“مشروع التفوق”.. إليك كل ما نعرفه عن البرنامج السري الجديد للبحرية الأمريكية

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/05 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/05 الساعة 12:36 بتوقيت غرينتش
سفن تابعة للبحرية الأمريكية في الأطلسي، wikimedia commons

كشفت تقارير عن بدء البحرية الأمريكية تشكيل برنامج سري يتشكل بهدف تحسين تبادل المعلومات بين القوات العسكرية. ويجري اختبار "مشروع التفوق – Project Overmatch"، مع مجموعة كارل فينسون الضاربة، وهي مجموعة قتالية أمريكية على متن حاملة طائرات ضخمة، قبالة ساحل كاليفورنيا. 

ما هو مشروع التفوق التابع للبحرية الأمريكية، وما الهدف منه؟

يقول تقرير لمجلة Popular Mechanics الأمريكية إن المشروع جزء من جهود "القيادة والتحكم في المجالات المشتركة" (JADC2)، التابعة للبنتاغون، والتي تبلغ تكلفتها عدة مليارات من الدولارات، والتي تهدف إلى إقامة اتصالات سلسة وحصول السفن البحرية على معرفة أفضل بالأعداء في البحر. 

قال ديفيد ديبتولا، عميد معهد ميتشل لدراسات الفضاء واللواء بالقوات الجوية سابقاً، لموقع Defense News الأمريكي: "يتعلق الأمر في الأساس بإدارة البيانات وتبادلها. بدون البنية التحتية المناسبة، لا يمكنك القيام بالبيانات أو الاتصال أو الشبكات. بدون الأمن، ينهار كل شيء". 

ما الذي عُرف عن "المشروع السري"؟

تُعَد تفاصيل المشروع سرية وتخضع لتكتُّم مشدَّد، ولكن يُقال إنه يتمحور حول نظام من شأنه أن يسمح للبحرية بدفع تحديثات البرامج بين الوحدات ومشاركة المعلومات المهمة في الوقت الفعلي. وتخطط البحرية في النهاية لتثبيت الأجهزة والبرامج المطلوبة على جميع مجموعات حاملات الطائرات الإحدى عشرة، وفقاً لما أفاد به موقع Defense News. 

وتسعى البحرية إلى الحصول على 192 مليون دولار من أجل المشروع للسنة المالية 2024، أي أقل من الـ226 مليون دولار المخصصة لهذا العام. 

ولا يعمل المشروع في الفراغ، إذ إن البرنامج هو مساهمة البحرية في القيادة والتحكم في المجالات المشتركة، وهو مفهوم طورته وزارة الدفاع لربط أجهزة الاستشعار من جميع فروع القوات المسلحة في شبكة موحدة. وتستخدم هذه القيادة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمساعدة الجيش على الشعور بسرعة بالمعلومات والتصرف بناءً عليها عبر ساحة المعركة. 

هل هناك برامج مشابهة لدى روسيا أو الصين؟

يستعد خصوم واشنطن المحتملون لأن ينتهجوا نهج هذا المفهوم، إذ تعمل الصين على تطوير مفهومها للحرب الدقيقة متعددة المجالات -مزيج من أجهزة الكمبيوتر والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لتنسيق القوة الضاربة وكشف نقاط ضعف العدو- وفقاً للتقرير السنوي الذي يصدره الجيش الأمريكي عن القوة العسكرية الصينية. 

وينص مقال من وزارة الدفاع على أن المفهوم "يهدف إلى المساعدة في تحديد نقاط الضعف الرئيسية في نظام التشغيل للخصم، ومن ثم إطلاق ضربات دقيقة ضد تلك الثغرات الأمنية، ويمكن أن تكون الضربات حركية أو غير حركية". 

وقال مسؤول دفاعي كبير في التقرير الخاص بالقوة العسكرية الصينية: "بشكل أساسي، إنها طريقة يفكرون بها في البحث عبر المجالات لتحديد نقاط الضعف في نظام عمليات الخصم ثم استغلالها للتسبب في انهياره". 

في النهاية، يقول موقع "ديفنس نيوز" إن نشر Project Overmatch سيكون أهم عمل للبحرية الأمريكية في عام 2023، خاصة أن الخدمة تهدف إلى دمج المزيد من الأنظمة غير المأهولة التي تعمل كعقد لجمع المعلومات الاستخبارية، وتزويد المعلومات للبحارة على السفن وفي مراكز القيادة الساحلية.

ويجادل المسؤولون بأن المعركة التي تتمحور حول البيانات هي الأكثر خطورة حيث تحاول الولايات المتحدة والدول الحليفة "إحباط الطموحات الصينية والروسية". وأنفقت كل من بكين وموسكو مبالغ كبيرة على العلوم والتكنولوجيا العسكرية – بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتقدم السيبراني – لتسريع وتيرة تبادل المعلومات واتخاذ القرارات في ساحة المعركة.

معركة التوسع والتفوق 

وفقاً لتقرير البنتاغون للقوة العسكرية الصينية لعام 2020، أصبحت البحرية الصينية هي الأكبر في العالم، بأسطول يتكون من أكثر من 350 سفينة حربية، بما في ذلك أسطول سريع النمو من المدمرات والناقلات والغواصات، متجاوزة نظيرتها الأمريكية.

ويثير هذا الواقع الجديد القلق في الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤثر على مطوري أسلحة البنتاغون والبحرية الأمريكية، التي تعد الأقوى والأحدث فنياً وتقنياً في العالم. وبحلول نهاية هذا العقد، من المتوقع أن تشغل الصين ما يصل إلى 360 إلى 400 سفينة حربية.

وفي الوقت الذي أصبح فيه الأسطول الصيني هو بالفعل أكبر بكثير من 293 سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، فهذه ليست خطة كبيرة فحسب؛ إذ أصبحت السفن والغواصات الصينية أكثر حداثة، يقول تقرير البنتاغون إن "بحرية جيش التحرير الشعبي أصبحت قوة حديثة ومرنة بشكل متزايد، وركّزت على استبدال الأجيال السابقة من المنصات، بقدرات محدودة لصالح مقاتلين أكبر حديثين ومتعددي الأدوار".

ويقول تشاد سبراجيا، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الصين السابق، "إن الصين هي أكبر دولة منتجة للسفن في العالم من حيث الحمولة، وتزيد من قدرتها على بناء السفن بجميع الفئات البحرية"، محذراً من أن "حجم الأسطول الصيني الناشئ، وسرعة تطوره، أمر مثير للقلق بالفعل".

بالنسبة إلى إجمالي عدد السفن الصينية، هناك بالتأكيد المزيد من القوة البحرية قد أضيفت، ومن المهم أيضاً تسليط الضوء على مزايا بناء السفن الصينية. فوفقاً لتقرير البنتاغون، فإن "الصين تنتج محلياً توربينات الغاز البحرية ومحركات الديزل، بالإضافة إلى جميع الأسلحة والأنظمة الإلكترونية الموجودة على ظهر السفن تقريباً، ما يجعلها شبه مكتفية ذاتياً بجميع احتياجات بناء السفن".

تحميل المزيد