عام المجاعة.. الجوع يهدِّد مئات الملايين في العالم ويُفاقم أوضاع اللاجئين والفقراء بدول عربية

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/15 الساعة 14:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/15 الساعة 14:04 بتوقيت غرينتش

عاجل: عشرات ملايين البشر، من أوروبا إلى آسيا، ومن إفريقيا إلى الشرق الأوسط معرضون للمجاعة هذا العام.

خبر من 16 كلمة تاه في زحام عناوين الحروب الأخيرة والمجاعات والأوبئة التي تضرب العالم.

تحذير شديد اللهجة من الكيان الأممي المختص بالتخطيط لعالم لا يعرف الجوع، وهو برنامج الأغذية العالمي: "نحن نتحدث عن كارثة تأتينا على رأس كارثة سابقة، فقد انتقلت أوكرانيا من سلة خبز العالم إلى طوابير الخبز، لم نكن لنتخيل أن أي شيء كهذا سيكون ممكناً". 

هكذا مثلاً تحدث ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو يزف للعالم المتحضر أن الحرب في أوكرانيا تهدِّد بتدمير جهود البرنامج لتوفير الغذاء لحوالي 125 مليون شخص على مستوى العالم.

دول مثل مصر ولبنان تعتمد بأكثر من 80% على الحبوب الأوكرانية، وتأثير الحرب على الزراعة ليس مجرد الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، بل في صعوبة العثور على بدائل.

ودولة مثل اليمن شهدت انخفاضاً في الحصص الغذائية بمقدار النصف وربما إلى الصفر. 

على مدى السنوات الثلاث الماضية، ظلت معدلات الجوع في العالم تتفاقم، ومع الغزو الروسي يواجه العالم الآن خطر مجاعة وشيكة وجوع في المزيد من المناطق.

بعبارة أخرى: على مدى السنوات الثلاث الماضية، ظلت معدلات الجوع والمجاعة في ارتفاع. ومع الغزو الروسي، أصبحنا نواجه الآن خطر مجاعة وشيكة وجوع في المزيد من الأماكن حول العالم، كما قال مايكل فخري مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء. 

كان عدد الأشخاص الذين يواجهون مجاعة محتملة في جميع أنحاء العالم قد ارتفع بالفعل من 80 مليوناً إلى 276 مليوناً في أربع سنوات قبل الغزو الروسي، بسبب "عاصفة كاملة" من الصراعات، والتغير المناخي، وفيروس كورونا. 

"الملايين تقترب الآن من الموت جوعاً، مما يهدد بزيادة الهجرة وعدم الاستقرار على مستوى العالم"، كما ورد بالنص في بيان برنامج الأمم المتحدة للغذاء. 

في هذا التقرير نستعرض ملامح الأزمة الغذائية الوشيكة عبر قسمين، الأول عن مؤشرات الأزمة في السنوات السابقة للحرب في أوكرانيا،

والثاني عن النتائج المباشرة للحرب على أسواق الغذاء، وحقيقة المجاعات التي تحذر منها الأمم المتحدة في عدة مناطق في العالم، مع التركيز على أبرز المتضررين بين الشعوب العربية.

اليوم: عالم على حافة المجاعة

المسؤولون  في أوكسفام Oxfam، المؤسسة الخيرية التي تتخذ من نيروبي مقراً لها، قالوا: "إن الوضع يتجه بطرق عديدة نحو الكارثة، وبدون مساعدة كبيرة وفورية، سيزداد سوءاً. لا يوجد نداء إيقاظ أفضل من اللحظة الحالية، مع الارتفاع الحاد لأسعار المواد الغذائية، والجوع الشديد، للتحدث بجديّة وإعادة التفكير في أنظمة الغذاء العالمية".

الخلاصة: المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم أصبحوا معرّضين لخطر المجاعة.

الوضع سيكون شديد الفداحة وكأنه "الجحيم على الأرض"، كما قالها رئيس برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي.

كان العالم يتجه صوب هذه الأزمة، لكن حرب روسيا على أوكرانيا جعلت الكارثة على مرمى حجر.

الصراع بين بلدين ينتجان معاً ثلث إنتاج القمح في العالم، قفز بأسعار الحبوب العالمية بنسبة 21% في غضون 10 أيام فقط حتّى بداية مارس/آذار 2022. 

ازدادت أسعار القمح بنسبة 70% في شهر واحد، ويعتقد الخبراء أن الوضع مرشح للأسوأ.

بعض المزارعين في أوكرانيا تخلّوا عن حقولهم من أجل حمل السلاح في مواجهة الغزو الروسي. 

مزارع البلاد لا تجد الوقود بعد تحويل الإمدادات إلى الجيش. بدون هذا الوقود لن يتمكن المزارعون الأوكرانيون من الزراعة أو الحصاد لهذا الموسم على الأقل.

وتسببت الحرب في قطع خطوط الإمداد التي تستخدم عادة لتصدير المنتجات الزراعية. 

قلصت روسيا صادراتها من القمح والذرة، وقال وزير الزراعة الأوكراني إن محصولها الربيعي قد لا يتجاوز نصف ما كانت تتوقعه البلاد قبل الحرب. 

وأوقفت أوكرانيا تصدير اللحوم، والماشية، والملح، والسكر، والحنطة السوداء، والشوفان، وغيرها من الحبوب.

وقال الخبراء إنه لا يمكن إيجاد بديل عن القمح الروسي والأوكراني بسهولة. 

وأكدت الأمم المتحدة أن المخزونات صغيرة في الولايات المتحدة وكندا، بينما تحد الأرجنتين من الصادرات، وأستراليا تعمل بكامل طاقتها الشحنية.

لم تكن حرب أوكرانيا هي ضربة البداية للمجاعة العالمية المحتملة، بل هناك أسباب قديمة وأخرى جديدة. 

الطقس الرديء والجفاف وأسعار الأسمدة

الطقس الرديء الذي يشهده العالم غير مسبوق تاريخياً. 

واجهت 35 ولاية أمريكية حالة جفاف في نهاية الشتاء، ولا تزال الظروف الجافة الشديدة أو القاسية قائمة من ساحل المحيط الهادئ في الغرب إلى أقصى لويزيانا وأركانساس في الشرق.

ثم ارتفعت أسعار الأسمدة.

روسيا هي أكبر مصدِّر للأسمدة في العالم، حيث توفر حوالي 15% من الإمدادات العالمية. هذا الشهر، وبينما كان المزارعون في جميع أنحاء العالم يستعدون للزراعة، طلبت روسيا من منتجي الأسمدة لديها وقف الصادرات. وقد جعلت العقوبات بالفعل مثل هذه المعاملات صعبة.

تحميل المزيد