جاء الإعلان عن صفقة ألمانية محتملة لشراء صواريخ أرو 3 الإسرائيلية المضادة للصواريخ، ليثير تساؤلات حول أسباب لجوء برلين، الدولة المتقدمة تكنولوجياً، لشراء أنظمة إسرائيلية بدلاً من النظام الأمريكي الأشهر عالمياً في هذا المجال "ثاد"، وهل دوافع هذه الصفقة تقنية أم سياسية؟
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد خلال زيارته لألمانيا، في 12 سبتمبر/أيلول، أن البلدين يجريان محادثات حول إمكانية تصدير نظام الدفاع الصاروخي أرو 3 (Arrow 3) الإسرائيلي لبرلين في إطار جهود ألمانيا لتعزيز قواتها المسلحة، في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال لابيد للصحفيين، متحدثاً إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتز: "إسرائيل ستلعب دوراً في بناء قوة دفاع ألمانية جديدة، لا سيما في مجال الدفاع الجوي".
لماذا تحتاج ألمانيا لأنظمة صواريخ دفاعية بشكل عاجل؟
ويبدو أن هناك إجماعاً سياسياً في ألمانيا الآن على أن البلاد بحاجة إلى إقامة نظام دفاعي، والذي بات يسمى "الدرع الحديدي الألماني"، ليس فقط لحماية ألمانيا ولكن أيضاً للدول الأوروبية المجاورة، وذلك بحلول نهاية عام 2025.
ويخشى القادة والمحللون الألمان من أن تكون روسيا قد وضعت صواريخها القاتلة من طراز إسكندر في موقعها في كالينينجراد، والتي يمكن أن تصل إلى العديد من المدن الأوروبية مثل برلين، في غضون دقائق، والتي تطير عالياً بحيث لا يمكن تدميرها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي التقليدية، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.
وزادت برلين من إنفاقها الدفاعي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وقدمت مساعدات وأسلحة ثقيلة إلى القوات المسلحة الأوكرانية كجزء من الدعم الدولي للجهود الحربية الأوكرانية.
وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز عن عزم بلاده تخصيص نحو 100 مليار يورو لتحديث جيشها خلال السنوات القادمة، ثم قال لاحقاً، إن ألمانيا يجب أن تصبح أكبر قوة تقليدية في أوروبا.
في خطاب ألقاه حول مستقبل أوروبا الشهر الماضي، قال شولتز إن ألمانيا ستستثمر بشكل كبير في دفاعها الجوي على مدى السنوات المقبلة، حيث إن القارة "لديها الكثير من الركب يجب أن تلحق به".
وقال شولتز: "كل هذه القدرات ستكون قابلة للنشر في إطار حلف شمال الأطلسي". وقال: "في الوقت نفسه، ستقوم ألمانيا، منذ البداية، بتصميم هذا الدفاع الجوي المستقبلي بطريقة يمكن من خلالها إشراك جيراننا الأوروبيين إذا رغبت في ذلك"، مشيراً إلى قائمة الحلفاء، بما في ذلك بولندا ودول البلطيق الثلاث وهولندا، جمهورية التشيك وسلوفاكيا ودول الشمال الأوروبي.
صواريخ أرو 3 الإسرائيلية التي مولتها واشنطن تنافس ثاد الأمريكية
وتمتلك ألمانيا نظام باتريوت الأمريكي المضاد للطائرات والصواريخ معاً، ولكنها لا تمتلك حتى الآن نظام ثاد الأمريكي المخصص للتصدي للصواريخ حصراً، والذي يعتقد أنه أكثر تطوراً من باتريوت، وفي الأغلب، فإن نظام أرو 3 الإسرائيلي المخصص لإسقاط الصواريخ حصراً أيضاً سيدخل في منافسة ضارية مع نظام ثاد الأمريكي على السوق الألمانية الكبيرة.
وصف لابيد محادثاته مع شولتز بأنها تؤدي إلى "صفقة مستقبلية محتملة" دون الخوض في تفاصيل عدد الأنظمة التي يمكن أن تشتريها ألمانيا أو التكاليف المترتبة على ذلك.
وقال شولتز إن ألمانيا ستعزز دفاعاتها من خلال الحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي في المستقبل، ووصف نظام Arrow 3 الإسرائيلي، بأنه "عرض عالي الأداء"، لكنه امتنع أيضاً عن الخوض في التفاصيل، في مؤشر على أن الصفقة مازالت في طور الاستكشاف من قبل ألمانيا على الأغلب.
وقال شولتز: "نحن حريصون جداً على العمل مع إسرائيل في هذا الصدد، بما في ذلك في مجال الدفاع الجوي، حيث تمتلك إسرائيل منتجاً فعالاً للغاية مع نظام Arrow 3".
كما قال مصدر بالحكومة الألمانية لرويترز إن "هناك خطة لشراء "أرو 3″، لكن لم يتم توقيع أي شيء".
وقالت مصادر مطلعة إن ألمانيا اتخذت قراراً أولياً لشراء نظام أرو 3، حسبما ذكرت وكالة بلومبيرغ الأمريكية.
والتقارير تفيد بأن ألمانيا تميل إلى تفضيل نظام أرو 3 الإسرائيلي الذي مولت واشنطن تطويره، على نظام ثاد الأمريكي، حسبما ورد في صحيفة The Times of Israel.
وسبق أن استخدمت دولة الإمارات العربية المتحدة نظام ثاد بنجاح لإسقاط صاروخ أطلقه الحوثيون على أراضيها.
وتقول وسائل إعلام ألمانية إن صفقة أرو 3 ستكلف برلين نحو ملياري يورو، ويمكن تشغيل النظام الإسرائيلي أو أي نظام مشابه بحلول عام 2025.
إسرائيل لديها نظام دفاع جوي متعدد الطبقات
وتحتفظ إسرائيل بنظام دفاع جوي متعدد المستويات مصمم لحماية أصولها الاستراتيجية من الهجمات الجوية، يتضمن نظام باتريوت الأمريكي والقبة الحديدية الإسرائيلي وأنظمة أخرى.
الطبقة الدنيا للدفاع الجوي الإسرائيلي هي نظام القبة الحديدية القادر على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيَّرة الصغيرة وقذائف الهاون، مثل تلك التي تطلق على إسرائيل من قطاع غزة أو من جنوب لبنان.
وتتكون الطبقة الوسطى من نظام يعرف باسم مقلاع ديفيد (David's Sling)، والذي يُقصد به الدفاع ضد صواريخ مثل الإيرانية فاتح 110 وما يماثلها في سوريا M600، وكلاهما شهد استخداماً مكثفاً في الحرب الأهلية السورية، ومن المعروف أنهما جزء من ترسانة حزب الله.
وهذا النظام مصمم لاعتراض طائرات العدو، وطائرات من دون طيار، وصواريخ باليستية تكتيكية، وصواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى، وصواريخ كروز، التي تطلق على نطاقات من 40 كيلومتراً (24.85 ميلاً) إلى 300 كيلومتر (186.41 ميل)، ويفترض أنه يُميز بين الشراك الخداعية والرأس الحربي الفعلي للصواريخ.
في الجزء العلوي للدفاع الجوي الإسرائيلي توجد أنظمة Patriot الأمريكي وArrow 2 وArrow 3 الإسرائيليين، والتي تهدف إلى الاشتباك مع الصواريخ الباليستية المتوسطة والبعيدة المدى. وتم استخدام صواريخ باتريوت في عدد من المناسبات ضد الطائرات والصواريخ، مثلما حدث عند إطلاق العراق صواريخ على إسرائيل في حرب الخليج الثانية.
تم تطوير نظام أرو في مشروع مشترك بين منظمة الدفاع الصاروخي بوزارة الدفاع ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية.
ونظام Arrow 2 أي السهم أو حيتس (بالعبرية)، هو عائلة من الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، يفترض أن تكون أكثر فاعلية ضد الصواريخ الباليستية من نظام باتريوت. وأنتج بتمويل وإنتاج مشترك من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، وقد أفادت تقارير قديمة بأن هناك اهتماماً خليجياً به.
وهو مصمم خصيصاً لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة، وليس الطائرات النفاثة أو الطائرات المسيرة أو صواريخ كروز، ولم يتم تصدير هذا النظام من قبل.
ويعد نظام أرو 3 الجيل الأحدث منه، وتنتجه شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI)، ويمثل الطبقة العليا من منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي ذات الطبقات، ويقال إنها قادرة على الاشتباك مع أي نوع من الصواريخ الباليستية.
أهم عنصر في نظام Arrow 3 هو قدرته على اعتراض الصواريخ في الغلاف الجوي الخارجي، الذي تم تطويره بشكل مشترك من قبل IAI الإسرائيلية وBoeing الأمريكية.
ويحمل النظام مركبة قتل حركية تهدف إلى تحطيم الصاروخ الباليستي القادم من فوق الغلاف الجوي للأرض قبل أن يتمكن من أن يشكل تهديداً، ما يجعله قريباً لنظام ثاد الأمريكي من حيث الوظيفة التي تقوم على التخصص في إسقاط الصواريخ فقط، وليس الطائرات أيضاً، ولكن مع اختلاف الطريقة، حيث لا يعمل ثاد في الغلاف الجوي الخارجي.
تكتسب خاصية تدمير الرأس الحربي أثناء وجوده في الفضاء ميزة مهمة بالنسبة لإسرائيل في حال حصول إيران على أسلحة نووية، لأنها تعني تدمير أي صاروخ إيراني يحمل رأساً نووياً بعيداً عن المجال الجوي الإسرائيلي، وبالتالي منع أي تلوث إشعاعي محتمل للدولة العبرية، وهي ميزة يمكن أن يوفرها الصاروخ نظرياً لألمانيا في مواجهة أي هجوم روسي صاروخي.
ولم تصدر إسرائيل أنظمة "أرو"، لكن رادار Green Pin المستخدم في نظام أرو 3 صُدر للهند، ويقال إنه أثبت كفاءة عالية، وهو رادار طورته شركة Elta Systems التابعة لشركة IAI الإسرائيلية.
يتكون نظام أرو 3 من 6 صواريخ في أنابيب قاذفة، ومن المتوقع أن تعترض بطارية واحدة أكثر من 5 صواريخ باليستية في غضون 30 ثانية.
يمكن لـ"أرو 3″ اعتراض تهديدات الصواريخ الباليستية على ارتفاعات تتجاوز 100 كيلومتر، ومدى يصل إلى 2400 كيلومتر.
دخل النظام الخدمة التشغيلية مع إسرائيل في يناير/كانون الأول 2017، وفي مارس/آذار 2017، قيل إن النظام أسقط صاروخاً سورياً من طراز SA-5 أرض-جو (SAM).
مؤشرات مثيرة للشكوك بشأن قدرة أرو 3
على عكس منظومات ثاد، وباتريوت الأمريكتين، والقبة الحديدية الإسرائيلية، لم تختبر منظومة أرو 3 الإسرائيلية في أرض الواقع إلا ما قيل عن استخدامها لإسقاط صاروخ سوري شارد دخل إسرائيل بالخطأ.
وتحيط بالصفقة الألمانية المحتملة ظلال من الشكوك بأن تكون دوافعها سياسية، في ظل طبيعة العلاقة الحساسة بين برلين الداعمة لإسرائيل بلا حدود بسبب العقدة النازية، يضاف إليها توجهات غربية لافتة لمحاولة دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي يوصف بـ"الليبرالي" في مواجهة منافسه في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بنيامين نتنياهو.
وكان لافتاً أن تقارير أشارت إلى حظوظ منظومة ثاد الأمريكية لدى ألمانيا أقل من أرو 3 الإسرائيلية، علماً بأن أرو 3 ليست جزءاً من مظلة الدفاع الصاروخي الأمريكي، على الرغم من أن واشنطن مولت المنظومة بحوالي مليار دولار، وكان يمكن للأمريكيين استخدامها بجانب ثاد مثلما يفعل الإسرائيليون.
ولكن الولايات المتحدة تعتمد على نظام الدفاع الصاروخي الأرضي "جي بي إم دي (GBMD)" لاعتراض الصواريخ أثناء تحليقها في الفضاء قبل إطلاق رؤوسها الحربية.
كما أن هناك تقارير عن استخدام إسرائيل لنظام ثاد الأمريكي بجانب أرو 3 في صحراء النقب لتوفير شبكة أمان حيوية إذا حدث أي خلل في النظام الإسرائيلي.
وتعالت أصوات منتقدة للصفقة في ألمانيا، في ظل امتلاك ألمانيا نظام باتريوت الأمريكي الصنع، وهو نظام قديم أثبت نجاحه ضد المقذوفات قصيرة المدى التي تبقى داخل الغلاف الجوي للأرض. واستخدمت إسرائيل باتريوت قبل تشغيلها القبة الحديدية، في التصدي لهجمات صواريخ سكود العراقية خلال حرب الخليج الأولى في عام 1991، ويمكن لباتريوت أيضاً استهداف الطائرات.
هل يستطيع الروس اختراق منظومة صواريخ أرو 3؟
ولا يعرف هل يستطيع أرو 3 التصدي للصواريخ الروسية الباليستية متعددة الرؤوس أو الصواريخ الروسية فرط صوتية التي تطير بخمسة أضعاف سرعة الصوت.
يعتقد أن الروس لديهم الوسائل للتغلب على نظام مثل Arrow 3 حتى دون صواريخ فرط صوتية، حسب تحذير رافائيل لوس، المتخصص في قضايا الأمن الألماني في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية "لأن الأمر سيحتاج إلى مئات، إن لم يكن الآلاف، من الصواريخ المضادة للصواريخ التي يتم إطلاقها في وقت واحد لمواجهة هجوم روسي صاروخي واسع النطاق.
وستحتاج ألمانيا إلى شبكة واسعة من الرادارات والبطاريات أكثر من إسرائيل، التي تبلغ مساحتها ثلث مساحة ولاية بافاريا الألمانية.
يقول جوتز نيونيك، كبير الباحثين في معهد السلام والأمن في جامعة هامبورغ الألمانية، من أجل حماية بلد بحجم ألمانيا، يحتاج الأمر إلى آلاف الدروع المضادة للصواريخ، وهو شيء لا يمكن شراؤه بملياريْ يورو "فقط" التي خططت الحكومة الألمانية لإنفاقها على نظام أرو 3.
إلى جانب ذلك، "تحتاج ألمانيا أيضاً إلى رادارات قادرة على رصد الصواريخ الروسية بدقة".
يقول كوهن: "فكرة إمكانية وجود درع قادر على حماية ألمانيا بأكملها من الصواريخ الروسية هي فكرة سخيفة"، لا سيما عندما لا تمتلك ألمانيا في الوقت الحالي أي شيء أكثر من نظام مضاد للطائرات دون طيار وبعض صواريخ باتريوت الأمريكية، والتي هي "تقنية قديمة رغم أنها أثبتت قدرتها على تدمير الصواريخ قصيرة المدى".
ولا يمكنك زيادة الدفاع الصاروخي فجأة عن طريق استيراد بعض الأنظمة من إسرائيل. والأهم من ذلك أن "الصواريخ الروسية لديها، بالنسبة للبعض، أنظمة خدع متكاملة تجعل عملية اعتراضها صعبة"، كما يقول كوهن.
كما أن الخبراء ليسوا متأكدين مما إذا كان على ألمانيا شراء مثل هذا النظام بمفردها. حيث يدور الخلاف حول كيفية نشر جهاز مضاد للصواريخ على الأراضي الألمانية دون دمجها في نظام الدفاع الذي أنشأه الناتو، والذي تعد ألمانيا جزءاً منه، حسبما ورد في تقرير Eurasian Times.
فالمفترض أن أي دفاع حقيقي ضد الصواريخ الروسية يجب أن يتماشى مع الإجراءات التي يتخذها الناتو جنباً إلى جنب.
في الوقت الحالي، فإن دفاعات الناتو في أوروبا ضعيفة المعايرة للتعامل مع الضربات المحتملة من روسيا، حسب كوهين الذي قال إن الأنظمة المضادة للصواريخ المثبتة في رومانيا وبولندا "تهدف إلى درء التهديد القادم من الجنوب، ما يعني قبل كل شيء أنها قد تم تكوينها لاعتراض الصواريخ الإيرانية المحتملة وليس الروسية".
أخيراً، يحذر الخبراء الألمان من أن تعزيز الدفاعات الصاروخية في ألمانيا أو في أي مكان آخر في أوروبا له تكلفة سياسية، وهو عامل لم يتم تسليط الضوء عليه بشكل صحيح. فإذا عززت ألمانيا أو الناتو دفاعهما الصاروخي في أوروبا أو أنفقا نفقات عسكرية متزايدة ، فمن الطبيعي أن تستثمر روسيا لزيادة قدراتها الهجومية.
سنكون أمام "حلقة مفرغة يمكن أن تؤدي إلى سباق تسلح جديد"، وهو أمر لا يفيد أحداً مثلما يظهر التاريخ الحديث لأوروبا.
هل يكون السعر نقطة القوة الرئيسية لنظام أرو 3؟
يأتي النقاش حول تحسين الدفاع الصاروخي الألماني وسط نقاش أوسع حول كيفية الإنفاق الحكيم للزيادة الكبيرة في الإنفاق الدفاعي التي خططت لها الحكومة الألمانية، حسب تقرير لموقع دويتش فيليه "DW" الألماني.
وبعد سنوات من نقص الاستثمار، يرى المسؤولون الألمان أنهم مجموعة واسعة من المتطلبات العسكرية، الأمر الذي يجعل احتياجات البلاد ضخمة، وبالتالي لن يكون مبلغ المائة مليار دولار كبيراً كما يبدو.
وقد تكون ميزة نظام أرو 3 الإسرائيلية الأساسية على نظام ثاد هي انخفاض تكلفته، حيث تتسم الأسلحة الأمريكية عادة بتكلفة مرتفعة عكس الأسلحة التي تنتجها إسرائيل، وهي دولة صغيرة وفقيرة مقارنة بواشنطن تميل لمحاولة الاقتصاد.
هل تمنع واشنطن صفقة تصدير أرو 3 الأولى لبرلين؟
إذا استحوذت ألمانيا على النظام بالفعل، فسيكون هذا بمثابة أول بيع تصدير لنظام أرو 3، وسيكون ذلك بمثابة أخبار سيئة لشركة لوكهيد مارتن الأمريكية المنتجة لنظام ثاد، الذي كانت الحكومة الألمانية تنظر في شرائه أيضاً، حسب موقع Eurasian Times.
يقال إن المسؤولين الإسرائيليين قلقون من أن واشنطن لا تزال قادرة على منع صفقة Arrow 3 لألمانيا والضغط على برلين لشراء نظام الدفاع الجوي الأمريكي بدلاً من ذلك.
وذلك لأن نظام Arrow 3 قد تم تطويره بتمويل كبير من الولايات المتحدة، ما يعني أنه يمكن للحكومة الأمريكية استخدام حق النقض ضد أي تصدير للنظام.
الصفقة قد تفتح أبواب أوروبا للصواريخ الإسرائيلية
تشير التقارير إلى أن بيع نظام Arrow 3 لألمانيا يمكن أن يفتح أبواب الدول الأوروبية الأخرى لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، خاصة في ضوء إعلان ألمانيا نيتها أن يكون نظامها الدفاعي القادم نواة لبناء شبكة دفاع صاروخية أوروبية خاصة في شرق أوروبا.
بالنظر إلى الدور القيادي لألمانيا في أوروبا وزيادة الإنفاق الدفاعي من قبل الحكومات الأوروبية وسط الصراع في أوكرانيا، قد ترغب العديد من الدول في شراء نظام الدفاع نفسه مثل ألمانيا للحصول على دفاع جوي متكامل مع برلين.
اشترت جمهورية التشيك نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي Spyder من نوع رافائيل مقابل 627 مليون دولار في اتفاقية موقعة في سبتمبر/أيلول 2021. ويتضمن العقد بيع 4 بطاريات سبايدر من المقرر تسليمها بحلول عام 2026.
في مارس/آذار 2022، أعلنت فنلندا أيضاً أنها ستشتري نظام دفاع جوي من إسرائيل، ولكن حسب التقارير فإن الأنظمة الإسرائيلية المعروضة لن تشمل أرو 3.
بينما أعرب المشرعون الألمان عن دعمهم لنظام مثل Arrow 3، فإنه يأتي مع تحذير من أن أي ترقية للدفاع الجوي الألماني تمتد إلى جيرانها الأوروبيين.
وانضم المستشار شولتز إلى جوقة زعماء الناتو الذين كرروا الحديث عن الدفاع المشترك، المنصوص عليه في المعاهدة التأسيسية للتحالف الغربي.
ولذا يقترح أن الرادارات التي سوف تشتريها ألمانيا للكشف عن إطلاق الصواريخ يمكن إبلاغ حلفائها الأوروبيين بأخطار الصواريخ، لكن خبراء الدفاع يقولون إن هذه الدول ستحتاج إلى بطارياتها المضادة للصواريخ لإسقاطها فعلياً.
ويعني ذلك أن لو أتمت ألمانيا صفقة أرو 3، فإن العديد من الدول الأوروبية قد تسير وراءها.