منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، واجهت أوروبا أزمة طاقة خطيرة، فقبل الغزو كانت روسيا أكبر مورّد للغاز الطبيعي لأوروبا، وفي عام 2021، استورد الاتحاد الأوروبي 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، أي ما يقرب من 45٪ من الغاز المستخدم في أوروبا.
ومع ذلك، عندما قطعت روسيا إمداداتها عن أوروبا كعقاب على دعم الغرب لأوكرانيا، ارتفعت الأسعار عن السيطرة، وكانت هناك مخاوف كبيرة بشأن كيفية قيام أوروبا بالحصول على إمدادات كافية من دون الغاز الروسي هذا الشتاء؛ لكن تقول مجلة modern diplomacy الأوروبية إنه لحسن الحظ، تمكنت أذربيجان إلى حد كبير من ملء الفراغ الذي خلفه غياب الغاز الروسي؛ مما مكن أوروبا من تجاوز هذا الشتاء البارد القارس، وتأمل القارة ذلك أيضاً في الصيف القادم.
ما حجم صادرات الغاز التي تصدرتها أذربيجان لأوروبا؟
صدّرت أذربيجان 10.3 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا خلال العام 2022 عبر خط أنابيب الغاز العابر للأدرياتيكي "تاب"، بحسب ما أفادت به وكالة أذرتاج نقلاً عن وزارة الطاقة. وبحسب وزارة الطاقة الأذربيجانية، فيمكن نقل 5 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز إلى أوروبا عبر (تاب) خلال العام 2023.
بحلول عام 2027، تخطط أذربيجان لزيادة نقل الغاز عبر خط غاز TAP من 10.3 مليار متر مكعب حالياً إلى 20 مليار متر مكعب، وعبر TANAP (هو خط أنابيب غاز طبيعي يمتد من أذربيجان عبر جورجيا وتركيا حتى أوروبا)، من 16 مليار متر مكعب إلى 31 مليار متر مكعب.
ونقلت وكالة أذرتاج عن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي تيم ميفي قوله إن خط "تاب" موثوق بالنسبة لأوروبا، وإن خط الأنابيب لديه القدرة على نقل غاز إضافي.
خطط لتوسيع خطوط نقل الغاز الأذربيجاني نحو أوروبا
تقول مجلة modern diplomacy الأوروبية إنه خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عقد مؤخراً، جرت مناقشة على مائدة مستديرة حول كيف يمكن لأذربيجان أن تساهم بشكل كبير في أمن الطاقة في أوروبا. في هذا المؤتمر، صرح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف: "كانت إمدادات الغاز لأذربيجان العام الماضي مساهمة قصيرة الأجل في أمن الطاقة في أوروبا". وأضاف الرئيس الأذربيجاني أنه يأمل أن يساعد توسيع ممر الغاز الجنوبي "تناب"، كما اقترحته أذربيجان لتعزيز أمن الطاقة في أوروبا بشكل كبير.
والعالم الماضي، وقعت باكو مذكرة تفاهم بشأن الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة مع الاتحاد الأوروبي بمشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لتوسيع وتطوير خطط نقل الغاز الأذري.
وخلال مؤتمر ميونيخ، تم التأكيد على أن أذربيجان تخطط لإرسال ليس فقط الغاز، ولكن أيضاً إلى مصادر الطاقة المتجددة، مما يساعد على تسليط الضوء على كيف يمكن لأذربيجان في المستقبل أن تكون مساهماً كبيراً في تعزيز الطاقة الخضراء في القارة.
أذربيجان قد تكون هي مفتاح أمن الطاقة لأوروبا
تقول المجلة الأوروبية إنه يجب أن تقدر أوروبا أهمية أذربيجان؛ لأنها تظل مفتاح وجود الحرارة في الشتاء وتكييف الهواء في الصيف في ظل غياب الغاز الروسي. ويستخدم الاتحاد الأوروبي الغاز الطبيعي بنسبة 25٪ من إجمالي احتياجاته من الطاقة ويتم استيراد حوالي 80٪ من هذا الغاز.
نظراً لأن روسيا كانت المورد الأول للغاز الطبيعي في أوروبا، فقد دمرت حرب أوكرانيا كل أمن الطاقة في أوروبا. ومع ذلك، كان من الممكن تجنب حدوث أزمة خطيرة مع انقطاع التيار الكهربائي الكبير في منتصف شتاء شديد البرودة بفضل زيادة أذربيجان وموردي الغاز الطبيعي الآخرين من إمداداتهم إلى الاتحاد الأوروبي.
في النهاية، تقول المجلة الغربية إنه يجب أن تعلم أوروبا أنه على عكس روسيا، فإن أذربيجان شريك موثوق به، فلن تشن أذربيجان حرباً في وسط أوروبا، بل هي متحالفة مع أوروبا والغرب ضد إيران في المنطقة.
وتسعى باكو بكل قوة لجذب المستثمرين الأجانب، وهي تعمل على جعل المستثمرين الأجانب في أذربيجان راضين وسعداء. لهذا السبب، فإن أذربيجان تمثل حلاً استثنائياً لأزمة الطاقة في أوروبا، وبالتالي توفير أمن الطاقة للقارة، وضمان عدم تكرار ما حدث في أوروبا في غياب الغاز الروسي.