أزمة كبيرة دخل بها الفيلم الهوليوودي الضخم "موت على النيل" الذي صُور في مصر، ويستند إلى رواية شهيرة، حتى إن صناعه لم يعودوا يروجون له، وكان هناك تفكير في إعادة تصويره.
وتدور أحداث فيلم "موت على النيل" Death on the Nile" مرتفع الميزانية، والمأخوذ عن روايةٍ محبوبة مع طاقمٍ كامل من النجوم، في مشاهد مصر الخلَّابة في الثلاثينيات من القرن الماضي.
وبعد سنواتٍ من التأخير والجدل، يبدو أن الفيلم، وهو يستند لرواية شهيرة تحمل نفس الاسم للروائية الإنجليزية أجاثا كريستي ومن إخراج المخرج البريطاني كينيث برانا، قد وقع في مأزق كبير.
إذ يبدو أن حظر الفيلم في الكويت وكأنه أمر هامشي مقارنة بالفضائح التي تورَّط فيها طاقم الفيلم، حسبما ورد في تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
فضائح فيلم موت على النيل
يواجه الممثل الرئيسي أرمي هامر اتهامات بالاغتصاب، وهو ما ينفيه، ويعتبر تاريخ غال غادوت في دعم الجيش الإسرائيلي مصدراً آخر للجدل، بينما أثار الممثلان الداعمان راسل براند وليتيشا رايت الغضب بسبب آرائهما حول لقاحات كوفيد-19.
يقوم برانا بدور المُحقِّق البلجيكي هيركول بوارو، حيث يبحر على متن الباخرة SS Karnak على طول نهر النيل من قريةٍ صغيرة بالقرب من أسوان إلى وادي حلفا على الحدود المصرية السودانية.
تتحول الرحلة النهرية المبهجة إلى كابوس جهنمي عندما يُقطَع شهر عسل زوجين على متن الباخرة بشكلٍ مأساوي بسبب جريمة قتل، يجمع فيها بوارو قطع اللغز ويستجوب المُشتَبَه بهم اللامعين على متن الباخرة.
يريد أكل لحوم البشر.. تفاصيل صادمة في الاتهام الموجه لهامر بالاغتصاب
في العام الماضي، اتُّهِمَ هامر بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والسلوك التعسفي من قبل عدة نساء، زعمن أنه ناقش تخيلات جنسية مروعة تتراوح من أكل لحوم البشر إلى التشويه. الممثل نفى جميع الادعاءات، واصفاً إياها بـ"الهراء".
بحلول الوقت الذي ظهرت فيه الاتهامات، كان هامر قد صور بالفعل جميع مشاهده في Death on the Nile، والذي يلعب فيه دوراً رئيسياً باعتباره شخصيةً تعيش قصة حب.
فكَّرَت 20th Century Studios، وهي شركةٌ تابعة لشركة Disney، في إزالة النجم الأمريكي رقمياً وإعادة تصوير جميع المشاهد بممثل جديد. لكن هذا الخيار كان يعتبر مكلفاً للغاية ويصعب تنفيذه، حيث يعمل باقي النجوم في مشاريع أخرى.
وفي المقابل، ظلَّ هامر في الفيلم، الذي سيُطلَق بهدوءٍ هذا الأسبوع.
لم يقم أي من الممثلين، بما في ذلك برانا، بإجراء أي مقابلات أو جولات ترويجية للفيلم.
سُئل برانا عن هامر أثناء الترويج لفيلم Belfast، وأجاب أن المزاعم كانت "قضايا خطيرة للغاية جرى التعامل معها بجديةٍ بالغة".
جدلٌ كبير يكفي لـ"ملء النيل"
أثار بعض النجوم المشاركين مع هامر ضجةً كبيرة أيضاً منذ أن دَخَلَ الفيلم حيِّز الإنتاج.
تعرَّضَت الممثلة غال غادوت، وهي جنديةٌ سابقٌ في الجيش الإسرائيلي، لانتقاداتٍ منتظمة بسبب صمتها تجاه معاملة إسرائيل للفلسطينيين ودعمها الصريح لإسرائيل، بما في ذلك خلال قصف غزة في مايو/أيَّار 2021.
خدمت غادوت في الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان عام 2006، وأثناء حرب غزة عام 2014، نشرت منشوراً على منصة فيسبوك يرسل "محبة وصلوات" إلى القوات العسكرية الإسرائيلية، باستخدام هاشتاغ #LoveIDF.
وفي وقتٍ سابق من الأسبوع الماضي، حُظِر فيلم Death on the Nile في الكويت، ربما بسبب تلك الآراء.
وأكد مسؤول حكومي كويتي لوكالة AFP الفرنسية الحظر، لكنه لم يوضِّح أسبابه. وذكرت صحيفة القبس الكويتية أن ذلك كان بسبب دعم غادوت الصريح للجيش الإسرائيلي.
لكن دورها في Death on the Nile يخضع أيضاً للاستهزاء الذي لا علاقة له بآرائها حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بل بأسلوبها في التمثيل على نحوٍ غالب.
في الفيلم، قالت غادوت: "لدينا ما يكفي من الشمبانيا لملء النيل"، قبل أن ترمي كأساً من مشروبٍ كحولي في النهر.
من الغريب أن هذا المشهد قد شورِكَ آلاف المرات على منصة تويتر وكان المستخدمون يقطِّعونه مع مشاهد من أفلام غادوت الأخرى.
في الواقع، يبدو أن الفيلم يحتوي على عدد كافٍ من الممثلين المثيرين للجدل لـ"ملء النيل".
ممثلان يدليان بتعليقات مثيرة للجدل حول اللقاحات
بالإضافة إلى الادعاءات ضد هامر، فإن النجمين الداعمين راسل براند وليتيشا رايت قد سُلِّطَ الضوء على آرائهما حول لقاح كوفيد-19.
استخدم براند قناته على منصة يوتيوب بصورةٍ متزايدة للترويج لشكوكٍ في اللقاحات وإدانة تفويضات اللقاح.
وفي غضون ذلك، أدلت رايت بتعبيراتٍ "مناهضة للقاح" في موقع تصوير مسلسل Black Panther 2 وفقاً لتقريرٍ نشرته مجلة Hollywood Reporter، وهو ما نفته.
وفي حادثة منفصلة، شاركت مقطع فيديو على الإنترنت مليئاً بالمعلومات الخاطئة حول الجائحة واللقاحات.
المصريون يدفنون زوجاتهم وهن على قيد الحياة
لاقى فيلم Death on the Nile آراءً متباينة، حيث انتقد البعض تصويره لمصر بطريقة تعتمد بشكل كبير على الصور النمطية.
أشارت الممثِّلة كلاريس لوفري، التي كتبت في صحيفة The Independent البريطانية، إلى أن برانا كان "يميل إلى الانكفاء في الخيال الاستعماري لقصة كريستي الأصلية".
وكتبت: "إنه يصور مصر كبلدٍ مشؤوم- حيث تُدفَن الزوجات وهن على قيد الحياة، وحيث البساطة الرعوية جنباً إلى جنبٍ مع الملوك الأموات. سوف يلوِّح السكَّان المحليون بحرارةٍ عندما يمرُّ قارب السيَّاح الأثرياء، ومعظمهم من البيض".