تحمي بها أمريكا البيت الأبيض والكونغرس.. ما هي صورايخ “NASAMS” التي تعهد بايدن بإرسالها لأوكرانيا؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/11 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/11 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
منظومة NASAMS الأمريكية

تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، صباح يوم الإثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول، بعد طوفان من الصواريخ الروسية استهدف العاصمة كييف، وأدان الضربات وتعهد بمواصلة المساعدة الأمنية الأمريكية، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.

 وتعرضت العاصمة الأوكرانية ومدن عديدة في أنحاء أوكرانيا لوابل من الهجمات الصاروخية المدمرة من روسيا، وجاء القصف كرد على اعتراف كييف المبطّن بالوقوف وراء تفجير الجسر الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

أوكرانيا
العاصمة الأوكرانية كييف 10 أكتوبر 2022 – رويترز

 وارتفعت حصيلة هذا القصف الدموي إلى 19 قتيلاً و105 جرحى، وفقاً لما أعلنته هيئة الطوارئ الأوكرانية.

وتشير أغلب تعليقات الخبراء العسكريين الروس إلى أن الضربات الصاروخية التي تعرضت لها العاصمة كييف وغيرها من المدن الأوكرانية ليست إلا بوابة لبداية مرحلة جديدة في الحرب الروسية الأوكرانية، ما زاد الضغط على الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى كانت بطيئة في تزويد القوات الأوكرانية بأنظمة الأسلحة الأكثر تقدماً.

فبعد أن نقل الرئيس الأمريكي تعازيه لأحباء القتلى والجرحى في هذه الهجمات الحمقاء على حد وصفه، تعهد الرئيس بايدن بمواصلة تزويد كييف بالدعم اللازم للدفاع عن نفسها.

لم يحدد البيت الأبيض أنظمة الدفاع الجوي التي ناقشها بايدن مع زيلينسكي، لكن أشارت الـ(CNN) إلى أن الولايات المتحدة قد تعهدت بالفعل من قبل بتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي وطنية متقدمة وتسمى اختصاراً (NASAMS)، والتي يمكن أن تتعامل مع صواريخ كروز الروسية.

 ما هي منظومة الصواريخ نظام NASAMS للدفاع الجوي، وما مدى كفاءتها؟

 منظومة الدفاع الجوي NASAMS هي اختصار National Advanced Surface-to-air Missile System، والذي يعني باللغة العربية: (نظام الصواريخ الوطني المتقدم أرض-جو)، وتعد أحد أكثر مشاريع الدفاع نجاحاً في النرويج والعالم.

 تعتبر هذه المنظومة كثمرة تعاون بين شركتين عملاقتين في عالم تصنيع السلاح عالمياً هما كونغسبرغ النرويجية ورايثيون تيكنولوجيز الأمريكية، لذا يشار إليها دوماً باسم KONGSBERG/Raytheon NASAMS Air Defence System.

وتتميز هذه المنظومة بأنها أول منظومة دفاع جوى (قصيرة إلى متوسطة المدى) في العالم تعمل بنظام مركزي صافٍ آلي بشكل كامل لا يتدخل البشر فيه بتاتاً.

وتملك المنظومة القدرة على تبادل المعلومات والبيانات بين أجزائها بطريقة آليه، حيث يستطيع رادارها أن يلتقط الأهداف ثم ينقل بياناتها إلى الصواريخ التي تنطلق نحوها لتدميرها مباشرة، دون أن يلمسها إنسان ولو بضغطة زر بسيطة.

منظومة NASAMS الأمريكية
منظومة NASAMS الأمريكية

من مميزات منظومات الدفاع الجوي NASAMS أيضاً أن لديها القدرة للاشتباك مع 72 هدفاً في آنٍ واحد، حتى تلك التي تسبح في السماء على مسافات بعيدة عنها، أو ما يعرف باسم خلف مجال الرؤية BVR. وتملك المنظومة محطة رادار AN / TPQ-64 ثلاثية الإحداثياتات عالية الدقة وذات إشعاع ثلاثي الأبعاد للكشف عن الأهداف الجوية وتتبعها.

ويتميز النظام بقدرة دفاعية بزاوية 360 درجة، وهو مناسب للعمليات ليلاً ونهاراً في جميع الأحوال الجوية.

ويتراوح مدى صاروخها عندما يطلق من الأرض بين 15 و25 كلم حسب نوع النسخة، ويعتمد نظام صواريخها على منصات إطلاق  AIM-120 AMRAAM، لكنها أيضاً يمكنها إطلاق صواريخ أخرى: مثل AIM-9X Sidewinder و Evolved Sea Sparrow Missile ESSM. 

وتبلغ تكلفة كل صاروخ AIM-120 AMRAAM (تعديل 2019 AIM-120D) أكثر من 1.2 مليون دولار.

وقد تم تجهيز المنظومة بـ3 منصات إطلاق متعددة المهام، يحمل كل منها ما يصل إلى 6 صواريخ جاهزة للإطلاق من داخل حاويات واقية.

ونظراً لكفاءتها الفائقة اعتمدتها الولايات المتحدة الأمريكية لحماية المجال الجوي حول البيت الأبيض ومبنى (الكونغرس) في واشنطن، بالإضافة إلى أنها تعمل على حماية العاصمة نفسها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع منذ عام 2005؛ ما يدل على موثوقية قصوى وتوافر عالٍ جداً. 

وتتميز هذه المنظومة بالمرونة، بمعنى أنه يمكن دمجها وإدخالها للعمل في منظومة الدفاعات الجوية الأخرى المختلفة للدول التي تملكها، ما يرفع من قدراتها الدفاعية على تحديد وتدمير طائرات العدو الحالية والمتطورة والمركبات الجوية غير المأهولة وتهديدات صواريخ كروز الناشئة، ما دفع دولاً كثيرة لاقتنائها.

وبجانب الولايات المتحدة والنرويج، تملكها 12 دولة من ضمنها قطر وعمان وفنلندا وإسبانيا وهولندا وعمان وليتوانيا وإندونيسيا وأستراليا والمجر، وخلال هذا الشهر وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على طلب كانت الكويت قد تقدمت به للحصول على المنظومة بكلفة 3 مليارات دولار.

رد عملي على العنف الروسي أم إجراء مكرر؟

في الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي تتعهد في الولايات المتحدة بتسليم تلك المنظومة، فوفقاً لصحيفة الـ(Washington post) الأمريكية أعلنت الولايات المتحدة في أوائل يوليو/تموز 2022 أنها ستزود أوكرانيا بمنظومة الدفاع الجوي NASAM. ووفقاً للصحيفة نفسها قال مسؤول دفاعي أمريكي قبل أيام إنه من المتوقع أن تصل إلى أوكرانيا في غضون الأسابيع القليلة المقبلة بمجرد أن تصبح الأنظمة جاهزة.

وقد أكد البنتاغون في أواخر الشهر الماضي، أن الولايات المتحدة لم تزوّد أوكرانيا بعد بأنظمة NASAMS الصاروخية للدفاع الجوي، وأنها سترسلها إليها في غضون شهرين.

وبحسب موقع (Defensenews) أعلن البنتاغون في يوليو/تموز الماضي أنه يسعى لمد كييف بـNASAMS كمساعدات قدرها 770 مليون دولار ضمن مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية. وأعلن أن الهدف طويل المدى، وهو فطم الأوكرانيين عن أنظمة الدفاع الجوي التي تعود إلى الحقبة السوفييتية التي استخدمتها حتى الآن لصد الهجمات الروسية. ومع ذلك، سيستغرق الأمر عدة أشهر أو سنوات لشركة Kongsberg Defense وRaytheon لتصنيع النظام لأوكرانيا.

وقدم الكونغرس تشريعات في الأشهر الأخيرة لتسريع التسليم البطيء للأسلحة للعملاء في جميع أنحاء العالم.

هل ستردع منظومة NASAMS القوات الجوية الروسية؟

يؤكد الخبراء الغربيون، أن المنظومة لديها القدرة لتحل مشكلة ردع القوات الجوية الروسية، التي تتمتع اليوم بالهيمنة الكاملة على المجال الجوي الأوكراني.

رغم ذلك، خلال الشهر الماضي، وتحديداً يوم الأحد الموافق 25 سبتمبر/أيلول، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة، بأنه رغم احتياج أوكرانيا لأنظمة دفاع جوي متطورة، إلا أنها ليست كافية حتى لتغطية وتأمين البنية التحتية المدنية، والمدارس والمستشفيات والجامعات ومنازل الأوكرانيين.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيس الوزراء النرويجي جوناس غار ستوير في كييف /رويترز

 وبينما أدان أغلب القادة الأمريكيين والأوروبيين الهجمات، مجددين إعلان دعمهم المستمر لأوكرانيا، تشير الهجمات الروسية إلى تصعيد كبير، ما زاد الضغط الحالي على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الذين تباطأوا في تزويد القوات الأوكرانية بأنظمة دفاع متطورة.

ونتيجة لذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيلقي كلمة أمام اجتماع افتراضي طارئ لمجموعة الدول السبع الصناعية، يوم الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول. ومن المقرر مناقشة دعوات أوكرانيا للحصول على مساعدات عسكرية إضافية هذا الأسبوع في اجتماعين في بروكسل، أحدهما يضم وزراء دفاع الناتو، والآخر مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، وهي مجموعة من حوالي 50 دولة تم إنشاؤها لتقديم المساعدة لأوكرانيا.

تحميل المزيد