دون أن تطلق رصاصة واحدة، تشارك الولايات المتحدة الأمريكية بقوة في الحرب الأوكرانية عبر الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الاستطلاع والتجسس والاستخبارات، الذي يجعل أمريكا تحطم الجيش الروسي خصمها التاريخي تدريجياً دون أن تفقد قطرة دماء.
فبينما يحظى سيل الأسلحة التي يقدمها الغرب لأوكرانيا في حربها مع روسيا بالشهرة الأكبر، لكن الدعم الغربي وخاصة الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الاستطلاع والتجسس والاستخبارات والتشويش، لا يلقى الاهتمام الكافي رغم أنه له دور هائل على الأرجح في صمود أوكرانيا ضد روسيا ونجاحاتها الأخيرة.
هكذا لعبت أمريكا دوراً كبيراً في إغراق الطراد الروسي موسكوفا
كان الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الاستطلاع والتجسس أوضح ما يكون في عملية إغراق فخر البحرية الروسية طراد الصواريخ "موسكوفا" في البحر الأسود في أبريل/نيسان 2022.
إذ يعتقد أن البحرية الأمريكية استخدمت طائرة مراقبة بحرية متطورة من طراز بوينغ P8 Poseidon لتوفير بيانات استهداف دقيقة للقوات الأوكرانية لإغراق السفينة الروسية موسكفا بواسطة صاروخ نبتون الأوكراني الصنع بجانب دور لطائرات بيرقدار التركية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Times البريطانية.
نشر حلف الناتو ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية أصولاً للاستطلاع والتجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية في محيط أوكرانيا، بما فيها العديد من الطائرات المتطورة، إلى جانب استخدام الأقمار الصناعية.
ويعتقد أن قدراً كبيراً ولكن غير معروف حجمه من هذه المعلومات الاستخبارية التي جمعها الناتو يتم تمريره إلى القوات المسلحة الأوكرانية، حسبما جاء في تقرير لمدونة Armada International العسكرية.
البنتاغون يعترف بوجود الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الاستطلاع
خلال إفادة إعلامية في 5 مايو/أيار 2022، أكد السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي أن الولايات المتحدة تقدم "معلومات استخباراتية في ساحة المعركة" لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم.
وتوفر الأصول لأوكرانيا صورة واضحة عن مواقع القوات الروسية وانتشار الأصول البرية الروسية، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.
وهناك مؤشرات أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الاستطلاع والتجسس والاستخبارات تحديداً ساهم بشكل فعال في كفاءة العمليات العسكرية الأوكرانية، والتي ظهر بشكل واضح مؤخراً في هجماتها الناجحة التي بدأت بإقليم خاركييف ثم دونتيسك وأخيراً خيرسون، وقبل ذلك إخفاق هجوم الربيع الروسي، على محيط كييف الذي كاد يسقط العاصمة الأوكرانية.
باستخدام بيانات من أصول للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، تمكنت أوكرانيا من العثور على ثغرات في الدفاعات الروسية واستغلالها.
ولم تكن النجاحات الأوكرانية الأخيرة في منطقتي خاركيف وخيرسون لتتحقق بدون أصول حرب التجسس الأمريكية، حسب Eurasian Times.
فاستهداف الأوكرانيين بنجاح للمواقع الروسية، وخطوطها الخلفية ونقاط ضعفها، رغم أن القوة النيرانية الأوكرانية أضعف من نظيرتها الروسية يظهر حصول كييف على معلومات دقيقة وفورية أو شبه فورية عن القوات الروسية، بشكل يفوق إمكانيات أوكرانيا المعروفة، وبطريقة تذكر بالدور الأمريكي في توفير معلومات للجيش الإسرائيلي في حرب العبور أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 حول الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث المصري التي صورتها طائرات استطلاع أمريكية متقدمة تحلق على ارتفاع هائل.
وأدت هذه المعلومات لتسلل وحدات من الجيش الإسرائيلي بقيادة أرئيل شارون عبر هذه الثغرة، حيث عبرت قناة السويس للضفة الغربية للقناة؛ حيث كانت الاحتياطات المصرية العسكرية قليلة، وهاجم الإسرائيليون وحدات الدفاع الجوي المصرية التي كانت تصلي الطائرات الحربية الإسرائيلية بنيراتها وتمنعها من مهاجمة القوات المصرية، ثم التف الإسرائيليون من الخلف حول الجيش الثالث المصري، والذي كان يتولى مسؤولية الجبهة الجنوبية.
أين تحلِّق طائرات الناتو التجسسية؟
رغم أنه عادة ما يتم التركيز على الدور البولندي في دعم أوكرانيا، حيث تعد بولندا محطة توصيل الإمدادات الغربية للناتو، إضافة لكونها أكبر دول أوروبا حماساً لدعم كييف، إلا أنه يعتقد أن رومانيا الأهدأ صوتاً، تلعب مطاراتها ومجالها الجوي دوراً كبيراً في توفير وتمرير الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الاستطلاع والتجسس والاستخبارات وخاصة عبر الجو.
ويرجع ذلك لقرب رومانيا من ساحات المعارك الأساسية التي تدور في البحر الأسود، وفي جنوب وجنوب شرق أوكرانيا بينما غرب أوكرانيا القريب من بولندا بعيدٌ عن الهجمات الروسية باستثناء تلك التي تستهدف خطوط إمداد الناتو.
كما أن كثيراً من الطائرات الأمريكية التجسسية تأتي أيضاً من إيطاليا خاصة القاعدة الأمريكية في صقلية وتتسلل للبحر الأسود.
في بداية الحرب، وخاصة في شهر مارس/آذار 2022، كان هناك تكثيف في رحلات المراقبة التابعة لحلف شمال الأطلسي على طول حدود أوكرانيا؛ حيث شوهدت معظم الأنشطة في المجال الجوي الروماني.
ويشمل ذلك رحلات لوكهيد البحرية الأمريكية EP-3Es التي تحلق على طول الحدود بين رومانيا ومولدوفا.
وطائرة EP-3E Aries II هي طائرة استطلاع متعددة الاستطلاعات على الأرض تعتمد على هيكل الطائرة P-3 Orion ، والتي تمت ترقية 16 منها مؤخراً إلى قدرة جمع معلومات استخباراتية متعددة، مع أجهزة الاستقبال الحساسة وهوائيات الأطباق عالية القدرة.
تراقب EP-3E مجموعة واسعة من الموجات الإلكترونية من أعماق المنطقة المستهدفة، ويقوم الطاقم بدمج المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها جنباً إلى جنب مع البيانات الخارجية ونشر المعلومات المتعاونة للتحذير المباشر من التهديدات.
وهناك الطائرات البريطانية من طراز Boeing Airseeker ومنصات SIGINT الأمريكية المحمولة جواً، مع مجموعة مستشعرات تسمح لطاقم المهمة باكتشاف الإشارات وتحديد موقعها الجغرافي في جميع أنحاء الطيف الكهرومغناطيسي، وهي تتحلق على طول حدود أوكرانيا وبيلاروسيا مع دول الناتو.
وقد انضم إليها الطائرة الأمريكية E-8C H التي تحمل رادار الهجوم المشترك للمراقبة (Joint STARS) الذي تغطي ما يقرب من 50 ألف كيلومتر مربع، وقادرة على الكشف أهداف ما على بعد يبلغ 250 كيلومتراً.
يمتلك رادار الطائرة أيضاً بعض القدرة المحدودة على اكتشاف طائرات الهليكوبتر والهوائيات الدوارة والطائرات ذات الأجنحة الثابتة المنخفضة الحركة والبطيئة.
وتعمل في المجال الجوي لبولندا طائرة Gulfstream G550 المحمولة جواً التابعة للقوات الجوية الإيطالية التي تنفذ مهام المراقبة والاستطلاع ورصد الأهداف والحرب الإلكترونية التي تم الحصول عليها من شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية.
كما نشر الجيش الأمريكي طائراته من طراز Beechcraft RC-12X في ليتوانيا حيث تقوم بمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع على طول الحدود مع بيلاروسيا وإقليم كالينينغراد الروسي، الواقع على ساحل بحر البلطيق.
وهناك طائرة (ARTEMIS) الأمريكية التي تحتوي على رادار تجميع إلكتروني ورادار مسح أرضي حتى تتمكن من رؤية حركة المركبات العسكرية في الوقت الفعلي، وتجميع إشارات التردد اللاسلكي المنبعثة من الخصوم.
يمكن أن تصل مستشعراتها إلى مئات الأميال، ومقرها في كونستانتا في رومانيا.
ويمكنها أن ترى جيداً ما يحدث في بيلاروسيا وكالينينغراد، وربما حتى في منطقة دونباس مع استمرارها في الطيران بأمان في المجال الجوي لحلف الناتو.
هكذا تكشف طائرات أواكس الأمريكية الصواريخ الروسية لكييف
من أهم الطائرات الغربية الطائرة بوينغ E-3A Sentry من طراز أواكس التابعة لأمريكا والناتو التي تحمل نظام الإنذار والتحكم وهي بمثابة منصة تستطيع القيام بمزيج من المراقبة للمجال الجوي الأوكراني لرصد النشاط الجوي الروسي وكذلك النشاط البري على الأرض.
من المحتمل أن طائرات E-3 Sentry تقوم باكتشاف وتتبع صواريخ كروز الروسية بعد وقت قصير من دخولها المجال الجوي الأوكراني، ويفسر هذا النجاح الأوكراني النسبي في إسقاط الصواريخ الروسية، إذ قالت السلطات الأوكرانية على سبيل المثال إنها أسقطت نحو نصف الصواريخ الثمانين التي أطلقتها موسكو في هجوم كييف الأخير الذي أثار انتقادات غربية حادة.
ولكن حتى الآن، لم تستفد كثير من الأسلحة الأرضية الأوكرانية بشكل فعال من قدرة E-3 على بث بيانات الاستهداف في الوقت الفعلي حول التهديدات الجوية التي تتعرض لها، وذلك لأنها لم يتم إنشاؤها وفقاً لمعايير الناتو، حسب Eurasian Times.
عند وصول الأنظمة الدفاعية الجوية الغربية المتقدمة مثل نظام NASAMS الأمريكي النروجي وأنظمة IRIS-T الألمانية (بدأت الوصول)، يمكن لأوكرانيا الاستفادة من البيانات المتدفقة بواسطة طائرات E-3 عبر روابط البيانات لتعزيز قدراتها الدفاعية ضد الهجمات الجوية الروسية.
وهناك طائرة بوينغ RC-135 لجمع البيانات البصرية والإلكترونية عن الأهداف الباليستية التي تعود للستينيات، ويتم إرسالها لجمع المعلومات الاستخبارية الفنية عن أنظمة باعث الرادار المعادية.
طائرات استطلاع مسيرة طويلة المدى
وتحلق طائرات RQ-4A Global Hawk الأمريكية المسيرة قرب المجال الجوي الأوكراني، وذلك انطلاقاً من جزيرة صقلية الإيطالية، وهي منصات طويلة التحمل بدون طيار تقوم بدوريات فوق البحر الأسود على ارتفاع (15200 متر) عبر عمليات المراقبة المستمرة.
وتحمل النسخة المخصصة للناتو من هذه الطائرة الأمريكية اسم RQ-4D Phoenix، ويستطيع رادارها عالي الدقة مسح ما يصل إلى 100 ألف كيلومتر مربع من التضاريس يومياً، أي منطقة بحجم كوريا الجنوبية أو أيسلندا.
كما يقوم حرس الحدود الرومانية بتشغيل طائرات مسيرة من طراز Schiebel Camcopter S-100 فوق البحر الأسود قبالة سواحل البلاد.
ويبلغ مدى هذه الطائرة المسيرة ذات الأجنحة الدوارة 200 كيلومتر، وقدرة تحمل تصل إلى ست ساعات.
تحلق طائرات بوينغ KC-135s و KC-10As وKC.2 الأمريكية والطائرة البريطانية Voyager فوق شرق رومانيا لتزويد مقاتلات الناتو وطائراتها الاستطلاعية بالوقود.
كما نفذت طائرة صهريج تابعة للقوات الجوية الإيطالية من طراز KC-767A المهمة الأولى من نوعها فوق أوروبا الشرقية لدعم الطائرات المقاتلة المكلفة بمهمة الشرطة الجوية لحماية أجواء دول حلف الناتو.
واستخدمت القوات الأوكرانية بقوة طائرات بيرقدار تي بي 2 خاصة في الأشهر الأولى للحرب، في عمليات الهجوم ويعتقد أنها استخدمتها أيضاً في مجال الاستطلاع، كما استخدمت طائرات مسيرة تجارية.
ربما قامت أوكرانيا أيضاً بتكييف تكتيكات المدفعية الخاصة بها من أجل التوظيف الفعال لقطع المدفعية، عبر توجيه القصف بطائراتها المسيرة التجارية، إضافة للدور الأمريكي في الاستطلاع، وذلك لتسهيل العثور على الأهداف وعدم إهدار الذخيرة.
يوفر هذا ميزة الاستجابة الفورية وتقليل الاتصالات اللاسلكية التي قد يتم اكتشافها أو تشويشها أو تعقبها.
كما أنه يؤدي لنشر قطع المدفعية على مساحة واسعة مما يجعل تدميرها أكثر صعوبة.
وهذا يفسر نجاح المدفعية الأوكرانية رغم أنها أقل عدداً من روسيا وذلك بالإضافة للمدفعية الغربية الأدق والأطول المدى التي حصلت عليها من الغرب.
لماذا لا تنفذ موسكو استراتيجية مماثلة؟
في مقابل، الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الاستطلاع والتجسس والاستخبارات، فهناك نقص واضح للطائرات المسيرة الروسية العاملة في مجال الاستطلاع.
ولدى روسيا أسطول من الطائرات المسيرة للمراقبة وتوجيه المدفعية، يشمل طائرات Granat 1 و2 وEleron-3 وZala وOrlan-10 وTakhion.
كان دور هذه الطائرات بارزاً في حروب روسيا في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، والعمليات العسكرية السابقة في إقليم دونباس الانفصالي بشرق أوكرانيا. وجود هذه الطائرات أمر بالغ الأهمية للاستخدام الأكثر فعالية للمدفعية، ويعتقد أن القوات الروسية بصدد توسيع استخدامها لطائرات الاستطلاع المسيرة.
ولكن تظل قدرة روسيا على جمع المعلومات الاستخباراتية ضئيلة مقارنة بدول الناتو، حسب Eurasian Times.
أشهر طائرات روسيا للاستطلاع هي الطائرة Tu-214R وهي تعادل تقريباً الطائرة الأمريكية RC-135 التي تعود للستينيات، ومع ذلك، من المعروف أن روسيا تمتلك طائرتين فقط منها قيد التشغيل، ولذا لا يمكنهما تغطية الوقت الكامل للمعارك على مدار 24 ساعة.
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم روسيا طائرات هليكوبتر Mi-8 لجمع المعلومات الاستخباراتية والحرب الإلكترونية. ومع ذلك، فهذه ليست أصولاً قادرة على العمل على مستوى واسع، ولكنه باستخدامها، يمكن لروسيا أن تراقب تحركات الجيش الأوكراني في شرق البلاد بشكل أفضل.
ومع ذلك، نظراً للكيفية التي فاجأت بها أوكرانيا روسيا بهجومها المضاد في خاركيف، يمكن الاستنتاج بسهولة أن قدرة التنصت الإلكتروني الروسية محدودة، وفقاً لتقرير Eurasian Times.
خطة سوفييتية للتخلص من طائرات الاستطلاع الأمريكية، ولكن روسيا لا تستطيع تنفيذها
كان الاتحاد السوفييتي قوة برية تقليدية دفاعية إلى حد كبير، فرغم جيشه الضخم لم يخُض كثيراً من الحروب الخارجية بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت عقيدته تقوم على التفوق النيراني والعددي وليس الجوي، وكثير من أسلحته كان قليلَ الدقة بافتراض أن أي حرب مع الناتو سوف تكون نووية.
وذلك عكس الولايات المتحدة الأمريكية، التي خاضت حروباً خارجية عديدة بعيداً عن أراضيها واعتمدت فيها على تحقيق التفوق الجوي، مما استلزم تطوير أصول استطلاع وتشويش قوية، وكانت أمريكا تنفذ عمليات تجسس واستطلاع بطائراتها مثل يو 2 الشهيرة فوق الأجواء السوفييتية في ذروة الحرب الباردة، بينما لم يركز الاتحاد السوفييتي كثيراً على طائرات الاستطلاع والتجسس، ولم يقُم بمهام مماثلة لما فعلته أمريكا.
وكان قادة الاتحاد السوفييتي يراهنون على أنه في أي معركة سوف تسقط موسكو طائرات الاستطلاع الأمريكية، عبر أنظمتها الدفاعية الجوية أو الطائرات الاعتراضية، ولذلك فإن مجموعة من أشهر الطائرات الاعتراضية السوفييتية شديدة السرعة خصصت لإسقاط القاذفات وطائرات الاستطلاع الأمريكية مثل المقاتلة السوفييتية الشهيرة ميغ 25 التي تطير بسرعة تصل لـ3.2 ماخ (سبق أن سجل طيار مصري بها سرعة قياسية) أو خليفتها المقاتلة الاعتراضية ميغ 31 التي تطير بسرعة 2.8 ماخ، والتي ما زالت تمثل فخر القوات الجوية الروسية.
وبالتالي بنيت العقيدة العسكرية السوفييتية على أنه في أي حرب مع الناتو سوف يتم إسقاط طائرات الاستطلاع التي تمثل نقطة التفوق الأمريكية، واستمر هذا الفكر قائماً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
فمع ميزانيتها الدفاعية المحدودة، لا تستطيع روسيا بناء قدرة تضاهي الولايات المتحدة في المجال الجوي خاصة طائرات الاستطلاع، واستثمرت بدلاً من ذلك في تطوير صواريخ بعيدة المدى، يمكنها القضاء على أصول طائرات الاستطلاع والتجسس الأمريكية.
ولكن الوضع الآن مختلف، فروسيا لا تستطيع مهاجمة طائرات الاستطلاع الأمريكية أو التابعة للناتو؛ لأنها لا تحلق في المجال الجوي الأوكراني، رغم أنها تطير في الأغلب بمحاذاة حدود أوكرانيا بطريقة تجعلها تستطيع كشف أسرار روسيا العسكرية.
وغالباً ما يتم كسب المعارك عن طريق معرفة موقع العدو قبل أن يعرف هو موقعك، والآن عبر الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الاستطلاع والتجسس والاستخبارات، تمتلك كييف معلومات استخباراتية جيدة وسريعة عن مواقع القوات الروسية، تمكنها من مباغتتها؛ مما يؤدي لتوفير مواردها النيرانية المحدودة وكذلك تحقيق معدل أعلى من التدمير، ثم تحريك وحداتها قبل أن يرد الروس.
وكأن الأمريكيين هم الذين يديرون المعركة فعلياً دون أي خسائر، بينما يحارب الأوكرانيون أولاد عمومتهم الروس ولكن بالطريقة الأمريكية.