ما الأفضل: الطائرة الروسية سوخوي 35 أم إف 15 الأمريكية؟ أصبح هذا السؤال أكثر إلحاحاً مع تصاعد الأزمة الأوكرانية واحتمال وصولها لباقي أراضي أوروبا، وما قد يترتب على ذلك من إمكانية حدوث مواجهة أمريكية روسية حتى لو بطريق الخطأ.
وتعتبر الطائرتان من أفضل وأقوى وأكبر مقاتلات الجيل الرابع والنصف في العالم، وكلتاهما يمكن وصفها بطائرة هيمنة جوية ثقيلة مع قدرات هجومية مميزة.
ورغم افتقار الطائرتين إلى قدرات شبحية تتمتع بها مقاتلات أكثر تقدماً من الجيل الخامس لدى روسيا وأمريكا، فإن الواقع هو أن الطائرتين هما العمود الفقري للقوات الجوية للدولتين العظميين، بل إن حتى الصين- الصاعد الجديد في ساحة القوى العظمى- تعتمد بشكل أساسي على نسخ صينية مشتقة من عائلة الفلانكر الروسية التي بدأت بالطائرة الشهيرة سوخوي 27 التي تعد الأساس في تطوير السوخوي 30 و35 الروسيتين، كما تمتلك بكين نحو 25 مقاتلة من طراز سوخوي 35 الروسية الصنع.
فبصرف النظر عن الضجة المثارة حول الطائرات الشبحية، فالواقع هو أن أمريكا أوقفت إنتاج طائراتها الشبحية الأكثر تقدماً في العالم "إف 22 رابتور"، وهي تمتلك عدداً محدوداً منها لا يزيد على 187.
كما أن طائرتها الشبحية الثانية التي تعد أكبر مشروع عسكري بالتاريخ، تتعثر في مشاكل التكلفة والجاهزية على السواء، الأمر الذي دفع واشنطن إلى إعادة إطلاق نسخة جديدة من الـ"إف 15″ تدعى F-15 EX، في تأكيد لعدم جاهزية طائراتها الشبحية واعتراف بأن الـ"إف 15″ التي يعود تصميمها لسبعينيات القرن العشرين، يصعب استبدالها وأنها ستحلّق في السموات الخاضعة للهيمنة الأمريكية لعقود خلال القرن الحادي والعشرين.
والأمر ذاته بالنسبة للطائرة الروسية سوخوي 35 وسوخوي 30 المشابهة لها، فرغم الضجة الروسية حول المقاتلة الشبحية سوخوي 57، فإنها لم تدخل الإنتاج بشكل كبير، ومازالت تفتقد المحركات الملائمة للمقاتلات الشبحية، إضافة إلى شكوك حول قدراتها الشبحية أصلاً، الأمر الذي جعل الهند تخرج من المشاركة في مشروع هذه المقاتلة، كما أنها لم تجد زبائن خارجيين بعد.
وحتى المقاتلات الأوروبية الشهيرة رافال الفرنسية ويورو فايتر تايفون الأوروبية وغريبين السويدية، رغم حداثة أعمارها، لا يبدو أنها تتفوق على الـ"إف 15″ وسوخوي 35 ذواتي الجذور العتيقة، إضافة إلى الشكوى من ارتفاع أسعارها ومشكلات الصيانة بالنسبة للتايفون تحديداً.
مواجهة في أخطر جبهات العالم
تتواجه الـ"إف 15″ والسوخوي بنسخهما المختلفة في أسواق التصدير، وفي السماوات المتوترة بمناطق عدة من العالم.
ففي سماء المحيط الهادي، تمتلك اليابان الـ"إف 15″ الأمريكية مقابل امتلاك روسيا والصين السوخوي 30 و35 ، كما تستخدم أمريكا الـ"إف 15″ لمواجهة السوخوي الروسية ومثيلاتها الصينية في أوروبا وآسيا على السواء، بالنظر إلى تميز هذه الطائرات بمداها الطويل مقارنة بالمقاتلات الروسية والأمريكية والصينية الأخرى.
وفي الشرق الأوسط تطير في السماء السورية السوخوي الروسية بجوار المقاتلات الـ"إف 15″ الإسرائيلية التي تقوم بقصف الأهداف الإيرانية والسورية على مرأى الطيارين الروس.
وفي الهند التي تمتلك أكبر أسطول من طائرات سوخوي 30 الروسية، طالب البعض بشراء الـ"إف 15″ باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتفوق على السوخوي 30 و35 ومشتقاتها الصينية.
ومع وصول التوتر في أوكرانيا لذروته، من المتوقع أن تحلّق السوخوي 35 الروسية أمام الـ"إف 15″ التي تحمي سماوات دول الجناح الشرقي لحلف الناتو، كما طالب بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي بمنح أوكرانيا النسخ القديمة من الـ"إف 15″ الأمريكية التي تقترب من التقاعد؛ لمحاولة تقليل الفجوة الهائلة بين القوات الجوية الأوكرانية والروسية.
أوجه التشابه بين السوخوي 35 والـ"إف 15″.. صُنعتا لقتال بعضهما بعضاً
يعود تصميم الـ"إف 15″ إلى السبعينيات، لمواجهة الاعتراضية الروسية فائقة السرعة ميغ 25، حيث قُدمت النسخة الأولى من هذه الطائرة الأمريكية إف 15 إيغيل (Eagle) عام 1976، كمقاتلة هيمنة وتفوّق في القتال الجوي ذات مدى بعيد، دون قدرة على قصف الأهداف الأرضية والبحرية، ولكن تصميم الطائرة المتفوق مكّن من إصدار نسخة أحدث هي الـ"إف 15 سترايك إيغيل" (F-15E Strike Eagle)، أي النسر الهجومي، مزودة بقدرات قصف رائعة مع الاحتفاظ بقدراتها على المناورة والقتال الجوي.
بعد ظهور الـ"إف 15″ التي شكلت قفزة لصالح أمريكا في تنافسها مع الاتحاد السوفييتي، قدمت موسكو في ثمانينيت القرن العشرين الطائرة سوخوي 27 كطائرة قتال وتفوق جوي منافسة للـ"إف 15″، حيث أبهرت هذه الطائرة الغرب بقدراتها على المناورة، خاصةً مناورة الكوبرا الشهيرة التي أدتها في معرض باريس الجوي، وسرعان ما طورت موسكو نسخة منها متعددة المهام هي سوخوي 30 (النسخة الأكثر نجاحاً ومبيعاً وتنوعاً)، ونسخة تنطلق من حاملات الطائرات هي سوخوي 33، وأخرى قاذفة مقاتلة هي سوخوي 34، وأخيراً النسخة الأكثر تطوراً وهي سوخوي 35.
يمكن مقارنة أحدث نسخ الـ"إف 15″ الأمريكية، وهي F-15EX مع الطائرة الروسية سوخوي 35 (Su-35).
وكلتاهما عبارة عن طائرات ثنائية المحرك قادرة على العمل على ارتفاعات عالية، وكلتاهما لها المدى الطويل اللازم لاختراق المجال الجوي للعدو وتقديم مجموعة واسعة من الذخائر لكل من المهام الجوية والجوية والجوية.
كلتاهما مشهورة بحجمها الضخم الذي يجعلها عرضة لرصد الرادارات، إضافة إلى تكلفة التشغيل العالية.
حجم أساطيل السوخوي والإف 15 لدى أمريكا والصين وروسيا
لدى روسيا 229 طائرة سوخوي 27 مقابل 212 طائرة من الجيل الأول من إف 15 إيغيل (نسخة غير قادرة على القصف)، بحوزة أمريكا، في حين لدى الصينيين الطائرة"جيه 11″ (346 طائرة) وهي تقليد مباشر وبدون ترخيص للسوخوي 27، علماً بأن الصين لديها نحو 78 طائرة سوخوي 27 مشتراة من موسكو مباشرة.
وتمتلك روسيا نحو 111 طائرات من طراز سوخوي 30 الروسية الشهيرة القريبة من قدرات السوخوي 35، كما تمتلك الصين 97 من مقاتلات سوخوي 30.
ولدى الصينيين الطائرة J-16 (128 طائرة) المطورة من J-11 والمتأثرة بالسوخوي 30، ويمكن اعتبارها أيضاً منافساً أقل مستوى للسوخوي 35
Jمتلك موسكو 92 من المقاتلة الشهيرة سوخوي 35 و127 من القاذفة المقاتلة سوخوي 34 علماً أن لدى الصين 24 طائرة سوخوي 35 اشترتها من روسيا.
في المقابل تمتلك أمريكا 210 طائرة من طراز إف 15 سترايك إيجل الأمريكية التي تعتبر النظير لسوخوي 30 وسوخوي 35 الروسيتين وJ-16 الصينية.
ما الأسرع: سوخوي 35 أم إف 15؟
تتمتع الطائرة F-15 بميزة السرعة الأعلى، فهي قادرة على الوصول إلى 2.5 ماخ (أي مرتين ونصف سرعة الصوت)، فيما تبلغ سرعة سوخوي 35 نحو 2.25 ماخ، حسبما ورد في تقرير لموقع Military Watch Magazine.
يبلغ طول السوخوي 35 21.9 متر وزنها الفارغ: 19000 كجم، مقابل 19.446 متر طول "الإف 15 إي"، ووزن فارغ يبلغ 14379 كجم.
السوخوي بها محركان قوة كل منهما 86.3 كيلومتر نيوتن بدون حارق لاحق و142.2 بحارق لاحق، والإف 15 أي بها محركان قوة كل منهما 64.9 كيلومتر نيوتن بدون حارق لاحق، و105.7 كيلومتر مع حارق لاحق، وتصل إلى 131 كيلومتر نيوتن في المحرك الأحدث.
مدى السوخوي 35 القتالي نحو 1600 كلم، والمدى الأبعد بدون خزانات وقود إضافية 3600 كلم وبخزانات وقود إضافية 4500 كلم، مقابل مدى قتالي لـ"الإف 15 إي" يبلغ 1270 كلم ومدى أبعد بخزانات وقود إضافية 3900 كلم.
الرادارات.. للسوخوي رادار هائل لكن به عيب قاتل
كلتا الطائرتين مزودة برادارين متطورين، سوخوي لديها رادار يدعى (Irbis-E)، وهو أكبر ويُعتقد أنه أقوى من رادار (AN / APG-82) الموجود على متن F-15 EX أحدث نسخ الـ"إف 15″.
ويمكن لرادار السوخوي 35 اكتشاف معظم الأهداف الجوية المقاتلة على نطاقات تزيد على 400 كيلومتر، وهو يمكّن الطائرة من تتبع ما يصل إلى 30 هدفاً جوياً في وقت واحد والاشتباك مع ما يصل إلى ثمانية.
حسبما ورد يمكنه الكشف عن المقاتلات الشبحية ذات المقاطع العرضية المنخفضة للرادار على نطاقات تزيد على 80 كم.
رغم قوة رادار السوخوي فإنه من طراز بيسا الأقدم والأكثر تخلفاً من الرادارات من النوع أيسا كالرادار الذي تشغله الـ"إف 15″، والذي يصعب التشويش عليه ودقته أعلى ويصعب تتبعه من قبل الخصوم.
الشبحية وأجهزة الاستشعار والتشويش
عائلتا الـ"إف 15″، وسوخوي 27/30/35 على السواء لديهما سمعة سيئة في مجال الشبحية والتسلل، بسبب ضخامة أحجامهما وقدم تصميماتهما.
ولكن تظل Su-35 أكثر تخفياً من الطائرة Su-27 المشتقة منها.
إذ تستفيد Su-35 من عدد من المزايا في الاشتباكات التي تتجاوز النطاق المرئي، وضمن ذلك المقطع العرضي للرادار الذي يخفض المظهر الجانبي ليكون أقل من ثلث ذلك الخاص بالطائرة F-15.
في المقابل، لم تشهد الطائرة F-15 سوى تغييرات طفيفة في تصميمها الخارجي، وبالتالي أصبحت طائرة أكثر ضخامة وأسهل للكشف من نسخها الأولى.
تم إلغاء خطط تقليل المقطع العرضي للرادار في الطائرة F-15 بموجب برنامج F-15SE، ولم يتم دمجها في تصميم F-15EX.
في المقابل أضيف إلى السوخوي 35 مقارنة بأسلافها، طبقة جديدة من الطلاء الماص للرادار لتقليل قدرة الرادارات على رصدها، ولكنها لا يمكن أن تقارن في هذا الأمر بالطائرات الأوروبية من الجيل الرابع والنصف تايفون ورافال، والغريبين والأمريكية إف 18 سوبر هورنيت التي جميعها تتفوق على السوخوي 35 في الشبحية.
لم يتم تصميم F-15 لتكون متخفية، بينما تم تصميم Su-35 للتخفي الجزئي، لذلك سوف تظهر Su-35 على الرادارات بسرعة أقل، ولكن لا يزال من الممكن اكتشاف مقطعها الراداري على نطاقات طويلة إلى حد ما بواسطة الرادارات الحديثة الجيدة، ولذلك قد يتم استهدافها بصواريخ بعيدة المدى، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
وتفتخر Su-35 بنظام بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، يسمح لها بتحديد الموقع العام للطائرة ضمن دائرةٍ نصف قطرها خمسون كيلومتراً، من المحتمل أن يكون هذا النظام مفيداً جداً للكشف عن الطائرات الشبحية (التي تتخفى عن الرادارات) في نطاقات أقصر.
في المقابل، لا تحتوي طائرة F-15 على نظام بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء IRST.
ومع ذلك، فإن الكبسولة الإضافية الجديدة التي تدخل الخدمة في الـ"إف 15″ لن تضيف فقط نظام IRST إلى F-15، ولكنها توفر اندماج البيانات مع مستشعرات الطائرات الأخرى، حتى إنها تسمح لها بالتواصل مع مقاتلات الشبح F-22 Raptor.
باستخدام هذا النظام، يمكن أن تطير الـ"إف 22″ بقدرتها على التخفي إلى الأمام قرب خطوط العدو، وتحدد الأهداف المعادية ثم ترسل بيانات الاستهداف لتتم عملية إطلاق الصواريخ من قبل طائرات F-15 من على مسافة أكثر أماناً.
ميزة أخرى للطائرة Su-35 هي نظام التشويش على الرادار L175M Khibiny.
وفي حين يعتقد أن رادارات AESA الأمريكية مقاومة للتشويش، لا يُعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على الرادارات في صواريخ AIM-120 التي تحملها الـ"إف 15″، وقد يكون للصواريخ جو-جو نسبة فشل عالية ضد الطائرات المحمية من قبل نظام "Khibiny" الروسي الذي تحمله السوخوي.
من يتفوق في الصواريخ؟
تشمل المزايا الأخرى التي تتمتع بها Su-35، قدرتها على الوصول إلى صواريخ جو-جو الروسية من طراز R-37M فائقة الصوتية، حيث تبلغ سرعتها 6 ماخ ويبلغ مداها 400 كيلومتر، مع قدرة عالية على المناورة، وأجهزة استشعار قوية للغاية.
في المقابل، تعتمد طائرات F-15 الأمريكية اليوم على صواريخ AIM-120C القديمة، وهي ذات مدى يبلغ 105 كيلومترات، على الرغم من أنه يمكن القول إنه تم تعزيز قدرة F-15EX باستخدامها صواريخ AIM-120D ذات المدى الأطول الذي يبلغ 180 كيلومتراً، إلا أن هذه الصواريخ لديها أقل من نصف مدى صاروخ R-37 الروسي المستخدم في سوخوي 35، وهي أبطأ بكثير، مع سرعة نحو 4.5 ماخ.
ستتمكن Su-35 في المستقبل القريب أيضاً من استخدام الصاروخ الروسي K-77 ، الذي سيستفيد من نظام التوجيه الثوري الجديد APAA الذي سيجعل من الصعب للغاية تجنبه.
ويبلغ مدى الصاروخ 200 كيلومتر تقريباً. في حين أن صواريخ جو-جو من طراز F-15EX تعاني من عيب في المدى والسرعة، فإن هذه المقاتلة الأمريكية قادرة على حمل ما يصل إلى 22 منها،حيث يمكن للطائرة Su-35 أن تحمل 14 صاروخاً فقط.
ومع ذلك هذه الكمية من الصواريخ إذا تم دمجها على الطائرة الأمريكية فسيجعل حمولتها من الأسلحة ثقيلة، مما قد يضعف بشكل خطير، قدرتها على المناورة في جميع النطاقات وقدرتها على التهرب من الهجمات الصاروخية.
"المعركة الأهم".. من يتفوق في القتال الجوي القريب؟
الـ"إف 15″ طائرة مصممة خصوصاً للقتال الجوي البعيد والقريب، وتمتلك سجلاً لا يضاهى في المعارك الجوية بطائرات الجيل الرابع بنحو 102 عملية إسقاط للخصوم دون خسارة واحدة (أغلبها لإسرائيل ضد طائرات سورية سوفييتية الصنع من الجيلين الثالث والثاني).
وتستطيع الـ"إف 15″ تنفيذ انحناءات ضيقة والتسريع أثناء التسلق، وذلك بفضل التحميل المنخفض للجناح والدفع العالي نسبة إلى الوزن.
ومع ذلك، فإن سوخوي 35 ببساطة في فئة خاصة بها فيما يتعلق بالقتال الجوي التلاحمي القريب، حسب وصف مجلة The National Interest الأمريكية، رغم أنها لم تخض أي قتال جوي حتى الآن.
فهي تستخدم المراوح التوربينية ذات الدفع المتغير، مما يعني أن فوهات المحرك يمكن أن تتحرك بشكل مستقل في اتجاهات مختلفة عن الطائرة؛ للسماح لها بأداء المنعطفات بشكل مذهل والانعراج الضيقة والحفاظ على زوايا عالية للهجوم (حيث يتم توجيه مقدمة الطائرة في اتجاه مختلف عن تحرك الطائرة).
في أي معركة قريبة سوف ترقص Su-35 بثقة حول الطائرة F-15، بينما في المعارك البعيدة قد تكون السرعة ميزة للـ"إف 15″.
وهنا يظهر اختلاف بين عقيدتي الجيشين، فالأمريكيون يرون أن قدرات معارك القتال في النطاق المرئي قد عفى عليها الزمن، لأن احتمال وقوعها أقل، حيث يرون أن القتال في النطاق غير المرئي سيحسم المعركة قبل أن تقترب الطائرات بعضها من بعض.
بينما على العكس، الروس يرون أن المقاتلات سوف تمطر أولاً بعضها بالصواريخ عن بعد ولكنها لن تصيب أهدافها لتقترب الطائرات وتدخل في معركة نطاق مرئي أعدوا أنفسهم لها جيداً عبر السوخوي 35 وأسلافها.
ففي نطاق القتال البصري، تكون مزايا سوخوي 35 أكثر أهمية، فالطائرة F-15EX هي تصميم مع نسبة دفع/وزن أقل بكثير، مما يسمح للطائرة Su-35 بالتفوق عليها بشكل مريح حتى دون الاعتماد على محركات تغيير توجيه الدفع. ومع ذلك، فإن قدرات توجيه الدفع ثلاثية الأبعاد ستوفر ميزة كبيرة للسوخوي في نطاقات المعارك قصيرة.
من يتفوق في قدرات الهجوم الأرضي؟
يمكن أن تحمل سوخوي 35 إس أكثر من 17000 رطل من الذخيرة على نقاطها الصلبة.
في المقابل، يمكن للطائرة F-15E Strike Eagle حمل 23000 رطل من الذخائر أي لديها (إف 15) كمية أكبر من الذخائر.
ويمكن أن تطير Strike Eagle ذات القدرة على القصف، بنفس سرعة طائرة F-15C المخصصة للقتال الجوي حصراً، وهي تحمل أسلحة جو-جو نفسها، لكنها مع أقل قدرة على المناورة ورشاقة إلى حد ما في نطاق القتال المرئي، بسبب وزنها الثقيل.
تعاني السوخوي من عيوب القوات الجوية الروسية التقليدية، إذ يستخدم الجيش الروسي الذخائر الموجهة بدقة أقل من الولايات المتحدة، ويستخدم قائمة أصغر من أنواع الذخائر الموجهة. ومع ذلك، فإن Su-35 مجهزة تجهيزاً جيداً لتوظيفها باستخدام وضع الهجوم الأرضي لرادار Irbis-E.
قابلية الصيانة
بشكل عام، تميل الولايات المتحدة إلى صنع طائرات باهظة الثمن ذات عمر خدمة طويل، بينما يميل الاتحاد السوفييتي وروسيا لاحقاً إلى صنع طائرات بأسعار معقولة ذات عمر خدمة قصير ومتطلبات صيانة أعلى.
بعض المقاتلات الروسية، مثل سوخوي 30 وهي الطائرة الأقرب لسوخوي 35، عانت من مشكلات موثوقية كبيرة.
ولكن يبدو أن Su-35 تضيّق الفجوة في هذا الصدد إلى حد ما مع الـ"إف 15″، حسب المجلة الأمريكية، فمن المفترض أن تعمل لستة آلاف ساعة طيران.
في المقابل يعتقد أن F-15C (النسخة الأقدم) وF-15 E قادرتان على العمل لثمانية آلاف وستة عشر ألف ساعة على التوالي.
ومن المرجح أن تخضع F-15C (النسخة الأقدم التي تفتقد قدرة القصف الأرضي) لبرنامج إطالة العمر.
من ناحية أخرى، فإن Su-35s التي تخرج من خطوط إنتاج المصنع ستكون في بداية عمرها التشغيلي، في حين أن معظم هياكل طائرات F-15 تعود إلى السبعينيات والثمانينيات، فإنّ تأخر روسيا في إدخال السوخوي 30 و35 إلى الخدمة بسبب المشاكل المالية في التسعينيات، يجعل أسطولها أحدث رغم سمعته في قصر عمر البدن والمحركات.
مواصفات الأجيال القادمة من طراز F-15
قامت شركة بوينغ الأمريكية المصنعة ل لـ"إف 15″ بتسويق نسخة متطورة متخفية من F-15، تدعى النسر الصامت (Silent Eagle)، لسنوات، ولكن القوات الجوية الأمريكية لم تشترها، ولكن قد يكون لديها في النهاية عميل هو إسرائيل، حسب المجلة الأمريكية.
في الآونة الأخيرة، بدأت بوينغ أيضاً في الترويج لحزمة ترقية للطائرة F-15C، تدعى Eagle 2040C، مصممة للحفاظ على نسخة التفوق الجوي قابلة للعمل حتى عام 2040.
هل ستصلح النسر الصامت سلبيات طائرات F-15 المعاصرة؟
بادئ ذي بدء، ستظل ميزة سوخوي 35 هي القدرة على المناورة دون منازع.
قد تتباهى نسخة النسر الصامت من الـ"إف 15″ بمقطع عرضي للرادار أصغر بعشر مرات من سوخوي 35، ومع ذلك، سيظل الجانب الخلفي والجانبان للـ"إف 15″غير مخفيين، على الرغم من أنهما ستظلان تتمتعان بميزة تسلل لائقة.
ستشمل حزمة Eagle 2040C ونظاماً إلكترونياً جديداً للإجراءات المضادة للصواريخ، ومضاعفة محتملة لقدرة الصاروخ.
الخلاصة: من يتفوق سوخوي 35 أم إف 15؟
قد يتم تحديد مصير المعارك الجوية المستقبلية من خلال فعالية الصواريخ والتدابير الإلكترونية المضادة بدلاً من الطائرات التي تحملها، لاسيما فيما يتعلق بهياكل الطائرات غير الشبحية.
ومع ذلك، تظل الطرازات الحالية من مقاتلات F-15 قادرة على التفوق الجوي في القتال البعيد على السوخوي 35، باستخدام رادار إيسا المتقدم، كما أن بإمكان مقاتلات F-15E حمل أسلحة أكبر للهجوم الأرضي.
كما ستتباهى طائرات F-15 التي تمت ترقيتها بأحمال جوية غير عادية واندماج بيانات لا مثيل له مع السفن والأقمار الصناعية والطائرات الداعمة.
قد تجلب نسخة النسر الصامت للـ"إف 15″ أيضاً قدرة خفية أمامية مثيرة للاهتمام، وإن كانت محدودة.
ومع ذلك، فإن Su-35 ستفوز في الأغلب بجائزة أفضل مقاتلة جوية تلاحمية (يسمى قتال الكلاب)، وتظل أيضاً منصة صاروخية قادرة للغاية ومتعددة الاستخدامات ضد الأهداف الجوية والأرضية، على الرغم من تأخر رادارها، بسبب افتقارها إلى حالة نظام AESA، إضافة للتفوق الجوي الأمريكي في مجال الاتصالات.
وبالتالي لو تواجهت السوخوي والـ"إف 15″ وحدهما فقد يكون التفوق للطائرة الروسية خاصة في القتال الجوي القريب، بينما البعيد قد يكون هناك تعادل أو ميزة ضئيلة لصالح الـ"إف 15″.
ولكن لو أدخل في الاعتبار الأقمار الصناعية الأمريكية وطائرات الاستطلاع والتشويش والحرب الإلكترونية، والمساعدة القادمة من الطائرات الشبحية مثل الـ"إف 22″ والـ"إف 35″، فإن الأمريكية ستتفوق بفضل حلفائها وليس قدراتها الذاتية.