من هم الفاعلون الأساسيون في أزمة العراق السياسية؟ 6 شخصيات شيعية تتحكم في مشهد البلاد

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/20 الساعة 14:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/20 الساعة 14:17 بتوقيت غرينتش
مقتدى الصدر يستمع لقيس الخزعلي خلال مؤتمر صحفي مشترك عام 2016. جيتي

لم يكن العراق غريباً على الأزمات السياسية منذ أطاح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بصدام حسين في عام 2003. ومع ذلك، ينظر العديد من المحللين والمراقبين إلى أحدث التطورات في العراق على أنها أكثر ديمقراطية برلمانية وليدة في البلاد تقترب من الانهيار.

مع استمرار الانسداد السياسي في العراق، نلقي نظرة على بعض الفاعلين الرئيسيين في المشهد السياسي للبلاد، بحسب ما نشر موقع MEE البريطاني.

من هم الفاعلون الأساسيون في المشهد السياسي في العراق؟

1- مقتدى الصدر

كان رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، على مدى العقدين الماضيين أحد أقوى الفاعلين السياسيين في العراق. وكان في الأصل قائد القوات المسلحة المناهضة للاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة، وقد أثبت نفسه على أنه قومي ومعارض للنظام، على الرغم من أنَّ العديد من أتباعه قد شغلوا مناصب حكومية.

واستطاع الصدر جمع أتباع بين الكثير من الفقراء والطبقة العاملة المحافظة اجتماعياً في العراق، وكذلك بين أولئك الذين يعارضون نفوذ إيران والولايات المتحدة. وتقع قاعدة دعمه في بغداد في مدينة الصدر المترامية الأطراف، لكنه يتمتع بنفوذ واسع في جميع أنحاء البلاد.

جاء حزبه "سائرون" في المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول، ومنذ ذلك الحين حاول الضغط من أجل تشكيل ما أسماه "حكومة أغلبية" إلى جانب حلفاء من السُّنة والأكراد.

ومع ذلك، لم يكن قادراً على تأمين الدعم الكافي بين أعضاء البرلمان الآخرين لتأمين تشكيل الحكومة، وفي يونيو/حزيران، أمر الصدر نوابه بالانسحاب من المجلس؛ في محاولة مفترضة لكسر الانسداد السياسي الحالي.

جاء الاحتلال المستمر للبرلمان العراقي، الذي بدأ في 30 يوليو/تموز، رداً على ترشيح محمد شياع السوداني رئيساً محتملاً للوزراء من "إطار التنسيق الشيعي"، وهو تحالف الأحزاب التي سيطرت على البرلمان منذ انسحاب نواب الصدر.

كان السوداني وزيراً في حكومة نوري المالكي، خصم الصدر اللدود، واعتبر ترشيحه إهانة.

ويطالب الصدر حالياً بحل مجلس النواب، والإعلان عن انتخابات جديدة. وانتشرت منظمة "سرايا السلام" المسلحة التي يتزعمها حول البرلمان، رغم أنه شدد على رغبته في تجنب مواجهة عنيفة.

2- هادي العامري

يُنظَر إلى هادي العامري، زعيم الفصيل المسلح في منظمة بدر وائتلاف فتح المدعوم من إيران في البرلمان، منذ فترة طويلة على أنه الرجل الرئيسي لإيران في العراق، على الأقل منذ اغتيال أبو مهدي المهندس في يناير/كانون الثاني 2020.

ظل العامري موالياً لإيران لعقود من الزمن. واجتاحت منظمة بدر العراق بعد إطاحة صدام عام 2003 وسرعان ما رسخت نفسها في جزء كبير من دولة ما بعد حزب البعث، متهمةً بالتعذيب والقتل الطائفي للسنة.

على الرغم من تاريخه المتطرف، حاول العامري تقديم نفسه على أنه صوت "معتدل" في النزاع الحالي.

وائتلاف الفتح، الذي أنشأه العامري، هو أحد الأطراف الرئيسية في الإطار التنسيقي الشيعي. وعلى الرغم من أنَّ الإطار قال إنه لا يعارض، من حيث المبدأ، إجراء انتخابات جديدة، فقد طالب في الوقت نفسه بحكومة انتقالية ووضع عدداً من الشروط على الانتخابات المستقبلية.

على عكس بعض زملائه في الإطار التنسيقي الشيعي، دفع العامري من أجل إجراء حوار بين مختلف الأطراف وعقد اجتماعات عديدة بهدف محاولة إنهاء الانسداد السياسي الحالي. كما لم يشارك أنصار العامري في الاحتجاجات المضادة التي نظمتها بعض الفصائل الأخرى ضد احتلال التيار الصدري للمنطقة الخضراء في بغداد.

3- قيس الخزعلي

بالمقارنة مع حليفه في إطار التنسيق العامري، فقد تبنى الخزعلي ومنظمة عصائب أهل الحق المسلحة التي يرأسها نهجاً أكثر تصادماً مع الصدر.

كان الخزعلي من المؤيدين للصدر في السابق إلى أن طُرِد من صفوف جيش المهدي في عام 2004، بعد أن فشل، حسبما ورد، في الاستجابة لأمر الصدر بالالتزام بوقف إطلاق النار مع القوات الأمريكية.

وشكّل عصائب أهل الحق في عام 2006، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن أكثر من 6000 هجوم في جميع أنحاء العراق ضد قوات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها. وعصائب أهل الحق موالية لإيران ومرشدها الأعلى علي خامنئي، واتُهِمَت بالتورط في قمع وقتل المتظاهرين خلال احتجاجات 2019 المناهضة للحكومة في العراق.

تبادل الخزعلي وأنصاره الانتقادات اللاذعة مع الصدريين في الأسابيع الأخيرة في عدد من المنتديات. وتخوف الكثيرون من احتمال اندلاع مواجهة عنيفة بين قوى إطار التنسيق والتيار الصدري في 20 أغسطس/آب، بعدما أعلنوا عن مظاهرة مضادة ضد مظاهرة مخططة للصدر. غير أنَّ الصدر ألغى الاحتجاج في وقت لاحق، وزعم ​​أنَّ جماعات معينة كانت عازمة على تأجيج "حرب أهلية" في العراق.

4- نوري المالكي 

كافح رئيس الوزراء السابق لفترة طويلة لاستعادة سمعته الملطخة بالفشل والفساد بعد أن أُلقي عليه باللوم على نطاق واسع لفشله في منع استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الموصل في عام 2014، وغالباً ما يُتهَم بالإشراف على النزعة الطائفية والمحسوبية التي سبقت ذلك، بل وحتى تأجيجها. 

حكم المالكي، وهو حليف لكل من الولايات المتحدة وإيران، البلاد من عام 2006 إلى عام 2014، وأشرف على انسحاب القوات الأمريكية ثم عودتها السريعة بعد صعود تنظيم "داعش". اشتهر عهده بالفساد، حيث اختفت مليارات الدولارات من خزائن البلاد.

في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2021، تمكّن ائتلافه "دولة القانون" من تأمين ثالث أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، ويتطلع إلى عودته السياسية تحت مظلة الإطار التنسيقي الشيعي.

5- مصطفى الكاظمي

ظل الكاظمي، الذي أصبح رئيساً للوزراء في مايو/أيار 2020 في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة، في منصبه منذ انتخابات أكتوبر/تشرين الأول؛ نتيجة فشل الأحزاب العراقية في تشكيل الحكومة.

في محاولة للخروج من الانسداد السياسي الحالي في العراق، أطلق الكاظمي ما أسماه عملية "الحوار الوطني" في 17 أغسطس/آب. وعلى الرغم من اتفاق الحاضرين، بما في ذلك العامري والمالكي، على "عدة نقاط"، فإنَّ غياب ممثل عن التيار الصدري يعني أنَّ الحوار لم يحقق الكثير بشكل عام.

ومع ذلك، دعا الكاظمي، بحسب بيان صادر عن مكتبه، الصدر للانضمام إلى عملية "بدء مشاورات وحوار وطني عميق؛ لإيجاد حلول للأزمة السياسية الحالية".

6- علي السيستاني

يمكن القول إنَّ أكبر رجل دين شيعي في العراق، آية الله العظمى علي السيستاني، هو أيضاً الشخصية العامة الأكثر نفوذاً في البلاد.

واعتُبِرَت تصريحاته عن الشؤون العامة على مدى العقود القليلة الماضية، بما في ذلك دعمه للعملية الديمقراطية ومعارضة الفساد والدعوة إلى حمل السلاح ضد تنظيم "داعش"، حاسمة في منع انهيار الدولة.

ومع ذلك، فقد كان هادئاً في الأشهر الأخيرة ولم يتدخل بعد في الأزمة الحالية؛ بسبب مخاوف من تأجيج الصراع بين الشيعة.

وصرّح قائد جماعة مسلحة مرتبطة بالسيستاني، لموقع Middle East Eye، بأنَّ آية الله العظمى لن يتدخل في الوقت الحالي، لكن قواته جاهزة إذا لزم الأمر.

وقال القائد: "نحن قلقون مما يحدث الآن، ونخشى من تهور الصدر وغطرسة خصومه، لكننا لا نرى ضرورة لتدخلنا الآن".

تحميل المزيد