المغتربون المغاربة.. قوة اقتصادية كبيرة لكنهم محرومون من المشاركة السياسية، لماذا؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/30 الساعة 09:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/30 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش
مهاجرون سريون يحاولون عبور السياج بين المغرب وسبتة - gettyimages

بدأ المغرب مطلع يونيو/حزيران الجاري، عملية "مرحباً" لاستقبال رعاياه المقيمين في الخارج، الراغبين في قضاء عطلة الصيف مع أقاربهم وذويهم.

تعد عودة المغتربين المغاربة إلى بلادهم خلال عطلة الصيف من بين أكبر عمليات التنقل في العالم، حيث يتراوح عددهم بين مليونين وثلاثة ملايين مغترب.

ورغم أن تحويلات المغتربين تعد المصدر الأول للعملة الصعبة بالمغرب خلال عامي 2020-2021، فإن مشاركتهم بالحياة السياسية في المملكة ضعيفة.

ورش الحماية الاجتماعية
مستشفى في المغرب / Getty images

ولا يصوت المغتربون المغاربة بالاستحقاقات الانتخابية في بلادهم، لأسباب "مالية ولوجستية" بحسب السلطات، و"سياسية" وفق البعض، رغم أن دستور المملكة يمنحهم حق التصويت.

ويبلغ عدد المغتربين المغاربة في العالم نحو 5 ملايين، بحسب إحصاءات وزارة خارجية المملكة.

  العملة الصعبة

للمغتربين المغاربة دور كبير في اقتصاد المملكة، حيث شكّلت تحويلاتهم المالية في العامين الماضيين أول مصدر للعملة الصعبة بالبلاد، بعدما كانت قبل ذلك ثاني مصدر للنقد الأجنبي.

ومطلع يونيو/حزيران الجاري، أعلن مكتب الصرف المغربي (حكومي)، أن تحويلات المغتربين بالخارج "ارتفعت 5.3% خلال الـ4 أشهر الأولى من 2022، مقارنة بالفترة نفسها في 2021".

رفع سعر الفائدة على الدولار الأمريكي سيؤثر على الدول العربية/رويترز

ووفق تقرير للمكتب "بلغت التحويلات نحو 30.56 مليار درهم (3.08 مليار دولار) خلال الثلث الأول من العام الجاري، مرتفعة من 29.03 مليار درهم (2.1 مليار دولار) خلال الـ4 أشهر الأولى من 2021".

ورغم التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا في العالم، حافظ المغتربون المغاربة على وتيرة التحويلات المالية إلى بلدهم، بل إنها شهدت ارتفاعاً مستمراً.

  حركية اقتصادية

يُسهم المغتربون خلال فصل الصيف في الحركة الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، خاصة بمجالات العقار والسياحة والتجارة والاستثمار، فضلاً عن الجانب الاجتماعي، عبر بناء مؤسسات ومرافق تقدم خدمات اجتماعية مختلفة.

ويشهد عدد من مدن المملكة انتعاشاً ونشاطاً اقتصادياً خلال فصل الصيف جراء عودة المغتربين، وذلك بعد "كساد" طوال باقي أشهر السنة، عبر اقتناء العقارات والسفر، وهو ما ينعش الحركة التجارية، خصوصاً بالمناطق الساحلية والسياحية.

  خطوط النقل

مطلع يونيو/حزيران الجاري، أعلن وزير النقل واللوجستيك المغربي، محمد عبد الجليل، توفير عدد مهم من سفن النقل البحري، لنقل المغتربين من دول إسبانيا وفرنسا وإيطاليا نحو المغرب.

وأضاف الوزير خلال جلسة لمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، أن تلك السفن ستجري نحو 560 رحلة أسبوعية بين ضفتي البحر المتوسط، لنقل نحو 490 ألف مسافر، و135 ألف سيارة.

وأفاد بأن 73 شركة للنقل الدولي ستوفر رحلات برية انطلاقاً من دول فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، ثم التنقل عبر السفن نحو المغرب، لنقل نحو 33 ألفاً و500 مغترب أسبوعياً.

  غياب سياسي

رغم ما يقدمه أفراد الجالية المغربية من دعم اقتصادي واجتماعي لبلادهم، فإنهم "ممنوعون" من المشاركة بالانتخابات البلدية والتشريعية، بقرار من السلطات.

ويُرجع مسؤولون مغاربة عدم مشاركة المغتربين في الخارج بالانتخابات إلى أسباب "مالية ولوجستية"، في ظل عددهم الكبير وانتشارهم بعدد من دول العالم.

وخلال جلسة برلمانية، في 13 يوليو/تموز 2016، قال وزير الداخلية آنذاك، محمد حصاد، إن "تصويت الجالية المغربية بالخارج يطرح إشكالات، فمثلاً أين سنقيم مكتب التصويت في الولايات المتحدة".

رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران / رويترز

وتابع حصاد: "قد أصدمكم إذا تساءلت أين سنقيم المكاتب في إسرائيل التي تضم بين 700 و800 ألف مغربي (إسرائيليين من أصول مغربية ويحملون جنسية المملكة)".

فيما أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، سابقاً، أن "الحكومة تعمل على استكمال الرؤية بخصوص المشاركة السياسية للمغاربة المقيمين في الخارج".

أما عبد الإله بن كيران، رئيس حزب "العدالة والتنمية" (معارض)، ورئيس الحكومة الأسبق (2011-2017)، فقد صرح سابقاً بأن عدم مشاركة الجالية المغربية بالخارج في الانتخابات هو "قرار سياسي".‎‎

تحميل المزيد