يستعد بنيامين نتنياهو للعودة إلى منصبه السابق رئيساً لوزراء إسرائيل، بمساعدة رموز اليمين المتطرف من زعماء الصهيونية الدينية وأقطاب اليمين المتطرف، فمن هم "زمرة" إيتمار بن غفير في الكنيست؟
كانت الانتخابات العامة الخامسة خلال 4 سنوات، والتي أجريت في إسرائيل الثلاثاء، الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قد تمخضت عن صعود لافت لتيار اليمين المتطرف والأحزاب الصهيونية المتشددة، والتي يعتبر إيتمار بن غفير أحد أقطابها.
والآن يجري نتنياهو، الذي يحاكم بتهم الفساد والرشوة وخيانة الأمانة، مشاورات تشكيل حكومة، وصفتها وسائل الإعلام العبرية نفسها بأنها "أكثر حكومات إسرائيل تطرفاً على الإطلاق".
تحالف يهدف إلى "إنقاذ" نتنياهو
نشر موقع Middle East Eye البريطاني تقريراً عنوانه "تعرف إلى أعضاء الكنيست الجدد من حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف"، ألقى الضوء على أبرز زعماء المستوطنين المتطرفين الذين نجحوا في تلك الانتخابات الأخيرة، ومواقفهم المعلنة من السعي لهدم المسجد الأقصى وتهويد القدس وتهجير الفلسطينيين، الذين يعيشون تحت الاحتلال.
ويمكن القول إن أبرز ما شهدته الانتخابات هو صعود المعسكر اليميني المتطرف وحزب الصهيونية الدينية في إسرائيل، والذي سيساعد في تأمين عودة بنيامين نتنياهو لمنصب رئيس الوزراء.
نتنياهو يواجه ثلاث قضايا تحمل الأولى الرقم 4000: في هذه القضية يواجه الرجل الذي جلس على مقعد رئيس الوزراء في إسرائيل أطول من أي شخص آخر الاتهام بأنه قدم مجاملات عبر قنوات تنظيمية في حدود 1.8 مليار شيكل (حوالي 500 مليون دولار) لشركة بيزك الإسرائيلية للاتصالات.
ويواجه نتنياهو في هذه القضية تهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، بينما يواجه إلوفيتش وزوجته إيريس تهمتي الرشوة وعرقلة العدالة. وينفي المتهمون الثلاثة التهم الموجهة إليهم.
والقضية الثانية تحمل الرقم 1000، ويواجه فيها نتنياهو تهمتي الاحتيال وخيانة الأمانة، على أساس أنه حصل هو وزوجته سارة دون وجه حق على هدايا قيمتها نحو 700 ألف شيكل، من المنتج السينمائي أرنون ميلشان، الإسرائيلي الجنسية، والذي يعمل في هوليوود، ومن رجل الأعمال الأسترالي الملياردير جيمس باكر.
والقضية الثالثة تحمل الرقم 2000، وفيها نتنياهو متهم بالتفاوض على صفقة مع أرنون موزيس، صاحب جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، من أجل تحسين تغطيته إخبارياً. وتقول عريضة الاتهام إن نتنياهو طرح في المقابل تشريعاً لإبطاء انتشار صحيفة منافسة. ووُجهت لنتنياهو تهمة الاحتيال وخيانة الأمانة ولموزيس تهمة الرشوة، ونفى موزيس التهمة.
وتتضمن الأدلة في القضايا الثلاث تسجيلات سرية وشهادات موثقة لمساعدين سابقين لنتنياهو انقلبوا عليه، وشهادات لآخرين قدموا تفاصيل بشأن تلك الاتهامات.
وهكذا جرى تشكيل تحالف يميني متطرف يتألف من عدة قوائم أصغر تتضمن أحزاب عوتسما يهوديت (القوة اليهودية)، ونعوم الذي يحارب من أجل "القيم الأسرية" المحافظة، والصهيونية الدينية، والبيت اليهودي.
وأظهرت نتائج الأصوات التي جرى فرزها أن هذا التحالف فاز بـ14 مقعداً في الكنيست، أي أكثر من أي حزب ديني-قومي آخر في تاريخ دولة الاحتلال.
ومن المرجح أن يشغل ساسة حزب الصهيونية الدينية بعض المناصب الوزارية الرئيسية في الحكومة المقبلة بقيادة نتنياهو. وإليكم أبرز 10 مرشحين بناءً على تصويت يوم الثلاثاء:
بتسلئيل سموتريش
يبلغ عمر هذا المحامي والمستوطن 42 عاماً، وهو زعيم حزب الصهيونية الدينية. وتحدث سموتريش من قبل عن رغبته في "إجهاض" أي آمال لدى الفلسطينيين بتحقيق المساواة على "أرض بني إسرائيل"، من خلال رحيلهم أو عيشهم كخدم لليهود أو قتلهم.
واتُّهِمَ سموتريش بتضارب المصالح عام 2017، عندما ضغط للمصادقة بأثرٍ رجعي على بناء المستوطنات غير القانونية بعد أن تبيّن أن منزله بُنِيَ بشكلٍ غير قانوني في مستوطنة كدوميم، التي تقع على أراضي قرية كفر قدوم قرب نابلس.
وشارك سموتريش في تأسيس منظمة ريجافيم اليمينية المتطرفة، التي أدارها في سنواتها الأولى. ونسّقت هذه المنظمة انتشار العصابات الأهلية المسلحة التي اجتاحت مدينة اللد بالحافلات، وذلك خلال الهجمات التي استهدفت فلسطينيي المدينة المحتلة، في مايو/أيار عام 2021.
إيتمار بن غفير
يبلغ السياسي اليميني المتطرف 46 عاماً اليوم، وبدأ نشاطه السياسي وهو في عمر الـ14. إذ كان عضواً في حزب كاخ الفاشي، الذي جرى تصنيفه منظمةً إرهابية وحظره داخل دولة الاحتلال عام 1994. وامتنع جيش الاحتلال عن تجنيد بن غفير بسبب عضويته السابقة في المنظمة.
وكرّس بن غفير مسيرته القانونية للدفاع عن نشطاء العنف اليمينيين. وقال بنفسه إن الاتهامات وُجِّهَت إليه في 53 قضية، ولم تجر إدانته سوى في ثمانٍ منها فقط.
وكان بن غفير يُعلّق في غرفة معيشته صورةً لباروخ غولدشتاين، الذي قتل 29 فلسطينياً في الخليل عام 1994، لكنه أُجبِرَ على إزالتها لاحقاً.
وبعد أن أصبح عضواً في الكنيست عام 2021، افتتح بن غفير مكتبه البرلماني في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، في خطوة استفزازٍ واضحة أثناء شهر رمضان المبارك.
كما سبق له اجتياح باحات المسجد الأقصى المقدس في أكثر من مناسبة، وجرى تصويره من قبل وهو يهدد الفلسطينيين بمسدسه.
عوفر سوفر
انضم رائد مشاة جيش الاحتلال السابق (48 عاماً) لعضوية ثلاثة أحزاب سياسية مختلفة، هي الليكود، والبيت اليهودي، والصهيونية الدينية. وتتمحور أجندته السياسية الرئيسية في الكنيست حول زيادة ميزانية الأمن و"تهويد" دولة الاحتلال.
أوريت ستروك
تُعتبر أوريت ستروك (62 عاماً) أبرز امرأةٍ في حزب الصهيونية الدينية، وهي مستوطنةٌ تعيش في قلب مدينة الخليل المحتلة، وتصف نفسها بأنها ناشطة حقوق إنسان. وأسّست منظمة حقوق الإنسان في يهودا والسامرة عام 2002، والتي تناصر الحق في الدفاع عن المستوطنين اليهود داخل الضفة الغربية المحتلة (وقطاع غزة سابقاً).
بينما دعت أوريت داخل الكنيست إلى تسريع بناء المستوطنات غير القانونية، وضم الأراضي المحتلة بتطبيق القوانين الإسرائيلية على المناطق الواقعة تحت "الاحتلال الحربي"، وسنّ تشريع يُجرّم مقاطعة البضائع الإسرائيلية.
وفازت أوريت بالمركز الثاني في الانتخابات التمهيدية للصهيونية الدينية، لكنها تراجعت إلى المرتبة الرابعة حتى تُفسح المجال أمام بن غفير وسوفر.
إسحاق واسرلوف
من المنتظر أن يُصبح واسرلوف أصغر عضو في الكنيست الجديد وهو في الـ30 من عمره فقط. ويرأس حالياً حزب القوة اليهودية. واشتهر بنشاطه ضد الفلسطينيين، كما يدعو إلى ترحيل طالبي اللجوء الأفارقة من غير اليهود.
سيمحا روتمان
يمثل المحامي البالغ من العمر 42 عاماً تحالف الاتحاد الوطني داخل حزب الصهيونية الدينية. وكان يعيش داخل مستوطنة غوش عتصيون غير القانونية في السابق، لكنه يُقيم في مدينة اللد حالياً. وسبق له أن انتقد المحكمة العليا الإسرائيلية وشن حملةً لإضعاف القضاء. ويُعتبر عضواً في حركة أمناء جبل الهيكل، التي تدعو إلى تدمير المسجد الأقصى.
وقال روتمان يوم الأربعاء، الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، إنه يأمل أن تُغيِّر الحكومة التي سيقودها نتنياهو "الوضع الراهن" للمسجد الأقصى. حيث يُحظر على غير المسلمين الصلاة هناك في الوقت الحالي.
وأضاف روتمان: "كان من الطبيعي تماماً أن نذهب إلى المسجد الأقصى للصلاة، لكنهم بدأوا في اضطهاد المصلين فجأة".
ألموج كوهين
ينتمي عضو الكنيست البالغ من العمر 35 عاماً إلى حزب القوة اليهودية. وخدم كوهين في شرطة الاحتلال لمدة 11 عاماً كعضوٍ في فرقة التدخل السريع، بعد أن أنهى خدمته العسكرية في جيش الاحتلال.
ونشر كوهين مؤخراً صورةً لنفسه قبل تسع سنوات وهو يجثو بركبتيه فوق ثلاثة فلسطينيين من مدينة رهط، وهم طالب الطوري ونجلاه رؤوف ونضال، بينما كانوا مقيدين أرضاً.
وكتب كوهين التعليق التالي على الصورة: "يتذكر هؤلاء الأشخاص ما كنت أفعله وأنا في الجيش"، مع رمزٍ تعبيري يغمز. وتشير الصورة إلى أن الرجال الثلاثة نجحوا في التعرف على كوهين، باعتباره واحداً من رجال الشرطة الذين اعتدوا عليهم.
إذ شهد الثلاثة بأن رجال الشرطة قيدوهم، وضربوهم في منطقة المغبن، وتبوّلوا على وجوههم، وهددوههم "بإطلاق الرصاص على رؤوسهم". ولم تُتخذ أي إجراءات تأديبية بحق أي من ضباط الشرطة مطلقاً.
وفي مايو/أيار، أسسّ كوهين جماعة أهلية مسلحة لتمشيط جنوب إسرائيل من أجل "مكافحة الجريمة بين البدو". وحذف كوهين حساباته على الشبكات الاجتماعية في أغسطس/آب. حيث سبق له أن وصف وحدة التحقيقات الداخلية في الشرطة بأنهم "كلاب هجومية من حقبة ما بعد النازية". كما أعلن عن دعمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هجومه على أوكرانيا، ودعا إلى عمليةٍ ضد البدو في النقب.
ميشال فالديغر
ميشال (53 عاماً) هي محامية وعضوة سابقة في مجلس مستوطنة غان شموئل، الواقعة بين تل أبيب وحيفا. وتهتم ميشال في المقام الأول بالعمل على الصحة العقلية، وإدمان المخدرات، والترويج للقيم المحافظة.
عميشاي إلياهو
حاخام يبلغ من العمر 43 عاماً، وهو عضو في حزب القوة اليهودية. وتركز سياساته على بناء منظمات يهودية قوية، ومعارضة تمازج الأجناس، وتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
زفيكا فوغل
شارك فوغل (65 عاماً)، العميد المتقاعد من سلاح المدفعية، في غزو الاحتلال للبنان عامي 1982 و1996. كما شارك في قمع الانتفاضتين الأولى والثانية، وقصف الاحتلال لقطاع غزة أعوام 2008، و2009، و2012. وينتمي فوغل إلى حزب القوة اليهودية، ويُركز نشاطه السياسي على ضم وادي الأردن المحتل.