قد لا تكون روسيا والصين متحالفتين رسمياً، لكنهما تظلان شركاء حين يتعلّق الأمر بالمعدات العسكرية. وبالرغم من بناء الصين لصناعة أسلحة محلية، لكن بكين لا تزال تلجأ إلى موسكو من أجل الحصول على محركات الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي.
ومن المقرر أن تستمر هذه الشراكة. إذ يُمكن أن تكون الهند والصين وبعض الدول السوفييتية السابقة من بين أوائل المشترين لمنظومة الدفاع الصاروخي المتقدمة المضادة للطائرات إس 500، كما يقول تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
ما هي منظومة إس 500 الدفاعية الروسية؟
تم تطوير نظام الدفاع الصاروخي إس 500 المتنقل بصواريخ أرض-جو مضادة للصواريخ الباليستية على يد Almaz-Antey Air Defence Concern، لتحل محل أنظمة إيه 135 الصاروخية المستخدمة حالياً، حيث تسلم الجيش الروسي في سبتمبر/أيلول الماضي أول دفعة من صواريخ إس 500.
ووفقاً لتقرير صادر عن وكالة تاس، أرادت روسيا من تطوير نظام الدفاع الجوي S 500، أن يكون قادراً على تدمير الأقمار الصناعية والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت (فرط صوتية) في المدار الفضائي المنخفض.
وتُعتبر منظومة إس 500 بمثابة ترقيةٍ لنسخة إس 400 تريومف، لكنّها ستُستخدم لدعم النسخة القديمة وليس استبدالها. وتتمتّع المنظومة بمدى يصل إلى نحو 600 كيلومتر، كما تقول التقارير إنّها قادرة على استهداف الصواريخ فرط الصوتية الجوالة والمقاتلات الشبح. كما يزعم المحللون أنها قادرةٌ كذلك على استهداف الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض.
وبحسب التقارير الروسية، يمكن لنظام S-500 اكتشاف ومهاجمة ما يصل إلى 10 رؤوس حربية للصواريخ الباليستية تحلق بسرعة تزيد على أربعة أميال في الثانية. ويمكن للمنصة المضادة للصواريخ أيضاً استخدام العديد من أنظمة الرادار المتميزة الموجهة نحو أهداف مختلفة، ويمكن أن يشمل ذلك رادارات مختلفة لاكتشاف الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ في نفس الوقت.
في الاختبارات السابقة له، قيل إن نظام S-500 قد أصاب صواريخ هدف من مدى 480 كم، وهو أطول مدى تتمكن فيه أنظمة دفاع جوي من ضرب هدف.
النطاق المعلن للنظام هو 600 كيلومتر. وفقاً للمعلومات غير الرسمية، سيكون لدى إس 500 وقت استجابة يبلغ حوالي 3-4 ثوانٍ، أي أقل من النصف مقارنة بـ S-400 الذي تبلغ وقت استجابته 9-10 ثوانٍ.
وبالنسبة للصاروخ الرئيسي لمنظومة S-500، فهو صاروخ 40N6 بطول 30 قدماً، وهو صاروخ يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين وقادر على الوصول إلى سرعات 9 ماخ برأس حربي متشظّ بمدى يصل إلى 310 أميال ودقة 95%. وستستخدم منظومة S-500 نوعين جديدين من الصواريخ هما: 77N6-N و77N6-N1، أول صواريخ روسية على الإطلاق برؤوس حربية خاملة قادرة على تدمير الرؤوس الحربية النووية بقوة الإصابة المباشرة. وستضرب الصواريخ الباليستية على ارتفاع 185 كم، ما يقلل بشكل كبير من تأثير حطامها.
من المتوقع أن يستخدم نظام إس-500 رادار إدارة المعركة (91N6A (M ورادار الاستحواذ على الأهداف 96L6-TsP إلى جانب رادارات الاشتباك متعددة الأوضاع 76T6 الجديدة. وتعتقد روسيا أن الهند والصين ستكونان أول المشترين لمنظومة S-500 في المستقبل.
ما الذي ستعنيه منظومة إس 500 الدفاعية للصين والهند؟
تقول مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إنه من المنطقي أن تكون الصين مهتمةً بهذه المنصة، بينما تُواصل تأمين موقعها في بحر الصين الجنوبي. وربما تتعقّد الأمور بعض الشيء لأنّ الهند قد تكون أول مشترٍ محتمل لمنظومة إس 500. لكن حقيقة اهتمام الصين والهند -الخصمين المحتملين- بالمنظومة لا تُشكل مصدر قلقٍ كبير لروسيا في الوقت الحالي.
إذ قال ديمتري شوغايف، مدير الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني، خلال مقابلةٍ مع شبكة BBC البريطانية يوم الثلاثاء السابع من ديسمبر/كانون الأول: "نحن ننظر إلى الهند، وكذلك الصين، وكل دولة تربطنا بها علاقات شراكة طويلة الأمد باعتبارها من المشترين المحتملين لهذه المنظومة الجديدة"، وذلك بحسب تقرير شبكة TASS الروسية.
كما تُعتبر الهند شريكاً استراتيجياً قديماً لروسيا بحسب شوغايف. ولطالما اعتمدت نيودلهي على معدات روسية الصنع مثل الدبابات، والأسلحة الصغيرة، والطائرات. كما أنّ أهم سفن البحرية الهندية في الوقت الحالي، حاملة الطائرات فيكراماديتيا، كانت في الأصل من الطرادات الناقلة السوفييتية في السابق قبل بيعها إلى نيودلهي عام 2004.
وقد اشترت الهند أنظمة إس 400 تريومف أيضاً. إذ أوضح شوغايف: "لقد وقعنا عقداً لبيع أنظمة إس 400، وسوف يحصلون على أول كتيبة من المنظومة بحلول نهاية العام. ولهذا فمن المنطقي أن تُبدي الهند اهتمامها في المستقبل القريب وتطلب منا أنظمة إس 500 أيضاً".
متى ستبدأ روسيا بتسليم هذه المنظومة لزبائنها؟
بينما يصطف الزبائن الأجانب المحتملون على أبواب روسيا، قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل بدء تصدير منظومة الدفاع الجوي المتقدمة، حيث من المتوقع أن تبدأ روسيا تصدير منظومة إس 500 بعد الانتهاء من تسليم العدد المطلوب للقوات الروسية أولاً. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، نقلت وكالة Reuters البريطانية أنّ روسيا أنهت اختبارات أنظمة إس 500 وبدأت إمداد القوات المسلحة بها. في حين قال شوغايف: "سنعرف مع الوقت متى سيحدث هذا. وسوف نراجع الطلبات المحتملة بشكلٍ منفرد في كل حالة بعينها".