حذر خبراء الأمن السيبراني مستخدمي تطبيق تيك توك في أستراليا من أن الحكومة الصينية يمكنها استخدام التطبيق لجمع البيانات الشخصية للمستخدمين من رسائلهم داخل التطبيق مع أصدقائهم لتحديد موقع أجهزتهم بدقة. فما القصة؟
جاءت التحذيرات في أعقاب تقرير نشرته شركة الأمن السيبراني الأسترالية – الأمريكية Internet 2.0، حيث وجد التقرير أن تطبيق التواصل الاجتماعي الأشهر هذا العام يجمع كميات "مكثفة" من المعلومات من المستخدمين. وإليكم في هذا التقرير ما تحتاجون إلى معرفته عن جمع تيك توك للبيانات، وكيف تبقون بياناتكم آمنة.
ما الاختلاف في طريقة تيك توك في جمع البيانات؟
طرق تطبيق تيك توك في جمع البيانات تتضمن القدرة على جمع قوائم جهات اتصال المستخدم، والوصول إلى التقويم، وفحص قرص التخزين، بما في ذلك أقراص التخزين الخارجية، وتحديد الموقع الجغرافي للأجهزة وتحديثه كل ساعة.
وقال روبرت بوتر، المدير التنفيذي الشريك بشركة Internet 2.0 وأحد محرري التقرير لصحيفة The Guardian البريطانية: "عند استخدام التطبيق، يحصل على عدد كبير من الأذون، أكثر مما يحتاج إليها بكثير، يحصل التطبيق على تلك الأذون بشكل افتراضي، وعندما لا يوافق المستخدم على منح الأذون، يصر التطبيق على طلبه".
وأضاف: "بإمكان التطبيق أن يعمل بشكل ناجح دون أيٍّ من تلك البيانات التي يجمعها، وهذا يدفعنا إلى الاعتقاد بأن السبب الوحيد للحصول على تلك المعلومات هو جمع بيانات المستخدمين بشكل مكثف".
ركزت معظم المخاوف في التقرير على الأذون الممنوحة على أجهزة أندرويد، لأن نظام iOS الخاص بأجهزة أبل يحد من قدرة التطبيق على جمع المعلومات.
هل توجد علاقة بين تطبيق تيك توك والحكومة الصينية؟
تقول "الغارديان" إن تطبيق تيك توك مملوك لشركة الإنترنت الصينية العالمية ByteDance، التي يقع مقرها الرئيسي في بكين، ومؤسسها تشانغ يي مين، الذي يأتي في المركز 28 في قائمة Bloomberg لأثرياء العالم.
أنكرت ByteDance سابقاً علاقتها بالحكومة الصينية، ووصفت تلك المزاعم بـ"المغلوطة" بعد عدد من التسريبات التي أشارت إلى أن الشركة تفرض رقابة على المواد التي لا تتماشى مع أهداف السياسة الخارجية الصينية أو تتناول ملف حقوق الإنسان في البلاد.
لكن تقرير Internet 2.0 كشف عن أن "السلطات الصينية يمكنها الوصول إلى بيانات الأجهزة" عن طريق إرسال برمجيات تتبع إلى التطبيق، إذ رأت Internet 2.0 أن مسار البيانات يذهب دائماً إلى الصين. وقال بوتر إن طبيعة البيانات التي تُرسل غير واضحة، كل ما يظهر هو اتصال التطبيق بخوادم صينية.
هل أنت كمستخدم لتيك توك في خطر؟
بموجب قوانين الأمن القومي الصينية، تلتزم الشركات الصينية بمشاركة البيانات التي تجمعها مع الحكومة الصينية عندما تطلب الحكومة ذلك. يوضح بوتر: "عندما تفتح تطبيقاً صينياً، تصبح في منظومة رقمية مختلفة تماماً، وهويتك وطبيعة أنشطتك تحدد مستوى الخطر الذي قد تتعرض له".
يُذكر أن الحكومات الأخرى يمكنها استخدام قوانين الأمن الوطني لديها للوصول إلى بيانات المستخدمين من تيك توك. ينشر تطبيق تيك توك تقرير شفافية نصف سنوي يذكر طلبات الحكومات التي يتلقاها لمشاركة البيانات.
لم تكن الصين في القائمة، بينما قدمت حكومة أستراليا خلال النصف الثاني من العام السابق 51 طلباً للكشف عن بيانات 57 حساب مستخدم، استجاب تيك توك لـ 41% من تلك الطلبات. وقدمت الولايات المتحدة 1306 طلباً للكشف عن بيانات 1003 حسابات خلال نفس الفترة، استجاب تيك توك لـ 86% منها.
كيف يمكنني الحفاظ على بياناتي آمنة خلال استخدامي لتيك توك؟
يعد تطبيق تيك توك الآن تطبيق الترفيه الهاتفي الأكثر تنزيلاً في أستراليا بحوالي 7.38 مليون مستخدم أعمارهم أكبر من 18 عاماً. يقول بوتر: "إذا قررت مواصلة استخدام تيك توك، أنصحك بأن تكون محدداً جداً بشأن الأذون التي تمنحها للتطبيق".
ينصح بوتر جميع المستخدمين بضرورة تجاهل طلبات مشاركة المعلومات، كما يحث الشباب على عدم استخدام تطبيق تيك توك لأغراض "المراسلة".
كما ينصح كبار الموظفين والمسؤولين الحكوميين وأعضاء البرلمان بـ "حذف تطبيق تيك توك وكل تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى". وقال: "من يرغب في مواصلة استخدام تلك المنصات، عليه استخدام هاتف منفصل مخصص لهذا الغرض".
هل ينبغي حظر تيك توك؟
يقول بوتر: "لا أميل للعقوبات، وإنما أفضل التنظيم". ويوضح: "ينبغي أن توضح الحكومة الأسترالية لشركات منصات التواصل الاجتماعي أننا نتوقع منهم احترام معاييرنا للخصوصية وحرية التعبير".
وأضاف أنه "ينبغي أن تكون تلك الشركات واضحة وصريحة بشأن طريقة عملها، وإذا وجدنا أنها تكذب باستمرار، ينبغي أن نوجد طريقة لمحاسبة تلك الشركات".
من جهتها، قالت كلير أونيل، وزيرة الشؤون الداخلية والأمن السيبراني بأستراليا، في بيان لها إن الحكومة الأسترالية "لديها هذا التقرير، وإنها على دراية بهذه القضايا منذ عدة سنوات". وقالت: "ينبغي أن يكون الأستراليون أكثر انتباهاً، إنهم يشاركون الكثير من معلومات حياتهم التفصيلية مع تطبيقات لا تحمي تلك المعلومات بشكل صحيح".
سيُعرض تقرير Internet 2.0 يوم الاثنين، 25 يوليو/تموز، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي حول تطبيق تيك توك. مع وجود 142 مليون مستخدم في أمريكا الشمالية، أغلبهم من الولايات المتحدة. ويقول بوتر: "أتوقع طرح الكثير من الأسئلة الصعبة حول الطريقة التي يعمل بها التطبيق".