بعد أن وصل سعر النفط إلى 100 دولار.. هل يتصل بايدن بمحمد بن سلمان لخفض الأسعار؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2022/02/25 الساعة 14:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/25 الساعة 14:02 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن/ getty images

بعد أقل من شهر من رئاسته، قال البيت الأبيض إنَّ جو بايدن سيعيد تقويم علاقته بالسعودية، رافضاً فعلياً التحدث إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، في فبراير/شباط الماضي، إنَّ بايدن سيتحدث مع نظيره الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاماً. ومع ذلك، فإنَّ ولي العهد هو الذي يتولى الشؤون اليومية للمملكة، بما في ذلك السياسة النفطية.

لكن الكثير قد تغيَّر خلال الأشهر الاثني عشر الماضية؛ فقد بلغ التضخم الآن أعلى مستوياته منذ 40 عاماً، وتلوح الانتخابات النصفية في الأفق، وأغرقت روسيا لتوّها أوروبا في أكبر أزمة أمنية لها منذ عقود من خلال الهجوم على أوكرانيا. لكن ربما الأهم بالنسبة لعلاقة أمريكا بالشرق الأوسط هو أنَّ أسعار النفط ارتفعت فوق 100 دولار، في أعلى مستوى لها خلال 8 سنوات، بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان/رويترز

ويوم الخميس 24 فبراير/شباط، اخترق سعر خام برنت مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014، بعد أن هاجمت القوات الروسية أوكرانيا. تتدافع الدول الغربية الآن لإيجاد مصادر بديلة للطاقة في حالة انقطاع الإمدادات الضخمة من النفط والغاز لروسيا.

وقد رفض الملك سلمان حتى الآن نداءات بايدن للحصول على مزيد من النفط من المملكة العربية السعودية، زعيمة أوبك الفعلية، وتعهد الملك بالالتزام باتفاق منظمة الدول المصدر للنفط مع روسيا للحد من زيادات الإنتاج. وتمتلك المملكة نحو 2 مليون برميل من الطاقة الاحتياطية.

هل يتصل بايدن بمحمد بن سلمان؟

لكن مع انهيار الدبلوماسية مع روسيا خلال الأسبوع الماضي، أُحرِز تقدم على جبهة أخرى، وذلك في فيينا، حيث كانت القوى العالمية تتفاوض مع إيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015. ويمكن أن يؤدي نجاح إبرام اتفاقية إلى منح واشنطن وأسواق النفط العالمية التنفيس الذي تشتد الحاجة إليه من خلال الإفراج عن النفط الإيراني الذي فرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات.

لكن يواجه بايدن الآن معضلة؛ هل يعيد النظر في رفضه الاتصال بولي عهد أقرب شريك له في الشرق الأوسط ويوجه نداءً جديداً إلى المملكة العربية السعودية؟ أم أنه قد يجد منقذاً غير متوقع في أكبر عدو له في الشرق الأوسط، إيران؟

أوكرانيا
الرئيس الأمريكي جو بايدن ندد بالهجوم الروسي على أوكرانيا وأعلن حزمة من العقوبات على روسيا- Getty Images

قال عبد العزيز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، ومقره السعودية، إنَّ قضية بايدن مع ولي العهد هي قضية شخصية. وأضاف: "إذا كان لديك رسالة تريد إيصالها للسعودية أو لولي العهد، قلها بصوت عالٍ وواضح. قل هذا ما أريده"، مشيراً إلى أنه من المنطقي أن تغير الولايات المتحدة نهجها تجاه السعودية بعد وصول النفط إلى مستوى 100 دولار.

لكن حتى لو وافقت السعودية على زيادة الإنتاج، فهل سيخفف ذلك الضغط على أسعار النفط؟ تجيب إلين وارد، الزميلة غير المقيمة في المجلس الأطلسي بواشنطن، بأنه ليس بالضرورة. وقالت: "أشار وزراء النفط (أوبك) إلى أنهم متشككون بشأن القدرة على تحديد الأسعار بدقة بمجرد زيادة الإنتاج". بعبارة أخرى، فإنَّ أسباب الارتفاع الأخير في أسعار النفط ترجع إلى المضاربة المالية والمخاطر الجيوسياسية أكثر من نقص المعروض.

وتابعت أنه حتى إذا أجرى بايدن تلك المكالمة التي طال انتظارها إلى ولي العهد، "فليس هناك ما يشير إلى أنَّ محمد بن سلمان سيستسلم لطلب شخصي".

التضخم الأمريكي يتزايد

إذا دفعت الأزمة الروسية- الأوكرانية سعر النفط إلى نحو 110 دولارات للبرميل، فإنَّ التضخم في الولايات المتحدة سيتجاوز 10% على أساس سنوي، وفقاً لشركة RSM الاستشارية. وأضافت أنَّ ذلك لم يحدث في الولايات المتحدة منذ عام 1981 وسيؤدي إلى "صدمة حقيقية قصيرة المدى".

المأزق الذي يواجهه بايدن لن يمر مرور الكرام في طهران، وربما يعزز موقفها في مفاوضات فيينا. واستدعت يوم الأربعاء، 23 فبراير/شباط، كبير مفاوضيها لإجراء مشاورات ودعت الغرب لأن يكون "واقعياً" بشأن المحادثات.

تتوقع وكالة S&P Global Platts للطاقة أنَّ اتفاقاً نووياً مؤقتاً قد يسمح للصادرات الإيرانية بالنمو بمقدار 500 ألف برميل يومياً في أبريل/نيسان ومايو/أيار، في حين أنَّ الاتفاق الشامل قد يسمح بنمو الصادرات بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً في غضون تسعة أشهر. وضخت إيران 3.83 مليون برميل يومياً قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018.

ألمانيا أمريكا بايدن روسيا أوكرانيا بوتين
الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز/ رويترز

قال يوسف الشمري، باحث قديم في إمبريال كوليدج بلندن: "اعتاد الرؤساء الأمريكيون الضغط على السعودية لزيادة الإنتاج"، وكانت المملكة تمتثل لهذا الضغط في كثير من الأحيان. وأضاف: "خلال السنوات الأربع الماضية رأينا السعودية إما ترفع الإنتاج أو تخفضه طوعية خلال عهد ترامب. لكن المملكة الآن تتمسك بنهج معياري أكثر".

وأوضح صقر أنه كلما زاد بايدن "شخصنة" نزاعه مع السعودية، زاد إجبار المملكة على البحث عن بدائل استراتيجية للولايات المتحدة.

وعلّقت إلين وارد، الزميلة في المجلس الأطلسي بواشنطن: "لا أعتقد أنَّ السعودية ستسمح للوضع بين الولايات المتحدة وروسيا بتعريض علاقتها مع روسيا للخطر. علاقة الطاقة بين السعودية وروسيا تقع خارج القضايا الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، وطالما أنَّ السعودية يمكن أن تظل بعيدة دون الاضطرار إلى الانحياز لأحد الجانبين، فمن المحتمل أن تمتنع حتى عن التعليق على تصرفات روسيا في شرق أوكرانيا".

تحميل المزيد