ما هو الجيل Z؟
ربما يكون العالم الآن في حالة مخاض تشبه ما حدث في الستينيات والسبعينيات.
في تلك الجنة المفقودة البعيدة احتل الشباب صدارة المشهد الثقافي والسياسي، وغنوا للحياة ضد الحروب المدمرة، وفضلوا كسر كل القواعد "البرجوازية" باسم الحب والإنسانية. تظاهروا ضد الحرب في فيتنام وعاشوا في تجمعات صغيرة عشوائية تتحدى دقة وصرامة العواصم الغربية الكبرى حتى كبروا، وتاهوا في زحام المجتمعات التي حاربوها.
لكننا نتحدث الآن عن الجيل الأكثر تنوعاً واندماجاً مع العالم الرقمي حتى الآن، الجيل Z.
وُلد شباب الجيل Z حوالي عام 2000.
في ذلك الوقت، كان الإنترنت متاحاً للجمهور، وتتحكم الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية لمليارات البشر.
جاء هذا الجيل إلى عالم يستعد للإقلاع نحو الفضاء الافتراضي، فوجد في متناوله كل أنواع المتاجر الإلكترونية والمنصات الترفيهية.
نشأ الجيل Z في عصر "ما بعد الرقمية".
إنهم لا يعرفون كيف كانت الحياة قبل Google أو iPhone أو التسوق عبر الإنترنت، وبالتالي فهم يعتبرون ذلك أمراً مفروغاً منه.
يُعرف الجيل Z باسم "جيل شباب الألفية"، مواليد عام 1995 أو ما بعده.
جيل يمثل رُبع سكان الولايات المتحدة، في عالم يبلغ فيه عدد المراهقين 1.2 مليار من أصل نحو 8 مليارات نسمة هم سكان الكوكب. والمقصود هنا الفئة التي تعيش عقدها الثاني، أي من سن عشر سنوات حتى 19 عاماً، وهي فترة التشكل والتحول والنشاط والاكتشاف المعرفي والعاطفي أيضاً.
وتأثيرهم سيكون هائلاً، وفي كل المجالات.. من الاقتصاد والسياسة إلى الموسيقى وأسلوب الحياة.
هذا التقرير يستكشف ملامح هذا الجيل المختلف، ويستعرض أهم بصماته التي تميزه عن الأجيال السابقة، وتجعلنا نشعر أن الحياة سوف تتغير كثيراً بعد مرور الجيل Z على هذا الكوكب.
نعيش الآن بين ثلاثة أجيال
هناك خمسة أجيال مختلفة من بداية القرن العشرين، وفقاً لتقرير منظمة اليونيسكو 2019:
- أوّلها الجيل التقليدي، أو "الصامت"، المولود بين 1928 و1944.
- جيل الطفرة السكانية المولود بين 1945 و1965.
- ثم الجيل "X" المولود بين عامي 1965 و1979.
- والجيل "Y" أو "جيل الألفية" المولود بين 1980 و1995.
- أخيرا الجيل "Z" المولود منذ عام 1995، هو الجيل الذي لا يعرف العالم من دون تكنولوجيا.
الجيل هو مرحلة التعاقب الطبيعية من أب إلى ابن، ويُعرف بأنه متوسط الفترة الزمنية بين ولادة الآباء وولادة أبنائهم، ومدّته يحددها علماء الاجتماع من 23 إلى 30 عاماً. لكن التكنولوجيا أسهمت في التحول السريع للقيم الاجتماعية بحيث أصبح من المنطقي تقليص الحدود بين الأجيال إلى 15 عاماً.
الأجيال العمرية التي تشكل المجموع السكاني الفعال في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الراهنة هي ثلاثة أجيال رئيسية، هي: X ثم Y وأخيراً Z.
هل يهتم جيل Z فعلاً بالمناخ والقضايا العامة، أم أنه جيل مشغول بنفسه وأحلامه الفردية؟ الإجابة في السطور التالية.
لماذا يختلف جيل Z عن الأجيال السابقة له؟
فجأة أصبح الجيل Z مركز اهتمام الجميع، الحكومات الغربية والمنظمات والشركات والمجتمع بشكل عام. لماذا؟
أعضاء "Gen Z" مجموعة قوية من الشباب والمراهقين.
يتقنون أسرار العالم الرقمي وتقنياته، ويتعاملون مع الشبكة العنكبوتية بكل أريحية ويسر.
هم أيضاً قوة استهلاكية قوية الآن، وأساس القوى العاملة في المستقبل.
لذلك، من المهم جداً فهم كيف يفكر هؤلاء الشباب، وما يؤمنون به ويقدرونه، وكيف يشكّلهم العالم الذي نشأوا فيه.
كان العديد منهم أطفالاً أو مراهقين خلال الانهيار المالي لعام 2008 وشاهدوا كلاً من جيل الألفية وآبائهم يعانون نتيجة لذلك.
لقد رأوا كيف يمكن أن يكون العمل غير مضمون ولا مستقر، وأن المال والأمن الوظيفي والنجاح لن يكون بالضرورة سهلاً عليهم.
يقول 60% من الجيل Z إنه لا يمكن الوثوق بمعظم الناس.
ويقول 58% منهم إنهم يشعرون بالتوتر إذا لم يستخدموا الإنترنت لأكثر من 4 ساعات يومياً على الأقل.
ويرتبط 56% من الجيل Z بصداقات مع أشخاص لا يعرفونهم إلا عبر الإنترنت.
ربما تكون أبرز سمات هذا الجيل هي أنهم أكثر إتقاناً وشغفاً بالتكنولوجيا وتطبيقاتها، خصوصاً في مجال التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو، وهم الجيل الذي يقدم لمحة عن مستقبل الاتصالات والبنوك والتسوّق والتعلم والاستثمار والعمل وغيرها من المجالات.