قالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية، الخميس 5 يناير/كانون الثاني 2023، إنها ستجري محادثات مع نظيرتها الأوكرانية لترتيب تسليم مركبات قتالية مدرعة من طراز AMX-10 RC، فيما تقول الرئاسة الفرنسية إنها ستكون المرة الأولى التي يتم فيها تسليم هذا النوع من الدبابات غربية الصنع للجيش الأوكراني، مضيفة أن المناقشات ستشمل الجدول الزمني للتسليم وتدريب الجنود الأوكرانيين على المعدات. فما هي هذه الدبابات الخفيفة، وكيف يمكن لها مساعدة أوكرانيا في الحرب؟
ما هي دبابات AMX-10 RC الفرنسية؟
تم تصنيع AMX-10 RC من قبل شركة Nexter Systems الفرنسية، وتم تصنيفها على أنها "دبابات خفيفة"، وهي تحمل مدفعاً عيار 105 ملم ورشاشين. وهي مصممة بشكل أساسي لمهام الاستطلاع ولديها ما يكفي من الدروع للحماية من أسلحة المشاة الخفيفة، وفقاً للوزارة الفرنسية، وهي لديها عجلات بدلاً من الجنازير، مما يسمح بحركة أفضل من الدبابات الثقيلة.
كانت دبابات AMX-10 RC في خدمة الجيش الفرنسي منذ عام 1981 وخضعت لتحديثات مستمرة، وهي نموذج مسلح من مركبات مدرعة مدولبة، وقد شاركت في جميع العمليات الخارجية التي شاركت فيها فرنسا.
ووفقاً لوزارة القوات المسلحة الفرنسية، فإن مركبة AMX-10 RC مدرعة مسلحة بقوة، تتمتع بديناميكية حركية جيدة جداً على الطريق وعلى أي طريق. وهي في الوقت نفسه مركبة برمائية، محمية ضد أسلحة المشاة الخفيفة. وهي محمية وقادرة على القتال في جو ملوث.
وبحسب تقارير أجنبية، يقدر أن لدى الجيش الفرنسي حالياً من هذه الدبّابات 250 مركبة، يستبدلها تدريجياً بمدرّعات القتال والاستطلاع من طراز جاغوار زنة 25 طنّاً.
وتأتي دبابات AMX-10 RC بطول 9 أمتار، وعرض 2.7 متر، وتسع لطاقم عمل من 4 أشخاص. وتبلغ سرعة الدبابة على الطرق الوعرة: 40 كم/س، وعلى الطرق المعبدة: 85 كم/س.
وتمتلك هذه الدبابات أنظمة حرارية وليزرية متقدمة، ونظام حماية ذاتية نشطة، ونظام إدارة المعارك حديثاً. وتمتلك مدفع F2 BK MECA L/47 عيار 105 مع 38 قذيفة بمدى: 2 كم، بالإضافة إلى رشاشي 12.7 ملم و 7.62 ملم.
كيف ستساعد هذه الدبابات أوكرانيا في حربها؟
يقول موقع defensenews الأمريكي، إن أوكرانيا سعت منذ أشهر للحصول على دبابات أثقل، بما في ذلك دبابات أبرامز الأمريكية الصنع ودبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع. فيما قدمت جمهورية التشيك وبولندا دبابات T-72 من الحقبة السوفييتية للقوات الأوكرانية.
وتم الإعلان عن قرار فرنسا بعد مكالمة استمرت ساعة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء، فيما رفض الإليزيه الإدلاء بتفاصيل عن الاتفاقية.
زودت باريس أوكرانيا بجزء كبير من ترسانتها من مدافع قيصر، وكذلك صواريخ مضادة للدبابات وبطاريات صواريخ كروتالي للدفاع الجوي وقاذفات صواريخ، كما تدرب حوالي 2000 جندي أوكراني على الأراضي الفرنسية.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته تدرس إرسال مركبات برادلي القتالية إلى أوكرانيا، وهي مركبة قتالية مدرعة متوسطة يمكن أن تكون بمثابة ناقلة جنود. وعندما سُئل بايدن عما إذا كان توفير مركبة قتالية مدرعة مجنزرة لأوكرانيا مطروحاً على الطاولة، أجاب بـ"نعم"، دون إبداء مزيد من التعليقات حول عددها وقدراتها.
وواجهت الحكومة الألمانية منذ شهور دعوات من كييف وبعض المشرعين في الداخل لتسليم دبابات ليوبارد 2 الثقيلة إلى أوكرانيا، لكنها قالت إنها لن تسير بمفردها مع مثل هذه الخطوة وإنه لا يوجد بلد آخر قدم معدات غربية مماثلة. فيما تقول بريطانيا إنها منحت أوكرانيا أكثر من 200 عربة مدرعة لنقل القوات، لكنها لم تقدم أي دبابات حتى الآن.
"دبابات AMX-10 تدعم تقدم النقاش حول دعم أوكرانيا بأسلحة فتاكة"
يقول موقع defense news الأمريكي إن المركبة البرمائية ذات الدفع الرباعي AMX-10 RC تستخدم في المقام الأول للاستطلاع، لكن يمكن لمدافعها تدمير الجنود والدبابات. وستجد أوكرانيا هذه المركبة الفرنسية مناسبة جداً لاستهداف أنواع الدبابات السوفييتية التي أرسلتها روسيا لمهاجمة أوكرانيا، وستكون مفيدة لدفاعات كييف.
وعلى الرغم من أن AMX-10 لا تحتوي على درع دبابة قتالية ثقيلة، فقد تم تصميمها لمراعاة السرعة والقدرة على الحركة. ويقول كميل غراند، مساعد الأمين العام السابق لحلف الناتو للاستثمار الدفاعي، في تغريدة على تويتر، إن "صفقة هذه المركبات تساعد في تقدم النقاش حول الخطوط الحمراء (الخيالية) بشأن عمليات تسليم الأسلحة لأوكرانيا"، حسب تعبيره.
كما ألمحت وزارة الدفاع الأوكرانية إلى أن المزيد من المركبات الثقيلة قد تكون في طريقها إلى الخطوط الأمامية، مضيفة أن "قرار فرنسا خطوة أخرى ستقرب انتصارنا بالمعركة".