنعة في أمريكا.

وتمثل تركيا المصدرَ الوحيدَ في العالم لإنتاج بعض المكونات في الطائرة الـ35 مثل نظام عرض قمرة القيادة، كما أن شركة Turkish Aerospace Industries تُصنِّع مركز جسم الطائرة، وقد اختيرت تركيا أيضاً مركزَ دعمٍ لمجموعة إف-35 الدولية.

وتمثل شركة Ayesas المُورِّد الوحيد لمكوّنين رئيسيين في طائرة F-35، هما: وحدة إطلاق الصواريخ عن بُعد، ونظام عرض قمرة القيادة البانورامي.

أما شركة Kale Aerospace، فتصنع الهيكل الميكانيكي للطائرات والقِطع التي تثبِّت دواليب الطائرات في أثناء الهبوط.

مجسم للطائرة التركية الشبحية من الجيل الخامس خلال عرضه في معرض باريس للصناعات الدفاعية عام 2019/ويكيبيديا

وتصنع شركة Fokker Elmo ما يمثل 40% من نظام الربط الكهربائي البيني السلكي لمحرك F135 المستخدم في الطائرة.

وتصنع شركة Alp Aviation الهياكل الميكانيكية للطائرات، وأجزاء معدات الهبوط، وأكثر من 100 قطعة لمحركات F135، من بينها شيفرات الدوارات المتكاملة المصنوعة من مادة التيتانيوم.

وتُنتج تركيا 844 جزءاً في الطائرة، وهي أجزاءٌ عالية الجودة، ومنخفضة التكلفة، ويجري تسليمها في الوقت المُحدَّد، حسبما قال اللواء البحري الأمريكي مات وينتر، الرئيس التنفيذي للبرنامج المشترك لصناعة المقاتلة الهجومية F-35، في حوار مع مجلة Air Force Magazine الأمريكية.

كما بنيت أعداد كبيرة من طائرات إف 16 في تركيا، منها طائرات صدرت لمصر باتفاق ثلاثي مصري تركي أمريكي، ووصلت نسبة المساهمة التركية إلى 80%. في بعض مراحل الإنتاج.

وشركة TEI التركية التي كانت تبني محرك الإف 16 لصالح القوات الجوية التركية، تعد أكبر مورد في العالم لأكثر من 40 جزءاً من محرك LEAP الذي يشغل طائرات إيرباص A320neo و Boeing 737 Max و COMAC C919.

كما تنتج الشركة محركات للمروحيات، والطائرات المسيرة، والصواريخ الكروز بما في ذلك تصميمات أصلية تركية.

وأول محرك مروحية تركي تم تصميمه وإنتاجه من قبل TEA للطائرة المروحية التركية Gökbey، كما رافق ذلك أول إنتاج تركي لشفرة توربينية بلورية واحدة.

كما تنتج تركيا طائرات مروحية إضافة لطائرة التدريب المتقدم والهحوم الأرضي "حرجيت" (Hürjet) التي يفترض أن تكون أسرع من الصوت وستدخل الخدمة قريباً.

ولدى تركيا مشروع آخر هو الطائرة Hürkuş التي دخلت حيز الإنتاج، وهي طائرة تدريب أساسي وهجوم أرضي،  وتم تصميم هذه الطائرة بهدف أن تكون طائرة تدريب لطياري مقاتلات الجيل الخامس.

وفي عام 2016، حصلت على شهادة سلامة من قبل وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، وطلب الجيش التركي شراء 15 طائرة من طراز Hürkuş-B بالإضافة إلى خيار لـ40 طائرة أخرى.

أواخر عام 2021، أصبحت النيجر أول زبون أجنبي لـلطائرة Hurkus. ومن المرجح أن تصبح أذربيجان، حليف تركيا في القوقاز، العميل الأجنبي الثاني. حيث خضعت لاختبار طيران في أذربيجان.

بيرقدار ترد على المتشككين

تجدر الإشارة إلى أنه كان يتم التشكيك كثيراً في قدرات صناعة الطائرات المسيرة التركية بما في ذلك من قبل أطراف تركية داخلية، ولكن المسيرات بيرقدار تي بي 2 غيرت نتائج المعارك في سوريا وليبيا والقوقاز لصالح أنقرة وحلفائها، كما لعبت دوراً كبيراً لصالح أوكرانيا خلال المراحل الأولى في الحرب مع روسيا، حيث ساهمت في تدمير طوابير الدبابات الروسية المتجهة لكييف فيما يعرف باسم معركة الربيع لدرجة أن الأوكرانيين ألفوا لها أغنية.

إذا تغلبت المقاتلة التركية على مشكلة المحركات فإنها أغلب سوف تكون منافساً على الساحة الدولية، حيث تتسم الأسلحة التركية مثل المصنوعات المدنية بمعادلة تنافسية من السعر والكفاءة وخدمة ما بعد البيع الجيدة التي تجعلها أكثر كفاءة من المنتجات الصينية وأحياناً الروسية، وأقل تكلفة من الأمريكية (وأقل منها في القدرات بالطبع).

شكل هذا ميزة كبيرة للطائرات المسيرة التركية التي أصبح عليها إقبال كبير، خاصة بعد نجاحها في حرب أوكرانيا.

تجدر الإشارة إلى أن المقاتلة المسيرة التركية الشبحية بيرقدار قزل ألما انتقلت من الاختبارات الأرضية إلى إجراء أول اختبار طيران بسرعة لافتة، حيث فاجأت الشركة المنتجة العالم بإجراء اختبار الطيران في 12 ديسمبر/كانون الأول 2022 بعد أن كشفت شركة "بايكار" مطلع مارس/آذار 2022، عن المقاتلة المسيرة التركية "بيرقدار قيزيل إلما"، فيما ذكرت صحيفة "حرييت" التركية أنه تم الانتهاء من "اختبار تكامل المحرك" الأول قبل شهرين من الاختبار الجوي الأول.

إذا سارت المقاتلة التركية الشبحية بنفس المنوال، فقد يكون موعد أول اختبار جوي أقرب مما يتوقع.

تحميل المزيد