بعد عامين من المعارك الطاحنة.. هل انتهت الحرب في إثيوبيا مع تسليم التيغراي أسلحتهم الثقيلة؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/11 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/11 الساعة 12:19 بتوقيت غرينتش
عناصر من قوات منطقة أمهرة في إثيوبيا يستقلون شاحنتهم وهم يتجهون لمواجهة جبهة تحرير تيغراي الشعبية في سانجا، أرشيفية 2020/ رويترز

بعد نحو عامين من الحرب الطاحنة، أعلن متمردو إقليم تيغراي، الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2023، أنهم بدأوا بتسليم أسلحتهم الثقيلة للحكومة الإثيوبية وفقاً لبنود اتفاق سلام وقّعوه في جنوب إفريقيا مع أديس أبابا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لإنهاء الحرب المدمرة بالإقليم. وأعرب المتحدث باسم سلطات تيغراي، غيتاتشو رضا، عن أمله في "تسريع التنفيذ الكامل للاتفاق"، متحدثاً عن عودة السلطات الفدرالية إلى تيغراي، وإعادة ربط الإقليم بالخارج بعد عزلة استمرت منذ منتصف 2021.

ما تفاصيل اتفاق نزع الأسلحة الثقيلة من التيغراي وتسليمه لحكومة آبي أحمد؟

أعلن غيتاتشو رضا أنّ "إقليم تيغراي سلّم أسلحته الثقيلة في إطار التزامه بتنفيذ اتفاق بريتوريا"، الذي وُقّع في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني بين الحكومة الفيدرالية والمتمرّدين.

ونصّ اتّفاق بريتوريا خصوصاً على نزع سلاح المتمرّدين وعودة السلطات الفيدرالية إلى تيغراي، وإعادة ربط الإقليم بالخارج بعد عزلة استمرت منذ منتصف 2021.

وجاء في وثيقة مرتبطة بتطبيق الاتفاق الموقع في نيروبي: "نزع الأسلحة الثقيلة (في تيغراي) سيتم بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية وغير الفيدرالية"، في إشارة خصوصاً إلى إريتريا التي لها حدود مع تيغراي وتساند الجيش الإثيوبي في المنطقة. ولم تشارك أسمرة في مفاوضات السلام.

وتوجه وفد من الحكومة الإثيوبية بحضور مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي رضوان حسين، فضلاً عن وزراء عدة (عدل ونقل واتصالات وصناعة وعمل)، في 26 ديسمبر/كانون الأول إلى ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي، في زيارة رسمية أولى منذ أكثر من سنتين، ما يشكل مرحلة أساسية في عملية السلام.

وبعد أيام قليلة في 29 ديسمبر/كانون الأول، دخلت الشرطة الفيدرالية إلى ميكيلي للمرة الأولى منذ 18 شهراً "لضمان أمن المؤسسات" خصوصاً.

بدأت المعارك في تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد الجيش الفيدرالي لاعتقال مسؤولي المنطقة، الذين كانوا يتحدّون سلطته منذ أشهر، واتّهمهم بشنّ هجمات على قواعد عسكرية فدرالية.

وحصيلة هذا النزاع الحافل بالفظائع والذي دار جزء كبير منه بعيداً عن الأضواء، غير معروفة. إلا أن مجموعة الأزمات الدولية ومنظمة العفو الدولية يعتبرانه "من الأكثر فتكاً في العالم".

هل انتهت الحرب في إثيوبيا مع تسليم التيغراي لأسلحتهم الثقيلة؟

منذ اتفاق بريتوريا توقفت المعارك في المنطقة بالفعل، وأكد المتمردون أنهم سحبوا 65% من مقاتليهم من خطوط الجبهة. لكنهم ينددون بـ"الفظائع" المرتكبة من جانب الجيش الإريتري وقوات منطقة أمهرة التي ساندت الجيش الفيدرالي في النزاع. واتهمت سلطات تيغراي هذه الأطراف بالنهب والاغتصاب وتصفية مدنيين وخطفهم.

وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه يُنظر إلى تسريح قوات تيغراي على أنه أمر أساسي لاتفاق وقف إطلاق النار في 2 نوفمبر/تشرين الأول، إلى جانب استعادة الخدمات واستئناف المساعدات الإنسانية وانسحاب القوات الإريترية، التي قاتلت إلى جانب الجيش الإثيوبي، ولكنها لم تكن طرفاً في الهدنة.

ويستحيل التحقق بشكل مستقل من الوضع على الأرض، لا سيما من وجود القوات الإريترية، نظراً إلى أن الدخول إلى تيغراي كان متعذراً، كما يقول مراسل "أ ف ب".

وبحسب الغارديان، أشرف فريق مراقبة يتألف من أعضاء من الجانبين وهيئة إقليمية هي الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) على تسليم الأسلحة، يوم الأربعاء، في بلدة أجولاي، على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال شرق العاصمة الإقليمية لتيغراي، ميكيلي.

ما الوضع الأمن والإنساني في المنطقة الآن؟

على الصعيد الإنساني، ورغم تكثيف العمليات تبقى المساعدات الإنسانية والطبية دون الحاجات الهائلة. وأعيد ربط ميكيلي بشبكة الكهرباء الوطنية في السادس من ديسمبر/كانون الأول. 

وأعلن مصرف "سي بي إي" الرئيسي في البلاد، في 19 ديسمبر/كانون الأول، معاودة عمله في بعض المدن، فيما بدأت إعادة الاتصالات الهاتفية مع المنطقة.

وتسبّب النزاع بتهجير أكثر من مليوني إثيوبي، وأغرق مئات الآلاف في ظروف تقارب المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

وتفيد الأمم المتحدة أيضاً أن الحرب التي استمرت سنتين جعلت 13,6 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية في شمال إثيوبيا: 5,4 مليون في تيغراي، و7 ملايين في أمهرة، و1,2 مليون في عفر.

وكانت جبهة تيغراي تمتلك خلال الحرب مئات آلاف المقاتلين المدربين وأسلحة ثقيلة غنموها من استيلائهم على مدن ومعسكرات الجيش الإثيوبي في الجولة السابقة من القتال، ناهيك عن تخزينهم لكميات مهمة من الأسلحة في الإقليم خلال عقود من سيطرتهم على الحكم، ما جعل مهمة القضاء على تمردهم مسألة صعبة بالنسبة لآبي أحمد.

غير أن الدعم الذي يحظى به آبي أحمد من عدة دول وخاصة روسيا والصين وإيران والإمارات، وتسيده سماء المعركة بالطائرات المسيرة، وإطباقه الحصار على الإقليم المتمرد لفترة طويلة، عجّل بسيطرة الجيش الإثيوبي على ميقلي، والمدن الرئيسية، والدفع نحو احتواء التمرد وتوقيع اتفاق سلام.

تحميل المزيد