هل يستغل الناتو حرب أوكرانيا لتوسيع حدوده شمالاً عبر ضم السويد وفنلندا، وهل يؤدي هذا التوجه إلى اندلاع حرب كبيرة في أوروبا، أم أن روسيا باتت منشغلة بأوكرانيا بطريقة تمنعها من التورط في صراع آخر؟
كان أحد أهداف الحرب الروسية على أوكرانيا منع انضمامها للناتو، وتأكيد النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية، وجعل الغرب يفكر مرتين في التوسع عسكرياً وسياسياً تجاه حدود روسيا.
بل في بعض المراحل كانت مطالب بوتين من الغرب خلال الأزمة الأوكرانية، هو إعادة حدود الناتو لعام أوائل التسعينيات أي إخراج كل دول أوروبا الشرقية من الحلف.
ولكن اليوم في ظل التورط الروسي في المستنقع الأوكراني، قد يحدث ما لا تحمد عقباه لروسيا.
إذ وحَّدت الحرب على أوكرانيا الغرب بطرق بدت وكأنها لا يمكن تصورها في بداية العام.
كما تقترب فنلندا والسويد- الدولتان الإسكندنافيتان غير المنحازتين رسمياً- من الانضمام إلى حلف الناتو، حتى إن تقريراً نشرته صحيفة Monday in the Times of London مؤخراً أشار إلى أن كلا البلدين يمكن أن ينضم لعضوية الناتو في غضون أشهر.
شركاء أكثر موثوقية من بعض أعضاء الناتو
من الناحية العملية، تربط كل من فنلندا والسويد بالفعل علاقات عسكرية وثيقة مع الناتو والاتحاد الأوروبي، وفقاً لمجلة الإيكونوميست البريطانية، يشير بعض الخبراء إلى أن القدرات العسكرية الفنلندية "أكثر قابلية للتعاون مع الناتو وإجراء عمليات مشتركة الأعضاء الرئيسيين بالحلف – من بعض الأعضاء الفعليين الآخرين به".
ولكن استغرقت الرحلة السياسية نحو الناتو وقتًا أطول في السويد والنرويج.
فقط عندما بدأت روسيا تحت حكم بوتين في إثبات أن عتبة استخدام القوة العسكرية كانت أقل مما كان يأمل الكثيرون- أولاً مع الحرب مع جورجيا في عام 2008 ثم غزو أوكرانيا في بداية عام 2014- بدأ النقاش حول عضوية محتملة في الناتو، كما كتب رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت في مقال رأي في صحيفة Washington Post الأمريكية الشهر الماضي.
وأضاف بيلت أنه بعد حرب بوتين على أوكرانيا، "لا مجال للعودة إلى ماضي الحياد الوهمي"، حسب تعبيره.
علاقة مركبة تربط روسيا بالدولتين
العلاقة بين فنلندا والسويد حساسة للغاية تاريخياً، السويد هي أحد الخصوم التاريخيين لموسكو منذ قرون، ويقال إن السويديين غزوا روسيا قبل نحو ألف عام وقادوا الشعب الروسي لتأسيس دولته الحديثة، وإن اسم روسيا أصلاً اسم سويدي.
وكان صعود روسيا الحديثة في عهد بطرس الأكبر على حساب السويد وفنلندا تحديداً.
وحتى مدينة سان بطرسبرغ ثاني أكبر مدن روسيا وميناءها الرئيسي وعاصمتها لمئتي عام خلال العهد القيصري بنيت على أرض كانت مملوكة للسويد وتسكنها قبائل فنلندية انتزعها بطرس الأكبر من الإمبراطورية السويدية.
أما فنلندا فهي نفسها كانت مستعمرة روسية انتزعت من السويد وخضعت لموسكو لنحو قرنين من الزمان قبل أن تستغل فوضى الحرب الأهلية الروسية بعد الثورة البلشفية لتستقل، وقد خاضت فنلندا عشية الحرب الباردة حرباً دموية ضد أطماع موسكو قاتلت فيها ببسالة قبل أن تفقد بعض أراضيها، ثم عادت فنلندا لتدعم الغزو الألماني لروسيا وشاركت في الحصار النازي لسان بطرسبرغ (لينينغراد)، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية، أعلنت حيادها حياداً جعلها تسمح بقدر كبير من النفوذ السوفييتي داخلها، وصل إلى إعادة إجراء الانتخابات إذا لم تقبلها موسكو.
وطوال فترة الحرب الباردة ظلت السويد وفنلندا دولتين محايدتين، مع اختلاف بينهما، إذ كان فنلندا أقرب لموسكو وأكثر خضوعاً لسطوتها، بينما كان السويد أقرب للناتو.
ولكن حياد الدولتين الإسكندنافيتين لم يكن حياداً قائماً فقط على السلام وإرسال الورود لموسكو، بل قام على إنتاجهما عقيدة عسكرية تقوم على محاولة تنظيم مقاومة فعالة لأي غزو سوفييتي محتمل، وخاصة السويد التي اشتهرت بجيش كفء وصناعات عسكرية متقدمة، وأسلحة تراعي التفوق السوفييتي، حتى إن أحد المبادئ الأساسية للطائرات الحربية السويدية الصنع أن تكون قادرة على الانطلاق والهبوط من الطرق السريعة المخصصة للسيارات؛ لأنها افترضت دوماً أنه في حال وقوع حرب مع موسكو، فإن الروس سيسيطرون على المطارات أو يقصفونها، بل إن السويد كانت تفكر في اقتناء أسلحة نووية.
وأدى التماسك المجتمعي لفنلندا والسويد والسياسات الحذرة إلى افتراض أن غزواً عسكرياً من روسيا لن يكون نزهة عسكرية رغم فارق القوة الهائل بين موسكو والبلدين الذي لا يزيد عدد سكانهما معاً عن 15 مليون نسمة.
فنلندا من النموذج للخضوع المقنن لموسكو إلى التمرد عليها..
كيف نجت فنلندا من اليد الروسية الباطشة؟
حافظت فنلندا على حيادها خلال الحرب الباردة وإلى اليوم، حيث لديها علاقة وثيقة مع الغرب، إضافة إلى علاقة غريبة مع موسكو.
كان يُنظر إلى هلسنكي التي تشترك في حدود بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، على أن علاقتها بموسكو مختلفة اختلافاً كبيراً عن علاقة جيران روسيا الآخرين في دول البلطيق وأوروبا الشرقية الذين يقلقون علناً بشأن أجندة بوتين في المنطقة، خاصة بعد ضم القرم من أوكرانيا عام 2014، حسبما ورد في تقرير لموقع BBC البريطاني.
وكان كثيرون يرون أن النموذج الفنلندي هو الأحرى بأوكرانيا الاقتداء به بعد استقلالها عن الاتحاد السوفييتي عام 1991، بدلاً من الانحياز للغرب، ولو فعلت ذلك لنجت أوكرانيا من ابتلاع روسيا شبه جزيرة القرم الاستراتيجية أو فصلها إقليم الدونباس ذا الأغلبية الناطقة بالروسية.
الآن السويد وفنلندا تخشيان مصير أوكرانيا
"يعتقد الفنلنديون أنه إذا كان بوتين يستطيع ذبح أخواته وإخوته وأبناء عمومته في أوكرانيا، كما يفعل الآن، فلا شيء يمنعه من فعل ذلك في فنلندا"، حسبما قال ألكساندر ستاب، رئيس وزراء فنلندا السابق.
وأضاف: "نحن ببساطة لا نريد أن نترك وحدنا مرة أخرى" مذكّراً بحرب الشتاء السوفييتية الفنلندية التي استمرت من نوفمبر/تشرين الثاني 1939 إلى مارس/آذار 1940.
وقال: كان هناك توتر طويل في البلاد بين المثالية – الرغبة في أن تكون قادراً على العمل مع روسيا، التي تشترك معها في الحدود – والواقعية، الأمر الذي تطلب من فنلندا الحفاظ على جيش دائم قوي في حالة غزو روسيا.
لقد تبخرت هذه المثالية الآن إلى حد كبير في أعقاب هجوم روسيا على أوكرانيا.
فالأمور بدأت تتغير بشدة في علاقة فنلندا مع روسيا منذ انطلاق الحرب الأوكرانية، وهو ما ظهر في تدفق السلاح الفنلندي إلى كييف وإغلاق هلسنكي المجال الجوي لها أمام الطائرات الروسية.
ولكن زاد التوتر الروسي الفنلندي إعلان بعض ساسة البلاد عن رغبتهم في الانضمام للناتو، مثل رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، التي أعربت مؤخراً عن رغبة بلادها في الانضمام لحلف الناتو، رغم أنها ظلت محايدة طوال الحرب الباردة، ولم تلتحق بالناتو بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
وصرحت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، يوم الجمعة، بأن برلمان بلادها من المقرر أن يناقش عضوية الناتو المحتملة "خلال الأسابيع المقبلة"، مضيفة أنها تأمل أن تختتم هذه المناقشات "قبل منتصف الصيف".
وقالت: "أعتقد أننا سنجري مناقشات متأنية للغاية، لكننا أيضاً لا نأخذ وقتاً أكثر مما ينبغي في هذه العملية، لأن الوضع، بالطبع، خطير للغاية".
ومن المتوقع أن تصدر فنلندا تقريراً عن السياسة الأمنية للبلاد هذا الأسبوع، وهي خطوة رئيسية على طريق يحتمل أن ينتهي بأن تتقدم البلاد بطلب للانضمام إلى الناتو، حسبما ورد في تقرير لموقع شبكة CNN الأمريكية.
البلدان يفكران في الانضمام للناتو بشكل متزامن
وقال وزير خارجية فنلندا، بيكا هافيستو، إنه من "المهم" أن تتبع السويد المجاورة "عملية مماثلة" يتوقع أن تستغرق بعض الوقت. "لكننا بالطبع نتبادل المعلومات طوال الوقت، ونأمل، إذا اتخذنا أنواعاً مماثلة من القرارات، فيمكننا تنفيذها في نفس الوقت تقريباً".
وقال مسؤول فنلندي مؤخراً: "أجبرت تصرفات موسكو في أوكرانيا فنلندا على "إعادة التفكير في الأساسيات"، فعلاقاتنا مع روسيا لا يمكن أن تكون هي نفسها كما كانت في السابق بسبب التصرفات الروسية".
تجري السويد انتخابات في وقت لاحق من هذا العام، حيث من المرجح أن يكون الناتو قضية رئيسية في الحملة الانتخابية، مع عدم اعتراض الأحزاب الرئيسية على الانضمام إلى الحلف.
لم تستبعد رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون في نهاية شهر مارس/آذار المنصرم انضمام بلادها للناتو.
وأوضح بيان صدر مؤخراً عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي، الذي يقود حكومة أقلية في ستوكهولم، أن الحزب الذي يمثل يسار الوسط يعيد تقييم معارضته التقليدية لعضوية الناتو. وقال الحزب: "عندما غزت روسيا أوكرانيا، تغير الموقف الأمني للسويد بشكل جذري"، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية.
وقال مسؤول سويدي لشبكة CNN إن السويد تجري تحليلاً للسياسة الأمنية من المقرر أن تكتمل بحلول نهاية مايو/أيار 2022، ومن المتوقع أن تعلن الحكومة موقفها بعد هذا التقرير، قالوا إن بلادهم يمكن أن تعلن موقفها في وقت أقرب، اعتماداً على الوقت الذي تفعله فنلندا المجاورة.
ورغم أن السويد هي أكبر الدولة الإسكندنافية وأقواها، ولكن في مسألة الانضمام للناتو، يبدو أنها تنتظر قرار فنلندا بالنظر إلى موقف الأخيرة الأكثر حساسية مع روسيا باعتبارها الأقرب جغرافياً، ولها أطول حدود لدولة غربية مع موسكو، إضافة إلى خوضها حروب عدة معها.
تحوُّل تاريخي في موقف الرأي العام
تحول الرأي العام في كلا البلدين حول الانضمام إلى التحالف الدفاعي حدث بشكل كبير جراء الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث قال رئيس وزراء فنلندي سابق لشبكة CNN إن خطوة الانضمام "كانت إلى حد كبير صفقة غير محتملة حتى 24 فبراير/شباط، عندما غزت روسيا".
وللمرة الأولى، يدعم غالبية السويديين الانضمام إلى الناتو، بينما وجد استطلاع في نهاية الأسبوع أن 68٪ من الفنلنديين سيدعمون الحصول على عضوية الناتو وأن عدداً أكبر سيدعم هذا المسعى إذا حظي بالتأييد العام من رئيس البلاد، في عام 2019 فقط، عارض أكثر من نصف الفنلنديين الانضمام إلى الناتو.
وكانت فنلندا والسويد قد انتهكتا فجأة موقفاً (مواقف) طويلة الأمد بعدم تصدير الأسلحة إلى مناطق الحرب وقامتها إرسال الإمدادات إلى أوكرانيا.
ماذا عن موقف الناتو؟
قال مسؤولو الناتو لشبكة CNN إن المناقشات حول انضمام السويد وفنلندا إلى الكتلة أصبحت جدية للغاية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية إن الأمر طرح في اجتماع وزراء خارجية الناتو مؤخراً، والذي حضره وزيرا خارجية فنلندا والسويد.
وقال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو، للصحفيين مؤخراً إن الحلف لم يستبعد قبول أعضاء جدد، لكنه قال إن الأمر متروك في النهاية لفنلندا والسويد لتقرير ما إذا كانا يريدان الانضمام، حسبما أفادت رويترز.
وقال باور: "إنه قرار سيادي لأي دولة تريد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي للتقدم بطلب للعضوية، وهو ما لم تفعله حتى الآن… نحن لا نجبر أحداً على الانضمام إلى الناتو".
ويعتقد أن واشنطن تدعم الخطوة التي ستشهد زيادة عدد أعضاء التحالف الغربي إلى 32 عضواً.
لا يُتوقع من أي دولة عضو في الناتو- ولا حتى المجر الصديقة لبوتين- أن تستخدم حق النقض ضد طلب العضوية المحتمل من السويد وفنلندا.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع: "إذا نظرت إلى الرأي العام في فنلندا والسويد، وكيف تغيرت وجهات نظرهما بشكل كبير خلال الأسابيع الستة الماضية، أعتقد أنه مثال آخر على كيف كان حرب بوتين على أوكرانيا فشلاً استراتيجياً".
بالتزامن مع الحديث عن احتمال انضمام السويد وفنلندا للناتو، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن الحلف يخطط الآن لوجود عسكري دائم أكبر بكثير على حدوده مع روسيا. وقال لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية: "بغض النظر عن موعد وكيفية انتهاء الحرب في أوكرانيا، فإن لهذه الحرب بالفعل عواقب طويلة المدى على أمننا، ويحتاج الناتو إلى التكيف مع هذا الواقع الجديد. وهذا بالضبط ما نفعله".
كيف سيرد بوتين على توسيع الناتو، وهل يلجأ للأسلحة النووية؟
مطلع شهر مارس/آذار الماضي، أعلنت السلطات السويدية أن 4 طائرات حربية روسية حلقت لفترة وجيزة فوق المجال الجوي السويدي شرقي جزيرة جوتلاند في بحر البلطيق، فيما بدا أنه رسالة تهديد من موسكو، أثارت احتجاجات شديدة في استوكهولم.
ولكن رد فعل الروسي على منع الدول الإسكندنافية من التحليق في أجوائها يبدو غير قوي، خاصة أنه جاء ضمن حملة غربية واسعة، بدا أنها أربكت روسيا.
ولكن عندما تعلق الأمر بانضمام السويد وفنلندا للناتو، باتت روسيا أكثر حدة، إذ حذر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف مؤخراً السويد وفنلندا من الانضمام إلى الناتو، وقال إن توسيع حلف الناتو لن يجلب المزيد من الاستقرار إلى أوروبا.
كما سبق أن هددت وزارة الخارجية الروسية في فبراير/شباط الماضي من "عواقب عسكرية وسياسية خطيرة" لفنلندا والسويد في حال الانضمام للناتو.
وقال بيسكوف لشبكة سكاي نيوز البريطانية إنه إذا انضم البلدان، "فسيتعين علينا أن نجعل جناحنا الغربي أكثر تعقيداً فيما يتعلق بضمان أمننا".
ومع ذلك، قال إن روسيا لن ترى في مثل هذه الخطوة تهديداً وجودياً، من النوع الذي قد يدفعها إلى التفكير في استخدام الأسلحة النووية.
مسؤول روسي يتوقع مأساة للشعب الفنلندي
واعتبر النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية في مجلس الدوما الروسي، فلاديمير جباروف، أن قرار القيادة الفنلندية بالانضمام إلى الناتو سيجعل البلاد هدفاً "للإجراءات الانتقامية الروسية".
وأشار إلى أنه من الناحية الجغرافية، ففنلندا وروسيا دولتان متجاورتان، وسانت بطرسبرغ تبعد ساعات قليلة عن فنلندا".
وشدد جباروف على أن "فنلندا، والتي كانت تتطور بنجاح طوال هذه السنوات بفضل العلاقات التجارية والاقتصادية الوثيقة مع روسيا، ستصبح هدفاً، أعتقد أنها (ستكون) مأساة مروعة للشعب الفنلندي بأكمله".
وأكد جباروف أن "شعب فنلندا براغماتي وذكي، ومن غير المحتمل أن يوقع الفنلنديون أنفسهم على بطاقة لتدمير بلادهم".
في الغرب يعتقد البعض أن استمرار الحملة الروسية المستمرة في أوكرانيا وتهديدات موسكو ربما تعزز دوافع السويد وفنلندا للناتو.
ولكن الرهان على أن روسيا منشغلة بحرب أوكرانيا، وبالتالي لن تقوم برد صارم على انضمام السويد وفنلندا وبالأخص الأخيرة للناتو، يشبه رهان بعض القادة الأوروبيين عام 2014 على أن بوتين لن يضم القرم ثم رهانهم على أنه لن يغزو أوكرانيا في 2022.
فقد تكون ورطة الجيش الروسي في أوكرانيا دافعاً لموسكو لتوسيع النزاع، وقد تتحرش موسكو بالسويد وفنلندا وخاصة في الفترة التي تسبق عملية الانضمام للناتو، والتي لن تكون الدولتان قد دخلتا خلالها رسمياً للمظلة الدفاعية للناتو.