قطر 2022.. كيف نجحت الدوحة في كتابة تاريخ عربي للمونديال

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/22 الساعة 07:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/07 الساعة 11:42 بتوقيت غرينتش

كانت المفاجأة الأولى هي فوز قطر بحقوق استضافة كأس العالم لكرة القدم. قطر 2022

ثم توالت السنوات والمفاجآت في لقطات مبهرة للاستعراض الرياضي العربي الأكبر في التاريخ.

بين الإعلان عن فوز قطر في 2010، وانطلاق مباراة الافتتاح في استاد لوسيل 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، شهدت البلاد ورشة هائلة لتأهيل البنية الأساسية، وتشييد ملاعب ومنشآت رياضية وسياحية عملاقة.

لم يتوقف العمل، ولم يتوقف الجدل والحديث عن المونديال العربي الأول في التاريخ.

تتسارع استعدادات قطر للمونديال طوال 12 عاماً، وتزداد معها حماسة القطريين للترحيب بنحو مليوني مشجع.

البنية التحتية للاستادات والنقل، اكتملت قبل 70 يوماً من انطلاق البطولة التي ستكون "استثنائية".

بالتزامن مع ذلك برزت قطر كلاعب رئيسي في قطاع الرياضة، حيث استحوذت على نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان وأصبحت "مؤسسة قطر" الراعي الأول لقميص برشلونة.

كما فازت بكأس آسيا في 2019.

كانت قطر حريصة على اعتبار الحدث "عربياً" من البداية، وقبيل انطلاقه بشهور قليلة كانت الاستعدادات تجري في قطر ودول الجوار، لاستيعاب الحدث، واستقبال الضيوف، وكتابة تاريخ عربي لكأس العالم، يبدأ من ملاعب قطر.

في هذا التقرير نستعرض ما يعنيه المونديال على أرض عربية لأصحاب الأرض، والمميزات التي ينفرد بها كأس العالم القطري عن النسخ السابقة، وأهم ما تجنيه قطر ودول الخليج من الحدث الكبير.

التحديات: تغلبت على أمريكا وأجهضت محاولات المشككين 

فور حصول قطر على حق تنظيم البطولة بدأ الجدل الكبير عن جدارتها. وكان الخصوم والمنافسون قبل التصويت وبعده يشعلون هذا الجدل بالكثير من المبالغات.

قطر أحدثت صدمة في عالم كرة القدم في 2010 عندما تغلّبت على الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم، وهو فوز أثار اتهامات بشراء الأصوات، قابلها نفي قطري شديد.

وفشلت كل المحاولات لإفساد المونديال العربي الأول بدعاوى الفساد.

وانتقل الخصوم إلى المستوى الثاني، وهو التشكيك بقدرة بلد صغير على إدارة حدث كوني بهذا الحجم.

"إليكم أسباباً تدفعنا لسحب حق التنظيم من قطر"، تحت هذا العنوان مثلاً كتب موقع Bleacher Report المعروف، بعد سنوات من إسناد الحدث لقطر.

إنها النقاط الأكثر تداولاً منذ ذلك الوقت: 

1- الحرارة العالية تمنع اللاعبين من الحركة

قالوا إن طبيعة الصيف في الخليج تتعارض مع نشاط كرنفالي ضخم مثل كأس العالم، حيث متوسط درجات الحرارة في الصيف 36 درجة مئوية وتصل أحياناً إلى 50 درجة مئوية.

لكن العرض القطري تضمن جميع أنواع الحلول الثورية للمشكلة، بما في ذلك تكييف الهواء للأرض و"السحب الشمسية" العائمة التي من شأنها تظليل الملعب، كما ذكرت وقتها صحيفة ديلي ميل

ثم قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في 2014 إقامة البطولة في الشتاء، وانتهى جدل الحرارة.

نهائيات كأس العالم قد أقيمت في جو شديد الحرارة من قبل في المكسيك ودول أخرى بأمريكا الجنوبية، لكن اللعبة أصبحت أسرع بكثير بما لا يتناسب مع درجات الحرارة العالية. 

2- التعارض مع جداول الدوريات الأوروبية

قالوا إن الدوري الإنجليزي الممتاز قد يكون أكبر المتضررين من توقف اللعب خلال الحدث العالمي، وقراره باستراحة لمدة 6 أسابيع لاستيعاب مونديال 2022. 

لكن التخطيط طويل المدى جعل كل الدوريات الأوروبية تبني خططها طبقاً لموعد البطولة، وتبدأ موسمها مبكراً عن المعتاد، مع استراحة أثناء فعاليات قطر.

"البريمير ليغ" مثلاً أعلن عن استراحة تبدأ 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وتنتهي في 26 ديسمبر/كانون الأول 2022، بعد 8 أيام من نهائي كأس العالم في قطر في 18 ديسمبر/كانون الأول. 

الاستراحة تستمر لمدة  10 أسابيع في الدوري الألماني و3 أشهر في النمسا التي ضمت توقف كأس العالم إلى العطلة الشتوية في نهاية العام.

3- لا وقت لبناء الملاعب واستكمال المنشآت

قالوا وقتها: إليكم السبب الحقيقي حول مدى نقص البنية التحتية في قطر حاليًا: المدينة التي تستضيف النهائي، مدينة لوسيل، ليست موجودة بالفعل بعد. عليهم بناء مدينة جديدة بالكامل على بعد حوالي 15 كم شمال الدوحة، لاستيعاب البطولة.

تحميل المزيد