يخطط الجيش الأمريكي لتجربة أسراب طائرات مسيرة تتصرف وتهاجم أعداءها مثل قطيع من الذئاب.
سيتم ذلك في تمرين يسمى Edge 22 وهو تمرين سنوي كبير للتدريب على استخدام الطائرات المسيَّرة، ينظم في الربيع في ولاية يوتاه بالغرب الأمريكي.
ومنح الجيش الأمريكي عقداً بقيمة 14 مليون دولار لشركة BlueHalo في فبراير/شباط الماضي لتطوير قدرة عمل أسراب الطائرات المسيرة العمودية بطريقة قطيع الذئاب، وذلك على مدى 30 شهراً، حسبما أعلنت الشركة.
أسراب طائرات مسيرة تهاجم كالذئاب.. هكذا تختلف عن المسيرات العادية
قال الميجور جنرال والي روجين، الذي يقود جهود تحديث الجيش الأمريكي في هذا المجال، لموقع Defense News إن التفكير في طريقة توجيه الطائرات المسيرة يتغير فلقد "يتلاشى" التفكير في أسراب الطائرات بدون طيار التي تمارس سلوكيات الحشرات، بدلاً من ذلك، إنه يبحث عن شيء أكثر انسجاماً مع كيفية عمل الذئاب في مجموعات.
وقال: هناك سلوكيات في قطيع الذئب مهمة لأسراب الطائرات المسيرة. وأوضح خلال مائدة مستديرة إعلامية أن قطيع الذئاب يقوم بعملية اصطياد، "وهناك نوع من الذئب القائد "ألفا" يدير العملية ومن ثَم كل ذئب عليه واجب معين مختلف عن بقية الذئاب، ولكن هذه الواجبات هرمية، وإذا تم القضاء على ذئب واحد من القطيع، فسيذهب ذئب آخر لملء الفراغ".
ويهدف المشروع إلى توفير قدرات منطقية من الذكاء الاصطناعي تزود بها أسراب الطائرات المسيرة مع قدرات التعلم الآلي وأنظمة اتصالات متطورة تضمن التعاون بين أعضاء أسراب الطائرات المسيرة.
قال ستان داربرو، نائب مدير شركة RCCTO العاملة في هذا المجال، إن الخطة تهدف إلى جعل سرب الطائرات المسيرة العمودية منخفض التكلفة وسيكون لديه القدرة على تحديد التهديدات والتعامل معها باستخدام وحدة تحكم واحدة بدلاً من أن تكون كل طائرة يتم بها على حدة.
يعني ذلك أن الفكرة الرئيسية هي التعامل مع سرب الطائرات المسيرة كوحدة واحدة تدار بوساطة نظام ذكاء اصطناعي متطور، يتيح لمتحكم بشري واحد في توجيه السرب بدون الدخول في تفاصيل العملية التي سيتم إدارتها بواسطة نظام ذكاء اصطناعي وبرمجيات تحدد لكل طائرة في السرب وظيفة معينة في المهمة مع القدرة على ملء الفراغ في حال سقوط إحدى الطائرات.
سيؤدي إلى تغيير شكل حروب الطائرات المسيرة، فقد يعني ذلك أن كل طائرة لن تحتاج إلى مسير بشري واحد بل السرب كله قد يتم توجيهه من قبل مسير واحد أو فريق واحد على الأقل.
قد يؤدي ذلك إلى تعزيز فاعلية العمل الجماعي لدى أسراب الطائرات المسيرة، والتي ستعتمد على برمجيات، وليس قراراً بشرياً.
ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه سرب الطائرات المسيرة هذا؟
كان الجيش الأمريكي يشارك مع وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة التابعة للبنتاغون في هذا الجهد.
يتوقع الخبراء أن يظهر هذا السرب بعض السلوكيات الجديدة، بما في ذلك القدرة على الكشف والتعرف وتحديد المكان والإبلاغ؛ وتحديد الموقع الجغرافي، وخوض حرب إلكترونية؛ والعمليات التعاونية والبحث التعاوني باستخدام الخوارزميات؛ والتنقل في بيئة محظورة باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
يهدف الجيش الأمريكي إلى أن يكتسب السرب قدرات مميتة حتى تتمكن الطائرات المسيرة فيه من تحييد أكبر قدر من الأهداف.
وقال الميجور جنرال والي روجين إنه إذا انسحبت إحدى الطائرات المسيرة من السرب، فسيسعى الجيش لفهم "كيف نحتاج إلى سد الثغرات".
وأضاف أن السلوكيات مهمة لأنها ستكون بمثابة برمجيات تدمج داخل تكنولوجيا أسراب الطائرات المسيرة وسيتم تحديثها بعد ذلك لتكون أكثر فاعلية "في عمليات مثل اختراق دفاعات العدو.
ويشارك في تدريب Edge 22 سبع دول من حلف الناتو هي: إيطاليا وهولندا وألمانيا والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وأستراليا.
وقال روجين: "سنقوم بهجوم جوي مشترك مع شركائنا، وأنا متحمس جداً بشأن بعض التقنيات التي يجلبونها للحصول على تلك الحلول متعددة المجالات".
الهدف هو التأكد من أن الجيش الأمريكي يفهم متى يكون قابلاً للتشغيل المتبادل مع شركائه وحلفائه.
ويبدو أن التوجه الجديد في عالم الطائرات المسيرة سيكون في اتجاه أسراب المسيرات العاملة كالذئاب، فقلد أعلنت شركة جنرال دايناميكس لاند سيستمز وشركة إبيروس الناشئة بدورهما عن تعاونهما لدمج نظام سرب مضاد للطائرات بدون طيار على المركبات القتالية في أكتوبر/تشرين الأول 2021.