جاء الموقف الغربي من مونديال قطر بنتيجة عكسية؛ حيث أظهر ازدواجية معايير الغرب ونهجه الاستعلائي، بينما اتسعت في العالم الإسلامي وكثير من دول العالم النامي موجة التضامن مع الدوحة التي تعد أول دولة عربية تنظم كأس العالم.
ويشعر كثير من العرب والمسلمين بالفخر لموقف قطر المصرّ على احترام التقاليد العربية والإسلامية ومعهم كثيرون من أبناء الدول العالم النامي من آسيا وإفريقيا وحتى أمريكا اللاتينية وبدا أن الغرب ولا سيما أوروبا هي المعزولة في مواقفها، مثلما بدا الأمر قليلاً في أزمة أوكرانيا.
وكان الموقف الغربي من مونديال قطر واحداً من سلسلة مواقف أخيرة، تظهر استعلاء غربياً ولا سيما أوروبياً على بقية العالم، وعدم احترامه أو احترام قيمه، آخرها تصريح رئيس الدبلوماسية الأوروبية منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي قال فيه إن أوروبا حديقة وبقية العالم أدغال، وهي الرؤية التي يبدو أن كثيراً من الأوروبيين والغربيين مؤمنون بها.
ورغم أن الازدواجية والاستعلاء الغربيين قديمان، لدرجة أنهما أقدم من ظهور مفهوم الغرب نفسه (منذ العصرين الإغريقي والروماني)، إلا أن مشكلة الاستعلاء هذه المرة أنه يأتي في وقت يقدم فيه الغرب نفسه على أنه الأعلى أخلاقياً وأنه أرض المساواة والقيم الراقية.
الاتحاد الأوروبي تحوَّل من نموذج لقلعة معزولة
خلال العقود الماضية، نُظر للاتحاد الأوروبي باعتباره معقلاً للقيم الحديثة في مقدمتها القيم قبول التسامح والتنوع، والعمل الدولي متعدد الأطراف القائم على الدبلوماسية والقانون والمساواة، ولكن تدريجياً يتحول الاتحاد الأوروبي لقلعة عنصرية محصنة تلقي على العالم العظات بينما يترك المهاجرين يغرقون على أبوابه البحرية المتوسطية، ويستسلم لخليط من المواقف الليبرالية واليمينية المتطرفة، الأولى تتعالى على قيم المجتمعات الأخرى وتريد إنسانية بهوية غربية حصرية، والثانية تتعالى على الأعراق الأخرى وتؤمن بتفوق العرق الأبيض، ليتفقا على التفوق الغربي (واحد يؤمن بالتفوق العرقي والآخر بالتفوق الحضاري)، الذي يعطيهم الحق ليس فقط في منع المهاجرين أو إجبارهم على تغيير هويتهم، بل أيضاً إملاء الشروط الغربية على المجتمعات الأخرى، دون السماح بأي نقد للنموذج الغربي أو الاختلاف معه.
تحول الاتحاد الأوروبي من نموذج للقيم الإنسانية القائمة على التوافق لنادٍ أوروبي مسيحي مغلق، يجرى فيه محاولة القفز على المشكلات الداخلية وفجوات التنمية بين شماله الغني وشرقه وجنوبه الفقير (أو استغلال أغنيائه لفقرائه) بخلق "غيتو كبير" تكون فيه أوروبا في مواجهة الآخر.
المفارقة أن الموقف السلبي من الجنوب، ولا سيما العرب والمسلمين، يأتي رغم أن الاتحاد الأوروبي تجاهل لسنوات الخطر الحقيقي عليه رغم وضوحه المتمثل في روسيا، التي كان كثير من ساساته معجبين برئيسها فلاديمير بوتين، بينما حاول بعض قادة أوروبا الغربية تحديداً، تحويل تركيا الدولة التي تريد الانضمام للاتحاد الأوروبي بشروط عادلة لخصم، كما نصبوا من الإسلاميين المعتدلين المقيمين في أوروبا عدواً لهم بعد أن ساعدوهم في القضاء على التطرف بأوروبا، متجاهلين أن أغلب هؤلاء الإسلاميين يرون في الديمقراطية الغربية نموذجاً يمكن تطبيقه في بلادهم وعلى حياتهم الشخصية مع الحفاظ على الهوية الإسلامية.
الموقف الغربي من مونديال قطر يؤشر لفرض قيمه على العالم بينما يتجاهل انتهاكاته الداخلية
وهكذا يسعى الغرب لفرض المثلية كقيمة مقبولة عالمياً، من يرفضها يعد عنصرياً، بينما لا يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً من قيود فرنسا على الحجاب، أو ترك دول أوروبية المهاجرين يغرقون في البحر أو وضع اليونان لهم في السجون أو قيام المجر بترهيبهم بطريقة لا أخلاقية.
خلال سنوات ما قبل الربيع العربي، آمن كثير من شباب ومثقفو العالم الثالث لا سيما العالم العربي (بمن فيهم نسبة كبيرة من الإسلاميين المعتدلين)، بأن الديمقراطية والمساواة والحرية ورفض العنصرية واحترام الآخر، قيم عالمية وتقبلوا النموذج الغربي فيها على عيوبه، ولكن مع خذلان الغرب للربيع العربي، وتحالفه مع الاستبداد، ثم منعه للمهاجرين الذين هرب أغلبهم طلباً لهذه الحريات، وقمعه لحريات مواطنيه المسلمين، تبين للكثيرين مدى نفاق الغرب.
ولكن ازداد الأمر فجاجة، بإعلاء الغرب للقيم المثيرة للجدل ومحاولة فرضها عالمياً، مثل موقفه من الإباحية الجنسية والمثلية مضافاً إليها إحياء قيم اليمين الرافض للعرب والمسلمين وسائر الشعوب الملونة، فأصبحت بريطانيا قلعة الليبرالية تناقش قانوناً لترحيل المهاجرين العرب لدولة رواندا في قلب إفريقيا، بينما فرنسا بلد الحريات تفرض عليهم أن يتخلوا عن هويتهم القومية والدينية في مشهد لا يختلف كثيراً عما تفعله الصين من إبادة ثقافية بحق المسلمين الإيغور.
وأصبح الغرب بكل صلف يحدد ما يعتبره قيماً عالمية، وما هو ليس قيماً عالمية، فقبول المثلية والاحتفاء بها شرط للقيم الإنسانية، بينما اضطهاد الحجاب حرية مكفولة لكل حكومة أو حتى شركة قطاع خاص أو مقاطعة تستطيع أن تقيده أو تسمح به كما تشاء.
فلقد أصبح هناك تواطؤ بين اليسار واليمين في أوروبا تحديداً، على أن يقبل اليمين مرغماً حقوق المثليين والاحتفاء بهم، مقابل قبول اليسار لمنع الهجرة حتى لو بطرق غير إنسانية، إضافة لقبول الممارسات التمييزية ضد المسلمين ودينهم ولغاتهم، وألا يعتبر هذا التمييز عنصرية، حتى إن فرنسا أغلقت أكبر جماعة للإسلام مناهضة للإسلاموفوبيا.
الغرب احتفى بمونديال روسيا رغم أنها تحظر المثلية واحتلت القرم
وأظهر الموقف الغربي من مونديال قطر عنصرية الغرب تجاه من لا ينتمون لأوروبا، فنفس الدول الغربية، شاركت بحماس في مونديال روسيا 2018، الدولة الأوروبية التي تحظر المثلية، وكانت قد احتلت شبه جزيرة القرم عام 2014، ولم تكن تخفي نواياها لهزيمة الغرب، وتتدخل بانتخاباته وتدعم يمينه المتطرف وشجعت على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء البريكسيت.
ولكن عندما نظم كأس العالم في قطر الدولة العربية (التي تجتهد لتزويد أوروبا بالغاز)، وما يحمله هذا المونديال من إشارة إيجابية للمنطقة العربية المنكوبة بكوارث عديدة كثير منها من صنع الغرب، تذكر الأوروبيون والأمريكيون حقوق المثليين وكذلك حقوق العمال متجاهلين مساعي الدوحة التي بدأت قبل المونديال بسنوات، لتحسين أوضاعهم، ومتناسيين حقيقة أن هناك ملايين من العمال غير الشرعيين في أوروبا وأمريكا يسمح بدخولهم في تواطؤ بين اليمين الرافض للهجرة وبين رجال الأعمال الذين يريدون عمالة غير قانونية بلا حقوق ليسهل استغلالها.
وبلغ نفاق الغرب مداه في تجاهل دور الدوحة في دعم اللاجئين في مناطق عدة في العالم، واستنكار أن تنظم دولة تحظر المثلية لكأس العالم رغم أنه عدداً كبيراً من دول العالم تحظرها وليس قطر ولا الدول العربية والإسلامية فقط، وأن هذا الادعاء معناه المطالبة بتهميش قطاع كبير من العالم من أجل مطلب لم يحسم في الغرب أصلاً، وكثير من الأوروبيين والأمريكيين يرفضونه ولكنهم لا يستطيعون الجهر بآرائهم خوفاً من أن يطاردوا بتهمة العنصرية التي لا تذكر إطلاقاً عندما تطال الانتهاكات المسلمين تحديداً.
المفارقة أنه في الولايات المتحدة، رغم أن المحكمة العليا الأمريكية قضت بعدم دستورية قوانين مكافحة المثلية في عام 2003، لكن هذه القوانين لا تزال سارية 14 ولاية بما فيها ولايات كبيرة مثل تكساس (ثاني أكبر ولاية سكاناً) وفلوريدا، وجورجيا وميشيغان، حيث يرفض المشرّعون المحافظون في هذه الولايات إلغاء القوانين المناهضة للمثلية، وفي بعض الحالات، تواصل الشرطة اعتقال الأشخاص على أساسها، ولكن لم نشهد مطالبة في أمريكا بمقاطع البطولات الرياضية في هذه الولايات.
دويلة عنصرية برعاية الغرب الذي يميز بين العرب والأكراد في سوريا
وداخل نطاق الشرق الأوسط، يظهر مقدار العنصرية ليس فقط في تجاهل الاحتلال والممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ولكن في العنصرية الفجة في التمييز في التعامل بين العرب والأكراد في سوريا والعراق.
ففي شمال شرق سوريا؛ حيث ينظر الغرب للحزب الديمقراطي السوري ذي الجذور الشيوعية الذي انبثق من حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في أغلب دول العالم على أنه حليف، سواء بسبب حربه ضد داعش أو بسبب جذوره اليسارية المعادية للدين والقومية العربية.
ويتم الاحتفاء بتجربة الإدارة الذاتية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، رغم أن هذه الإدارة وقواتها ما هي إلا نظام عنصري تحكم فيها أقلية من الحزبيين الأكراد الأغلبية العربية التي تسكن في شمال شرق سوريا (الغنيّ بالنفط) وتمارس ضدهم تمييزاً معلناً، يمتد للأكراد غير المنتمين لهذا التيار.
والمفارقة أن الغرب الذي يتشدق بالديمقراطية، لا يتجاهل فقط هيمنة الأقلية الكردية على الأغلبية العربية في شمال شرق سوريا، ويدعم هذا الكيان بالمال والسلاح على ما يمثله من خطر على سوريا وتركيا شريكته في الناتو، بل لم نسمع مرة أنه طالب هذا الكيان بإجراء انتخابات ديمقراطية؛ لعلمه أن أي انتخابات حرة ستفضح واقع سيطرة الحزب الكردي على أغلبية عربية، وخاصة أن جزءاً كبيراً من الأكراد يرفضون علمانيته المتطرفة، وكأنه لا شيء ديمقراطي في سوريا الديمقراطي إلا اسمها.
كما يشمل هذا التمييز إعطاء أفضلية لليساريين والليبراليين العرب على غيرهم، حيث يحظون بالاحتفاء في الغرب، بينما يتم تجاهل مأساة الإسلاميين المعتدلين، وهو منهج يشمل المهاجرين العرب في الغرب؛ حيث يعاني الإسلاميون من التضييق مقابل احتفاء بالمهاجرين الذين يظهرون ميولاً ليبرالية أو يسارية.
ويظهر هذا التمييز جلياً في الاهتمام البالغ باعتقال الناشط المصري علاء عبد الفتاح، وتجاهل اعتقال الإسلاميين في مصر مثل المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، والمعروف باعتداله، وهو تمييز أشارت إليه مرة والدة علاء عبد الفتاح نفسها ذات مرة.
التمييز شمل اللاجئين رغم أنهم يعانون من محن متشابهة، فبينما يتم طرد اللاجئين السوريين والأفغان، تفتح أبواب أوروبا للاجئين الأوكرانيين البيض والشقر.
ينتقد اضطهاد الصين للإيغور ويتجاهل ما تفعله الهند بمسلميها
والتمييز ليس مقتصراً على العرب والمسلمين، ولكن كل من يراه الغرب خصماً، فيتم تذكر محنة المسلمين الإيغور؛ لأن الصين صنفت كمنافس للغرب، ولذا تستخدم القضية لمناكفتها بينما يتم تجاهل محنة مسلمي الهند، وفي مقدمتهم أهل كشمير الذين ألغى نظام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي استقلالها الذاتي، رغم أن الضغط الغربي المحتمل كان يمكن أن يؤتي أكله؛ لأن الهند في حاجة للمساندة الغربية أكثر من الصين، ولكن لم يحاول الغرب في هذه القضية؛ لأن نيودلهي حليف محتمل ضد الصين.
كما يظهر التناقض في القيم في الموقف من تايوان؛ حيث يقول الغرب إن القانون الدولي يجب أن يكون الحكم في العلاقات الدولية، بينما يدعم توجهات تايبيه الانفصالية رغم إقراره بأنها جزء من الصين عبر اعترافه بسياسة الصين الواحدة.
وتظهر عنصرية الغرب في تركيزه على مآسي الأرمن، بينما يتجاهل ما أصاب مسلمي الأتراك في أوروبا وروسيا، ومنهم الأذربيجانيون الذين طردوا من ديارهم عندما احتلت أرمينيا إقليم ناغورنوا كاربخ الأذري.
كيف سيتضرر الغرب من هذه الازدواجية؟
المشكلة أن الغرب يتمادى في هذه الازدواجية (التي بدت واضحة في الموقف الغربي من مونديال قطر)، رغم أن أضرارها ستصيبه، كما ظهر في الأزمة الأوكرانية مؤخراً.
فرغم أن الأزمة الأوكرانية من القضايا القليلة التي قد يكون فيها الغرب على حق جزئياً على الأقل، ولكن بسبب ميراث الغرب العنصري والاستعماري وتناقضاته التي لا تخفى على أحد، فإن أوكرانيا لا تحظى بتعاطف كبير في العالم الثالث، وحتى في دول أمريكا اللاتينية التي تشترك مع الغرب في الجذور البيضاء والمسيحية.
واحتاج الغرب لضغوط كبيرة على دول العالم الثالث لاستصدار قرارات إدانة لروسيا، لغزوها لأوكرانيا، ورفضت أغلب دول العالم مقاطعة موسكو، وكأن لسان حالهم أن ما فعلته روسيا على فظاعته فعلته دول غربية مراراً في مقدمتها أمريكا وفرنسا.
وقد نجح الغرب في نيل بعض الإدانة لروسيا؛ لأن موسكو على قوتها العسكرية والاقتصادية ليست فعلياً دولة عظمى باستثناء قدرتها النووية، ودورها تراجع في العالم الثالث، ومصالح الدول النامية مع الغرب خاصة الاقتصادية أكبر بكثير من مصالحه مع روسيا، ولكن موقف العالم الثالث يؤشر إلى أن قلوب أغلب دوله مع روسيا وعقولهم مع الغرب.
فلو تم تخيير هذا العالم الثالث بين الغرب وبين قوى أخرى مؤثرة وتربطه بها مصالح كبرى مثل الصين سيكون القلب والعقل مع بكين، لأن ميراث الغرب العنصري ونهجه في الهيمنة يستفز الكثيرين حول العالم.
ويظن الغرب أن هذا أمر احتمال حدوثه بعيد الأمد، ولكن هذا غير صحيح، فلقد أثبتت أزمة الطاقة التي أحدثتها حرب أوكرانيا أن الغرب ولاسيما أوروبا في حاجة ماسة للعالم الثالث، وخاصة العالمين الإسلامي والعربي، فها هي أوروبا المتعطشة للغاز والنفط تهرع لقطر الدولة التي ينتقدون محافظتها على هويتها، وللسعودية ولمصر وليبيا والجزائر التي ما زال الفرنسيون يحتفلون بجرائمهم بحقها، وذلك بحثاً عن الطاقة قبل قدوم برد أوروبا القارس.
وها هي تركيا التي طالما حاول بعض قادة أوروبا مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تنصيبها خضماً هي التي دعمت كييف بالأسلحة قبل وصول الدعم الغربي، وهي التي أنقذت العالم من مجاعة عبر وساطتها في اتفاق نقل حبوب البحر الأسود، وهي التي تحاول توفير الغاز لأوروبا من آسيا الوسطى والقوقاز بديلاً لصنبور الغاز الروسي المغلق، وهي تمثل أملاً لأوروبا في توفير بديل لسلاسل التوريد الصينية غير المضمونة.
وحتى الولايات المتحدة، رغم ثرائها بالموارد الطبيعية والتكنولوجيا، ولكنها تعتمد في رخائها على المنتجات الرخيصة الواردة من العالم الثالث والأسواق الناشئة، كما تحتاج لأن تستبدل الصين كمصدر لهذه المنتجات بدول نامية بعضها مسلم، مثل الهند وإندونيسيا وفيتنام وماليزيا أو دولة مثل تركيا طالما تجاهلت احتياجاتها الأمنية رغم عضويتها في الناتو.
وبالعودة إلى الموقف الغربي من مونديال قطر، فنجد أنه بينما تصرخ بعض وسائل الإعلام الغربية ضد المونديال، فإنه يقابل باحتفاء كبير في العالمين العربي والإسلامي ومجمل العالم خارج أوروبا وأمريكا الشمالية، حتى إن الشعوب العربية التي كانت بين دولها وبين الدوحة خلافات سياسية جاءت في مقدمة المحتفين بالمونديال، وتتعامل معه باعتباره مونديالاً عربياً وليس قطرياً فقط.
بل وتحول افتتاح المونديال لـ"جلسة عرب" تلاقى فيها زعماء عرب ومسلمون لم يلتقوا من قبل بسبب الخلافات، وكأن المونديال بحفل افتتاحه والحاضرين فيه بات سوق عكاظ عربياً وإسلامياً بنكهة عالمية تُعلى فيه القيم العربية والإسلامية وتوضع فيه أسس حل الخلافات.
والأهم أن المونديال تحول للحظة يسلط فيها الضوء على محنة ملايين اللاجئين العرب من فلسطين وسوريا وغيرهما التي طالما تجاهلها الغرب، كما بات لحظة تجدد فيه التفات شعوب آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا حول العرب كأمة عريقة تحملت وطأة الظلم الغربي مراراً، مثلما حدث في الستينيات، حينما اجتذبت حركة الاستقلال العربية تأييد شعوب العالم الثالث، وسط حنق المستعمرين السابقين.