200 ألف كوماندوز.. كوريا الشمالية لديها أضخم قوات خاصة في العالم، وهكذا حولتهم لجنود نوويين

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2022/01/23 الساعة 19:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/23 الساعة 19:22 بتوقيت غرينتش
جيش كوريا الشمالية من أكبر الجيوش في العالم/رويترز

"جنود نووييون" هكذا يمكن وصف بعض وحدات القوات الخاصة الكورية الشمالية التي تعد أكبر قوات خاصة في العالم، ولكن ليست ضخامتها ما تثير قلق المسؤولين الأمريكيين والكوريين الجنوبيين، ولكن المهام النووية والكيميائية لهذه القوات هو ما يثير القلق.

ويعد جيش كوريا الشمالية رابع أكبر جيش في العالم، حيث يقدر بـ1.21 مليون جندي والذي يعد ضخماً جداً بالنسبة لعدد سكان البلاد البالغ 25.5 مليون نسمة، حيث يمثل عدد أفراده 4.7% من إجمالي السكان.

وتحتل ميزانية الدفاع لديها نسبةً ضخمة تصل إلى 23% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهي أعلى نسبة في أيِّ دولةٍ في القرن الحادي والعشرين.

لماذ أصبحت القوات الخاصة الكورية الشمالية أكثر أهمية لزعيم البلاد من ذي قبل؟

وأحد الأجزاء الأكثر أهمية في الآلة الحربية الكورية الشمالية هو الجزء الأكثر اعتماداً على ما يسمى بمهارات "قوة الجندي". إذ تمتلك كوريا الشمالية على الأرجح أكبر منظمة للقوات الخاصة في العالم، حيث يبلغ عدد أفرادها مئتي ألف رجل وامرأة مدربين على الحروب غير التقليدية. 

وتتلقى القوات الخاصة الكورية الشمالية تدريبات على العمل في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية، وربما خارجها، لتشكيل تهديد غير متكافئ لأعدائها، حسبما ورد في تقرير لموقع مجلة National Interest الأمريكية.

القوات الخاصة الكورية الشمالية
كوريا الشمالية لديها أكبر قوات خاصة في العالم/رويترز

على مدى عقود، احتفظت كوريا الشمالية بقوة مؤثرة على صعيد جميع الأسلحة من الدبابات إلى المشاة الميكانيكية، والمدفعية، والقوات المحمولة جواً، والقوات الخاصة. لكن القوات التقليدية للبلاد، التي واجهت تدهوراً طويلاً بعد نهاية الحرب الباردة، عانت من تقادم المعدات ونقص الإمدادات. فعلى سبيل المثال، تمتلك كوريا الشمالية عدداً قليلاً جداً من الدبابات المبنية على طراز تي-72 السوفييتي الذي يعود إلى حقبة السبعينيات، أما غالبية الدبابات فهي نسخ من طراز تي-62 الذي يعود إلى حقبة الستينيات. وتعيش بقية فيالق بيونغ يانغ المدرعة في مأزق مماثل، مما يجعلها بالتأكيد أدنى مرتبةً من القوات الأمريكية والكورية الجنوبية التي يفترض أن تواجهها في أي قتال.

واستجابة لهذه المشكلة، زادت كوريا الشمالية من أهمية قواتها الخاصة. 

لكل سلاح قواته الخاصة

تتشكل القوات الخاصة الكورية الشمالية من 25 لواءً من القوات الخاصة وقوات الأغراض الخاصة، وخمس كتائب من القوات الخاصة، المدربين للقيام بمهام تبدأ من الهجوم على الخطوط الأمامية للمنطقة منزوعة السلاح وحتى الهبوط المظلي وتنفيذ مهام الاغتيال. 

ويضطلع مكتب توجيه تدريب المشاة الخفيفة، التابع للجيش الشعبي الكوري، بمهام تُشبه قيادة العمليات الخاصة الأمريكية للتنسيق بين القوات الخاصة للجيش والقوات الجوية والبحرية الشعبية الكورية.

سوف يعبرون لكوريا الجنوبية عبر شبكة من الأنفاق السرية

ومن بين مئتي ألف "كوماندو" في كوريا الشمالية، يتبع حوالي 150 ألفاً لوحدات المشاة الخفيفة. ولخفة حركتهم سيراً على الأقدام؛ تكون مهمتهم في الخطوط الأمامية عادةً هي التسلل وراء خطوط العدو، أو الإحاطة بالعدو لتطويقه أو شن هجمات خلفية على قواته. وتسمح التضاريس الجبلية في كوريا الشمالية بمثل هذه التكتيكات، إلى جانب شبكة الأنفاق التي حفرتها الدولة والتي تعبر المنطقة منزوعة السلاح في عددٍ من الأماكن. 

وتضم القوات الخاصة الكورية الشمالية 11 لواءً من ألوية مشاة خفيفة، إلى جانب وحدات مشاة خفيفة أصغر تتبع الفرق القتالية الفردية بالبلاد.

وبعضهم سوف يهاجم عبر الجو

وهناك ثلاثة ألوية أخرى من المشاة المحمولة جواً لأغراض خاصة. إذ تنفذ الألوية 38 و48 و58 المحمولة جواً (مثلهم مثل الفرقة 82 المحمولة جواً) عمليات استراتيجية تشمل الإنزال الجوي للاستيلاء على التضاريس الحرجة والبنية التحتية. ومن المرجح أن تستهدف القوات المحمولة جواً التابعة للجيش الكوري الشمالي مطارات كوريا الجنوبية، ومباني الحكومة هناك، والطرق الرئيسية، والطرق السريعة لمنع تخريبها. وينقسم كل لواء إلى ست كتائب مشاة محمولة جواً تبلغ قوة كلٍ منها 3.500 فرد. لكن على عكس الفرقة 82 المحمولة جواً الأمريكية، من المستبعد أن تعمل ألوية الجيش الشعبي المحمولة جواً بقوة كتيبة أو أعلى، كما لا يمكنها العمل خارج شبه الجزيرة الكورية بسبب النقص في وسائل النقل بعيد المدى.

عشرات الآلاف من القناصة من بينهم أعداد كبيرة من النساء

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك كوريا الشمالية ما يقدر بثمانية "ألوية قناصة"، ثلاثة منها تابعة للجيش الشعبي (اللواء 17 و60 و61)، وثلاثة تتبع القوات الجوية (الألوية 11 و16 و21)، واثنان تابعان للبحرية الشعبية الكورية (اللواءان 29 و291). ويتكون كل لواء من حوالي 3.500 رجل، مقسمين إلى ما يتراوح بين سبع وعشر "كتائب" قناصة. وتؤدي هذه الوحدات مجموعة متنوعة من الأدوار، وتشبه تقريباً قوات الصاعقة البرية الأمريكية والقوات الخاصة الأمريكية وقوات SEAL البحرية. ولكن على عكس نظرائهم الأمريكيين، يبدو أن بعض هذه الوحدات لديها القدرة على القتال كقوات تقليدية محمولة جواً، أو الهجوم الجوي، أو كمشاة بحرية.

ويجري تدريب ألوية القناصة على عمليات الاستطلاع الاستراتيجي وما يسمى بمهام "العمل المباشر" التي تشمل مهام الاغتيال، والغارات على أهداف عسكرية واقتصادية عالية المستوى، والتخريب، وتعطيل النظام الاحتياطي في كوريا الجنوبية، والنقل السري لأسلحة الدمار الشامل (بما في ذلك الأسلحة الإشعاعية المحتملة)، وتنظيم حملات حرب عصابات مناهضة للحكومة في كوريا الجنوبية. وغالباً ما يرتدون الزي المدني أو العسكري الكوري الجنوبي، أو الزي العسكري الأمريكي. وهناك فصيلة واحدة- من ثلاثين إلى أربعين جندياً- في كل لواء قناصة بالجيش تتكون من النساء فقط، وهن مدربات على القيام بعمليات قتالية بزي المدنيين.

وأخيراً، يحتفظ مكتب الاستطلاع بأربع كتائب استطلاع منفصلة. وهذه الكتائب عالية التدريب والتنظيم- المكونة من 500 جندي- مُدرّبة على قيادة فيلق من الجيش عبر المنطقة منزوعة السلاح الخطيرة. ومن المحتمل أن تكون لديها معرفة وثيقة- وسرية للغاية- بكل من الدفاعات الصديقة والمعادية داخل المنطقة منزوعة السلاح. كما تُشير التقارير إلى وجود كتيبة خامسة مجهزة للعمليات خارج البلاد.

القوات الخاصة الكورية الشمالية
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون/رويترز

وتهدف القوات الخاصة عموماً إلى العمل خلف خطوط العدو، لهذا توظف كوريا الشمالية وسائل كبيرة- وإن كانت قديمة عادةً- من أجل الوصول إلى ما وراء تلك الخطوط. وبالنسبة للقوات البرية، فإن إحدى الوسائل الواضحة للتسلل إلى كوريا الجنوبية هي عبر المنطقة منزوعة السلاح البالغ طولها 257 كيلومتراً وعرضها نحو أربعة كيلومترات. بينما تعتبر الأنفاق الخفية أسفل الحدود وسيلةً أخرى لتحقيق ذلك الغرض. وعن طريق البحر، تمتلك بيونغ يانغ القدرة على إيصال ما يقدر بخمسة آلاف جندي في نقلة واحدة، باستخدام كل شيء من السفن التجارية إلى سفن الإنزال من طراز نامبو، مع أسطولها المكون من 130 حوامة من طراز كونغ بانغ (الحوامة هي مركبة تطفو في الهواء على وسادة هوائية أسفل جسمها، بفضل محركات قوية تدفع الهواء أسفلها) وغواصات ساحلية سانغ- والغواصات القزمية ياونو.

تخطط لإيصالهم إلى القوات الأمريكية في اليابان

أما عن طريق الجو، فتمتلك كوريا الشمالية أسطولاً نظرياً يتكون من مئتي طائرة قديمة من طراز أنتونوف إن-2 قصيرة الإقلاع والهبوط. وهي قادرة على الطيران على ارتفاع منخفض وبطيء لتجنب الرادار. كما يمكن لكل طائرة إن-2 حمل ما يصل إلى اثني عشر جندياً للهبوط بهم على أسطح غير ممهدة، أو تمكينهم من القفز بالمظلات على أهدافهم. ويمتلك النظام أيضاً أسطولاً من حوالي 250 طائرة مروحية للنقل، معظمها من الكتلة السوفييتية في الأصل (والعمر)، ولكنها تشمل أيضاً مروحيات من سلسلة إم دي 500، الأمريكية الصنع المماثلة لتلك التي تمتلكها كوريا الجنوبية، ولقد حصلت بيونغ يانغ على نسخ مدنية من هذه الطائرة في الثمانينات عن طريق شركة تصدير ألمانية قبل أن تكتشف الولايات المتحدة الأمر.

 ويبدو أن بيونغ يانغ عازمة أيضاً على الحصول على وسائل نقل حديثة لمسافات طويلة مثل طائرة باك ب-750 إكستول، المصنعة في نيوزيلندا، والتي لا يعرف كيف وصلت لكوريا الشمالية، ولكنها ستسمح تلك الطائرات للقوات الخاصة الكورية الشمالية بالوصول إلى أماكن بعيدة مثل اليابان وجزيرة أوكيناوا اليابانية بالأخص، وكلتاهما ستكون بمثابة قواعد أمامية للقوات الأمريكية في حالة الحرب.

هل يستطيعون التغلب على أسلحة كوريا الجنوبية المتقدمة؟

وفي حالة الحرب أيضاً، من المحتمل أن تشن كوريا الشمالية عشرات الهجمات المنفصلة على جميع أنحاء كوريا الجنوبية، من المنطقة منزوعة السلاح إلى ميناء بوسان الجنوبي. لكن نجاح القوات الخاصة الكورية الشمالية في شق طريقها عبر الدفاعات الجوية والبحرية الكبيرة لسيول هو أمرٌ موضع نقاش. 

إذ تُغطي مختلف الدفاعات من مدافع الدفاع الجوي إلى الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات جميع الوديان، والممرات، والطرق المائية التي يمكن أن تستخدمها الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض والمراكب المائية. وإذا انتبهت كوريا الجنوبية في الوقت المناسب، فإن قواتها المدافعة سوف تلحق خسائر فادحة بكوماندوز كوريا الشمالية وهم في طريقهم إلى أهدافهم.

أخطر شيء هو قدراتهم النووية والكيميائية

لقد تطورت القوات الخاصة الكورية الشمالية من قوة مزعجة مصممة لشن هجمات في مؤخرة العدو إلى شيء أكثر خطورة بكثير. حيث إن قدرتها على نشر أسلحة نووية، أو كيميائية، أو بيولوجية، أو إشعاعية يمكن أن تتسبّب -إذا نجحت- في قتل آلاف المدنيين. 

ورغم أن تدريب تلك القوات على مهاجمة وتدمير نسخة طبق الأصل من البيت الأزرق، المقر الرئاسي الرسمي لرئيس كوريا الجنوبية، سيجعل الكثير من أفراد القوات الخاصة الكورية الشمالية سيموتون بلا شك في طريقهم إلى وجهتهم، إلا أن تدريبهم وصلابتهم وتلقينهم السياسي يجعل منهم أعداء أقوياء.

تحميل المزيد