اقتحام الكونغرس وفضيحة العائلة الملكية في بريطانيا وحرب غزة والانسحاب الأمريكي من أفغانستان وانقلابات إفريقيا ومتحورات كورونا (دلتا وأوميكرون)، أحداث جعلت 2021 عام الصدمات.
كان التغير المناخي أيضاً عنواناً بارزاً لعام 2021، لكن قمة المناخ التي عقدت في غلاسكو جاءت بمثابة فشل آخر لقادة العالم في مواجهة تداعيات المناخ الكارثية، لتشهد جميع مناطق العالم موجات من الطقس المتطرف، درجات حرارة مرتفعة وفيضانات وسيولاً وعواصف، أودت بحياة الآلاف وتسببت في أضرار تريليونية. وترصد السطور التالية أبرز الأحداث التي شهدها عام الصدمات.
1- اقتحام الكونغرس الأمريكي
تسبب اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في صدمة ضخمة داخل وخارج حدود القوة العظمى التي تعتبر نفسها حامية الديمقراطية حول العالم، ولا يتوقف زعماؤها ومسؤولوها عن فرض العقوبات على أنظمة ودول يقولون إنها لا تحترم قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان.
لكن مشاهد اقتحام مبنى الكابيتول أثناء انعقاد جلسة الكونغرس للتصديق على فوز جو بايدن، وكان ذلك يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021، تسببت في حالة من السخرية والتهكم من جانب خصوم الولايات المتحدة حول العالم، وبخاصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووسائل الإعلام والمسؤولين الصينيين، وأصدر زعماء إيران تصريحات تتهكم من "الديمقراطية الأمريكية".
لكن اقتحام الكونغرس كان مجرد قمة جبل الجليد على ما يبدو، إذ أثبتت الأحداث في أروقة السياسة في واشنطن واستطلاعات الرأي الشعبية أن التشكيك في نتائج انتخابات الرئاسة 2020 ليست أمراً عابراً من جانب رئيس خاسر، بل اتضح أن نسبة كبيرة من الأمريكيين مقتنعة بذلك بالفعل.
وعلى الرغم من أن ترامب ومعسكره الرافعين شعار "سرقة الانتخابات" لم يتمكنوا من تقديم أدلة تعتد بها المحاكم أو الهيئات التشريعية أو هيئة الانتخابات في البلاد، إلا أن أنصار ترامب المسلحين باتوا بعشرات الملايين ويستعدون للانتخابات القادمة 2024، بحسب تقارير أمنية أمريكية.
2- فضيحة العائلة الملكية
كانت المقابلة التي أجرتها أوبرا وينفري مع الأمير هاري وزوجته ميغان لصالح قناة CBS الأمريكية في مارس/آذار 2021 حدثاً عالمياً آخر، إذ أثارت المقابلة إعصاراً من الجدل داخل المملكة المتحدة وباقي دول الكومنولث بسبب الطبيعة الشخصية والحساسة للغاية لما كشفت عنه هاري وميغان للمذيعة الأمريكية الأشهر بشأن العائلة الملكية البريطانية، التي يمتد تاريخها لأكثر من ألف عام.
فقد وجهت ميغان اتهامات للعائلة الملكية بالعنصرية لتعبير بعضهم عن القلق من لون بشرة طفلها الأول آرتشي قبل ولادته، كما تحدثت عن وصولها لمرحلة التفكير في الانتحار وأمور أخرى مسيئة للعائلة.
وقدم هاري أيضاً صورة قاتمة عن العائلة وكيف أن أفرادها "محاصرون داخل أدوارهم ويعيشون في خوف دائم"، معبراً عن مخاوفه من أن يعيد التاريخ نفسه، في إشارة إلى ما حدث لوالدته الأميرة ديانا التي انفصلت عن والده الأمير تشارلز وقُتلت في حادث سيارة بأحد أنفاق العاصمة الفرنسية باريس عام 1997.
وأثارت المقابلة الانقسام من جديد بين المتعاطفين مع ميغان وهاري من ناحية والمدافعين عن القصر من ناحية أخرى، وركزت ردود الفعل في بريطانيا على اعتراف ميغان بأنَّ أفكاراً انتحارية راودتها، إذ إن الزوجين باتا عنصر استقطاب في بريطانيا، وخارجها، ولهما الكثير من المعجبين والمنتقدين.
وأثارت المقابلة التساؤلات حول مصير العائلة الملكية في بريطانيا والتي يزيد عمرها عن ألف عام، خصوصاً بعد الملكة الحالية إليزابيث الثانية التي تجلس على العرش منذ أكثر من 69 عاماً.
3- حرب غزة
كانت الحرب على غزة خلال مايو/أيار 2021 أبرز أحداث العام في الشرق الأوسط، إذ تسببت نتائجها في زلزال سياسي وصلت توابعه إلى أركان المعمورة. وكان المتسبب الرئيسي في تلك الحرب بنيامين نتنياهو، الذي أشعلها بغرض التشبث بمنصبه، لكن الانتصار المفاجئ الذي حققته المقاومة الفلسطينية أطاح بنتنياهو، أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاءً في المنصب.
كانت الحرب، التي استمرت 11 يوماً، قد تم التمهيد لها من جانب حكومة نتنياهو من خلال السعي لتهجير العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة وإغلاق باب العامود مطلع شهر رمضان والاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى، فأطلقت حركات المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس صواريخها من قطاع غزة المحاصر دفاعاً عن الأقصى لتطلق إسرائيل ترسانتها العسكرية على القطاع وتهدم الأبراج السكنية وتسقط 250 شهيداً وآلاف الجرحى.
لكن الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها إسرائيل، وفشل جيش الاحتلال في إسكات صواريخ المقاومة وانتفاضة الفلسطينيين في جميع أراضي فلسطين التاريخية، أجبر جميع الأطراف على التدخل لوقف إطلاق النار، وهو ما تم بالفعل بوساطة مصرية يوم 21 مايو/أيار.
وعكس المشهد الإعلامي والسياسي داخل إسرائيل ملامح الهزيمة وتداعياتها، إذ شنت الصحافة والمراسلون والمحللون الإسرائيليون هجوماً حاداً على أداء الحكومة والجيش الإسرائيلي في حرب غزة، معتبرين أن المبادرة الإسرائيلية بوقف إطلاق النار من جانب واحد هي إقرار بالهزيمة أمام حماس التي سجلت في هذه الحرب أداءً سياسياً وعسكرياً لافتاً، مقابل تراجع الحكومة الإسرائيلية.
لكن على الرغم من فداحة الخسائر الاقتصادية، يرى كثير من المراقبين أنها قد تأتي في ترتيب متأخر في قائمة الخسائر التي تكبَّدتها الدولة العبرية في هذه الحرب، بينما تأتي خسارة إسرائيل للتعاطف الشعبي وكثير من الدعم الرسمي في المنطقة والعالم، وبخاصة في واشنطن، على رأس تلك الخسائر؛ وهو ما يمثل على الجانب الآخر أبرز نتائج الانتصار بالنسبة للمقاومة الفلسطينية.
وهكذا بعد أن كانت القضية الفلسطينية قد كادت أن تختزل في "صفقة القرن" وصفقات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، عادت القضية وحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة إلى الواجهة مرة أخرى. وبعد أن كانت إدارة بايدن تتجاهل القضية التي تمثل جوهر الصراع في الشرق الأوسط تماماً، قال الرئيس الأمريكي: "أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون أن يعيشوا في أمن وأمان وأن ينعموا بدرجات متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية"، وأضاف: "ستواصل إدارتي دبلوماسيتنا الهادئة الراسخة لتحقيق هذه الغاية. وأعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم، وأنا ملتزم بالعمل على ذلك". بغض النظر عن مدى التزام الرئيس الأمريكي بهذه الوعود.
4- الانسحاب الأمريكي من أفغانستان
كان مشهد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، في أغسطس/آب 2021، واحداً من أكثر أحداث العام تأثيراً حول العالم، ويعتبره كثير من المحللين من أبرز الدلائل على غروب شمس الهيمنة الأمريكية، حتى إن ترامب وصفه بالمشهد "المهين"، وطالب بايدن بالاستقالة.
فبعد 20 عاماً من احتلال أفغانستان للإطاحة بحركة طالبان، انسحبت أمريكا بصورة فوضوية، بينما عادت طالبان إلى الحكم في أفغانستان مجدداً، بعد إنفاق تريليونات الدولارات والتسبب في مئات الآلاف من القتلى وملايين المصابين والنازحين، دون أن تحقق واشنطن شيئاً، باستثناء اهتزاز ثقة الحلفاء في الالتزام الأمريكي بشكل عام.
وربما يكون خطاب الرئيس جو بايدن حول الانسحاب من أفغانستان، ووصفه لتلك الكارثة المهينة "بالنجاح غير العادي"، مؤشراً على مدى تركيز الرئيس على توجيه الخطاب إلى الداخل الأمريكي المنقسم بشدة، فقد أكد على "تحقيق الولايات المتحدة أهدافها كاملة" في أفغانستان، رغم أن طالبان عادت للحكم هناك، في تناقض فجّ مع الواقع.
وكانت الصورة المتداولة عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي حول العالم، للواء في الجيش الأمريكي "كريس دوناهيو"، قائد الفرقة الـ82 المحمولة جواً، وهو آخر عنصر من القوات الأمريكية يغادر أفغانستان، رمزاً للانكسار الأمريكي، وليست رمزاً لما وصفه بايدن بالنجاح وتحقيق الأهداف، بحسب أغلب المحللين الأمريكيين أنفسهم.
ومع انكشاف تفاصيل قرار الانسحاب الأمريكي، اتضح أن إدارة بايدن لم تناقش القرار مع حلفائها من أعضاء حلف الناتو، الذين كانت لهم قوات في أفغانستان، ليتقلص مستوى التنسيق بين الحلفاء إلى الصفر تقريباً، وتخرج الأمور بتلك الصورة الفوضوية والدموية، لتلقي بظلالها على ثقة الحلفاء حول العالم في قيادة الولايات المتحدة ومدى التزامها بما هو متفق عليه.
5- انقلابات إفريقيا
كان 2021 هو عام الاستبداد في إفريقيا، إذ شهدت القارة السمراء انقلابات عسكرية في تشاد ومالي وغينيا والسودان، بينما قام الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد المؤسسات الديمقراطية ويحكم البلاد منفرداً منذ 25 يوليو/تموز بعد أن أصدر "إجراءات استثنائية"، وصفتها المعارضة بالانقلاب.
وعلى الرغم من أن تونس لم تشهد انقلاباً عسكرياً، إلا أن الإجراءات الاستثنائية التي أقدم عليها الرئيس وضعت مسار الديمقراطية في البلاد في مفترق طرق مرة أخرى. ووفق قرارات الرئيس، فإنه سوف يتم إجراء استفتاء على هذه الإصلاحات المقترحة في الخامس والعشرين من يوليو/تموز المقبل. وسوف تجرى الانتخابات البرلمانية يوم 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2022، حسبما أعلن سعيد.
أما في السودان، فقد استيقظت البلاد والعالم، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول، على حملة اعتقالات، شملت رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وعدد من وزرائه ومستشاريه وقادة قوى "إعلان الحرية والتغيير"، المكون المدني في السلطة الانتقالية في البلاد، ثم ألقى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بياناً في اليوم نفسه، أعلن خلاله جملة قرارات أنهت عملياً الشراكة بين العسكر والمدنيين في البلاد.
قرر البرهان إقالة حكومة حمدوك ومديري الولايات في السودان، كما حل مجلس السيادة، وألغى قرار حل المجلس العسكري، وجمّد عدداً من مواد الوثيقة الدستورية الموقعة في أغسطس/آب 2019، بمثابة دستور للفترة الانتقالية في البلاد، وانفرد البرهان وزملاؤه في المجلس العسكري بالسلطة في البلاد. ووسط تقارير عن وساطات تتم بين البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو من جهة وحمدوك، الموجود قيد الإقامة الجبرية، من جهة أخرى، شهد الأحد 21 نوفمبر/تشرين الثاني رفع الإقامة الجبرية عن حمدوك بعد توقيعه على اتفاق سياسي جديد مع البرهان، عاد بموجبه إلى منصبه رئيساً للوزراء وأعاد البرهان مجلس السيادة الذي كان قد أعلن حله من قبل.
ونص الاتفاق السياسي الذي وقعه حمدوك والبرهان على 14 بنداً، أولها التأكيد على الوثيقة الدستورية لسنة 2019 والمعدلة في 2020، وأنها المرجعية الأساسية القائمة لاستكمال الفترة الانتقالية، وثانيها ضرورة تعديل الوثيقة الدستورية بالتوافق بما يضمن مشاركة سياسية واسعة عدا حزب "المؤتمر الوطني" المحلول (حزب الرئيس المعزول عمر البشير). لكن القوى المدنية لا تزال مصرة على رفض اتفاق البرهان وحمدوك وتعتبره استمراراً للانقلاب.
وخلال العقود التي تلت حصول دول قارة إفريقيا على الاستقلال من الاستعمار الغربي، كانت الانقلابات العسكرية أمراً معتاداً، إذ ظل العدد الإجمالي لمحاولات الانقلاب في إفريقيا، في العقود الأربعة بين عامي 1960 و2000 ثابتاً، بمتوسط بلغ حوالي أربع محاولات انقلاب سنوياً. لكن في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، أي من 2000 وحتى 2019 انخفض المتوسط إلى حوالي محاولتين انقلابيتين فقط كل عام. لكن عام 2021 شهد أربع انقلابات وتعطيلاً للمسار الديمقراطي في دولة خامسة.
6- أزمة تايوان
كانت الصين وتايوان قد انفصلتا خلال حرب أهلية في الأربعينيات، وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة وتحظى بدعم أمريكي وغربي، لكن بكين لا تزال تصر على أنه ستتم استعادة الجزيرة في وقت ما، وبالقوة إذا لزم الأمر. ولا يعترف بتايوان سوى عدد قليل من الدول، إذ تعترف معظم الدول بالحكومة الصينية في بكين بدلاً عن ذلك. ولا توجد علاقات رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، ولكن لدى واشنطن قانون يلزمها بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
وشهد عام 2021 بروز ملف تايوان على رادار المناطق الساخنة المرشحة للانفجار، وكانت تلك القضية هي محور القمة الافتراضية الوحيدة بين الرئيس الأمريكي بايدن ونظيره الصيني شي خلال نوفمبر/تشرين الثاني، حيث وجه شي تحذيراً مباشراً لبايدن بشأن تايوان.
نقلت وكالة أنباء شينخوا عن الرئيس الصيني قوله: "تتحلى الصين بالصبر وتسعى لإعادة وحدة سلمية بكل إخلاص ودأب، لكن إذا أقدم المؤيدون لانفصال تايوان على استفزازات أو تجاوزوا الخط الأحمر، فسنضطر لاتخاذ إجراءات حاسمة". يأتي ذلك في ظل استعدادات صينية مكثفة مؤخراً لإعادة ضم الجزيرة بالقوة العسكرية.
7- أزمة أوكرانيا
بينما يلملم العام أوراقه، تواجه أوروبا أزمة أوكرانيا التي قد تتعرض لغزو روسي في أي وقت. يواصل فلاديمير بوتين حشد قواته على الحدود الروسية الأوكرانية، جنباً إلى جنب مع النفي الرسمي لنية الغزو العسكري، ومطالبة إدارة جو بايدن بتقديم ضمانات قانونية ملزمة تنص على أن حلف الناتو لن يضم أوكرانيا.
قد تكون الأزمة متشابهة حد التطابق مع ما حدث عام 2014، حينما دخل الجيش الروسي إلى إقليم شبه جزيرة القرم الأوكراني وأعلن الكرملين ضم الإقليم إلى الاتحاد الروسي، فردت الولايات المتحدة وأوروبا بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا وطردها من مجموعة الثماني، لتصبح مجموعة السبع حتى الآن.
وتخشى الحكومة الأوكرانية من تكرار ما حدث في القرم، خصوصاً أن واشنطن وبروكسل أعلنتا عدم إرسال قوات أمريكية أو تابعة لحلف الناتو إلى أوكرانيا لصد الغزو الروسي المحتمل، والاكتفاء بالتهديد بفرض عقوبات على موسكو إذا ما حدث الغزو فعلاً.
الآن من المقرر إجراء مفاوضات بين موسكو وواشنطن خلال النصف الأول من يناير/كانون الثاني 2022، بهدف مناقشة المطالب الروسية، فهل يوافق بايدن على "خطوط بوتين الحمراء" أم يقع الغزو الروسي؟
8- دلتا أولاً وأوميكرون ثانياً
حملت نهاية عام 2020 وبداية 2021 شعلة الأمل فيما يتعلق بالحرب على وباء كورونا، بعد التوصل للقاحات في زمن قياسي وبدء كثير من الدول حملات تطعيم مواطنيها بالفعل.
لكن ظهور سلالة دلتا في بريطانيا مطلع العام، ثم دلتا بلاس الهندية في مارس/آذار، والتي فتكت بالهند خلال الأشهر التالية، أطال أمد المعركة ضد الفيروس الذي كانت بداية تفشيه أواخر 2019 في مدينة ووهان الصينية.
وبعد فترة من القلق والتشكيك في مدى قدرة اللقاحات على الوقاية من سلالة دلتا بلاس سريعة التفشي مقارنة بالفيروس الأصلي، تعايش العالم مع السلالة وبدأت الجرعات التنشيطية في الدول القادرة على توفير اللقاحات لمواطنيها، وبدأت كثير من الدول في رفع الإجراءات الاحترازية والإغلاق وعاد النشاط الاقتصادي جزئياً.
وفي الوقت الذي كان العالم يستعد للعيش مع الوباء، في ظل اقتراب دول من تطعيم مواطنيها بالكامل، أثار ظهور المتحور "أوميكرون" الذعر مرة أخرى، بسبب العدد الهائل من الطفرات في بروتين الفيروس يعني أنه يمثل قلقاً حقيقياً لقدرته على مقاومة الأجسام المضادة الموجودة حالياً، سواء نتيجة للقاحات كورونا أو المناعة الطبيعية.
وزاد القلق بعد أن أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرات مقلقة بشأن "أوميكرون"، واصفة إياه بأنه قد يكون الأخطر على الإطلاق منذ اكتشاف سلالة دلتا، وكان ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني، لتعود إجراءات الإغلاق ومنع السفر مرة أخرى وتلقي بالشكوك حول المدى الزمني للحرب على الوباء.