أسلحة أمريكية لدعم الإمارات ضد صواريخ الحوثي.. ما هي وهل تستطيع فعلاً تنفيذ المهمة؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/02 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/03 الساعة 05:54 بتوقيت غرينتش

قالت الولايات المتحدة إنها سترسل أسلحة متطورة لمساعدة الإمارات في التصدي لصواريخ جماعة الحوثي، بعد أن تم استهداف قاعدة عسكرية تستضيف قوات أمريكية، فما هي تلك الأسلحة؟ وهل يمكنها فعلاً حماية السماء الإماراتية؟

كانت جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، قد بدأت الإثنين 17 يناير/كانون الثاني في قصف العمق الإماراتي باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ بالستية تسببت في مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين وأوقعت أضراراً مادية في محيط مطار أبوظبي ومنطقة مصفح الصناعية، ومثلت تهديداً لقاعدة الظفرة التي تستضيف قوات أمريكية.

وكرر الحوثيون هجماتهم الصاروخية ضد أبوظبي ودبي، متوعدين باستمرار القصف حتى تتوقف الإمارات عما يقولون إنه "عدوان على اليمن"، في إشارة إلى مشاركة ألوية العمالقة المدعومة إماراتياً في المعارك المشتعلة في محافظات شبوة ومأرب شمال ووسط اليمن.

وكانت الحرب في اليمن قد بدأت مع انقلاب جماعة أنصار الله (الحوثيين) على الحكومة اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014، ثم قادت السعودية والإمارات تحالفاً لدعم الشرعية في اليمن منذ مارس/آذار 2015 بهدف القضاء على الحوثيين وإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الحكم.

هجمات الحوثيين على الإمارات تتزامن مع إنعقاد معرض إكسبو في دبي/رويترز

لكن الحرب، التي تقترب من نهاية عامها السابع، قد تسببت في نزوح ما يزيد على أربعة ملايين شخص، بينما يعتمد نحو ثلثي سكان اليمن، أي أكثر من 20 مليون نسمة، على المساعدات الإنسانية العاجلة، منهم نحو خمسة ملايين يعانون من مجاعة، إضافة لمقتل نحو 13 ألف مدني وإصابة 112 ألفاً آخرين تقول منظمات حقوقية دولية إنهم ليسوا طرفاً في الحرب.

ما الأسلحة التي سترسلها أمريكا للإمارات؟

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أبلغ ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في اتصال هاتفي الثلاثاء 1 فبراير/شباط أن واشنطن سترسل المدمرة يو.إس.إس كول المسلحة بصواريخ موجهة لمرافقة البحرية الإماراتية قبيل زيارة السفينة لأبوظبي، بحسب رويترز.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان: "أبلغ الوزير ولي العهد أيضاً بقراره نشر طائرات مقاتلة من الجيل الخامس لمساعدة الإمارات في مواجهة التهديدات الحالية، وكرسالة واضحة على أن الولايات المتحدة تقف مع الإمارات كشريك استراتيجي طويل الأمد".

وبالإضافة إلى نشر طائرات من الجيل الخامس وتواجد المدمرة "يو إس إس كول" في ميناء أبوظبي، ستواصل الولايات المتحدة توفير الإنذار المبكر للجانب الإماراتي لمواجهة التهديدات الحالية، بحسب بيان البنتاغون.

ويأتي هذا التغيير في الموقف الأمريكي من الإمارات فيما يتعلق بالسلاح بعد تعرض القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة الظفرة الإماراتية لخطر القصف الحوثي، إذ كانت إدارة الرئيس جو بايدن قد قررت وقف مبيعات الأسلحة لأبوظبي والرياض بسبب الحرب في اليمن.

الإمارات
أمريكا سترسل مُدمرة وطائرات من الجيل الخامس لحماية الإمارات من هجمات الحوثيين – Getty Images

كان بايدن قد قال إن إنهاء الحرب في اليمن هي أحد أبرز أولويات إدارته، وأعلن قبل عام من الآن أن الولايات المتحدة ستوقف دعمها للعمليات العسكرية في اليمن، بما في ذلك بيع الأسلحة والمعدات للسعودية والإمارات، كما ألغى تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، لكن الحرب في اليمن لم تنتهِ كما كان يأمل بايدن.

أما الإمارات فكانت قد أعلنت الانسحاب من حرب اليمن عام 2019، لكنها عادت مؤخراً إلى دعم قوات الحكومة اليمنية، عبر مشاركة ألوية العمالقة في المعارك التي أدت إلى السيطرة على محافظة شبوة وتحقيق انتصارات على الحوثيين في معركة مأرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين.

هل يؤدي ذلك إلى ردع الحوثيين عن قصف الإمارات؟

قبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال، من المهم ذكر أن الإمارات تسعى أيضاً للحصول على أسلحة من إسرائيل، وتدرس تل أبيب بالفعل الموافقة على بيع أنظمة دفاع صاروخية لأبوظبي، بما فيها نظام القبة الحديدية، في إطار ما تراه الدولة العبرية تعاوناً مع الإمارات في التصدي لإيران، بحسب تقرير لصحيفة Times Of Israel.

ونقلت الصحيفة عن القناة 13 الإسرائيلية قولها إن المحادثات جارية بين إسرائيل والإمارات لبيع عدد من أنظمة الأسلحة، التي تهدف إلى التحذير من الصواريخ واعتراضها. وتستخدم أبوظبي حالياً نظام دفاع صاروخي من كوريا الجنوبية.

وأضاف التقرير أن بيع إسرائيل نظام القبة الحديدية إلى الإمارات يمكن أن يمثل بدايات نظام دفاعي إقليمي يساعد على إعطاء الدولة العبرية إنذار مبكر بأي هجوم محتمل من جانب إيران.

وبعيداً عن احتمال توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق بشأن نظام القبة الحديدية، لا يبدو أن احتمال تراجع الحوثيين عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات نحو العمق الإماراتي مرتبطاً بشكل أساسي بمدى توفر أنظمة دفاع صاروخية متقدمة أو حتى نجاحها تلك الأنظمة في التصدي لجميع القذائف الحوثية.

الإمارات الحوثي هجوم أبوظبي
صور أقمار صناعية لمواقع نفطية استهدفها الحوثيون بالإمارات/أسوشيتد برس

كان الحوثيون قد أعلنوا الإثنين 31 يناير/كانون الثاني، بعد إطلاق صواريخ بالستية اعترضتها الدفاعات الإماراتية وكان الهجوم الثالث، أن هدفها الرئيسي من القصف المتكرر للإمارات هو الاقتصاد تحديداً. إذ قال المتحدث العسكري باسم الحوثي يحيى سريع: "القوات المسلحة تجدد تحذيرها للمواطنين والمقيمين والشركات بالابتعاد عن المقرات والمنشآت الحيوية كونها عرضة للاستهداف خلال الفترة المقبلة".

وقال اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والاستراتيجي، لـ"الجزيرة" إن "إطلاق صاروخ بالستي واحد من جانب الحوثيين هدفه إيصال رسالة للإمارات وليس إحداث أضرار ضخمة. والرسالة اقتصادية بالأساس وموجهة أكثر للشركات الأجنبية والمستثمرين لإرهابهم كي يغادروا الإمارات".

ما نسبة احتمال النجاح في اعتراض القصف الحوثي؟

بالعودة إلى الأسلحة التي قالت واشنطن إنها سترسلها إلى أبوظبي، لم يحدد بيان البنتاغون الفترة الزمنية لبقاء المدمرة يو إس إس كول في السواحل الإماراتية، كما لم تفصل أعداد ولا أنواع طائرات الجيل الخامس التي ستقوم بنشرها على الأراضي الإماراتية، ولا إذا ما كان الهدف منها هو توفير حماية إضافية للقوات الأمريكية في قاعدة الظفرة فقط أم حماية الأجواء الإماراتية بشكل عام.

لكن حتى في غياب تلك التفاصيل المعلوماتية، يرى أغلب الخبراء العسكريين أن النجاح بنسبة مئة بالمئة في اعتراض وتدمير الصواريخ البالستية والمسيرات الحوثية يعد مسألة صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة.

والسبب الرئيسي لا يعود إلى نقص كفاءة الأنظمة الدفاعية الصاروخية التي تستخدمها الإمارات، بقدر ما يرجع إلى طبيعة المسيرات والصواريخ البالستية التي يطلقها الحوثيون. إذ إن الطائرات المسيرة وحتى الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون، يمكنها الطيران على ارتفاعات منخفضة، وهو ما يفسر عدم النجاح التام في التصدي لها.

مشهد لمنشآة تابعة لشركة أرامكو السعودية تضررت إثر هجوم تبنته جماعة الحوثي /رويترز

ويمكن رصد نسبة النجاح المحتملة في هذا الصدد من خلال المقارنة مع ما تتعرض له السعودية خلال سنوات الحرب في اليمن من قصف حوثي. إذ تعتمد السعودية، بشكل أساسي، في دفاعاتها الجوية على منظومة الدفاع الصاروخي باتريوت، أمريكية الصنع، التي تستخدمها الرياض في التصدي لهجمات الحوثيين.

وعلى الرغم من نجاح الدفاعات الجوية السعودية في اعتراض وإسقاط أغلب المسيرات والصواريخ البالستية التي يطلقها الحوثيون تجاه المملكة، فإن بعضاً من تلك المقذوفات يجد طريقه إلى أهدافه ويتسبب في إحداث خسائر في الأرواح وأضرار اقتصادية.

وحالياً يسعى الحوثيون إلى استغلال عنصر الاستقرار الذي بنت عليه الإمارات نفسها كمركز مالي واقتصادي وقبلة للاستثمارات الأجنبية في المنطقة، ويهددون باستمرار القصف من مسيرات وطائرات بالستية لإخافة الشركات الأجنبية ودفعها إلى الفرار من البلاد، وهو ما يدركه قادة الإمارات جيداً لذلك يسعون إلى تحقيق نسبة نجاح كاملة في التصدي للقصف الحوثي، فهل تساعدهم الأسلحة الأمريكية التي قالت واشنطن إنها سترسلها في تحقيق تلك الغاية؟

تحميل المزيد