جولة الكاظمي بين السعودية وإيران.. تمهيد لعودة العلاقات أم لتهدئة قلق طهران من زيارة بايدن للمنطقة؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/27 الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/27 الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش
رئيس وزراء العراق السابق وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان/ الأناضول

يبدو أن المفاوضات بين السعودية وإيران قد وصلت لمرحلة متقدمة؛ حيث قام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الوسيط في هذه المفاوضات، بجولة مكوكية، وسط حديث عن إمكانية إعادة فتح سفارتي البلدين اللتين أُغلقتا عام 2016.

فقد وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى العاصمة الإيرانية طهران، ظهر أمس الأحد، لعقد مباحثات مع الرئيس إبراهيم رئيسي، قادماً من مدينة جدة في السعودية، التي عقد فيها جلسة مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السبت، يعتقد أنها تناولت ملف المفاوضات بين السعودية وإيران.

الكاظمي يتوسط في المفاوضات بين السعودية وإيران

وعُقدت خمس جولات من المفاوضات بين السعودية وإيران التي انطلقت بوساطة من الكاظمي.

وتأتي جولة الكاظمي المكوكية بين السعودية وإيران الأخيرة في ظل نشاط دبلوماسي تشهده المنطقة؛ حيث من المقرر أن تستضيف مدينة جدة، في 16 يوليو/تموز المقبل قمة دعا إليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تضم الدول الخليجية الـ6 وكلاً من مصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.

وتزامناً مع بدء زيارته إلى السعودية، نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، السبت، عن مصادر لم تسمها، أن "جولة الكاظمي إلى السعودية وإيران تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين البلدين، في إطار مشاورات الوساطة التي جرت في العاصمة العراقية بغداد".

وكانت المملكة العربية السعودية قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران يوم 3 يناير/كانون الثاني 2016 بعد إقدام مجموعات من الإيرانيين باقتحام مقر سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، احتجاجاً على إعلان الرياض إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر، ضمن عدد من المحكوم عليهم، منهم المنظّر الشرعي لتنظيم القاعدة بالمملكة فارس الشويل الزهراني.

رئيسي يدعو للحوار بين دول المنطقة والتهدئة في اليمن

وفي مؤتمر صحفي مشترك بين الجانبين، قال رئيسي: "لدينا كثير من العلاقات بين دول الجوار مع العراق، وهي علاقات ليست عادية أو تقليدية، بل علاقات عميقة جداً".

وأضاف أن "إيران والعراق عازمان على تعزيز الأواصر بين دول المنطقة، ونعتقد أن الحوار بين قادة الدول الإقليمية من شأنه أن يحل المشاكل الراهنة، مع تأكيدنا على أن التدخل الأجنبي لا يحل مشاكلنا، بل يزيد الأمور تعقيداً".

المفاوضات بين السعودية وإيران
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في طهران/ الأناضول

وتابع رئيسي: "أكدنا خلال الاجتماع على ضرورة انطلاق حوار بين دول المنطقة لتسوية مشاكلها، كما أكدنا على ضرورة استمرار الهدنة في اليمن، وضرورة وجود حوار يمني يمني لإنهاء الأزمة".

وهو ما أعاد الكاظمي التأكيد عليه بالقول إن الطرفين، العراقي والإيراني، اتفقا على ضرورة "التهدئة في المنطقة، ودعم الهدنة في اليمن".

وأشار الكاظمي الى أنه بحث مع الرئيس الايراني القضايا المصيرية التي تواجهها شعوب المنطقة، وقال إن البلدين اتفقا على "دعم وقف إطلاق النار في اليمن، وضرورة الحوار لإنهاء حرب سببت معاناة كبيرة لشعب هذا البلد".

 لقاء جدة حضره رئيس الاستخبارات الذي قاد المفاوضات مع إيران

وخلال لقاء الأمير محمد بن سلمان والكاظمي في جدة، جرى تبادل وجهات النظر حول عدد من المسائل، بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

فيما أكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، على "الدور البارز للعراق في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والدفع بجهود التهدئة والحوارات البنّاءة إلى الأمام"، في إشارة غير معلنة إلى جهود الوساطة العراقية المتواصلة منذ أبريل/نيسان 2021، لإعادة تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران.

وحضر جلسة المباحثات، رئيس الاستخبارات السعودية خالد بن علي الحميدان، الذي سبق أن قاد مفاوضات بلاده مع الجانب الإيراني في عدة جولات، لإعادة تطبيع العلاقات بوساطة عراقية.

تقارير عن رغبة طهران في إعادة فتح السفارات

وعلى هامش زيارته لطهران الأحد، التقى الكاظمي بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بحضور وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.

ونقلت وسائل إعلام محلية إيرانية عن "عبد اللهيان" قوله، إن بلاده "تؤيد إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرياض".

وأشاد الوزير بجهود العراق في "تعزيز حسن الجوار ودوره البناء في المعادلة الإقليمية والحوار بين إيران والسعودية".

وعُقدت 5 جولات من المحادثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين بوساطة عراقية، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى، منها سلطنة عُمان، بجمع الطرفين على طاولة واحدة.

وكانت الجولة الرابعة من المفاوضات بين السعودية وإيران قد عقدت أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.

وبعد أكثر من عام من الاجتماعات الثنائية، اتفق البلدان في الجولة الخامسة على "خارطة طريق عامة لتطبيع العلاقات".

وفي ختام هذه الجولة من المحادثات في 21 أبريل/نيسان الماضي، قال الكاظمي إنه مقتنع بأن "التفاهم بات قريباً" بين الرياض وطهران.

ولي العهد السعودي يؤكد رغبة بلاده في التعايش مع الجارة إيران

وحينذاك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، التقارير الإعلامية حول عقد الجولة الخامسة من المحادثات، قائلاً: إن "المحادثات كانت إيجابية".

ومطلع مارس/آذار الماضي، دافع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن سياسة "التعايش" مع إيران، ولقي تصريحه ترحيباً من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي رأى فيه "استعداداً" من الرياض لإعادة العلاقات مع بلاده.

وعبّر ولي العهد السعودي في 28 أبريل/نيسان الماضي، عن رغبة بلاده في أن تتمتع بـ"علاقات جيدة ومتميزة" مع إيران، بصفتها "دولة جارة".

وقبل وساطة الكاظمي، كان رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، قد تقدم بمبادرة لتقريب وجهات النظر بين البلدين، رأى مراقبون أنها كانت تمهيداً لوساطة الكاظمي التي توصف بأنها وساطة "ناجحة".

هل تهدف جولة الكاظمي لعودة العلاقات أم تقليل مخاوف إيران من زيارة بايدن؟

ونقل موقع "بغداد اليوم" الإخباري عن الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي، قوله إنه حصل على معلومات من مسؤول في الخارجية الإيرانية، مفادها أن الكاظمي جاء لطهران "يحمل رسالة شفهية أو ورقية من المسؤولين السعوديين حول الإعلان شبه الرسمي لإعادة العلاقات بين البلدين".

ووفقاً لنفس الموقع الإخباري، فإن "أفقهي" كشف عن أن مضمون الرسالة السعودية يفيد بـ"انتهاء الوساطة العراقية". 

لكن جريدة "الجريدة" الكويتية نقلت عن مسؤولين حكوميين، لم تسمهم، أن زيارتي الكاظمي إلى جدة وطهران تهدف لترتيب عقد جلسة سادسة من الحوار بين البلدين، السعودية وإيران، بوساطة عراقية.

وقالت "الجريدة" إن زيارة الكاظمي إلى السعودية وإيران ناقشت جدول أعمال القمة العربية الأمريكية المرتقبة في جدة منتصف يوليو/تموز المقبل، وتأكيد العراق لإيران والسعودية بأنه لن يكون مع محور ضد أي محور آخر إقليمي أو دولي.

تحميل المزيد