تركيا تستعد لإطلاق أول طائرة تدريب وهجوم أرضي أسرع من الصوت، فهل تستطيع اقتحام أسواق التصدير؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/16 الساعة 22:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/16 الساعة 22:08 بتوقيت غرينتش
تركيا تسعى للترويج لتصدير الطائرة هورجيت قبل بدء تصنيعها/رويترز

 أعطت الحكومة التركية الضوء الأخضر للإعداد للإنتاج الكمي لطائرة التدريب والهجوم الخفيف هورجيت "Hurjet"، بل إنها بدأت تعدها للتصدير رغم أن الطائرة هورجيت لم تختبر في عملية طيران بعد.

وبلغ من ثقة الحكومة التركية في الطائرة هورجيت أنها قدمتها في مناقصة ماليزية لشراء 18 طائرة خفيفة في مواجهة المقاتلة الهندية الخفيفة هيل تيجاس.

تم اتخاذ قرار الإنتاج التسلسلي للطائرة Hurjet "هورجيت" في اجتماع عُقد في 12 يناير/كانون الثاني، للجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حسبما ورد في موقع Defense News .

ولم تكشف شركة صناعة الطيران التركية، التي تصنع الطائرات، عن عدد الطائرات التي سيتم إنتاجها في إطار خطة الإنتاج التسلسلي الأولى.

مواصفات الطائرة هورجيت

أطلقت شركة TAI التركية برنامج الطائرة هورجيت Hurjet في عام 2018، وتخطط الشركة لأولى رحلة طيران Hurkus في عام 2023، حسبما ورد في تقرير لموقع Defense News.

من المفترض أن تبلغ سرعة Hurjet القصوى 1.2 ماخ، ويمكن أن تطير على ارتفاع 45000 قدم كحد أقصى. تصميم الطائرة لحمولة قصوى تصل إلى 3000 كيلوغرام، بما في ذلك الذخيرة وتكنولوجيا الرادار والكاميرا.

وقالت شركة TAI إن الطائرة هورجيت تهدف إلى استبدال طائرة التدريب الأمريكية Northrop Grumman T-38 Talon القديمة التي تستخدمها القوات الجوية التركية حالياً.

الطائرة Hürkuş هي طائرة تدريب دخلت حيز الانتاج وحظيت بطلبات تصدير/ويكيبيديا

ومنذ إخراج أنقرة من برنامج F-35 في عام 2019 بسبب شرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400، دفع أردوغان القطاع العسكري التركي ليصبح أكثر استقلالية عن الموردين الأجانب. كما ألغت شركة Rheinmetall الألمانية خططها للتصنيع المشترك للدبابة ألتاي في عام 2019.

ولدى تركيا مشروع آخر هو الطائرة Hürkuş التي دخلت حيز الإنتاج، وفي عام 2016، حصلت على شهادة سلامة من قبل وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، وطلب الجيش التركي شراء 15 طائرة من طراز Hürkuş-B بالإضافة إلى خيار لـ40 طائرة أخرى.

طائرة تدريب لمقاتلات الجيل الخامس

 تم تصميم الطائرة هورجيت بهدف أن تكون طائرة تدريب لطياري مقاتلات الجيل الخامس.

وهي طائرة تدريب نفاثة متطورة ذات محرك واحد وذات مقعد ترادفي إضافة إلى كونها طائرة هجومية خفيفة مزودة بإلكترونيات طيران حديثة.

تم التخطيط لأن تكون الطائرة قادرة على إعادة التزود بالوقود جواً، وقمرة القيادة المتوافقة مع الرؤية الليلية، وشاشة العرض الرأسية، ونظام عرض خوذة متكامل.

الطائرة هورجيت
مجسم للطائرة هورجيت/ويكيبديا

وأكملت شركة TAI أول جهاز محاكاة اختبار للطائرة، في سبتمبر/أيلول 2020، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وسوف تتضمن ملاحظات من طياري الاختبار لتغيير خوارزميات التحكم في الطيران وبرمجيات إلكترونيات الطيران أثناء عملية اختبار الطيران.

ويقول المسؤولون عن المشروع إن لديها ميزات عالية الأداء تلعب دوراً مهماً في تدريب الطيارين المتقدم نظراً لخصائص أدائها المتفوقة، وأنها تستطيع أن تستطيع القيام بمجموعة متنوعة من المهام وحمولتها الكبيرة تجعل النسخة القتالية مضاعفاً لقوة المعركة.

المحرك، أمريكي أم أوكراني

لم يتم اختيار محرك للطائرة، رغم أن أبرز المرشحين هو المحرك البريطاني Eurojet EJ200 والذي يستخدم في الطائرة الأوروبية يورو فايتر تايفون والمحرك الأمريكي جنرال إليكتريك F404-GE-102الذي يستخدم في الإف 16 والإف 15، وكانا قيدا النظر عند تصميم الطائرة.

قد ترفض الدولتان تزويد تركيا بهذه المحركات، كما فعلت واشنطن مع الطائرة المروحية التركية أتاك 128 التي تستخدم محركات أمريكية ورفضت الولايات المتحدة منح رخصة تصدير للطائرة لباكستان، رغم أنها وافقت على تصديرها بمحركات أمريكية للفلبين.

واحتمالات رفض بريطانيا لتزويد تركيا بمحرك للطائرة أقل من مما قد تفعله أمريكا.

ولكن في حال رفض البلدان توفير محرك للطائرة هورجيت، فقد تتجه تركيا للمحرك Ivchenko-Progress AI-222 الذي تنتجه شركة Motor-Sich الأوكرانية التي اشترت الشركات التركية ربع أسهمها مؤخراً.

ولكن هذا المحرك أضعف من المحركين الأمريكي والبريطاني، وقد يعني ذلك الحاجة إلى أن تزود الطائرة بمحركين وليس محركاً واحداً، وقد يعني ذلك تعديل تصميمها.

ويطمح الأوكرانيون إلى إنتاج محرك جديد يسمى AI-9500F بدفع يبلغ 21000 رطل، أي أكثر من ضعف دفع محرك AI-222 وهي خطوة يمكن أن تكتسب دعماً بالأموال والدعم الفني التركي، كما أن قوة المحرك المقترح تعتبر جيدة، وتفوق محرك اليورو فايتر. 

لماذا تبدو تركيا واثقة من قدرتها على تصدير الطائرة رغم عدم بدء إنتاجها؟

يقال إن شركة صناعة الطيران التركية أنشأت برنامج HÜRJET استجابة لآفاق سوق الطائرات متعددة الأدوار، باستخدام خبرتها وقدراتها في تصميم وتصنيع أنظمة تدريب/ طائرات خفيفة/ أنظمة فعالة من حيث التكلفة.

تتنافس الطائرة بالفعل في العطاء الماليزي لشراء 18 طائرة خفيفة.

ومنافسة الطائرة هورجيت في المناقصة الماليزية هي المقاتلة الهندية هيل تيجاس، والأخيرة بالفعل في مرحلة الإنتاج الأولي وبدأت تخدم في سلاح الجو الهندي. بينما هورجيت في مرحلة التطوير ولا تزال رحلتها الأولى يتوقع أن تتم بعد عام. 

ومع ذلك، يبدو أن تركيا تسير على الطريق الصحيح لتسريع تطوير طائرتها التدريبية المتقدمة في أقرب وقت ممكن، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.

وتحدث البروفيسور الدكتور تيميل كوتيل، المدير العام لشركة Türk Aerospace Industries A.S، عن الطائرة هورجيت، وأعرب عن ثقته في المقاتلة، مشيراً إلى أن HURJET في طريقها إلى ماليزيا لأن TAI لها مكانة كبيرة في مناقصة ماليزيا.

وسبق أن دعت تركيا ماليزيا للانضمام إلى مشروع هورجيت "Hürjet"، في دور إنتاج بعض أجزاء الطائرة. بينما تتمتع ماليزيا ببعض الخبرة في تطوير المواد المركبة، إلا أنها لم تصمم وتصنع أي طائرة أبداً.

على المستوى المحلي، يسير تطوير الطائرة هورجيت بأقصى سرعة، مع إدخال تحسينات كبيرة على التصميم الأساسي في الأعمال. وقال كوتيل: "لقد قمنا بتعديل تصميم Hürjet بحيث يمكن أن تعمل على الأصول البحرية".

وصرح مدير برنامج تدريب الطائرات التابع لشركة TAI، تونكاي تشوبور، لوكالة الأناضول في أوائل عام 2021، أنهم أخذوا في الاعتبار الطلبات المحلية والأجنبية طوال مرحلة التطوير، ويحاولون بناء منصة يمكنها المنافسة على نطاق عالمي.

وقال إنهم يشاركون الآن في مجموعة متنوعة من المبادرات الترويجية، ضمن نطاق المشروع، ومن المتوقع إنتاج نموذجين أوليين منفصلين، وفقاً لشوبور.

تتمتع تركيا بخبرة طويلة في توريد الأسلحة إلى دول أخرى. وستكسب الصناعات الدفاعية التركية دفعة كبيرة إذا تمكنت من تصنيع طائرة تدريب متطورة في الموعد المحدد.

ويعتقد مسؤولو المشتريات الأتراك أنه بمجرد أن تخوض الطائرة هورجيت معارك بواسطة الجيش التركي، ستزدهر آفاق التصدير، حسب تقرير موقع Defense News.

وقال مسؤول مشتريات بالشركة المنتجة: إن "المفاوضات الجارية بشأن تصدير الطائرة هورجيت كانت عاملاً محفزاً في إضفاء الطابع الرسمي على نية الحكومة بدء الإنتاج التسلسلي".

في أواخر العام الماضي، أصبحت النيجر أول زبون أجنبي لـلطائرة Hurkus. ومن المرجح أن تصبح أذربيجان، حليف تركيا في القوقاز، العميل الأجنبي الثاني. حيث خضعت لاختبار طيران في أذربيجان، وفقاً لسفير تركيا في باكو، جاهد باغجي. وحضر الحدث قائد القوات الجوية الأذربيجانية الفريق رامز طاهروف.

كما قدمت شركة TAI عرضاً تقديمياً لـلطائرة Hurkus في العاصمة القطرية الدوحة لبيع الطائرة لحليف تركيا.

تحميل المزيد