قصة السلاح التركي المنافس لهيمارس الأمريكي.. هل وصل لأوكرانيا، ولماذا قد تتضاعف قوته مع البيرقدار؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/28 الساعة 16:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/28 الساعة 16:13 بتوقيت غرينتش
نظام هيمارس للمدفعية الصاروخية الأمريكي الصنع/رويترز

تقارير عن استخدام أوكرانيا لنظام مدفعية صاروخية تركي ينافس نظام هيمارس "HIMARS" الأمريكي الشهير الذي يعتقد أنه غيَّر مسار الحرب مع روسيا لصالح كييف، كما يعتقد أن هذا النظام التركي قد تتضاعف قدراته إذا استُخدم مع طائرات Bayraktar TB-2 التركية المسيرة التي تمتلكها أوكرانيا بالفعل.

واستخدمت أوكرانيا نظام إطلاق الصواريخ المتعددة TRLG-230 التركي الصنع (MLRS) لأول مرة، وفقاً لمقطع فيديو يُظهر إطلاق صاروخ من هذا الطراز.

 لم تؤكد تركيا ولا أوكرانيا رسمياً استخدام منصة الصواريخ. ومع ذلك، بناءً على عدد المرات التي تمت فيها مشاركة المقطع ومواقع الويب التي تتابع الحرب الأوكرانية، فإن كييف من المرجح أنها استخدمت النظام، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.

 علاوة على ذلك، تم الإبلاغ عن تسليم TRLG-230 إلى أوكرانيا من خلال استخبارات مفتوحة المصدر المعروفة باسم (OSINT) وبوابة التتبع وتحليل الأسلحة Oryx في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

 ويمكن أن يكون المقطع القصير الذي تبلغ مدته ثماني ثوانٍ هو أول فيديو للاستخدام القتالي الفعلي للرائد الدفاعي التركي الرائد روكيتسان المطوَّر حديثاً.

كما ذكر موقع Middle East Eye البريطاني، يوم الأربعاء، أنه تم شحن 50 صاروخاً من طراز TRLG-230 إلى أوكرانيا ونقلت عن مصادر أخرى لم تسمِّها أن الرقم 200.

المنافس التركي لـ"هيمارس" يعمل من على شاحنة روسية وهكذا تزداد قوته مع البيرقدار 

 ومن المثير للاهتمام أن جراب الصاروخ مثبت على هيكل شاحنة قتالي من صنع شركة كاماز، الشركة الروسية الرائدة في تصنيع المركبات الثقيلة.

وتحتوي الكبسولة على ستة صواريخ موجهة من عيار 230 ملم، بمدى إطلاق يتراوح بين 20 و70 كيلومتراً، في أشكال مختلفة مع توجيه ليزر قمر صناعي وشبه نشط. لم يتضح بعد ما إذا كانت أوكرانيا بها كلا المتغيرين أو أحدهما فقط.

ومن المفترض أن يعمل نظام MRLS بشكل أكثر فاعلية عند دمجه مع طائرات TB-2 Bayraktar التي يمكنها تحديد وتنسيق واشتباك نيران المدفعية الصاروخية على الأهداف الأرضية.

يمكن لطائرة بيرقدار TB-2 المسيَّرة أن تضرب ما يصل إلى أربعة أهداف فقط، ولكنها تتمتع بقدرة بقاء في الجو تصل إلى 24 ساعة ونطاق يبلغ 75 كيلومتراً من النظام الكهروضوئي/ الأشعة تحت الحمراء (EO / IR)، والتي يستفيد منها مشغلو نظام المدفعية الصاروخية التركي الصنع TRLG-230 الذي يبلغ عياره 230 ملم، وفقاً لمدونة Oryx.

هيمارس
يُعتقد أن نظام هيمارس قد ساهم بشكل كبير في تغيير مسار الحرب في أوكرانيا /رويترز

وكشفت لقطات نشرها الجيش الأذربيجاني العام الماضي أن باكو استخدمت نظام TRLG-230s في نزاع 2020 في ناغورنو كاراباخ مع أرمينيا، والذي شهد أيضاً صعود TB-2 إلى الشهرة.

وحققت بيرقدار في بداية حرب أوكرانيا نجاحات تكتيكية هائلة في ضرب الأهداف الروسية بصاروخها MAM-L جو-أرض (AGM) وساعدت في هزيمة الجيش الروسي في معركة العربي حول محيط العاصمة كييف، ولكن تم إسقاط عدد منها لاحقاً بأعداد كبيرة مع تطور الدفاع الجوي الروسي بسرعة ودفع موسكو لأعداد كبيرة من الأنظمة الدفاعية الجوية التي تمتلكها بأعداد هائلة، كما يعتقد أن كييف لم يعد سهلاً بالنسبة لها استبدال طائرات بيرقدار تي بي 2 التركية التي تدمر من تركيا؛ نظراً لحساسية وضع أنقرة كوسيط بين الجانبين.

 وأدى ذلك إلى انقسام صغار الضباط والجنود وكبار الأركان في القوات المسلحة الأوكرانية؛ حيث أراد الأخيرون مواصلة استخدام البيرقدار على الرغم من تعرضها المتزايد للحرب الإلكترونية الروسية المتقدمة (EW) وصواريخ أرض-جو (SAM).

 وبحسب ما ورد، انتقلت TB-2 إلى مهام بعيدة المدى للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) والحرب الإلكترونية.

تركيا تحافظ على توازن دقيق بين روسيا وأوكرانيا

يعد الاستخدام المحتمل للجيش الأوكراني لنظام إطلاق الصواريخ المتعددة TRLG-230 التركي الصنع نموذجاً لعلاقة تركيا الفريدة بالبلدين المتحاربين.

كانت أنقرة من داعمي كييف العسكريين القلائل قبل الغزو الروسي، ويمثل توريد البيرقدار نموذجاً لذلك، حيث كانت هناك خطط لتصنيعها في أوكرانيا، ولكن لا يعرف مصيرها بعد الحرب.

كما أدانت تركيا بشكل واضح الحرب الروسية على أوكرانيا، وأكدت دعمها لوحدة البلاد وسلامة أراضيها، وقبل ذلك فإنها لم تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وإن كانت لم تنضم للعقوبات الغربية على موسكو سواء في عام 2014 أو في عام 2022.

وفي الوقت ذاته حافظت تركيا على العلاقات الاقتصادية والسياسية الوثيقة مع روسيا، كما أنها استغلت هذه العلاقات مع البلدين لتصبح الوسيط الوحيد الموجود في الأزمة، وهو ما أسفر عن عقد وتجديد مبادرة حبوب البحر الأسود التي أنقذت العالم من أزمة غذائية وقفزة في أسعار الحبوب كانت ستدفع الدول النامية خاصة ثمنها.

ومؤخراً، اتفق الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان على توريد الغاز عبر خط أنابيب "ترك ستريم" تحت البحر الأسود، مما يجعل تركيا "مركزاً للغاز".

 ولم تعلن تركيا بعد اندلاع الحرب عن توريد أسلحة إلى أوكرانيا، ولكن تقارير لم تنفِها أنقرة أشارت إلى أنه تم جمع تبرعات شعبية من دول أوروبا الشرقية لشراء طائرات بيرقدار تي بي 2 لتسليمها لأوكرانيا، كما أكد سيلجوق بايراكتار، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة بايكار وصهر الرئيس التركي، دعم بلاده لحق كييف في الدفاع عن نفسها.

وهذا الموقف الغريب بين روسيا وتركيا ليس الأول من نوعه، فالبلدان خاضا خليطاً من المنافسة التي كادت تصل إلى المواجهة العسكرية المباشرة في سوريا وليبيا وبسوريا، وبصورة أقل أذربيجان، حينما كان حلفاء البلدين يتحاربون على الأرض بأسلحة روسية وتركية وبتوجيه واستشارات من قِبَل العسكريين في البلدين.

ولكن روسيا وتركيا تمكنتا في الوقت ذاته من إبرام اتفاقات صعبة في الساحات الثلاث (القوقاز وسوريا وليبيا) أدت إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق تسويات سياسية ما زالت قائمة على الرغم من مشكلاتهما في المناطق الثلاث، مع ترسيخ نفوذ البلدين ووقف الصراع ما بين حلفائهما.

 وبينما كان الغرب يبدو غاضباً من هذه العلاقة التي أدت لتحقيق استقرار في الساحات الثلاث، ولكنها رسخت نفوذ تركيا وروسيا، على حساب الغرب وحلفائه أحياناً، لكنه يبدو راضياً عن الدور التركي في أزمة أوكرانيا؛ لأنه لا أحد في الغالب يستطيع أن يؤدي دور أنقرة، خاصة أنها دولة متشاطئة في البحر الأسود، كما أن الأوكرانيين يثقفون في الأتراك بالنظر إلى العلاقة الوثيقة القديمة والمستمرة بين البلدين، وإدراك كييف أن أنقرة منافس جيواستراتيجي لموسكو وحليف لكييف في البحر الأسود بحكم التاريخ والجغرافيا.

لم يمنع هذا أوقات كانت العلاقة بين تركيا وروسيا تتدهور، حيث سبق أن قيدت موسكو في السابق تدفق السياح الروس إلى منطقة أنطاليا التركية الشهيرة بسبب خلافات إقليمية، وخفضت واردات الفاكهة من تركيا، واستخدمت التأثير المحتمل على بناء روساتوم لمحطة أكويو للطاقة النووية المدنية.

ولكن اليوم في ظل عزلة روسيا، فإنها يبدو أنها أكثر استجابة وقبولاً للتحركات التركية، بما فيها علاقاتها الوثيقة مع أوكرانيا ورغبتها في القضاء على تهديد إرهاب حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي.

تحميل المزيد