ثورة عسكرية حقيقية شهدها عام 2021، ثورة أقلقت الغرب وخاصة الولايات المتحدة، لأن كثيراً من الاختراقات في التكنولوجيا العسكرية هذا العام قد تحققت على يد أعدائها، بحيث يمكن القول إن السمة الرئيسية التي تميز تكنولوجيا الأسلحة في 2021 أن الغرب اكتشف تخلفه في عدة مجالات بشكل قد يقلب موازين القوى العالمية.
في هذا التقرير نرصد أهم الأسلحة في 2021 سواء تلك التي برزت في ميادين القتال أو تلك التي جرى تطويرها أو اختبارها، والتي من أبرزها، أسلحة الليرز، الأسلحة فرط الصوتية، المدافع الكهرومغناطيسة، الأسلحة الشبحية، والطائرات المسيرة.
أهم التقنيات العسكرية والأسلحة في 2021
الطائرات المسيرة: تواصل التحليق بلا رادع
خلال عام 2021، واصلت الطائرات المسيرة ثورتها الخاصة التي وصلت لذروتها في عام 2020، عندما غيرت الطائرات المسيرة التركية مسارات المعارك في ليبيا وإدلب بشمال سوريا وحرب ناغورنو قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان.
واصلت تركيا جني ثمار نجاحاتها في عام 2020، عبر عقد صفقات أو تفاهمات أولية لبيع طائراتها المسيرة لدول عدة منها أوكرانيا وبولندا، تونس، وأذربيجان، وهناك حديث عن صفقات محتملة مع إثيوبيا ولاتفيا وحتى باكستان والهند والمغرب.
وخاضت الطائرات المسيرة التركية معارك أقل في 2021، حيث استخدمتها أوكرانيا ضد هدف تابع للمتمردين الموالين لروسيا في إقليم الدونباس المنشق عن كييف، مما أثار غضب موسكو بشدة، ويعتقد أن هذا أحد دوافع حشدها العسكري الأخير ضد أوكرانيا.
وفي إثيوبيا، أيضاً، أفادت تقارير بأن الطائرات المسيرة تغير دفة المعارك لصالح القوات الحكومية بعدما تعرضت لهزيمة مدوية على يد المتمردين التيغراي قبل بضعة أسابيع.
وتفيد تقارير بشراء إثيوبيا طائرات مسيرة من إيران والصين، وكذلك مشاركة طائرات مسيرة صينية الصنع مملوكة للإمارات في الهجمات على التيغراي، كما أن هناك حديثاً عن أن إثيوبيا تتفاوض مع تركيا لشراء طائرات بيرقدار، ولكن لم يُعرف هل تمت هذه الصفقة أم لا.
ويُعتقد أنَّ تقدُّم قوات التيغراي نحو إقليم العفار الذي يربط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بميناء جيبوتي، سهَّل مهمة الطائرات المسيرة المملوكة للجيش الإثيوبي؛ نظراً إلى طبيعة منطقة عفار الصحراوية والأقل جبلية من إقليمي التيغراي وأمهرة.
ولكن المستخدمين الرئيسيين للطائرات المسيرة في 2021، لم يكونوا من الدول بل الحركات المسلحة، حيث استخدمتها حماس إلى جانب الصواريخ لمحاولة اختراق القبة الحديدية الإسرائيلية؛ وهو أمر أثار قلق الجيش الإسرائيلي أكثر من الصواريخ بالنظر لقدرة الطائرات بدون طيار على التهرب من الرادرات، كما استخدمها الحوثيون بكثافة ورغم إسقاط الدفاعات الجوية السعودية للعديد منها فإن هذه الطائرات شكلت أكبر ضغط على الداخل السعودي من قبل الحوثيين.
الأسلحة الشبحية: تتوسع من المقاتلات للمدرعات
أصبحت إخفاء الطائرات هي المقاربة الرئيسية للتقنيات العسكرية منذ عقود، وتحديداً منذ أن قدمت أمريكا طائرتها الشبحية الشهيرة إف 117، التي تقاعدت الآن، وما زالت الطائرات الخفية هي الهدف الأسمى لكل أسلحة الجو الكبرى، وحتى بعد ما أثير من جدل حول فاعلية واقتصادية الطائرة الأمريكية الشبحية إف 35 ما زالت العديد من الدول تريد شراءها وما زالت قلب عملية تطوير سلاح الجو الأمريكي والعديد من الدول الغربية وكذلك إسرائيل، فيما قطعت الصين شوطاً في تطوير طائرتها الشبحية J-20، يعتقد أنه فاق مسار الطائرة الشبحية الروسية سوخوي 57.
ولكن اللافت في عام 2021، محاولة توسيع نطاق الشبحية ليشمل أسلحة أخرى، وفي هذا الإطار تطور الولايات المتحدة سفناً حربية شبحية.
كما تطور شركة BAE Systems البريطانية نظاماً للإخفاء والتمويه يستخدم في العديد من المركبات العسكرية، حسبما ورد في تقرير لموقع Pocket-lint.
هذا النظام الذي يدعى ADAPTIV، تقوم فكرته على أن لإطلاق النار على العدو يجب أن تستطيع رؤيته، ولذا يقوم النظام بإخفاء بصمة الأشعة تحت الحمراء للمركبة العسكرية التي يستخدمها وحمايتها من الاكتشاف عبر السماح لها بالاندماج مع محيطها.
تعمل هذه التقنية بشكل أساسي على أنظمة التصوير الحراري وتضمن توفير بعض الحماية لمركبات القتال من الاكتشاف الأولي.
يتكون نظام التمويه ADAPTIV من نظام يمكن تثبيته في وحدات على أي مركبة وتسخينه أو تبريده حسب الضرورة ليلائم البيئة المحيطة.
يمكن أيضاً استخدام نفس النظام لتمييز المركبات المتحالفة مع القوات الصديقة ومنع حوادث النيران الصديقة.
الدبابة السويدية T Ghost أو "الشبح تي" هي دبابة مموهة تستخدم نظام BAE's ADAPTIV لجعلها غير مرئية لأنظمة التصوير الحراري للعدو. وهي تستخدم أيضاً مدفعاً رئيسياً مدمجاً عالي العيار 120 ملم مع تقنية جديدة مصممة لتقليل الارتداد وخفض الوزن الإجمالي للمركبة.
والنتيجة هي دبابة قتالية متوسطة نشيطة وقوية تسمح، من الناحية النظرية، للمستخدمين بالضرب أولاً قبل أن تدرك القوى المعادية أنها موجودة.
الأسلحة الكهرومغناطيسية: تركيا تحاول اللحاق بأمريكا
يعتقد أن الأسلحة الكهرومغناطيسية، ستكون أحد أسلحة المستقبل، ونظام المدفع الكهرومغناطيسي على سبيل المثال لا يحتاج إلى بارود؛ إذ يعتمد على المجال المغناطيسي الناتج عن تيار عالٍ لدفع الذخيرة أو المقذوفات بسرعات عالية للغاية، مثل 6 أضعاف سرعة الصوت.
وفي نهاية العام الماضي، اختبرت تركيا، المدفع الكهرومغناطيسي ( ŞAHİ 209 Block-2).
وهناك دول قليلة في العالم التي لديها هذا السلاح، أغلبها في مرحلة التجريب، منها الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وإيران والهند.
ولدى الولايات المتحدة نظام يدعى الذخيرة المتفجرة الهيدروديناميكية المغناطيسية (MAHEM)، وهو نظام أسلحة يستخدم مولد تدفق مغناطيسي لإطلاق قذيفة دون الاستخدام التقليدي للمتفجرات الكيميائية؛ مما يخلق نظام إطلاق أكثر كفاءة ودقة. يستخدم نظام أسلحة المقذوف هذا أيضاً المعدن المنصهر لاختراق المركبات المدرعة للعدو؛ مما يزيد من معدل القتل والفاعلية في ساحة المعركة.
مطلق موجات الصدمات: سلاح غير قاتل
نظام TASER Shockwave عبارة عن نظام مصمم للمساعدة في مواقف مكافحة الشغب، من خلال إطلاق العديد من بنادق الصعق TASER X26، دون قتل المشاغبين، وهو قادر على التقييد بالسلاسل للخصوم.
يتكون نظام مطلق موجات الصدمات من 36 مسدساً صاعقاً في صفين. يمكن نشر مسدسات الصعق الكهربائي دفعة واحدة، أو عن طريق الصف.
تم تصميم Taser Shockwave لإنشاء حاجز ثابت ضد أعداء متعددين. يمكن أن تصل إلى هدف يصل إلى 35 قدماً ويمكنه اختراق الملابس السميكة للوصول إلى الجلد.
الغرض من المسدسات الصاعقة أن تكون غير قاتلة؛ على افتراض أن جهاز الصعق الكهربائي يستخدم بشكل صحيح، ويعمل بشكل طبيعي، والضحية بصحة جيدة إلى حد معقول، في هذه الأحوال يقال إنه قد يؤدي إلى مقتل شخص واحد من كل ألف شخص يستخدم ضده النظام.
الروبوت المسلح: يقاتل وينقذ زملاءه
النظام الروبوتي المسلح المتطور المعياري عبارة عن نظام أمريكي يتكون من روبوت مدجج بالسلاح مصمم لإنقاذ الأرواح والتعامل مع المواقف الخطرة للغاية بدلاً من إرسال أشخاص حقيقيين إليها.
يمكن تسليح روبوت MAARS بمدفع رشاش M240B 400 طلقة أو قاذفة قنابل يدوية أو حتى استخدامه لسحب الجنود المصابين من الخطر. وهو قادر على الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 7 أميال في الساعة فقط، وهو سريع بما يكفي لمواكبة القوات ولديه القدرة على البقاء أيضاً- مع نظام بطارية قادر على العمل لمدة تصل إلى 12 ساعة.
لحسن الحظ، لا يوجد ذكاء اصطناعي متورط، لذلك لن نشهد انتفاضة الروبوتات في حال استخدام هذا النظام.
يمكن استبدال نظام الأسلحة في الروبوت بذراع مناور يمكنها رفع 120 رطلاً (54 كجم)، مما يجعله قادراً على التقاط قذائف مدفعية عيار 155 ملم، ويمكنه سحب أكثر من 300 رطل (140 كجم).
روبوتات الذكاء الاصطناعي: جنود آليون يقتلون بلا رحمة
أظهر سوق الروبوتات العسكرية ارتفاعاً مستمراً في ميزانيات الدفاع للدول الرائدة في السنوات الأخيرة. وتشير أحدث البيانات المتاحة إلى أن حجم سوق الروبوتات العسكرية من المرجح أن ينمو من 14.5 مليار دولار في عام 2020 إلى 24.2 مليار دولار بحلول عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.7%.
ويمكن للجنود الآلية أو الروبوتات المقاتلة أن تشكل ربع الجيش البريطاني في ثلاثينيات القرن الحالي عندما سيبلغ عددها 30 ألف "جندي آلي" يمثلون جزءاً لا يتجزأ من الجيش البريطاني، ويعملون جنباً إلى جنب مع الجنود البشر، حسب تقرير لصحيفة the Guardian البريطانية.
كل فرع من فروع الجيش الأمريكي يطالب الآن بالمزيد والمزيد من الروبوتات، كما أن روسيا والصين لا تقفان مكتوفتي الأيدي. يُعتقد أن لدى روسيا غواصة بدون قائد مزودة بـ"ذخيرة نووية". تقول الصين إنها ستكون الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) الذي يمثل أساس تطوير مثل هذه الروبوتات بحلول عام 2030.
هناك العديد من التجارب حول استخدام جنود آليين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي ولكن التجارب تثبت أن المسألة ليست سهلة في ضوء أن بيئات القتال أكثر صعوبة وأقل توقعاً منذ البيئات الصناعية والحياة اليومية، وهناك مخاوف من خروجها عن السيطرة.
طائرات يقودها الذكاء الاصطناعي: هزمت طياراً أمريكياً مخضرماً
حدث تاريخي وقع عام 2021، هو هزيمة طيار أمريكي مخضرم على يد طيار ذكاء اصطناعي، وليس في معركة واحدة فقط، بل في خمس معارك.
هذه المعركة لم تكن حقيقية بل نُظمت بطريقة محاكاة القتال من قبل وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA) التابعة للبنتاغون والمسؤولة عن تطوير التقنيات الناشئة للجيش الأمريكي.
واحتفى أنصار الذكاء الاصطناعي بهذا الحدث واعتبروه بداية لعصر جديد يقوم على الطائرات التي يقودها الذكاء الاصطناعي.
ويجب ملاحظة أن هناك فرقاً بين الطائرات التي يقودها الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة، فالأخيرة، رغم خلوها من طيار، فإن من يتخذ القرارات هو قائد بشري.
طائرات مسيرة تتعاون مع المقاتلات: الصين وتركيا تتقدمان
واحدة من التقنيات التي يجري تطويرها حالياً، ولكن لم تدخل الخدمة، هي التعاون بين الطائرات المسيرة والطائرات المقاتلة التي يقودها البشر، عبر قيام الطيار البشري في المقاتلة بالتحكم في الطائرة المسيرة.
وتطور تركيا طائرة مسيرة أسرع من الصوت، سيتم استخدامها في اختبار وتطوير أنظمة الدفاع الجوي، ولكن من بين وظائفها أن تكون معاونة لطائرة القتال الوطنية التركية (MMU)ـ التي تسعى أنقرة لإنتاجها بحيث تكون الطائرة المسيرة التركية الأسرع من الصوت قادرة على الطيران جنباً إلى جنب مع طائرة القتال التركية (MMU) وتنفيذ عمليات مشتركة معها، بحيث سيتمكن الطيار في (MMU) من التحكم وإدارة الطائرات المسيرة الأسرع من الصوت من حوله.
كما يستعد الجيل الخامس من الطائرات الشبحية الصينية J-20 "Mighty Dragon" ليتم تزويده بقدرات لإدارة وقيادة طائرات بدون طيار.
فوفقاً لتقرير لموقع Eurasian Times، نقلاً عن مصادر صينية، فإن الصين تسعى لإنتاج نسخة ذات مقعدين من الطائرة المقاتلة الشبحية J-20 قريباً، على أن تكون بأنظمة حرب إلكترونية قوية (EWS)، وتنشر طائرات بدون طيار.
ستمثل هذه الفكرة إذا تم تنفيذها ثورة في عالم الطيران، لأن الطائرات المسيرة التي يتم التحكم فيها من المقاتلات سوف تمكّن الأخيرة من اكتشاف المنافسين مبكراً، واستخدام المسيرات كفخاخ، بل حتى إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من على متنها.
بل تستطيع أن تقوم بإطلاق الطائرات بدون طيار لتنفيذ غارات في المناطق الخطرة.
الميزة أن أغلب الطائرات المسيرة المشهورة تستطيع الطيران لمسافات أو أوقات طويلة، وبالتالي تستطيع مرافقة المقاتلات لمسافة مناسبة، كما أن بصمتها الرادارية منخفضة جداً، بحيث يصعب اكتشافها من الرادارات.
ولكن مشكلة الطائرات المسيرة أنها لا تستطيع الطيران بسرعة مرتفعة، ما يقلل من قدراتها على اللحاق بالسرعات العالية للمقاتلات خاصة أثناء المناورات.
ومن هنا تأتي أهمية المشروع التركي لإنتاج الطائرات المسيرة الأسرع من الصوت، لأنها تتيح فرصة للمسيرات أن ترافق المقاتلات التي تقودها في العمليات التي تحتاج سرعة عالية.
سفن وغواصات بدون بحارة: بعضها قد يفجِّر تسونامي مشعاً
أطلقت تركيا رسمياً أول زورق حربي بدون قائد "ULAQ"، مكلف بتنفيذ عمليات هجومية بحرية، في مؤشر على سعيها للاستفادة من نجاح تجربة طائراتها بدون طيار لصنع أسطول من السفن والزوارق غير المأهولة.
وتسعى تركيا ليعمل الزورق بشكل مستقل مع وجود خوارزميات الذكاء الاصطناعي على أجهزة الكمبيوتر الموجودة على متنه.
سيتم تسليح الزورق الحربي التركي بدون قائد أيضاً بأنظمة حرب إلكترونية متقدمة مع مراعاة متطلبات الحرب المستقبلية والاحتياجات التشغيلية المتنوعة.
والولايات المتحدة لديها أيضاً أبحاث لإنتاج سفن بدون قائد، حيث تقوم البحرية الأمريكية بتجربة سفينة تزن 135 طناً تسمى "Sea Hunter" يمكنها القيام بدوريات في المحيطات بدون طاقم، وتبحث عن غواصات يمكن أن تهاجمها ذات يوم بشكل مباشر.
وأفادت مجلة The Forbes الأمريكية في نهاية عام 2020، بأن الصين نشرت أسطولاً من الغواصات المسيرة تحت الماء في المحيط الهندي.
هذه الغواصات تدعى Sea Wing هي نوع من المركبات غير المأهولة التي تعمل تحت الماء (UUV) والتي يمكن أن تبحر لشهور متتالية.
أما الروس فلديهم غواصة مدمرة فائقة السرعة بلا قائد تثير قلق الأمريكيين، تدعى "بوسيدون".
ولقد بدأت "بوسيدون" هذا العام مرحلة ما بعد التجارب، مما يعنى أن هذا السلاح المدمر اقترب من الدخول لنطاق العمل الفعلي، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
ويعتقد أن بوسيدون قادرة على أن تُدمر الموانئ وحاملات الطائرات الأمريكية، لدرجة إحداث تسونامي مشع.
أسلحة الليزر: وسيلة محتملة لإسقاط الطائرات المسيرة
في مواجهة ثورة الطائرات بدون طيار، يراهن الجيش الأمريكي على أسلحة الليزر لمنع تعرض قواته البرية لمذبحة قادمة من السماء.
يقوم الجيش الأمريكي بتسليح ما يصل إلى أربع مركبات قتالية نموذجية كبيرة وصغيرة، بأسلحة ليزر مصممة لإحراق أهداف العدو بسرعة الضوء.
وتختبر الولايات المتحدة الأمريكية سلاح ليزر مضاداً للطائرات المُسيَّرة.. لن يدمرها بل يتصدى لها بطريقة ستصدم مشغليها، حسبما ورد في تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.
وقالت الشركة المنتجة للسلاح: "يهدف الليزر إلى تشغيل أجهزة الاستشعار الكهروضوئية، مثل كاميرات الفيديو الرقمية وكاميرات الأشعة تحت الحمراء، على متن الطائرات المُسيَّرة، ومنع المُشغِّلين عن بُعد من توجيهها واستخدام الكاميرات بغرض جمع المعلومات".
كما تقوم روسيا بتطوير أنظمة ليزر مصممة لمواجهة الطائرات بدون طيار في روسيا، حسبما قال نائب وزير الدفاع الروسي، أليكسي كريفوروتشكو.
وكانت الأسلحة الروسية قد عانت من هزائم كثيرة مؤخراً أمام الطائرة التركية المسيرة في سوريا وليبيا وأذربيجان.
وفي عام 2018، أعلن معهد Polyus للأبحاث، وهو مركز علمي روسي رائد في مجال تقنيات الليزر، عن مناقصة لجزء من العمل البحثي الذي يهدف إلى إنشاء مجمع ليزر متنقل لمكافحة الطائرات بدون طيار صغيرة الحجم.
تركيا تدمج الليزر في الطائرات المسيرة
في المقابل، اختبر المهندسون العسكريون الأتراك مؤخراً أول طائرة مسيَّرة مسلحة بالليزر تسمى "إرين"، وهي طائرة ذات أجنحة دوارة تمكنها من التحليق لفترة طويلة فوق الأهداف المكلفة بتدميرها.
ويبلغ أقصى ارتفاع طيران لها 3000 متر، وهي ثمرة للتعاون المحلي المشترك بين مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية "توبيتاك"، وشركة "أسيس جارد" للإلكترونيات وأنظمة المعلومات، بإشراف من الإدارة العامة للأمن التركية.
الأسلحة المضادة للمسيرات: محاولة لم تنجح بعد
أفادت تقارير متطابقة عن محاولة- يرجَّح أنها روسية- جرت في نهاية عام 2020 لاختطاف طائرة مسيَّرة تركية الصنع بأذربيجان مؤخراً.
ولكن الطائرة التركية الصنع وهي من طراز "بيرقدار 2" تابعة لأذربيجان، دمرت نظام المراقبة والسيطرة الروسي الصنع الذي قام بالمحاولة بعد أن رصدت الطائرة محاولة السيطرة على أجهزتها.
وحسب التقارير التركية ووالروسية فإن الطائرة التي جرت محاولة اختطافها من جهة تعمل في أرمينيا، وإن محاولة السيطرة جرت عبر النظام الروسي الشهير Kvant 1L222 Avtobaza، وهو نظام مصمم لاكتشاف الرادارات المحمولة جواً ذات المظهر الجانبي ورادارات التحكم في النيران جواً ورادارات التحكم في الطيران على ارتفاعات منخفضة، فضلاً عن توفير بيانات استخباراتية.
فهذا النظام الروسي الفريد بمثابة رادار صائد لإشارات الرادارات والمسيّرات في آن واحد.
كما يعمل معهد أبحاث روسي على تسجيل براءة اختراع "شبكة" جديدة طائرة لصيد أو إسقاط الطائرات بدون طيار أو الطائرات المسيرة، مصممة لاكتشاف وتتبع والاستيلاء على طائرات العدو بدون طيار، كوسيلة لتعطيلها من مهاجمة أو تنفيذ مهام المراقبة.
المدرعة بلاك نايت ARCV: بديل للجنود
المدرعة البريطانية التي تقاد آلياً Black Knight صُممت ليتم إرسالها إلى المواقف شديدة الخطورة لتجنب الخطر غير الضروري على القوات البشرية.
وهي مزودة بمدفع عيار 30 ملم ومدفع رشاش محوري عيار 7.62 ملم، جنباً إلى جنب مع القدرة على النشر من طائرة نقل عسكرية، الأمر الذي يجعل هذه المركبة القتالية لا يستهان بها.
ورغم أنها واعدة، إلا أن التكنولوجيا الحالية لا تخلو من القيود والمشكلات المتعلقة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والاتصالات اللاسلكية وأجهزة الاستشعار لا تزال بحاجة إلى العمل، ولكن من الواضح أنها مركبة قتالية مبشرة.
كانت الدبابة الروسية المسيرة آلياً "أوران-9" هي أول مركبة يتم التحكم فيها عن بعد تخوض قتالاً حقيقياً؛ حيث اختبرتها روسيا في المعارك في سوريا، وكانت النتيجة مخيبة بالنسبة لمصنعيها.
مولد الرعد: وسيلة لإطلاق الصواعق على البشر
قبل بضع سنوات، كان الجيش الإسرائيلي يختبر سلاحاً يُعرف باسم مولد الرعد.
تم تصميم هذه الآلة لتفجير انفجار في البرميل الخاص بها، ثم إطلاق ذلك كصدمة عالية السرعة يمكن استخدامها للصم (مؤقتاً) ودفع الناس إلى الخلف لمسافة تصل إلى 100 قدم.
نظام الطاقة النشط: تركيع الخصوم بطريقة فرن الميكروويف
نظام الطاقة النشط ADS سلاح طاقة غير فتاك آخر مصمم للمساعدة في السيطرة على الحشود والشغب. يعمل هذا النظام المعروف أيضاً باسم "أشعة الحرارة" عن طريق تسخين سطح الهدف وفقاً لنفس مبادئ فرن الميكروويف.
في حال التعرض المستمر له، يصاب الناس بحروق في الطبقة العليا من جلدهم.
المسدس الذكي: لا يقتل به إلا المرخص لهم
مسدس Armatix Smart هو مسدس من عيار 0.22 مزود بتقنية ذكية مصممة لضمان أنه لا يمكن إطلاقه إلا من قبل مستخدم مصرح له.
على عكس التصميمات من الأفلام، لا يعمل هذا المسدس بواسطة قارئ بصمات الأصابع في المقبض، ولكنه يتطلب بدلاً من ذلك استخدام ساعة ذكية مصاحبة.
البدلات الخارقة: تجعل الجنود مثل Iron Man
نظام ناقل الحمولة البشرية الأمريكي "Human Universal Load Carrier" عبارة عن بدلة هيكل خارجي تعمل بالطاقة الهيدروليكية تهدف إلى دعم الجنود في ساحات المعارك والسماح لهم بنقل الأحمال الثقيلة لفترات طويلة من الوقت دون الإرهاق المعتاد الذي قد يصاحب مثل هذه المهمة.
في صيف العام الماضي، خلال المواجهة الحدودية مع الهند، نشرت الصين قوات تشبه الأبطال الخارقين، حيث ارتدى الجنود الصينيون ما يعرف بـ"بدلات الهيكل الخارجي"، كما حدث في أفلام مثل Starship Troopers وIron Man.
ويطلق على "بدلات الهيكل الخارجي" إعلامياً البدلات الخارقة وهي عبارة عن آلات متحركة يمكن ارتداؤها، وتعمل بمحركات كهربائية أو بضغط الهواء أو رافعات أو مكونات هيدروليكية أو مجموعة من التقنيات التي تسمح بحركة أطراف الجنود مع زيادة القوة والقدرة على التحمل، حسبما ورد في موقع Eurasian Times المتخصص في الشؤون العسكرية الآسيوية.
نظام تجنيد الحشرات: يستطيع التجسس على الأعداء
النظام الميكانيكي الكهروميكانيكي الهجين للحشرات (HI MEMS)، هو نظام أمريكي مستوحى من الخيال العلمي، يعتمد على استغلال وتجنيد الحشرات.
يتضمن النظام غرس التقنيات في الحشرات في مرحلة اليرقة والشرانق، بحيث يمكن تزويد الحشرات بالكاميرات وأجهزة التتبع التي توفر إمكانات تجسس مثالية لا يتوقعها أحد لمراقبة العدو، حسب موقع Pocket-lint.
الصواريخ فرط صوتية: المجال الذي تخلفت فيه أمريكا
واحدة من أكبر الأخطار التي تواجه أمريكا حالياً، هي الصواريخ فرط صوتية، أي الصواريخ التي تطير بعدة أضعاف سرعة الصوت، حيث يعتقد أن أمريكا تخلفت عن خصومها في هذه التكنولوجيا، إذ تركز الصين وروسيا وحتى كوريا الشمالية بشكل كبير على هذا المجال.
فبهدف صنع جيل جديد من أنظمة الردع النووي، تعمل الصين وروسيا والولايات المتحدة تعمل على تطوير نماذج أولية لصواريخ فرط صوتية، كما تبحث فرنسا أيضاً في تطوير قدرات تفوق سرعة الصوت.
ولكن إحدى المفاجآت بالنسبة لواشنطن خلال عام 2021، هي اختبار كوريا الشمالية صاروخاً فرط صوتي، فيما أدخلت روسيا أسرع صاروخ في العالم وهو الصاروخ "تسيكرون" حيز التصنيع.
وسبق أن صرَّح مصدر مطلع على شؤون الدفاع لوكالة أنباء "تاس" الروسية بأنَّ تسيكرون يتمتع بمدى يصل إلى حوالي 1500 كيلومتر للأهداف البرية و"أقل بقليل" من ذلك لإصابة الأهداف البحرية، وأن سرعته تسعة أضعاف سرعة الصوت.
ويبدو أنَّ تسيكرون لديه الإمكانية لتعريض مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية للخطر.
يقال إن الصاروخ لا يمكن اعتراضه حتى من قبل الأنظمة الأمريكية المتطورة. والسبب هو أن الأسلحة فرط صوتية لها مسار باليستي منخفض في الغلاف الجوي، إضافة لسرعتها العالية، مما يسمح لها بتجاوز الدفاعات النموذجية المضادة للصواريخ.
يتحرك صاروخ تسيكرون بسرعة كبيرة لدرجة أن ضغط الهواء أمام السلاح يولد سحابة بلازما تمتص الترددات الراديوية ويجعلها غير مرئية تقريباً لأنظمة الرادار النشطة.
قال برنت إيستوود، محرر شؤون الدفاع والأمن القومي بمجلة "1945"، وهي مجلة للسياسة الخارجية بواشنطن العاصمة، لمجلة Newsweek الأمريكية: "بافتراض أنَّ الصاروخ تسيكرون مزدوج الاستخدام، أي أنَّه تقليدي وقادر على حمل رؤوس نووية، أظن أنَّه يقلب الميزان النووي مع الولايات المتحدة. وباعتباره صاروخاً مضاداً للسفن، فإنَّه قد يسحق نظام الدرع القتالي (أيغيس) الأمريكي".
ونفت الصين، مؤخراً، تقارير عن إطلاقها صاروخاً فرط صوتي قادراً على حمل رأس نووي، كما أفادت تقارير بأنها أطلقت مركبة تستطيع الدوران حول الكرة الأرضية.
التفاصيل حول ما يمكن أن تفعله الأسلحة فرط صوتية، غامضة إلى حد ما، بسبب الطبيعة السرية للغاية لهذه التكنولوجيا، إضافة إلى حداثتها.
ولكن الرأي السائد هو أن الجيل الحالي من الأسلحة الدفاعية غير قادر إطلاقاً على اعتراض صاروخ أو مركبة انزلاقية فرط صوتية، حسب موقع Airforce Technology.
"أمل واشنطن الوحيد" في مجال الدفاع ضد الصواريخ فرط صوتية، هو نظام الاعتراض الأرضي المعروف باسم Glide Phase Interceptor، أي "معترض عملية الانزلاق" (GBI)، والذي يتم تطويره بتكلفة كبيرة في الولايات المتحدة، ولم يعمل بعد.