رصد تحليل لمجلة أمريكية، عنوانه "المزيج الروسي المنذر بالخطر يجمع بين الدين والأسلحة النووية"، ما قد تؤدي إليه الحسابات الخاطئة التي كانت أحد أبرز أسباب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ولأن الأزمة الأوكرانية هي بالأساس صراع جيوسياسي بين روسيا وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة، فقد توحدت العواصم الغربية بصورة غير مسبوقة في رفضها لما تصفه بالغزو الروسي، وسارعت بفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة، وتزويد أوكرانيا بأطنان من الأسلحة، وفتح باب التطوع للقتال في أوكرانيا، وهو ما لم يكن يتوقعه الرئيس الروسي، بحسب كثير من المحللين.
ومع اقتراب الهجوم الروسي على أوكرانيا من نهاية أسبوعه الثاني لا تزال القوات الروسية تواجه مقاومة أوكرانية شرسة، ولم يتمكن الجيش الروسي من السيطرة على أي من المدن الأوكرانية الكبرى، باستثناء خيرسون، وإن كانت العاصمة كييف وباقي المدن تحت حصار شبه كامل من جميع الجهات.
الغرب وروسيا وأوكرانيا والحسابات الخاطئة
تناول تحليل نشرته مجلة Foreign Affairs الأمريكية، كيف أن سوء تقدير الغرب للمدى الذي يمكن أن يذهب إليه الرئيس الروسي لتحقيق أهدافه الخاصة بمنع أوكرانيا من الانضمام لحلف الناتو قد أدى إلى اندلاع الحرب بالفعل، وكيف أن سوء تقدير كييف لمدى وقوف الغرب إلى جانبها في وجه الروس، وكيف أن سوء تقدير بوتين لرد الفعل الغربي والدولي، قد أدى في نهاية المطاف إلى تفجير الأوضاع كما حدث.
والخوف الآن هو استمرار نفس الحالة من الحسابات الخاطئة وسوء التقدير مع تصاعد وتيرة الصراع، وسيكون سوء التقدير الأكثر كارثية في الشأن النووي، إذ دخلت الحرب بالفعل هذه المرحلة عندما أمر بوتين علناً، في 27 فبراير/شباط، بوضع قوات الردع في الجيش الروسي في حالة تأهب، وهي وحدات برية وبحرية وجوية (معروفة باسم الثالوث النووي) تشمل أسلحة نووية وذخائر غير نووية طويلة المدى دقيقة التوجيه وقدرات دفاع صاروخي، فضلاً عن نظام القيادة والتحكم الذي يربط بينها جميعاً.
لا يعني إعلان بوتين أنَّ العالم يشهد أزمة نووية، لكنه يسير في مسار تصعيدي. قد يصل الخطر إلى أقصى درجاته إذا فعل الكرملين شيئاً قد لا يتوقعه القادة الغربيون، ألا وهو مزج التهديدات النووية بالخطاب الديني. لم تكن هذه النتيجة مُقدّرة سلفاً، لكنها باتت مرجحة أكثر من أي وقت مضى. تعاظم إلى حدٍّ كبير دور الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في الهوية الروسية والسياسات الداخلية والأمن القومي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.
وأدخل بوتين النزعة المحافظة الدينية في الأيديولوجية القومية لروسيا واستخدم القياسات الدينية لمناقشة القضايا الأمنية. لقد صاغ هذه الحرب من منظور تاريخي يفوق حدود الخيال. تظهر الصلة بين الدولة والكنيسة في روسيا بدرجة أوضح في الجيش، لاسيما داخل مجمع الأسلحة النووية.
إذا استخدم بوتين الدين لتعزيز التهديد النووي فقد يعيد "نظرية الرجل المجنون"، حيث يتصرف القائد إلى حد ما بطريقة خرقاء من أجل جعل تهديداته تبدو ذات مصداقية. إذا بدأت موسكو تصدر إشارات تمزج بين التلويح باستخدام الأسلحة النووية والخطاب الديني فستكون تجربة جديدة تماماً على العالم، وسيواجه الغرب صعوبة أكبر في فهم بوتين وتوقع خططه.
لماذا قد تتأهب روسيا نووياً؟
تتضمن قوات الردع الاستراتيجي الروسية قدرات نووية وغير نووية. تشمل عقيدتها إطلاق التهديدات، وكذلك استخدام الذخائر التقليدية المتقدمة. هذه هي التحذيرات الأخيرة قبل أن تبدأ الدولة الروسية في ممارسات التهديد النووي على أرض الواقع. نقل بوتين من خلال إصدار أوامر بوضع قوات الردع الاستراتيجية الروسية في حالة تأهب قصوى، الحرب من المرحلة التقليدية البحتة إلى مرحلة متوسطة -أقرب إلى الميدان النووي- لتكون هذه أول حرب في حقبة ما بعد الحرب الباردة تكتسب بعداً نووياً مُتعمّداً.
هذا أمر غير مسبوق، لكنه متوقع، ويجب على العالم التحلّي بحسن التقدير، إذ تتشابك أهداف التهديد النووي مع العمليات العسكرية التقليدية في النظرية العسكرية الروسية. تهدف الإشارات النووية إلى إنشاء منطقة حماية حول القوات الروسية في ساحة المعركة، لمنع وصول تعزيزات إلى أعداء موسكو. لجأت روسيا في هجومها على أوكرانيا إلى ترسانتها النووية، في محاولة لشل تفكير الغرب وتحييده، بهدف تهيئة الظروف المثلى للقوات التقليدية الروسية في ساحة القتال. قال بوتين في خطابه قبل الحرب إنَّ الدول التي تتدخل في عملية روسيا ستواجه عواقب "لم يسبق لها مثيل في تاريخها بأكمله".
على الرغم من أنَّ قرار بوتين الخاص بقوات الثالوث النووي لا يمكن اعتباره تمهيداً لشن ضربة نووية، لكنه يُمثّل تطوراً كبيراً واستثنائياً. من السابق لأوانه في هذه الحرب تخطي الخطوات المتوسطة المتوقعة لصالح الانتقال إلى مسار التصعيد. تشير روسيا، وفقاً لعقيدتها، إلى أنَّها تفكر في الخيار النووي إما عند توقع شن هجوم نووي ضدها، أو إذا كانت سلامة أراضيها وسيادتها ووجودها معرضة للخطر بسبب أي نوع من العدوان.
لم يحدث شيء من هذا القبيل، ومهما كان السبب وراء اتخاذ بوتين مثل هذه الخطوة -ربما مزيج من الإحباط من التقدم البطيء للهجوم الروسي على أوكرانيا والمفاجأة بحجم العقوبات وتعهد أوروبا بتسليح أوكرانيا والرغبة في إجبار أوكرانيا على قبول شروط المفاوضات- يبدو أنَّها مرتجلة وليست مخططة مسبقاً.
من الآن فصاعداً، ستضطر موسكو إلى تقديم المزيد من إشارات التصعيد إذا تطلب الوضع ذلك. قد تعلن الانسحاب من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. قد تنشر أسلحة نووية في بيلاروسيا أو كازاخستان أو سوريا، في مضاهاة للانتشار النووي للولايات المتحدة الأمريكية خارج حدودها الوطنية.
قد تصبح روسيا أيضاً أول دولة على الإطلاق تستخدم الأسلحة الخارقة للصوت في منطقة قتال، في سوريا أولاً، ثم في أوكرانيا. قد تتبع ذلك بضربة نووية على موقع غير مأهول، قبل استخدام الأسلحة النووية فعلياً على هدف خارج أوكرانيا أو في ساحة المعركة.
الحرب النووية المقدسة
إذا واصلت المؤسسات الغربية تجاهل التهديدات النووية لموسكو، كما فعلت مع أوامر بوتين الأخيرة، فقد لا ترفع موسكو مستوى المخاطر مُجدّداً فحسب، بل ربما تضيف أيضاً بُعداً دينياً مروّعاً إلى إجراءاتها.
كان العالم قد دخل المجال النووي على خلفية رابطة دامت ثلاثة عقود بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ومؤسسة الدفاع في البلاد وقواتها النووية، وهي ظاهرة تُعرف بالأرثوذكسية النووية الروسية. يُمثّل هذا المصطلح الأخير استعارة لاعتقاد عام منتشر على نطاق واسع، يشاركه بوتين نفسه، مفاده أنَّه من أجل الحفاظ على القيم الوطنية التقليدية للدولة وطابعها الأرثوذكسي، تحتاج روسيا ضمان أنَّها قوة نووية قوية (والعكس صحيح).
في عام 2007، على سبيل المثال، أشار بوتين علناً إلى أنَّ الأسلحة النووية والأرثوذكسية النووية هما الركيزتان الأساسيتان للدولة الروسية: الركيزة الأولى هي الضامن الرئيسي للأمن الخارجي، والثانية هي المصدر الرئيسي للسلامة الأخلاقية والروحية للأمة.
لم يبدِ كل فرد في المؤسسة الروسية تأييداً كاملاً لهذا المفهوم. لكن النخب في المؤسسة الدفاعية الروسية تنخرط بوجهٍ عام في مزيج من القومية والعسكرة والفلسفة المحافظة. وبناءً عليه لا غرابة في أنَّ رجال الدين الروس الأرثوذكس الذين يعملون داخل الجيش قد توغلوا في جميع مستويات القيادة داخل قوات الثالوث النووي، واضطلعوا بدور الأمين على الإمكانات الاستراتيجية للدولة.
في غضون ذلك أصبحت وجهات نظر بوتين الدينية والفلسفية مدمجة في رؤيته الجيوسياسية وخياراته السياسية. قدَّم الكرملين أحياناً أهدافه الحربية في شبه جزيرة القرم وسوريا في إطار ديني، وجعل حرفياً رجال دين يهبطون بالمظلات جنباً إلى جنب مع القوات في مناطق القتال.
ثمة علاقة مماثلة بين الدولة والكنيسة في الحرب الجارية حالياً. سعى البطريرك كيريل، راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، إلى النأي بنفسه علناً عن العملية العسكرية في أوكرانيا. لكن الكرملين يؤطر هذا الغزو باعتباره عملية تحرير لمن وصفهم بـ"الأشقاء السلافيين". وكان البطريرك قد ألقى خطبة في اليوم الثالث من الهجوم الروسي على أوكرانيا، دعا فيها الله بحماية الأراضي الروسية التاريخية -بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا- من الأعداء في الداخل والخارج (بدون ذكر العملية العسكرية صراحةً). شكر البطريرك أيضاً قائد القوات المحمولة جواً، الذي يقاتل حالياً في أوكرانيا، لمساهمته في حماية الأمن القومي الروسي.
يخاطر بوتين، والعديد من أفراد حاشيته المقربين، بفقدان كل شيء في العملية الأوكرانية. بالنظر إلى عدم قدرتهم على تصوّر الهزيمة وتحمّل تبعاتها، يصبح التراجع خطوة مستبعدة وقد يكونون مستعدين للمضي قدماً في مسار التصعيد، وصولاً إلى المرحلة النووية.
على سبيل المثال، إذا لم يسر الغزو على النحو المخطط له ستواصل موسكو التصعيد إلى أن تنتهي الحرب بالشروط الروسية. قد يتطلب بلوغ هذه الغاية تهديداً نووياً غير مسبوق. هذا يعني أنَّ التهديدات الروسية قد تستهدف كلاً من الغرب وأوكرانيا. يأتي استهداف الغرب بغرض ردع الناتو عن تعزيز الجيش الأوكراني، واستهداف أوكرانيا لإرغام كييف على قبول تسوية في حال فشلت الوسائل التقليدية في السماح لموسكو بفرض إرادتها. يتماشى هذا المسار مع نظرية الانتصار الروسية، والتي مفادها تخويف الأعداء من التدخل وثنيهم عن تسليح أوكرانيا وإجبار كييف في نفس الوقت على قبول اتفاق سلام.
افترضت موسكو، قبل شن هذه الحرب، أنَّ أعداء روسيا في أي منافسة داخل محيطها سوف يضعون بعين الاعتبار تهديدها النووي، باعتباره ذا مصداقية، ويتراجعون عن الصدام معها لأن توازن المصالح المعرضة للخطر يصب في مصلحة موسكو. لكن الآن بعد أن باتت روسيا والغرب متورطين بصورة أعمق، قد تعتقد روسيا أنَّ التهديدات التقليدية وحدها غير كافية، يستطيع بوتين جعل الغرب ينظر إلى روسيا باعتبارها قوة عسكرية جنونية من خلال ترويج سمعة عالمية تؤكد أنَّها جهة فاعلة مدفوعة بالعقيدة الدينية، الأمر الذي يساعدها في فرض مساومة قسرية.
غالباً ما يعطي المسؤولون المدفوعون دينياً انطباعاً بأنَّهم غير قابلين للردع، ما يعزز مصداقية تهديداتهم. أدَّى بوتين بالتأكيد هذا الدور. أدلى الرئيس الروسي بتصريحات مختلفة قبل الحرب، تصوّر الحرب على أنَّها صدام بين قوى الخير وقوى الشر. يتّضح جلياً أنَّ بوتين يعتبر نفسه شخصية تاريخية استدعتها العناية الإلهية لحماية الحضارة الروسية. نتيجة لذلك قد يُنظر إلى بوتين الآن من جانب الغرب، الذي يشكك بالفعل في مدى اتزانه العقلي، على أنَّه غير مبالٍ بمخاطر التصعيد.
لكن إذا دمج بوتين بين الخطاب الديني والتلويح النووي فهذا لا يعني أنَّه مجنون، يُمثّل هذا المزيج الفريد في الواقع وجهات نظره العالمية الحقيقية، مقترنة باعتبارات عملية. قد يستغل الزعيم الروسي عمداً صورة نهاية العالم لتعزيز مصداقية التهديد النووي، لاسيما إذا تزايد التصعيد الغربي ولم تسر الحرب في أوكرانيا على النحو المخطط له، ستساعد التصريحات ذات الطابع الديني التي استخدمها القادة العسكريون ومسؤولو الدفاع والسياسيون في روسيا أثناء نزاعات سابقة الكرملين على إثارة الغموض في هذا الشأن وزيادة الارتباك الغربي.
انقسامات دينية داخل روسيا
إذا حاول الكرملين استغلال صورته باعتباره جهة فاعلة ذات دوافع دينية، فقد يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار خارجياً وداخلياً. لم يتعامل أحد قط مع إشارات نووية ذات دوافع مسيحية. يكافح المحللون لفك شفرة إشارات بوتين العادية، فما بالك بـ"النووية الدينية"، سيثير هذا الأمر بالتأكيد المزيد من الحيرة. قد يتسبّب ذلك في عرقلة حلف الناتو ويقوده إلى التراجع، ما يمهد الطريق لمزيد من التصعيد الروسي. في الوقت نفسه، قد يقرر الناتو اتخاذ تدابير وقائية، وهو ما قد يعني على الأرجح شن ضربات تستهدف نزع أسلحة الترسانة النووية الروسية. سيؤدي كلا الخيارين إلى كوارث، سواء للشعب الأوكراني أو للبشرية ككل.
قد تؤدي المواقف النووية المستندة إلى العقيدة الدينية إلى عدم الاستقرار الداخلي أيضاً. كلما زاد شعور النخب والمواطنين والجيش في روسيا بعدم الارتياح إزاء الخسائر البشرية وأهداف الحرب ووحشية بلدهم زادت فرص لجوء موسكو إلى إجراءات متهورة لمحاولة كسب الصراع سريعاً. سيتطلب فعل ذلك تبريراً داخلياً، لذا يُرجح اللجوء مُجدَّداً إلى نوعية الخطاب الديني من أجل صياغة هذا التبرير.
لكن هذه المرة سيكون الخطاب موجهاً إلى المواطنين الروس. ستزداد حينها حدة وصرامة الطاعة العسكرية، لاسيما في القوات النووية. تتّسم العلاقة بين الكنيسة والجيش بدرجة عميقة من الاستثنائية داخل قطاع السلاح النووي، ولكن لا توجد طريقة لتحديد ما إذا كان الكهنة داخل هذا القطاع سيدعمون القيادة والسيطرة الثابتة للنظام أو يكبحون جماحها. تجدر الإشارة إلى أنَّ المؤسسة الكنسية الروسية المدنية هي مؤسسة هرمية، لكنها غير متجانسة.
وقد تؤدي الحرب الحالية إلى زيادة تطرف المعسكرات المتنافسة داخل الكنيسة، من ضمنها أعضاؤها الموجودون داخل المجتمع النووي. وبناء عليه قد تكون التهديدات النووية المدفوعة بمبررات دينية سلاحاً ذا حدين. في الوقت نفسه، قد يؤدي هذا التلويح بانخراط السلاح النووي أيضاً إلى زعزعة الاستقرار الداخلي في حال سعت النخبة الحاكمة والجيش إلى إزاحة الرئيس المتهور من السلطة، وقوبل هذا السعي بمقاومة من مجموعات أخرى داخل المؤسسة الأمنية تعارض حدوث ذلك.
هل تقع الواقعة النووية في نهاية المطاف؟
يمضي العالم قدماً في مسار محفوف بالمخاطر. يتطلع بوتين إلى تصحيح ما يراه أخطاء تاريخية وتعظيم القوة الجيوسياسية الروسية، ومن المستبعد أن يتراجع. تسعى واشنطن بدورها إلى احتوائه ومعاقبته بلا رحمة، وتنظر إلى أي تسوية باعتبارها تهدئة مرفوضة، وتستخدم هذه الحرب لمنع بكين من الاضطلاع بنفس الدور في آسيا أو أي مكان آخر.
تعني هذه المواقف أنَّ موسكو وواشنطن لا تتركان لبعضهما البعض أي مخرج. بدلاً من ذلك واصلتا المضي قدماً في مسار التصعيد، بينما يتصاعد حجم الدمار والمآسي في أوكرانيا، وستزيد إضافة عنصر ديني من تعقيد الأمور.
تتطلب الأوقات العصيبة تدابير مستميتة. على الرغم ممّا تفكر فيه روسيا والولايات المتحدة وأوروبا بشأن بعضهم البعض، يستدعي هذا الوضع الانعطاف إلى مسار أكثر اتزاناً. استطاعت الأطراف المتنازعة التوصل إلى حلول وسط تحفظ ماء الوجه في أكبر حالات الطوارئ النووية خلال الحرب الباردة، بدايةً من أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 إلى فترة تصاعد مستوى التوتر بين روسيا والولايات المتحدة، إلى حد الاقتراب من حرب نووية عام 1983.
تزداد كثيراً هذه المرة صعوبة العثور على حل وسط. يدعم الغرب بثبات أوكرانيا في حين تخوض القيادة الروسية بكل عزم وتصميم حرباً متواصلة هناك. ومع ذلك بات الحل الوسط أمراً ملحاً وعاجلاً، في ظل عدم استعداد أي طرف للخروج من هذا المسار التصعيدي، يجب على واشنطن وموسكو البدء في التفكير في التنازلات التي يمكنهم تقديمها قبل الوصول إلى بداية النهاية. لا يُقصد من ذلك أنَّه يتعين على كلٍّ منهما قبول وجهات النظر العالمية لبعضهما البعض، لكنه يعني ضرورة وقف التصعيد قبل فوات الأوان.