في عام 1983، وضعت الولايات المتحدة أول طائرة شبحية تشغيلية في العالم، F-117 Nighthawk، في الخدمة النشطة؛ حيث احتكرت تلك الميزة حتى عام مطلع الألفية الثانية. وقامت أمريكا بعد ذلك بتصنيع المقاتلة B-2 Spirit ومن ثم F-22 Raptor سنة 1997، التي يعد استخدامها حكراً على الجيش الأمريكي لما تتمتع به من مواصفات عالية. ثم تم صناعة الطائرة الشبح التي تعرف باسم إف-35 لايتنيغ الثانية وقد اشترك كثير من الدول في مشروع هذه الطائرة.
في الوقت نفسه دخلت كل من روسيا والصين على خط المنافسة في الطائرات الشبحية، وتمكن الروس من تصميم طائرة من الجيل الخامس التي تعرف باسم Sukhoi PAK FA T-50 الشهيرة باسم "سوخوي سو-57" والتي تنتجها شركة سوخوي لصناعة الطائرات وهي طائرة متطورة جداً ولا يمكن اكتشافها عن طريق الرادارات الحالية.
كما استطاعت الصين صناعة طائرة من الجيل الخامس وكانت أول تجربة لها في 11 يناير/كانون الثاني 2011 والتي تعرف باسم جيه-20، Chengdu J-20 Mighty دراجون، وقد طور الصينيون قدراتهم العسكرية بشكل كبير جداً، ولكن الطائرة الجديدة استخدم فيها قطع من الصناعة الروسية مثل المحركات وأنظمة الملاحة والرادارات المتطورة جداً.
12 طائرة شبحية جديدة حول العالم ستدخل الخدمة قريباً
اليوم، لا تزال ريادة أمريكا رائدة في مجال الطيران الشبحي مع وجود نوعين من المقاتلات الشبح العاملة، وامتلاك الأسطول الوحيد في العالم من قاذفات الشبح الثقيلة كما يقول تقرير لموقع sandboxx العسكري الأمريكي. فيما تعمل العديد من الدول الأخرى على سد الفجوة، وهناك العديد من منصات الشبح الجديدة قيد التطوير النشط في منشآت البحث والتطوير في جميع أنحاء العالم.
وإليكم فيما يلي 12 نوعاً من الطائرات الشبحية قيد التطوير في جميع أنحاء العالم، والتي من ستدخل الخدمة قريباً.
أولاً: الولايات المتحدة الأمريكية
لدى الولايات المتحدة ما لا يقل عن ثلاث طائرات خفية جديدة قيد التطوير النشط، مقاتلتان وقاذفة واحدة.
1- طائرات الجيل السادس الشبحية (NGAD)
يهدف برنامج الهيمنة الجوية للجيل القادم من سلاح الجو الأمريكي إلى إيجاد بديل لأول طائرة شبحية تشغيلية في العالم، وهي المقاتلة الأسطورية F-22 Raptor. سوف تملأ هذه الطائرة الجديدة دور التفوق الجوي وستكون مصممة خصيصاً للسيطرة على القتال الجوي لسنوات قادمة، حتى مع ظهور منافسين متخفين جدد.
في حين تم الكشف عن القليل من التفاصيل المؤكدة حول هذه المقاتلة الجديدة، أقر سلاح الجو الأمريكي بأنه من المتوقع أن تكون هذه الطائرة الجديدة أكثر قدرة على التخفي من الطائرات الشبحية السابقة، وذلك بفضل المواد المتقدمة الماصة للرادار وسطح الذيل العمودي التقليدي.
ومن المتوقع أن تعمل المقاتلة NGAD جنباً إلى جنب مع كوكبة من الطائرات بدون طيار من شأنها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات معقدة بعد أخذ إشاراتهم من طائرات NGAD.
2- طائرة F / A-XX الشبحية
تقوم البحرية الأمريكية أيضاً بتطوير طائرة شبحية جديدة هي مقاتلة F / A-XX، والتي من المتوقع أن تظهر في 2030 كبديل لطائرة F / A-18 Super Hornet التي تطير جنباً إلى جنب مع F-35C. ومن المتوقع أن يشارك هذا البرنامج عددًا من الأنظمة المشتركة مع طائرات NGAD للقوات الجوية، على الرغم من أن الطائرة نفسها من المحتمل أن تكون مختلفة.
مع ذلك، فإن التركيز على تصميم النظام المعياري في كل من جهود البحرية والقوات الجوية سيسمح حتى للمقاتلين المختلفين بمشاركة قدر كبير من القواسم المشتركة داخلياً.
من المتوقع أيضاً أن تطير هذه المقاتلة جنباً إلى جنب مع الطائرات بدون طيار، ومن شبه المؤكد أنها ستركز بشكل كبير على زيادة سعة الحمولة الصافية والمدى غير المعاد تزويده بالوقود، وكل ذلك بهدف موازنة الميزة الاستراتيجية التي خلقتها صواريخ الصين طويلة المدى المضادة للسفن في المحيط الهادئ.
3- قاذفة القنابل الشبحية B-21 رايدر
حصل العالم على أول لمحة عن مقاتلة B-21 Raider من شركة Northrop Grumman في ديسمبر/كانون الأول 2022، والتي من المقرر أن تحل محل قاذفة الشبح الأمريكية الثقيلة، B-2 Spirit والقاذفة الأسرع من الصوت B-1B Lancer، في السنوات القادمة.
وبحسب موقع sandboxx العسكري الأمريكي، يتم بناء B-21 من قبل نفس الشركة المسؤولة عن B-2 Spirit، ووفقاً لتقارير، تمثل هذه الطائرة قفزة في إمكانية المراقبة المنخفضة.
ثانياً: الصين
كانت الصين ثاني دولة تستخدم طائرات الشبح الخاصة بها، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى قدر كبير من التجسس على برامج الولايات المتحدة بحسب الادعاءات الأمريكية. اليوم، هناك طائرتان أخريان على الأقل قيد التطوير لدى الصين، متجهتان إلى مدارج صينية في السنوات القادمة.
4- شنيانغ FC-31 / J-31 جيرفالكون الصينية
اتهم الكثيرون المقاتلة الصينية J-20 بأنها أكثر من مجرد مزيج من سمات التصميم المستعارة من F-22 و F-35 الأمريكية وبرنامج MiG 1.44 الروسي. والمقاتلة الشبحية الصينية التالية، Shenyang J-31، يبدو أنها أكثر من ذلك.
من المحتمل أن تتجه هذه المقاتلة ذات المحركين إلى الخدمة على متن أسطول الصين المتنامي من حاملات الطائرات، والتي تشغل حالياً طائرة شنيانغ جي -15. وطارت J-31 (تسمى أحياناً FC-31 أو J-35) لأول مرة في عام 2012، وهناك ما لا يقل عن ثلاثة نماذج أولية للطائرات تم بناؤها بالفعل. وبمجرد إدخالها إلى الميدان، ستمثل هذه الطائرة قفزة كبيرة في السلاح الجوي لدى الصين.
5- قاذفة الشبح شيان H-20 الصينية
بينما انتشرت الشائعات حول برامج القاذفات الشبحية الصينية منذ أواخر التسعينيات، بدأ النقاش حول الطائرة H-20 في يوليو/تموز 2014 عندما سلطت صحيفة China Daily التي تديرها الدولة الضوء على جهود بكين لتطوير "قاذفة استراتيجية عابرة للقارات قادرة على اختراق الدفاعات الجوية للعدو". وحددت الصحيفة الحاجة إلى قاذفة يمكنها حمل 10 أطنان من الذخائر بحد أدنى 8000 كيلومتر دون التزود بالوقود.
في عام 2018، أكدت الصين أن قاذفة الشبح H-20 المرتقبة ستستفيد من تصميم الجناح الطائر الذي يذكرنا بطراز B-2 Spirit الأمريكي. وفي مقطع فيديو أصدرته شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC)، بدت الطائرة في عرض تقديمي مشابه بشكل لافت للنظر لإعلان SuperBowl الخاص بشركة Northrop Grumman والذي يعرض الطائرة B-21 Raider القادمة.
وأشار تقييم البنتاغون الصادر في عام 2021 إلى أن هذه طائرة شبحية جديدة من المحتمل أن تلبي أو تتجاوز أهداف الصين المقصودة، على الرغم من أنه يبدو أن هذه القاذفة ستكون أقرب إلى B-2 من حيث القدرة من B-21 الأمريكية القادمة.
ثالثاً: روسيا
لطالما أعاقت جهود التخفي الروسية بسبب الاقتصاد المتعثر في البلاد والعقوبات الدولية ، والتي اشتدت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي. ومع ذلك، هناك ما لا يقل عن طائرتين شبح قيد التطوير حالياً للاتحاد الروسي، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت أي منهما ستطير في النهاية.
6- مقاتلة Su-75 "كش ملك"
في يوليو/تموز 2021، كشفت شركة تصنيع الطائرات الروسية UAC النقاب عن أحدث طائرة شبحية في البلاد، Sukhoi Su-75 Checkmate في معرض MAKS الجوي في موسكو. وكان كشف النقاب عن هذه المقاتلة مفاجأة هائلة للعالم، حيث ادعى المسؤولون الروس أن هذه المقاتلة الجديدة لن تتنافس فقط مع منصات التخفي مثل F-35، ولكن أيضاً ستفعل ذلك مقابل أقل من 30 مليون دولار لكل هيكل طائرة.
لكن حتى الآن، لم يكن هناك أي حركة أمامية ملحوظة في برنامج Checkmate. حيث واصلت روسيا الكفاح من أجل تمويل إنتاج أول طائراتها الشبحية، Su-57، وتأمل على الأرجح أن يأتي المستثمرون الأجانب لتمويل المزيد من التطوير على الطائرة.
7- قاذفة القنابل "توبوليف باك دا" Tupolev PAK DA
مثل الصين، تتطلع روسيا أيضاً إلى نشر قاذفة الشبح الثقيلة الخاصة بها لمواجهة التهديد الذي تشكله أمريكا من القاذفتين B-2 و B-21. وتسلمت شركة Tupolev الروسية جهود تطوير هذه القاذفة، وكان من المتوقع أن تقوم بأول رحلة لها هذا العام، لكن قد يتأخر ذلك بسبب الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا.
وفقاً لوكالة TASS الروسية، فإن القاذفة الجديدة ستستخدم تصميم جناح طائر يشبه إلى حد كبير B-2 Spirit الأمريكية وB-21 Raider القادمة. وستكون طائرة دون سرعة الصوت بقدرات حمولة ثقيلة ستتضمن صواريخ كروز وقنابل دقيقة وأسلحة تفوق سرعة الصوت. وهذه القاذفة، إذا ظهرت سوف تطمح لمنافسة القاذفة الأمريكية B-2 في القدرة.
رابعاً: تركيا
8- مقاتلة TF-X الشبحية التركية
في أواخر عام 2022، أعطت تركيا للعالم أول نظرة على النموذج الأولي لطائرة الشبح TF-X، والتي تهدف إلى أن تكون أول مقاتلة محلية من الجيل الخامس. يوفر لنا استخدام هذا التصنيف نظرة ثاقبة على مستوى القدرة التي يهدف هذا البرنامج إلى تطويرها والتي قد تكون قابلة للمقارنة مع مقاتلات الشبح الحالية مثل F-22 و F-35، بدلاً من شيء أكثر تقدماً يمكن وصفه بأنه "الجيل السادس".
وبدأ هذا برنامج تطوير هذه المقاتلة منذ عام 2010 وتعتزم تركيا تنفيذ أول رحلة تجريبية لهذه الطائرة في أواخر العام 2023، بحسب شركة "الصناعات الجوية التركية" توساش TUSAŞ.
وكان لدى تركيا خطط لشراء طائرات F-35 للعمل جنباً إلى جنب مع مقاتلاتها المحلية، ولكن بعد فشل هذه الخطط، أثيرت أيضاً مخاوف بشأن قدرة البلاد بالحصول على محركات من الجيل الخامس أمريكية الصنع. بشكل عام، تأمل تركيا في أن تكون هذا المقاتلة في الخدمة بحلول عام 2028.
خامساً: كوريا الجنوبية وإندونيسيا
9- مقاتلة KAI KF-21 بوراما الشبحية
تعد طائرة KF-21 الشبحية إدخالاً غير عادي في هذه القائمة؛ لأنها لا تفتخر حالياً ببعض القدرات المطلوبة حقاً بين الطائرات الشبحية، مثل القدرة على حمل ذخائرها داخليًا. ومع ذلك، فإن الجهد الذي تقوده كوريا الجنوبية قد أرسل طائرة هي بلا شك أكثر قدرة على التخفي من أي مقاتلة من الجيل الرابع.
حققت الطائرة الكورية KF-21 خطوة شديدة الرمزية والأهمية في عالم الطيران باختراقها حاجز الصوت في اختبار تحليق؛ حيث قامت بأول رحلة أسرع من الصوت.
وتعد إندونيسيا شريكاً أصغر ومتقلباً في مشروع تطوير وإنتاج الطائرة، ولكنها جددت التزامها بالمشروع بعد جدل لسنوات مع الشريك الكوري. وتمتلك سيول 80% من الأسهم في المشروع، بينما تمتلك إندونيسيا 20%.
وقامت KF-21 برحلتها الأولى في يوليو/تموز من عام 2022 وأجرت أول رحلة تجريبية أسرع من الصوت في يناير/كانون الثاني 2023. وتهدف KF -21 Block I إلى نشر طائرة تفوق جوي لاستبدال مقاتلات F-4 و F-5 القديمة جداً التي لا تزال في الخدمة.
سادساً: بريطانيا وإيطاليا واليابان
10- برنامج طائرة القتال الجوي العالمي (GCAP)
تم دمج برنامج Tempest الذي تقوده المملكة المتحدة مؤخراً مع برنامج FX في اليابان لإنتاج ما يسمى بالبرنامج العالمي القتالي الجوي (GCAP). ويهدف هذا الجهد إلى نشر مقاتلة من الجيل السادس بحلول عام 2035، والاستفادة من بعض القدرات نفسها التي تم الترويج لها في طائرات NGAD و F / A-XX الأمريكية، مثل أجنحة الطائرات بدون طيار التي تدعم الذكاء الاصطناعي.
ومن المقرر أن تحل هذه الطائرة الشبحية محل أسطول "يوروفايتر تايفون" البريطاني، بالإضافة إلى طائرات أخرى في الخدمة لإيطاليا والسويد واليابان.
وعندما تم الإعلان عن شراكة المملكة المتحدة وإيطاليا مع اليابان، تم استبعاد السويد من الإعلان، لذلك من غير الواضح ما إذا كانت ستوكهولم لا تزال مستثمرة كما كانت في عام 2020 عندما وقعت مذكرة تفاهم بشأن البرنامج.
سابعاً: فرنسا وألمانيا وإسبانيا
11- "نظام القتال الجوي المستقبلي" (FCAS)
في البداية، كانت هناك شراكة بين فرنسا وألمانيا بدأت في عام 2017 حول هذا البرنامج لتطوير طائرة مقاتلة تقدر كلفتها بـ3.8 مليار يورو، وانضمت إسبانيا مؤخرًا إلى هذا البرنامج الذي يهدف إلى إنتاج مقاتلة من الجيل السادس، والتي هي قيد التطوير.
على غرار تلك المنصات الأمريكية والأوروبية الأخرى، فإن هذه الطائرة الشبحية من الجيل التالي ستستفيد من طائرات الجناحين بدون طيار الذين يأخذون إشاراتهم من مقاتلة أساسية مأهولة.
وتم الكشف عن نموذج بالحجم الطبيعي لهذا المقاتلة في عام 2019 ، ولكن أشارت تقارير إلى أن هذا النموذج على الأرجح كان تمثيلاً لواحد فقط من عدد من التصميمات المحتملة وليس تصميماً نهائياً. من المقرر إجراء الرحلات التجريبية الأولى لمقاتلة FCAS في عام 2028 أو 2029.
ثامناً: الهند
12- الطائرة القتالية المتوسطة المتقدمة (AMCA)
يُقال إن أول برنامج مقاتل محلي من الجيل الخامس في الهند، يُطلق عليه اسم الطائرات القتالية المتوسطة المتقدمة (AMCA)، قد مر بمرحلة مراجعة التصميم الحرجة في ديسمبر 2022 ويهدف إلى إطلاق أول نموذج أولي له في عام 2028.
ويقدم هذا البرنامج من طائرات الجيل الخامس نظرة ثاقبة على طموحات الهند التي تهدف على ما يبدو إلى استخدام طائرة شبحية ذات قدرة واسعة تستفيد من درجة معينة من اندماج البيانات، ولكن بدون أحدث التقنيات لمقاتلات "الجيل السادس".
كانت الهند شريكاً مبكراً في برنامج Su-57 Felon الروسي، الذي كان يُعرف آنذاك باسم PAK FA، قبل أن تتراجع عن هذه الشراكة.
وتريد الهند موازنة التفوق الاستراتيجي للصين في الطائرات الشبح التي تم إنشاؤها بواسطة طائرة J-20 وتتم مضاعفتها بطائرة J-31، وتستثمر في إرسال طائرة منخفضة التقنيات قليلاً يمكنها الوقوف والتأرجح مع منافستها في الجو.