أصبح نظام NASAMS الأمريكي النرويجي الذي يستخدم للدفاع عن البيت الأبيض متاحاً للأوكرانيين، الذين يأملون أن يساهم في وقف الهجمات الجوية والصاروخية الروسية، ولكن النظام ليس فعالاً تماماً أمام كل التهديدات الجوية الروسية المحتملة.
وبعد ثمانية أشهر متواصلة من القتال، بدأت أوكرانيا تنفد منها الصواريخ التي تستخدمها أنظمة الدفاع الجوي التي تعود أغلبها إلى الحقبة السوفييتية لإسقاط الطائرات المسيَّرة والطائرات الحربية الروسية، فيما كثفت روسيا غاراتها خاصة تلك التي تستخدم فيها الطائرات المسيرة الإيرانية الرخيصة الثمن.
لكن أمس الأول الإثنين، تلقت كييف أول شحنة من سلاح متقدم يساعد تصميمه في حل مشكلة الإمداد وهو نظام ناسماس، حسبما ورد في تقرير لصحيفة New York Times الأمريكية.
ما هو نظام NASAMS الأمريكي النرويجي؟
السلاح عبارة عن نظام دفاع جوي يُعرف باسم نظام صواريخ سام النرويجية المتقدمة (NASAMS)، الذي أُنتَج بشكل مشترك من قِبل الولايات المتحدة والنرويج.
ويشتمل السلاح على رادار وأجهزة استشعار وقاذفات يمكن تحميلها بستة صواريخ لكل منها ومركز قيادة متحرك؛ حيث يمكن للجنود مراقبة التهديدات الجوية. ويمكن سحب كل مكون أو وضعه على ظهر الشاحنة وتحريكه بسرعة.
وقال الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، للصحفيين يوم الثلاثاء: "إنه يوفر قدرة دفاع جوي كبيرة". وأضاف أن نظام صواريخ سام النرويجية المتقدمة يمكنه الدفاع ضد "أي نوع من التهديد الجوي المتقدم الذي قد تحاول روسيا استخدامه ضد أهداف أو مدنيين أوكرانيين".
أمريكا تستخدمه للدفاع عن عاصمتها
ووفقاً لشركة الدفاع النرويجية Kongsberg، التي تنتج نظام NASAMS بالتعاون مع شركة الدفاع الأمريكية Raytheon Technologies، أُنتِجَ نظام الصواريخ لأول مرة من قِبل القوات المسلحة النرويجية في عام 1998. وقد تبناه البنتاغون لاحقاً في العام 2005 للدفاع عن منطقة واشنطن العاصمة.
وقرر المخططون العسكريون الأمريكيون أنه سيكون مفيداً بشكل خاص لأوكرانيا؛ نظراً لأن منصة الإطلاق الأرضية يمكنها إطلاق صواريخ غير مكلفة نسبياً صُمِّمَت لاستهداف الطائرات المقاتلة في الجو.
ورفض الجنرال رايدر الإفصاح عن الدول التي تمد الصواريخ لمنصات الإطلاق الأوكرانية الجديدة.
وقد أكمل العشرات من القوات الأوكرانية مؤخراً تدريبات في النرويج حول كيفية تشغيل النظام وصيانته. وأول وحدتين من نظام صواريخ سام النرويجية المتقدمة سُلِّمتا إلى كييف أصبحتا قيد الاستخدام الآن، لكن عدد قاذفات كل منهما غير واضح.
إنه نظام متوسط المدى غير باهظ التكلفة، ولكن هل يستطيع إسقاط صواريخ إيران؟
يقع هذا السلاح عموماً في نطاق ما تسميه الجيوش نظام دفاع جوي متوسط المدى، قادر على ضرب أهداف على مسافات أكبر من أسلحة مثل صاروخ ستينغر الأمريكي الذي يطلق على الكتف، والذي قدمه البنتاغون لأوكرانيا، ولكن بمدى أقل من الصواريخ الأكبر والأكثر تكلفة مثل نظام صواريخ باتريوت الأمريكي الشهير.
لذا في حين أن هذا النظام يمكنه إسقاط الطائرات المسيَّرة والمروحيات والطائرات النفاثة وصواريخ كروز، فإنه لا يُعتبر فعالاً ضد الصواريخ الباليستية من النوع الذي تحاول روسيا شراءه من إيران، حسبما تفيد تقارير غربية.
وقال إيان ويليامز، نائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن: "إنه نظام متقدم، أكثر حداثة مما تمتلكه أوكرانيا الآن".
وأضاف: "سيسمح لهم بالدفاع عن مواقع أكبر، وأماكن مثل البنية التحتية الحيوية، ويمكن أن تنتشر البطاريات (منصات الإطلاق نفسها) على مساحة كبيرة جداً".
ميزته أن صواريخه متوفرة لدى حلفاء كييف
وقال ويليامز إن القاذفة الواحدة من نظام NASAMS قادرة على إطلاق أربعة صواريخ مختلفة أمريكية الصنع، بما في ذلك صاروخ إيه آي إم-9 سايدويندر، الذي يتحرك وراء الحرارة، وصاروخ إيه آي إم-120 المتقدم متوسط المدى جواً، والذي يحتوي على رادار يمكنه التقاط التهديدات المحمولة جواً على بعد حوالي 30 ميلاً. بالإضافة إلى ذلك، يمكنه تحديد الأهداف التي تقترب من أي اتجاه، وفقاً لويليامز.
وتُعَد هذه الصواريخ من بين أكثر الصواريخ التي تشتريها القوات الجوية للولايات المتحدة ودول الناتو وشركاء آخرين، حيث تُتداوَل عشرات الآلاف من كل منها، مما يعني أنها متوفرة بكثرة لدى حلفاء كييف.
ونظام صواريخ سام النرويجية المتقدمة هو من بين تلك الأنظمة التي تتطلع إليها مبادرة "درع السماء الأوروبي"، وهي مجموعة من 15 دولة بقيادة ألمانيا ستشتري مجموعة متنوعة من الصواريخ للحماية من أي توغل عسكري من قبل موسكو.
وقاذفات الصواريخ التي وصلت إلى أوكرانيا هي جزء من حزمة مساعدات بقيمة 770 مليون دولار أعلن عنها البنتاغون في الأول من يوليو/تموز. وقد أعلن البنتاغون في أغسطس/آب أنه سيقدم أموالاً لأوكرانيا لشراء ستة صواريخ إضافية لإطلاقها.
وقال ويليامز إن قيمة امتلاك نظام الصواريخ هذا تتجاوز القدرة على إسقاط الطائرات الحربية والطائرات المسيَّرة الروسية، من حيث إنه يوفر للمدنيين الأوكرانيين شعوراً بالأمان والأمن، حسب تعبيره.
وقال ويليامز: "بينما يخوض الأوكرانيون حرباً ويحاولون إخراج الروس من بلادهم، فإنهم يحاولون أيضاً إعادة اللاجئين الأوكرانيين لبلادهم. هؤلاء هم الأشخاص الذين سيكون لهم دور حيوي في المضي قدماً في الاقتصاد الأوكراني".