حصل الجمهوريون على الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي، مساء الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعد تأمينهم 218 مقعداً، ما يضمن رغم الأغلبية الضئيلة قاعدة تشريعية تمكنهم خلال العامين المقبلين من معارضة برنامج عمل الرئيس جو بايدن، الذي هنأ بدوره خصومه الجمهوريين بالفوز، قائلاً إنه سيعمل معهم لتحقيق أهداف الأمريكيين.
لماذا لم ينجح الجمهوريون بالشكل الذي كانوا يتوقعونه؟
حقق الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس النواب الأمريكي، ليضمن- وإن كان بأغلبية ضئيلة– قاعدة تشريعية تمكنه من معارضة برنامج عمل الرئيس جو بايدن خلال العامين المقبلين.
وستكون الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب بالكونغرس أقل بكثير مما كان الحزب يأمله، في أعقاب أداء مخيب خلال الانتخابات النصفية، ما أفقدهم السيطرة على مجلس الشيوخ.
وتوقعت شبكتا "إن بي سي" و"سي إن إن" فوز الجمهوريين بما لا يقل عن 218 مقعداً في مجلس النواب، المكون من 435 عضواً، وهو الرقم المطلوب لتحقيق الأغلبية.
عقب هذا الإعلان هنّأ بايدن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن مكارثي، بفوز حزبه، معرباً عن استعداده "للعمل مع الجمهوريين في المجلس لتحقيق نتائج للعائلات الأمريكية العاملة".
وقال بايدن إن انتخابات الأسبوع الماضي مثلت "رفضاً قوياً لمنكري نتائج الانتخابات والعنف السياسي والتخويف"، وأظهرت "قوة ومرونة الديمقراطية الأمريكية". وبعد إعلان نتائج التوقعات، قال مكارثي في تغريدة إن "الأمريكيين مستعدون لاتجاه جديد، والجمهوريون في مجلس النواب مستعدون لتحقيق ذلك".
الشيوخ بيد الديمقراطيين والنواب بيد الجمهوريين
تأتي هذه الأنباء بعد يوم من إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية، رغم خسارة العديد من المرشحين الجمهوريين الذين كان يدعمهم.
ومع ارتفاع التضخم وانهيار شعبية الرئيس الأمريكي بايدن، كان الجمهوريون يأملون في رؤية "موجة حمراء" تجتاح البلاد، والسيطرة على المجلسين لإجهاض خطط بايدن التشريعية، لكن الرياح جرت بعكس ما يشتهون.
وبدلاً من ذلك اندفع الديمقراطيون إلى صناديق الاقتراع، تحفزهم قضايا رئيسية بالنسبة إليهم، مثل قرار المحكمة العليا بإلغاء القوانين التي تجيز الإجهاض، والخشية من المرشحين المتطرفين المدعومين من ترامب والرافضين لنتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وأدى رفض الناخبين الجمهوريين المعتدلين لبعض المرشحين باعتبارهم متطرفين إلى إضعاف نتائج الحزب الجمهوري أيضاً.
وتمكَّن حزب بايدن من انتزاع مقعد رئيسي من الجمهوريين في مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا، بالإضافة إلى الاحتفاظ بمقعدين آخرين في ولايتي أريزونا ونيفادا، ما منحه أغلبية منيعة من 50 مقعداً بدون صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وقد تشهد جولة الإعادة على مقعد مجلس الشيوخ في جورجيا، المقرر إجراؤها الشهر المقبل، تعزيز الديمقراطيين لأغلبيتهم.
صلاحيات مجلسي الشيوخ والنواب
يتكون الكونغرس الأمريكي من مجلسي الشيوخ والنواب، ويعتبر مجلس الشيوخ هو الغرفة الأدنى، ويقع مقره في الجناح الشمالي لمبنى الكابيتول بواشنطن.
ويتكون المجلس من 100 عضو، بمعدل عضوين لكل ولاية، ويخدمان لفترة متداخلة مدتها 6 سنوات، وبين عامي 1798- 1913 كان أعضاء مجلس الشيوخ يتم تعيينهم من قبل الهيئات التشريعية، حتى أَقر تعديل دستوري انتخابهم عن طريق التصويت المباشر.
وصلاحيات مجلس الشيوخ محددة في المادة الأولى من الدستور الأمريكي، وتشمل تقديم المشورة والموافقة على المعاهدات، وعلى تعيين أمناء مجلس الوزراء وقضاة المحكمة العليا والقضاة الفيدراليين، وضُبَّاط العلَم والمسؤولين التنظيميين والسفراء وغيرهم من المسؤولين التنفيذيين، ومحاكمة مَن عزلهم مجلس النواب.
ويُشرف مجلس الشيوخ المكون من 100 مقعد على إقرار تعيين القضاة الفيدراليين والوزراء، وسيكون وجوده إلى جانب بايدن بمثابة عطية لا تقدر بثمن.
أما مجلس النواب، الغرفة الثانية في الكونغرس الأمريكي، فيوصف بأنه "مجلس الشعب"، ويتكون من 435 عضواً- يجري انتخابهم كل سنتين- يمثلون المناطق الانتخابية في جميع الولايات، بمعدل ممثل واحد عن كل ولاية.
حملة انتخابات شاقة لمكارثي
وبعد فوز كيفن مكارثي، الثلاثاء، في اقتراع سري لنواب حزبه بزعامة الأغلبية الجمهورية، بات في موقع رئيسي لانتخابه رئيساً لمجلس النواب مكان الديمقراطية نانسي بيلوسي.
وأبعد فوز مكارثي، البالغ 57 عاماً، بزعامة الجمهوريين، التحدي الذي يمثله منافسه أندي بيغز، عضو مجمع الحرية اليميني المتطرف، ولكن إلى حين.
وسبق أن أوضح الجناح المحافظ في الحزب بأنه سيضع شروطاً قبل دعم مكارثي، كما أن أي انشقاقات محتملة لليمين المتطرف قد تضع العراقيل أمام انتخابه.
الآن تبدأ الحملة الانتخابية الشاقة لمكارثي، بانتظار أن يجتمع في 3 يناير/كانون الثاني، النواب المنتخبون حديثاً من الديمقراطيين والجمهوريين، والبالغ عددهم 435 عضواً لانتخاب رئيس لهم، وهو ثالث أهم منصب سياسي في الولايات المتحدة بعد الرئيس ونائب الرئيس.