ضمن خطتها طويلة المدى لتسليح أسطولها المتنامي من السفن الحربية، أطلقت البحرية الأمريكية أحدث نسخة من صواريخ توماهوك "بلوك 5″، أو Block V، حيث يمتلك صاروخ الكروز الجديد ذو القدرات العالية رأساً حربياً مضاداً للسفن، كما توجد نسخة أخرى منه تمتلك رأساً حربياً، وتم تحسينه من قبل البحرية لضرب أهداف على الأرض. فما هو صاروخ توماهوك، وما أبرز ما يميزه؟ ولماذا تعتبر النسخة الأخيرة منه قادرة على ضرب أي شيء؟
ما هو صاروخ توماهوك؟
يعد صاروخ توماهوك Tomahawk من أشهر الصواريخ التي استخدمها الجيش الأمريكي على نطاق واسع في حروبه خلال العقود الأخيرة، وهو عبارة عن صاروخ كروز بعيد المدى، يعمل في جميع الأحوال الجوية، بالطاقة النفاثة، ويستخدم بشكل أساسي من قِبل البحرية الأمريكية والبحرية الملكية البريطانية، في عمليات الهجوم البري بالسفن والغواصات.
وترجع تسمية هذا الصاروخ إلى اسم "فأس" كان يستخدمه سكان أمريكا الأصليون. وبموجب عقد من البحرية الأمريكية تم تصميم أول نسخة من صواريخ توماهوك بواسطة شركة General Dynamics في سبعينيات القرن الماضي، وذلك بهدف صنع صاروخ متوسط إلى طويل المدى ومنخفض الارتفاع يمكن إطلاقه من منصة حربية بحرية، ويتميز بتصميم معياري يستوعب مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية وإمكانيات التوجيه والمدى.
خلال التسعينيات، كانت شركة McDonnell Douglas Corporation الأمريكية هي المورد الوحيد لصواريخ توماهوك، وأنتجت نسخاً من صواريخ Block II وBlock III وBlock III وBlock IV.
كانت آخر مرة تستخدم فيها البحرية الأمريكية صاروخ توماهوك، عام 2018، وذلك خلال توجيه ضربات صاروخية ضد النظام السوري، عندما تم إطلاق 66 صاروخاً على منشآت الأسلحة الكيماوية السورية، بحسب البنتاغون.
ما هي أبرز مزايا صاروخ توماهوك؟
1- يمكن استخدام صاروخ توماهوك في كل الأجواء، ويمكن إطلاقه من السفن والغواصات التابعة للبحرية الأمريكية لتنفيذ هجمات أرضية.
2- يعتبر توماهوك صاروخ هجوم، يستطيع التحليق على ارتفاعات منخفضة، ويمكنه تغيير مساره أثناء التحليق بسرعة لضرب الأهداف المتحركة.
3- تم تطوير صاروخ توماهوك ليعمل ضمن شبكة معلومات مركزية تُمكّنه من استقبال وإرسال البيانات إلى منصات مختلفة عقب الإطلاق بصورة تساعده على تحديد أهدافه بدقة.
4- تبلغ دقته حوالي 5 أمتار، ويتم توجيهه عبر نظام الملاحة GPS. وقد يبلغ مداه 2400 كيلومتر، ويمكنه السفر بسرعة 885 كم في الساعة، ويتجاوز سعر الصاروخ الواحد من التوماهوك 570 مليون دولار.
5- يتم تخزين الصاروخ ونقله في عبوات مضغوطة تُستخدم كأنابيب إطلاق من على متن السفن الحربية الأمريكية.
Block V.. أحدث نسخة من صواريخ توماهوك كروز
أكدت البحرية الأمريكية مؤخراً أنها تعمل مع شركة Raytheon على إدخال أحدث صاروخ كروز في منظومتها، وهو صاروخ توماهوك "بلوك V"، الذي يمتلك قدرات لضرب أهداف في البحر والجو وعلى حافة الغلاف الجوي.
يمكن للصاروخ الجديد إغراق السفن وإسقاط الطائرات واعتراض الصواريخ الباليستية، وأيضاً استهداف القوات البرية للعدو وحتى الغواصات. فهو يجمع بين الراصد والرأس الحربي المتفجر لصاروخ جو-جو متقدم متوسط المدى، وهيكل صاروخ أرض-جو الأقدم للبحرية SM-2.
ووفقاً لخبراء أمريكيين، يمكن للبحرية إنتاج نسخة مضادة للغواصات من الصاروخ الجديد، عن طريق استبدال الرأس الحربي بطوربيد ينفصل عن جسم الصاروخ.
وتشمل الخطط البحرية الأمريكية إحالة صواريخ Block III Tomahawks إلى التقاعد، ورفع مستوى ومدى صواريخ Block IV، حسبما صرحت مديرية برنامج البحرية لأنظمة الأسلحة الجوية الأمريكية خلال العام 2021.
ومنحت البحرية، في مايو/أيار 2022، عقداً لشركة Raytheon بقيمة 217 مليون دولار، لبناء 154 صاروخاً من طراز Tomahawk للقوات البحرية والجيش ومشاة البحرية، حسبما أعلنت وزارة الدفاع.
وينص العقد على شراء إجمالي 154 نظاماً صاروخياً من طراز Block V Tomahawk، منها 54 نظاماً لصالح مشاة البحرية، و70 إلى البحرية و30 إلى الجيش.
وتتميز صواريخ Block V بترقية NAV / COMMS التي تحافظ على القدرة على التحديثات أثناء الرحلة وتحسين الملاحة. ستشمل قدرات بلوك V المستقبلية متغير (Maritime Strike Tomahawk MST) ونظام الرؤوس الحربية المشتركة متعددة التأثيرات (JMEWS).
وفي نهاية عام 2020، أنهت البحرية الأمريكية اختبار صاروخ الكروز الجديد Block V بعد إطلاق صاروخين منه، من المدمرة الأمريكية Arleigh Burke USS Chafee DDG-90، بحسب ما أعلن البنتاغون.
ويتوافق صاروخ توماهوك Block V مع استراتيجية العمليات الموزعة التابعة للبحرية الأمريكية (DMO)، والتي يتلخص مفهومها بتمكين الهجمات الشبكية الدقيقة الأقل عرضة لنيران العدو. ومن خلال شبكات السفن والطائرات بدون طيار والطائرات ومنصات أخرى، عبر مسافات بعيدة، بشكل آمن، تعتزم البحرية الأمريكية زيادة نطاق عملياتها ومداها، وتحسين بقائها على قيد الحياة من خلال تقليل التعرض للنيران المحتملة، وتحسين التقدم التكنولوجي الذي يوفره التوجيه الدقيق الجديد، وتقنيات الشبكات.