العالم يتعاطى كي ينسى!.. كيف تسببت كورونا وحرب أوكرانيا وأزمات اقتصادية في ازدهار تجارة المخدرات؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/05 الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/05 الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش

في تقرير المخدرات العالمي لعام 2022 الصادر عن الأمم المتحدة حقائق صادمة عن استهلاك العالم لهذه السموم في الأعوام الأخيرة.

زيادات قياسية في تصنيع الكوكايين.

توسع في المخدرات الاصطناعية.

أسواق جديدة في قارات العالم الخمس.

واستمرار الفجوات في توافر العلاجات الدوائية، خاصة بالنسبة للنساء.

وفقاً للتقرير، في عام 2020 تعاطى المخدرات حوالي 284 مليون شخص بين 15 و 64 عاماً في جميع أنحاء العالم، بزيادة قدرها 26% عن العقد السابق. 

هذه الأرقام تتحدث عن كوكب كان يئن من أوجاع جائحة كورونا، وتشتعل على أراضيه حروب قديمة وجديدة.

لماذا اختار البعض أن يقترب من المخدرات، إلى درجة تسجيل أرقام قياسية في حجم التجارة والتعاطي وفي حالة الوفاة بجرعات زائدة. 

ربما كانت الإجابة تبدأ بكلمة "الكوارث".

تقارير المنظمات الدولية ربطت بين الارتفاع المتسارع لاستهلاك المخدرات، وبين 3 عقبات ضخمة يعبرها العالم:

كوفيد 19 الذي أغلق العالم وقطع أوصال التجارة ووضع الإنسان أمام المجهول لشهور طويلة.

وحرب أوكرانيا التي أصابت أسواق الغذاء والطاقة بالجنون.

ثم عنقود الصراعات والحروب المزمنة في الشرق الأوسط وغرب آسيا. حروب لا تحسم صراعاً قط، ولا تضع أوزارها ذات يوم.

مناطق الصراع يمكن أن تشكل "مغناطيساً" لصانعي ومروّجي المخدرات، هكذا يقول التاريخ.

وهذا التأثير يمكن أن يكون أكبر عندما تكون منطقة الصراع بالقرب من الأسواق الاستهلاكية الكبيرة.

وبالفعل ارتفعت مؤشرات تعاطي المخدرات في العالم مع التهاب هذه الأزمات أكثر.

فترات الإغلاق خلال جائحة كوفيد-19 أدت إلى زيادة في تعاطي القنب بين المراهقين، وزيادة ملحوظة في استخدام المخدرات المُصنّعة.

وبالتالي زادت نسبة الأشخاص الذين يعانون من "اضطرابات نفسية وحالات الانتحار المرتبطة بالتعاطي المنتظم للقنب".

وسجّل إنتاج الكوكايين رقماً قياسياً في عام 2020.

وازداد لجوء المهربين إلى البحر لنقل السموم إلى السوقين الرئيسيين بأمريكا الشمالية وأوروبا، وأيضاً إلى إفريقيا وآسيا.

في هذا التقرير نرصد مؤشرات الارتفاع الدرامي في استهلاك المخدرات في الأعوام الأخيرة، وعلاقة كورونا وحروب أوكرانيا وصراعات الشرق الأوسط بهذه الظاهرة، كما نستعرض أسباب فشل العالم في حربه المزعومة على المخدرات.

المؤشرات العالمية على زيادة استهلاك المخدرات

في السنوات الأخيرة فقط بدأت تجارة المخدرات تشكل تهديداً أمنياً غير تقليدي للكثير من الدول.

ما يثير المخاوف "الأمنية" اتساع نشاط شبكات التهريب كل عام، والأخطر هو علاقة عصابات التهريب بمناطق الحروب المسلحة والدول الفاشلة، ثم ظهور مواد مصنعة أشد فتكاً، تقتل المزيد كل يوم من ضحايا الجرعات الزائدة.

التقرير الصادر في 27 يونيو/حزيران 2022، عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، حول تجارة المخدرات 2022، يربط بين الأزمات الدولية القائمة واتجاهات تجارة المخدرات؛ حيث يرجح أن تؤدي الحرب الأوكرانية إلى تصاعد تجارة المخدرات خلال العام الجاري، كما أن الصراعات التي يشهدها عدد من الدول قد تمثل عامل جذب لتصنيع المخدرات ومحفزاً نحو مزيد من الاتجار فيها.

ثمة مؤشرات تؤكد تصاعد تجارة المخدرات حول العالم وفق أحدث بيانات صادرة عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة:

زيادة كبيرة في إمدادات الكوكايين إلى أوروبا

وصل إنتاج الكوكايين النقي عالمياً إلى مستويات قياسية في عام 2020، فاقترب من 2000 طن، بزيادة قدرها 11% عن عام 2019، وموانئ كولومبيا والإكوادور والبرازيل هي نقاط الانطلاق المهمة صوب أوروبا.

زيادة أعداد المتعاطين

ارتفع أعداد من يتعاطى المخدرات في العالم عام 2020 إلى نحو 284 مليون شخص.

منهم أكثر من 6 ملايين يدمنون المخدرات الاصطناعية أو "المواد الأفيونية".

واستخدم ما يقرب من 34 مليون شخص مادة الأمفيتامين.

وتعاطى 20 مليوناً عقار النشوة.

ونحو 21 مليوناً تعاطوا الكوكايين.

تحميل المزيد