15 ألف كاميرا وشراكة مع عدة دول.. كيف تستعد قطر لتأمين كأس العالم 2022؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2022/10/24 الساعة 11:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/07 الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش
كن أنت المستضيف.. مبادرة فريدة في كأس العالم؟/ shutterstock

لا صوت يعلو في قطر، أو حتى في دول الجوار، عن صوت تنظيم مونديال 2022 الذي تستضيفه الدوحة لقرابة الشهر، والذي بدأت التجهيزات له منذ الإعلان رسمياً استضافة قطر للبطولة عام 2010.

لكن العديد من التحديات أمام هذا البلد الصغير في تنظيم بطولة كأس العالم 2022 التي يشاهدها قرابة 4 مليارات شخص عبر العالم، أهم هذه التحديات هي حفظ الأمن والتعامل مع الجماهير التي تأتي من كل بلدان العالم تقريباً، والتي تُحدِث بعضاً من الشغب كما يحدث في مثل هذه المناسبات عالمياً.

اهتمام على أعلى مستوى 

وحين أعلنت السلطات القطرية عن الزي الرسمي لموظفي الأمن في كأس العالم مطلع هذا الشهر، أشار مراقبون إلى أن الفعالية شابهت فعاليات الإعلان عن أطقم الزي الرسمي لأندية كرة القدم.

طاف خالد بن خليفة بن عبد العزيز، رئيس وزراء قطر، على تماثيل العرض المصطفة، وتفقَّد الملابس الأنيقة لضباط الأمن وشرطة مكافحة الشغب وقوات كشف المتفجرات، خلال الفعالية الكبيرة التي أُقيمت بالدوحة في 2 أكتوبر/تشرين الأول.

"المشاريع والإرث" تنفي منشور "قطر ترحب بكم" – gettyimages

جاءت أبهة الفعالية وفخامتها لائقة بدولةٍ وقّعت عدة اتفاقات مع حكومات وشركات أمن خاصة ومنظمات حكومية دولية لعقدِ تدريبات وتجارب محاكاة شارك فيها آلاف الموظفين، واستضافت مؤتمراً أمنياً دولياً كبيراً، للعمل على أن يكون كأس العالم في قطر "أكثر الفعاليات الرياضية في العالم أمناً وسلامة"، بحسب ما قاله الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، قائد عمليات أمن البطولة.

شملت تدابير حفظ الأمن تركيب 15 ألف كاميرا أمنية مزوَّدة بتقنية التعرف على الوجه، واستدعاء مئات المدنيين للخدمة العسكرية الإلزامية من أجل إدارة الحشود عند مواقع التفتيش في الملاعب، واستثمار 1.1 مليار دولار للحيلولة دون أي انتهاك للأمن السيبراني خلال فعاليات كأس العالم.

لم تكد تمر 3 أسابيع على الحادثة التي شهدت مصرع 133 شخصاً في ملعب كرة قدم، بعد أن استخدمت الشرطة الإندونيسية الغازَ المسيل للدموع لتفريق حشود الجماهير المتدافعة في ملعب كانجوروهان بمدينة مالانغ، ما أثار فزع المراقبين في جميع أنحاء العالم.

تأمل قطر أن ينجح تعاونها القائم مع دول العالم لتأمين البطولة في الحيلولة دون وقوع أية حوادث مماثلة. وقال متحدث باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، لموقع Middle East Eye البريطاني، إن "قطر تستند إلى كونها دولة من الدولة ذات أدنى معدلات للجريمة في العالم"، واستشهد بتصنيف معدل الجريمة في الدول "نامبيو" Numbeo، الذي صنَّف قطر في يناير/كانون الثاني أكثر الدول أماناً في العالم.

لكن السؤال: هل سيكون معدل الجريمة المنخفض والتعاون الدولي كافيين للوفاء بمتطلبات تنظيم البطولة؟

شراكة مع فرنسا لكأس العالم 2022

فبعد أن فازت قطر بشرف استضافة كأس العالم في عام 2010، وقَّعت مذكرات تفاهم وتعاون مع تركيا وفرنسا والولايات المتحدة والمغرب وباكستان وبريطانيا ودول أخرى، لتوفير المعدات الأمنية والأفراد وتبادل الخبرات؛ وأعلنت قطر عن اتفاقات شراكة مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، و"المركز الدولي للأمن الرياضي" (ICSS)، ووكالة تطبيق القانون الأوروبية (اليوروبول).

وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث، إن "المركز الدولي للتعاون الشرطي (IPCC) سيُساهم في حفظ السلامة والأمن بالبطولة، مستنداً إلى التعاون بين أجهزة الشرطة الدولية"، وأشار إلى أن مساعي حفظ الأمن تتضمن التنسيق وتبادل المعلومات بين المنظمات العالمية وممثلي أجهزة الشرطة الدولية و"الدول الصديقة".

غير أن الشراكة مع فرنسا، إحدى تلك "الدول الصديقة"، أثارت جدلاً في الأيام الماضية. فقد أكدت وزارة الداخلية الفرنسية في 5 أكتوبر/تشرين الأول أنها سترسل أكثر من 200 فرد من رجال الدرك والشرطة إلى قطر للمشاركة في تأمين كأس العالم.

شبكة لتهريب الأسلحة بفرنسا
عناصر من الشرطة الفرنسية/ رويترز

ربما تستغل فرنسا هذه الفرصة لاختبار قدراتها قبل استضافتها كأس العالم للرجبي عام 2023، والألعاب الأولمبية عام 2024، إلا أن بعض الناس انتقدوا اختيار قطر لفرنسا شريكة لها في هذا السياق.

مع ذلك، قال الكاتب الفرنسي كيفن فيسيير، المتخصص في الجغرافيا السياسية وشؤون كرة القدم، لموقع MEE: "فرنسا شريك اقتصادي ودبلوماسي مهم لقطر، لا سيما في ظل حضور الاستثمار القطري البارز في الرياضة الفرنسية، وهو ما يوضحه استحواذ قطر على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في عام 2011".

وأشار فيسيير إلى أنه، على الرغم من أخطاء فرنسا قريبة العهد في تنظيم الفعاليات، فإن الدوحة ربما ترى بعض الانتفاع من الخبرة الفرنسية في إدارة الحشود.

إدارة الحشود

اعتنى المسؤولون المشرفون على إدارة كأس العالم في قطر بمراقبة الفعاليات الشبيهة في باريس ولندن وغيرهما من الأماكن. وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "شرعت قطر منذ الإعلان عن فوزها باستضافة كأس العالم في عام 2010… في برنامج يتضمن متابعة وثيقة لعدة فعاليات كبرى في جميع أنحاء العالم، لضمان أكبر قدر ممكن من الوفاء بمتطلبات الاستعداد الأمني".

لكن خبراء يقولون إن كثيراً من المصاعب، التي شوهدت في بعض الفعاليات الكبرى، من المستبعد أن تكون مشكلات يصعب حلها في قطر.

في هذا السياق، قال جيف بيرسون، أستاذ القانون بجامعة مانشستر البريطانية، والباحث في شؤون العلاقة بين الشرطة وجماهير كرة القدم، لموقع MEE: "جرت العادة في بطولات كرة القدم أن الغالبية العظمى من الجماهير التي تذهب لمشاهدة المباريات لا يكون لديهم تذاكر. فكثير من الناس قد يبتاع تذكرة لمباراة واحدة فقط، ثم يتسكع طوال أسابيع البطولة الأربعة لتجربة أجواء الاحتفال، إلا أنني أرى أن ذلك لن يحدث في قطر".

أوضح بيرسون رأيه بالقول إن مشجعي المنتخبات الوطنية المشاغبين، ممن يمكن أن يسببوا مشكلات للسلطات، لديهم فرصة ظهور أقل في هذه البطولة، "فكثير من الفرق التي عادة ما يكون لديها جماهير غفيرة من المتابعين… تلاقي صعوبة في بيع [التذاكر المخصصة لها]. لذلك من المستبعد أن نشهد دواعي المشكلات التي ربما رأيناها في بطولات أخرى".

"بروفة" كأس العالم 2022

سبق أن استضافت قطر بطولات كبرى، منها أول نسخة لكأس العرب لكرة القدم العام الماضي، وكأس العالم للأندية في عام 2019 وعام 2020، وإن كانت تلك الفعاليات أقصر أمداً وأقل حضوراً من بطولة كأس العالم.

بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022/gettyimages

قال بيرسون: "ربما لم تُختبر بعض الأنظمة وبرامج إدارة الحشود بعد، ولم تتعرض للضغط من وافدين متأخرين، والملاعب الجديدة لم تتكيف بعد مع إجهاد الحضور الكبير، وأنا لا أقصد حشد المخاطر، لأنني أرى أن الضغوط ستكون منخفضة في العموم، إلا أن الأمر ينطوي دائماً على بعض المخاطر. والنجاح في مواجهتها يتوقف في نهاية الأمر على (جودة التدريب وكفاءة الأفراد)".

قال المتحدث باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث، لموقع MEE، إنهم واثقون بقدراتهم في جانب التدريب وكفاءة الأفراد، في تنظيم كأس العالم هذا وما يعقبه من بطولات: "لدينا برنامج تدريب أمني مكثف، وفضلاً عن قدرته على إقامة بطولة آمنة وناجحة، فإنه سيكون سبيلاً لتقديم أفضل الممارسات المعبرة عن البلاد".

تحميل المزيد