مع اندلاع الجائحة عوَّل معظم الأطباء في العالم على الأدوية المضادة للفيروسات لتقف حائط صد أمام تفشي فيروس كورونا بالشكل المخيف في البداية.
لكن كانت النتائج الأولية لهذا التوقع مخيبة للآمال؛ مما دفع الأطباء إلى البحث عن حل لهذه الأزمة الكبيرة، وكان الحل حينها في اللقاح، لكن ليس بالحل المجدي للجميع، خاصةً كبار السن وأولئك الذين لا يتمتعون بمناعة قوية.
وبعد مرور عامين على الجائحة نجح الأطباء في التوصل لعلاج لهذا الفيروس، فقد بدأت التجارب السريرية لمضادات الفيروسات بعد وقت قصير من ظهور كوفيد، ولذلك اختُبرت بشكل شبه كامل على المرضى الذين لم يتلقوا اللقاح.
واليوم تلقى قطاع كبير من البشر اللقاح في كل دول العالم، ولذلك يعد العالم بحاجة للتأكد من أن هذه المضادات للفيروسات لها فوائد حقيقية لهؤلاء الناس، كما يقول تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
الأدوية المضادة للفيروسات- التي تُعطِّل قدرة الفيروس على التكاثر داخل خلية مصابة- تعطينا الأمل في إمكانية إبعاد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، ومنهم كبار السن والمصابون بضعف في جهاز المناعة، عن المستشفيات.
اللقاحات جاءت أولاً ومضادات الفيروسات جاءت بعدها. لكن معظم التوقعات أشارت إلى أن العكس هو ما سيحدث. فلماذا؟
يقول توم فليتشر، من كلية ليفربول للطب الاستوائي: "أعترف بأنني كنت أتوقع أن يبدأ استخدام الأدوية المضادة للفيروس قبل اللقاحات. وما حدث فعلياً يشير إلى السرعة المذهلة التي تمت بها أبحاث اللقاح وفشل الشريحة الأولى من مضادات الفيروسات المُختبرة".
ففي بداية الجائحة، كُرِّست معظم الجهود للأدوية المعاد توظيفها- أي التي تُستخدم لعلاج أمراض أخرى ولكنها آمنة للاستخدام- لعلاج كوفيد-19.
وأضاف فليتشر: "ومع ذلك، لم تنجح أي من هذه الأدوية المضادة للفيروسات المعاد توظيفها. وبعد ذلك، ركز العلماء على مضادات الفيروسات الجديدة المصممة خصوصاً لعلاج كوفيد-19. وفي الظروف الطبيعية، عادةً ما يستغرق تطوير الأدوية من خمس إلى عشر سنوات في أحسن الأحوال. وصحيح أن هذه السنوات تم ضغطها ولكننا احتجنا عامين للوصول إلى هذه المرحلة".
كيف ستُستخدم مضادات الفيروسات الجديدة؟
الأطباء تعلموا الكثير من علاج مرضى كوفيد-19 في المستشفيات. تقول روث ماكيرنان، رئيسة جمعية BioIndustry: "لقد تمكنوا من تحسين فُرص المرضى المصابين بدرجة خطيرة من المرض، بمعرفة متى يجب تغيير وضعيتهم، أو إعطاؤهم ديكساميثازون أو إعطاؤهم أجساماً مضادة في الوريد. لكن الوقاية خير من العلاج. لذا فوقاية الناس من العلاج بالمستشفى هو الهدف الفعلي هنا، ومضادات الفيروسات الفموية الجديدة ستكون عالية القيمة بتحقيقها هذا الهدف".
فحين يُصاب شخص مسن أو جهازه المناعي ضعيف بالفيروس، سيتناول دواء باكسلوفيد أو مولنوبيرافير، وهذا، كما نأمل، سيقيهم الإصابة الخطيرة بالمرض وضرورة دخولهم المستشفى، وهذا خبر ممتاز للمرضى والهيئات الصحية.
ما الأمور الأخرى التي تحتاجها مضادات الفيروسات حتى تصبح أكثر فعالية؟
يقول إيدي غراي، رئيس فريق عمل مضادات الفيروسات التابع للحكومة البريطانية: "بدأت التجارب السريرية لمضادات الفيروسات بعد وقت قصير من ظهور كوفيد، ولذلك اختبرت بشكل شبه كامل على المرضى الذين لم يتلقوا اللقاح. واليوم تلقى قطاع كبير من السكان اللقاح. ولذلك نحن بحاجة للتأكد من أن هذه المضادات للفيروسات لها فوائد حقيقية لهؤلاء الناس".
وهذا ما تعمل عليه دراسة تجريها جامعة أكسفورد، تحمل عنوان Panoramic، حيث تقيّم تأثير مضادات الفيروسات على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة ولكنهم تلقوا اللقاح في المملكة المتحدة. وأضاف غراي: "هذه الدراسة مهمة جداً. فهي الآلية التي سنعمل من خلالها على تحديد حجم الفائدة التي سيحصل السكان المطعَّمون عليها من مضادات الفيروسات. وننتظر نتائج الشهر المقبل".
ما الدروس المستفادة من مضادات الفيروسات الأخرى لعلاج كوفيد؟
يقول غراي: "هذه الأدوية تعمل بتعطيل الفيروس عن إنتاج نسخ من نفسه داخل خلايانا، وقد رأينا هذه العملية في مضادات الفيروسات التي تتعامل مع أمراض أخرى. وأحد الاستنتاجات أن هذه الأدوية يُحتمل أن تكون فعالة جداً في علاج متحورات كوفيد الجديدة".
ومطلع العام الجاري وافقت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا، على حبة دواء جديدة واعدة لعلاج أعراض كوفيد.
ومن المنتظر استخدام عقار باكسلوفيد قريباً، بعد فترة وجيزة من ظهور الأعراض لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأعراض مرضية شديدة عند إصابتهم بفيروس كورونا.
وخلال التجارب السريرية، قلّل العقار من خطر الدخول إلى المستشفى أو الوفاة بنسبة 89%، لدى البالغين المعرضين للخطر.
وطلبت بريطانيا 2.75 مليون قرص من الدواء الذي يعتمد جزئياً على علاج حالي لفيروس نقص المناعة البشرية طورته شركة فايزر الأمريكية.
وباكسلوفيد هو ثاني دواء مضاد للفيروسات تتم الموافقة عليه في بريطانيا، بعد إعطاء الدواء المنافس، مولنوبيرافير، الضوء الأخضر من قبل الجهات المسؤولة عن إجازة استخدام الأدوية بالبلاد في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأصبحت أقراص علاج أعراض فيروس كورونا التي تؤخذ عن طريق الفم بمثابة بارقة الأمل في التغلب على وباء الفيروس التاجى، وبعد أن وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام حبوب فايزر التي تؤخذ عن طريق الفم في الحالات الطارئة كعلاج لفيروس كورونا وهى أقراص Paxlovid، باكسلوفيد، ونتعرف فى هذا التقرير على أقراص باكسلوفيد لعلاج كورونا، بحسب موقع " weforum".
وذكرت شركة فايزر، أن أقراص كورونا المضادة للفيروسات "باكسلوفيد" قد أظهرت نتائج واعدة، مع فعالية تقارب 90% في منع دخول المستشفى والوفيات في المرضى المعرضين لمخاطر عالية من فيروس كورونا.