أصدقاء بوتين فاحشو الثراء ونجوم رياضة كانت شهرتهم تخترق الآفاق، ومؤسسات فنية ورياضية عملاقة انضموا جميعاً إلى قائمة المتضررين من الأزمة الأوكرانية، بعد أن أصبح الروس في كل مكان مطارَدون، هم ومن يتعامل معهم، بحيث باتت دعوات مقاطعة روسيا تهدد بضرب عزلة على البلاد تحرم السكان من مظاهر الحياة الحديثة.
ولم تقتصر تداعيات الأزمة الأوكرانية على اللاجئين الهاربين من القصف، ولا الفقراء والطبقة الوسطى في دول العالم والذين سيدفعون ثمن التضخم ونقص الإمدادات.
ولكن هذه الأزمة تتسم بأن المتضررين منها كثير منهم من الطبقة المخملية التي نادراً ما كانت تعاني من الأزمات، كما أنها تهدد بعزلة المواطنين الروس عن كثير من مفردات الحياة الحديثة التي تعودوا عليها.
ويرجع ذلك إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحاط نفسه بطبقة من الأثرياء الروس، الذين طافوا العالم بطائراتهم الفاخرة واشتروا الفيلات الفارهة في عواصم الغرب، واشتروا أندية ومؤسسات رياضية شهيرة.
أبرز المتضررين من الأزمة الأوكرانية
الأثرياء الروس أصبحوا مطارَدين في عاصمتهم السابقة لندن
"لندن عاصمة الأثرياء الروس"، هكذا يمكن وصف العاصمة البريطانية، ولكن هذا الوضع أصبح لعنة عليهم.
فلقد تلقى الأثرياء الروس المرتبطون ببوتين تحذيرات من أن "الحكومة البريطانية ستلاحقهم وأنه ليس لديهم مكان للاختباء"، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Guardian البريطانية.
أمر جونسون بإنشاء "خلية جديدة داخل الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة؛ "لاستهداف التهرب من العقوبات، والأصول الروسية الفاسدة المخبأة في المملكة المتحدة، وهذا يعني أن الأثرياء الروس الموالين لبوتين في لندن ليس لديهم مكان للاختباء".
وأعلن جونسون حتى الآن عن فرض عقوبات على أكثر من 100 شركة روسية وثمانية أفراد فيما وصفه بـ"أكبر وأشد حزمة عقوبات اقتصادية شهدتها روسيا على الإطلاق".
وأضاف: "سنستمر في مهمة قاسية لإخراج روسيا من الاقتصاد العالمي قطعة قطعة، ويوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع".
وكان عدد متزايد من الروس قد بدأوا في القدوم إلى بريطانيا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بعد إدخال ما يسمى بخطة "التأشيرة الذهبية" التي سمحت للأثرياء بدخول المملكة المتحدة إذا استثمروا ما لا يقل عن مليوني جنيه إسترليني، وألغت الحكومة خطة التأشيرة في وقت سابق من هذا الشهر، وسط مخاوف من حصول المتقدمين، على ثرواتهم بشكل غير قانوني.
وارتفعت أسعار المنازل في بريطانيا بأكثر من الخُمس في العام الماضي، وكان أحد الأسباب تهافت الأثرياء على الشراء.
والآن، من المرجح أن تتضرر بشدة، العقارات السكنية الفاخرة في بريطانيا، وكثير منها مملوك للروس، حيث توجد مجمعات كاملة مسوَّرة مثل تلك الموجودة في منطقة ساري والتي يطلق عليها اسم "بيفرلي هيلز البريطانية".
ويمتلك الروس وأولئك الذين ينتمون إلى دول الاتحاد السوفييتي السابق أكثر من ربع المنازل الفاخرة البالغ عددها 430 في سانت جورج هيل، وهي ملكية تخضع لحراسة مشددة، تبلغ مساحتها 964 فداناً بالقرب من ويبريدج، ساري، حيث يقدر متوسط قيمة كل قصر بأكثر من 20 مليون جنيه إسترليني، حسب تقرير صحيفة the Guardian.
وقالت ليز تروس، وزيرة الخارجية البريطانية، إن حكومتها تعد "قائمة لاستهداف الأثرياء الذين لهم صلات ببوتين الذي سيُضاف إلى قائمة العقوبات في الأيام والأسابيع المقبلة".
وقالت تروس لصحيفة "صنداي تايمز": "هناك أكثر من مئة ملياردير روسي"، و"لا شيء غير مطروح على الطاولة فيما يتعلق بمن أو ماذا نستهدف".
ويبدو أن الأمر قد يصل لحملة عنصرية ضد الروس، فلقد نقلت صحيفة الغارديان عن جوي، وهي بائعة أثاث متقاعدة تبلغ من العمر 75 عاماً، تعمل بمنطقة يتركز فيها الروس، وصفها هؤلاء الروس بأنهم مراوغون ودمويّون .
قالت: "أعتقد أنه يجب إخراجهم جميعاً من البلاد. لماذا يجب السماح لهم بالعيش هنا عندما تكون هناك حرب تدور هناك؟! الطريقة الوحيدة لإيقاف بوتين هي الضغط على الروس".
وأضافت جوي: "الروس الأغنياء الذين يعيشون في المنازل الضخمة هناك"، مشيرةً إلى السياج الذي يفصل بين الحديقة العامة لمنزلها وملعب الغولف في سانت جورج هيل، "على الحكومة الاستيلاء على منازلهم".
وقال مصدر دبلوماسي بريطاني: "إنهم يأتون إلى محلات هارودز للتسوق، ويقيمون في أفضل فنادقنا عندما يحلو لهم، ويرسلون أطفالهم إلى أفضل مدارسنا العامة، وهذا ما يتم إيقافه"، "حتى يكون هؤلاء الأشخاص في الأساس أشخاصاً غير مرغوب فيهم بكل عاصمة أوروبية غربية كبرى في العالم. هذا حقاً يلدغ".
وتعد إمارة موناكو الواقعة بجنوب فرنسا، ملاذاً ضريبياً يفضّله فاحشو الثراء غالباً ومنهم الأثرياء الروس، وقال قصر موناكو الملكي مؤخراً، إن الإمارة سوف ستواصل تجميد الأصول وفرض عقوبات على بعض الروس في أعقاب غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا
أهم مظاهر مقاطعة روسيا عالمياً
روسيا تتعرض لحصار قاسٍ عبر صناعة الطيران والشحن
حظرت 30 دولة على الأقل الطائرات الروسية من مجالها الجوي، مما زاد من عزلة روسيا عن العالم، حسب صحيفة the Guardian البريطانية.
وأصبحت الولايات المتحدة أحدث من أعلن حظراً على جميع رحلات الركاب والبضائع والطائرات العارضة الروسية، للانضمام إلى كندا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. وردت موسكو بفرض حظر متبادل ينهي التدفق المزدحم لحركة المرور في السماء.
في خطوة تستهدف الأوليغارشية، لن يتمكن المواطنون الروس من استئجار طائرات للسفر إلى الاتحاد الأوروبي أو استخدام طائرات خاصة في المملكة المتحدة.
ستفرض هذه الخطوة أيضاً تكاليف على الطائرات الغربية المتجهة إلى آسيا والتي ستضطر إلى القيام برحلات التفافية مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً حول سيبيريا. ويقدر مسؤولو الاتحاد الأوروبي أنه يمكن إضافة أربع ساعات إضافية إلى رحلة من شمال أوروبا إلى وجهة آسيوية.
تدرس الحكومات الغربية أيضاً المزيد من الحظر على حركة النقل البحري بعد أن أصبحت المملكة المتحدة أول من أعلن أنها ستوقف السفن واليخوت ذات أي علاقة مع روسيا من الرسو في موانئها، وقد حث البرلمان الأوروبي الاتحاد الأوروبي على تفعيل هذه السياسة ويعتقد المسؤولون أنه من المرجح أن يتم تبنيها.
هكذا ستُحرم صناعة التكنولوجيا الأمريكية من أيقونات الحضارة الحديثة
قالت شركة Apple الأمريكية العملاقة إنها أوقفت المبيعات مؤقتاً في روسيا، بينما منعت Nike للمنتجات الرياضية العملاء الروس من الشراء عبر الإنترنت، على الرغم من أنها قالت بموقعها الإلكتروني الروسي إن المتسوقين يمكنهم زيارة متاجر Nike المحلية، التي يوجد العديد منها في موسكو وسان بطرسبرغ ومدن أخرى.
وقالت شركة Meta، التي تمتلك فيسبوك، إن المنشورات من وسائل الإعلام الحكومية الروسية لم يعد موصى بها للمستخدمين من خلال خوارزمية فيسبوك، ثم سيتم تطبيق ذلك على Instagram، وفقاً لموقع أخبار التكنولوجيا، The Verge.
يأتي هذا التطور بعد أن قالت الشركة إنها قيدت الوصول إلى حسابات وسائل الإعلام الحكومية الروسية في أوكرانيا، ومنعت وسائل الإعلام الحكومية الروسية من عرض الإعلانات على المنصة وقالت إنها حذفت المنشورات المتعلقة بحملة تضليل تستهدف أوكرانيا.
صناعة السيارات الغربية توقف نشاطها، وميكي ماوس يغادر موسكو
علقت شركة صناعة السيارات Ford الأمريكية مشروعها التجاري المشترك في روسيا "حتى إشعار آخر"، وقامت شركات أخرى، من ضمنها منافستها ومواطنتها جنرال موتورز وجاكوار لاند روفر البريطانيتين ورينو الفرنسية، بوقف المبيعات والعمليات في روسيا في الأيام القليلة الماضية.
كما علقت أديداس الألمانية، أكبر شركة لتصنيع الملابس الرياضية في أوروبا، شراكتها مع الاتحاد الروسي لكرة القد ، في حين قالت شركة والت ديزني، التي تمتلك Marvel Studios و20th Century Studios وPixar، إنها أوقفت مؤقتاً طرح أفلامها في روسيا.
وقال متحدث باسم Netflix لصحيفة وول ستريت جورنال، إنه "نظراً للوضع الحالي"، ليس لدى خدمة البث المباشر أي خطط لتوزيع الأخبار والرياضة والقنوات الترفيهية من وسائل الإعلام الحكومية الروسية، على الرغم من اللوائح الروسية الجديدة التي تتطلب من المنظمات التي تضم أكثر من 100000 مشترك، أن تنقل أخبار وسائل الإعلام الحكومية.
الرياضة العالمية ترفع بطاقة حمراء للروس
أعلن عدد من كبير من الجهات الرياضية، أغلبها غربية، إنها ستقاطع المباريات مع الفرق الروسية، وذلك بيلاروسيا المتهمة بالمساعدة في غزو أوكرانيا.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إن روسيا انتهكت "الهدنة الأولمبية" وأوصت بمنع الرياضيين الروس والبيلاروسيين من المشاركة في المسابقات الدولية.
ولم تطرد اللجنة الأولمبية الدولية روسيا أو حظر الألعاب الأولمبية على روسيا وبيلاروسيا أو الرياضيين فيها، لكنها شجعت هيئات العقوبات الأخرى في جميع أنحاء العالم على منع المشاركة بطريقة مماثلة.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا"، في بيان مشترك، الإثنين الماضي، عن إيقاف منتخب وأندية روسيا من جميع المسابقات إلى حين إشعار آخر، بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال الفيفا، والاتحاد الدولي لكرة السلة، الذي يشرف على كرة السلة الدولية، إن روسيا ستُمنع من المنافسة، وسوف يؤدي قرار الفيفا إلى استبعاد البلد الذي استضاف كأس العالم 2018 من نهائيات كأس العالم 2022.
وقبل ذلك، جرد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم روسيا من استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا الذي كان مقرراً في 24 فبراير/شباط الماضي، ونقل نهائي دوري أبطال أوروبا للرجال من سانت بطرسبرغ إلى باريس.
وأعلن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي فسخ عقده مع شركة الطيران الروسية "إيروفلوت"، الراعية للنادي الشهير.
وقبل ذلك لم يستقل الشياطين الحمر رحلة طيران إيروفلوت إلى موعد كان مقرراً في دوري أبطال أوروبا مع أتلتيكو مدريد.
رومان أبراموفيتش يتخلى عن السيطرة على تشيلسي
بعد ضغوط من البرلمان البريطاني، أعلن الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش تنازله عن السيطرة على نادي تشيلسي الإنجليزي لمؤسسته الخيرية. وسيطر أبراموفيتش على الفريق لمدة 19 عاماً لكنه واجه انتقادات، بسبب علاقاته الوثيقة مع بوتين.
نادي شالكه الألماني يزيل شركة غازبروم من دور الراعي الرسمي
بعد إخفاء نادي شالكه الألماني اسم شركة غازبروم النفطية الروسية العملاقة من على قمصانه في أول مباراة بعد الغزو، حيث وضع اسمه بدلاً من الشركة، قرر بعد ذلك النادي الألماني رسمياً إنهاء رعاية الشركة المملوكة للدولة الروسية له.
استقالة مدرب نادي لوكوموتيف موسكو
استقال الألماني ماركوس جيسدول من منصبه كمدير فني لنادي لوكوموتيف موسكو الروسي بعد أربعة أشهر من توليه من منصبه.
وقال: "لا يمكنني الوقوف في ملعب التدريب بموسكو، بينما يتم إصدار أوامر على بُعد بضعة كيلومترات تجلب معاناة كبيرة لشعب بأكمله".
ولكن النادي الروسي قدّم رواية مختلفة، قائلاً إن النادي مملوك لشركة السكك الحديدية الروسية، وهي شركة سكك حديدية مملوكة للدولة، كانت من بين المنظمات التي فُرضت عليها عقوبات رسمية من قبل الحكومة الأمريكية في 24 فبراير/شباط، رداً على غزو أوكرانيا، وبالتالي هو مضطر إلى للاستقالة؛ خوفاً من العقوبات الأمريكية.
لاعب تنس روسي يرفض حرب بلاده على أوكرانيا
كتب لاعب التنس الروسي أندريه روبليف، المصنف السابع على العالم: "لا للحرب"، على عدسة الكاميرا، لينضم إلى مواطنه دانييل ميدفيديف في الدعوة إلى السلام.
جاء ذلك بعد فوز روبليف مؤخراً في مباراة مع اللاعب اليوناني هوبير هوركاكز، ليتأهل إلى نهائي بطولة دبي للتنس.
ليس من غير المألوف أن يكتب اللاعبون رسائل على عدسات الكاميرا، لكن نداء السلام كان خطوة مؤثرة من روبليف، بالنظر إلى أنه يعارض سياسة بلاده، وقد يكون هناك رد فعل من حكومته على هذا التصرف.
كما أعربت عارضة الأزياء والممثلة الروسية إيرينا شايك عن دعمها لأوكرانيا.
إلغاء سباق فورمولا الشهير للسيارات في موسكو
ألغت الجهة المنظمة لسباق Formula 1 الشهير للسيارات سباق الجائزة الكبرى الروسي للفورمولا 1 المقرر عقده في 25 سبتمبر/أيلول المقبل، في سوتشي بجنوب روسيا.
وطلب اتحاد السيارات الأوكراني (FAU) منع جميع السائقين الروس والبيلاروسيين من السباق في الفورمولا 1.
الفنانون الروس يتعرضون لقرصنة تهدد تمويلهم
تم حظر المبدعين ومنشئي المحتوى الروس، على تطبيق OnlyFans، وهو منصة محتوى قائمة على الاشتراكات، ولم يتمكنوا من الوصول إلى أرباحهم، وفقاً للعديد من منشئي المحتوى.
ويبدو أن ذلك تم عن طريق عملية قرصنة، فبعدها قالت OnlyFans إنها تمكنت من استعادة نشاط الحساب للمبدعين في جميع البلدان.
حتى الفودكا والقطط الروسية تتعرض للمقاطعة!
أدخلت الجمعية الدولية لمحبي الحيوانات الأليفة تدابير لمنع القطط الروسية من التسجيل في سجلاتها أو الدخول في معارضها خارج روسيا.
بل إن الفودكا الروسية التي تعد واحدة من أشهر المشروبات الروحية في العالم وأكثرها شدة، أصبحت تواجه دعوات واسعة على مستوى العالم لمقاطعتها.
تمثل الفودكا من روسيا ما يزيد قليلاً على 1% من إجمالي قيمة واردات المشروبات الروحية إلى الولايات المتحدة.