من يدعم باشاغا ومن يقف مع الدبيبة؟ خريطة التحالفات العسكرية في ليبيا بعد معركة طرابلس الأخيرة

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/02 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/02 الساعة 11:29 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء المنتخب من برلمان طبرق، فتحي باشاغا، ورئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة - رويترز

أعادت الاشتباكات الأخيرة في العاصمة الليبية طرابلس فرز كتائب المنطقة الغربية المنقسمة بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة، وفتحي باشاغا، لتفرض واقعاً جديداً على الأرض.

ظهرت كتائب جديدة لعبت دوراً حاسماً في الاشتباكات على غرار اللواء 111، بينما خرجت أخرى من الحياد على غرار جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب، في حين أن كتائب كانت محسوبة على طرف فظهرت إلى جانب الطرف الآخر، على غرار الكتيبة 166.

وكانت محصلة هذه الاشتباكات، التي وقعت يومي 27 و28 أغسطس/آب المنصرم، مقتل 32 شخصاً وإصابة 159، بحسب وزارة الصحة.

وتوقفت الاشتباكات بعد سيطرة الكتائب الداعمة لحكومة الدبيبة على محافظة طرابلس الكبرى، بما فيها مركز العاصمة، الذي شهد أعنف المعارك، والذي يضم مقرات رسمية ودبلوماسية ومؤسسات حيوية.

الكتائب المشاركة في الاشتباكات

يعد هذا الاشتباك الأكبر من نوعه بين كتائب المنطقة الغربية في طرابلس، بعد ذلك الذي وقع في 2017، بين الكتائب الداعمة لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج (2016-2021) والكتائب الموالية لحكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل (2014-2017).

كما أنه أكبر من الاشتباك الذي وقع في مايو/أيار الماضي، بين كتائب داعمة لحكومة الوحدة وعلى رأسها جهاز دعم الاستقرار بقيادة عبد الغني الككلي، وبين كتيبة النواصي (القوة الثامنة) بقيادة مصطفى قدور (سلفي)، التي وفرت الحماية لباشاغا، عند دخوله طرابلس.

  • الكتائب الداعمة لباشاغا والمشاركة في القتال:

– اللواء 777: بقيادة هيثم التاجوري، الزعيم السابق لكتيبة ثوار طرابلس، قبل أن يفر من العاصمة إلى الإمارات خلال هجوم قوات الشرق، بقيادة خليفة حفتر، على العاصمة في 2019، ثم عاد مجدداً إلى طرابلس في 2020، تحت حماية أبرز كتائبها بسبب خلافهم مع وزير داخلية الوفاق باشاغا، الذي كان يسعى للتخلص من "الميليشيات"، ويعكس هذا المثال كيف تتغير التحالفات بسرعة وبشكل متناقض، فعدو الأمس حليف اليوم.

ـ كتيبة النواصي: تعد من أهم الكتائب الداعمة لباشاغا، بالنظر إلى سيطرتها على مناطق حساسة في طرابلس، خاصة منطقة سوق الجمعة، والتي تضم مطار معيتيقة وقاعدة بوستة البحرية، التي كانت مقراً للمجلس الرئاسي، بالإضافة إلى ميناء طرابلس.

وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا قبل تعرضه لمحاولة الاغتيال
وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا- مواقع التواصل

ـ المجموعات المسلحة للضاوي وبوزريبة: وتضم مسلحين من منطقة ورشفانة جنوب غرب طرابلس بقيادة معمر الضاوي (الكتيبة 55)، وآخرين من مدينة الزاوية (50 كلم غرب طرابلس) بقيادة حسن بوزريبة، شقيق عصام (وزير داخلية باشاغا).

ـ كتائب الزنتان: بقيادة اللواء أسامة الجويلي، قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية، التي حلها المجلس الرئاسي مؤخراً، والتي تعتبر إحدى أقوى الكتائب تسليحاً ونفوذاً في الجبل الغربي (نفوسة).

– اللواء 217: يقوده سالم جحا، نائب رئيس الأركان الأسبق، ويقع مركزه في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس).

  •  الكتائب الداعمة للدبيبة والمشاركة في القتال:

ـ اللواء 111: قوة عسكرية حديثة تخرجت دفعتها الأولى مطلع العام الجاري، وتتبع قيادة الأركان، وتتميز بامتلاكها وحدات من القوات الخاصة والمدفعية.

ـ جهاز حماية الدستور: يتبع وزارة الدفاع، ويتشكل من الوحدات القتالية الأكثر ولاء للدبيبة، ويمثل القوة الرئيسية المكلفة بحماية حكومة الوحدة في طرابلس.

ـ جهاز دعم الاستقرار: بقيادة عبد الغني الككلي، والذي يعد القوة الضاربة لحكومة الوحدة، وعناصره يمتلكون الخبرة القتالية والأسلحة الثقيلة والاندفاع، الذي منحهم مزيداً من النفوذ بالعاصمة، رغم أنهم يتمركزون في حي أبو سليم الشعبي، على أطراف مركز طرابلس.

ـ جهاز الردع ومكافحة الجريمة والإرهاب: بقيادة عبد الرؤوف كارة (سلفي) يسيطر على مناطق حساسة في مركز طرابلس، وولاؤه غير واضح، اختار الحياد عندما وفرت كتيبة النواصي الحماية لباشاغا ودخلت في قتال مع كتيبة الككلي، وفجأة قامت كتيبة كارة بهجوم عنيف ومفاجئ على جهاز الحرس الرئاسي بقيادة أيوب أبو راس، الموالي للدبيبة، في يوليو/تموز الماضي، لكن هذه المرة هاجمت كتيبة النواصي الداعمة لباشاغا، ما جعلها القوة الرئيسية المسيطرة على قلب طرابلس.

فتح الطريق الساحلي بليبيا
رئيس الحكومة الليبي عبد الحميد الدبيبة أثناء إزالة الحواجز الرملية في الطريق الساحلي (رويترز)

ـ الكتيبة 301: وتلقب بكتيبة الحلبوص، وأغلب عناصرها من مصراتة؛ لكنهم منتشرون منذ سنوات في طرابلس، وكانت تعرف بقربها من باشاغا، لكنها وقفت هذه المرة إلى جانب حكومة الوحدة برئاسة الدبيبة.

ـ جهاز الحرس الرئاسي: بقيادة أيوب أبو راس، الذي خلف هيثم التاجوري على رأس كتيبة ثوار طرابلس، التي كان لها ثقلها الكبير بالعاصمة، قبل أن تتفكك؛ فجزء بقي مع أبو راس والجزء الثاني عاد وانضم إلى كتيبة التاجوري، وثالث شكل نواة للواء 444، ورفض أبو راس الانحياز إلى باشاغا رغم محاولات إقناعه، لكنه خسر مواقعه في مواجهته مع كتيبة كارة، في يوليو/تموز، وعاد هذه المرة ليسيطر على مقرات هيثم التاجوري وسط العاصمة.

ـ وحدات الأمن المركزي: بقيادة عماد الطرابلسي، الذي يتحدر من مدينة الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس)، وكان موالياً لحفتر، خلال حرب فجر ليبيا (2014-2015)، ثم انحاز في 2016، إلى حكومة الوفاق.

ـ كتائب فرسان جنزور: وتمثل القوة الرئيسية التي تحمي المدخل الغربي لطرابلس.

ـ قوة الوطنية المتحركة: تحالف لكتائب الأمازيغ. 

ـ الكتيبة 166: على الرغم من أنها تضم قادة داعمين لباشاغا، ويتحدر أغلب عناصرها من مصراتة، إلا أن وحدات من الكتيبة شاركت في القتال إلى جانب الدبيبة، الذي أقال في يونيو/حزيران الماضي قائدها الدبيبة عبد القادر بوشعالة، وكلف محمد فكرون بدلاً عنه.

ـ كتائب الزاوية: وعلى رأسها اللواء 52 بقيادة محمود بن رجب، وقوة البحث الجنائي، بقيادة محمد بحرون.

ـ كتيبة رحبة الدروع: بقيادة بشير خلف المدعو البقرة والمتمركزة في منطقة تاجوراء الضاحية الشرقية لطرابلس، والتي تمتلك أسلحة ثقيلة بما فيها المدفعية والدبابات.

  • 4 جبهات:

توزع القتال بين كتائب الغرب الليبي على ثلاثة محاور رئيسية، بينما كادت تشتعل جبهة رابعة بعد وقوع اشتباكات، لولا تدخل وسطاء لمنع الاقتتال بين أبناء المدينة الواحدة:

1/ جبهة قلب طرابلس:

وشهدت أشرس المعارك، في عدة مناطق على غرار النوفليين وباب قصر بن غشير، وشوارع الجمهورية وبن عاشور والزاوية، وجزيرة القادسية (مفترق طرق).

وبدأت المعارك بعد أن أطلق مسلحو هيثم التاجوري النار على رتل للأمن العام بقيادة عماد الطرابلسي، ليتدخل بعدها قوات جهاز دعم الدستور وقوات أيوب أبو راس وقوات الككلي، وخاضوا اشتباكات عنيفة باستعمال الأسلحة الثقيلة انتهت بهزيمة قوات التاجوري، واستيلاء قوات أبو راس على مقراتها.

مقاتلون في ليبيا / رويترز

وفي نفس الوقت هاجمت قوات كارة مقرات كتيبة النواصي في البلدة القديمة وفي سوق الجمعة ومنطقة النوفليين، واستولت عليها.

2/ جبهة غربي طرابلس: تقدمت قوات معمر الضاوي وحسن بوزريبة من جسر 27، نحو جسر 17، الذي تتمركز فيه كتائب فرسان جنزور، وتمكنت من السيطرة عليه، لكن بعد وصول الدعم من كتائب الزاوية الداعمة لحكومة الوحدة، بقيادة محمود بن رجب ومحمد بحرون، تمت استعادة جسر 17، ولم تقع بعدها اشتباكات عنيفة على هذه الجبهة نظراً لتواضع القوة المهاجمة، بحسب مواقع محلية.

3/ جبهة جنوبي طرابلس:

ووقعت اشتباكات بين قوات الجويلي وبين اللواء 111، رفقة عدد من الكتائب الموالية للدبيبة، على غرار كتيبة الككلي والكتيبة 301، والكتيبة 166، والقوة الوطنية المتحركة.

وتم قصف معاقل الجويلي في منطقة الجبس، ومقر الدعوة الإسلامية، ومعسكر 7 أبريل، بالقذائف المدفعية.

وأعلنت كتيبة رحبة الدروع، في 28 أغسطس/آب، دخولها معسكر 7 أبريل، بعد انسحاب قوات الجويلي منها ومن بقية المقرات في طرابلس.

  • جبهة شرق طرابلس:

خرج رتل عسكري من اللواء 217، من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) لدعم قوات باشاغا في طرابلس، لكنه اصطدم بقوات الدبيبة المتمركزة في مدينة زليتن (140 كلم شرق طرابلس) ووقعت اشتباكات على الطريق الساحلي وداخل المدينة بين الطرفين.

وعاد اللواء 217 أدراجه إلى قواعده في مصراتة، بعد تدخل شعبة الإسناد في قوات مكافحة الإرهاب بقيادة مختار الجحاوي، للوساطة منعاً للاقتتال.

وفي الجبهات الأربع لم تتمكن الكتائب الداعمة لباشاغا من تحقيق أهدافها، بالنظر إلى تباعد مواقعها، خاصة بالنسبة للواء 217 القادم من مصراتة، وافتقادها لعنصر المفاجأة، واتخاذ قوات الدبيبة موقفاً دفاعياً، جعل الكتائب التي تميل إلى الحياد تنحاز إليها على غرار قوات كارة، وكتيبة 301 والكتيبة 166 واللواء 111.

وهذا المواجهة ستمكن الدبيبة من تعزيز سيطرته على العاصمة، وتقوي موقفه التفاوضي، كما أنها ستدفع حفتر ومجلس النواب الداعمين لباشاغا، لمراجعة هذا الدعم، خاصة مع عودة الحديث عن تشكيل حكومة ثالثة.

تحميل المزيد